شخصية السيدة فاطمة رضي الله عنها في الشعر الإسلامي المعاصر

هي السيدة الفاضلة فاطمة بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب، الهاشمية القرشية، وأمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. 

تعد من نابهات قريش. وإحدى الفصيحات العاقلات. 

   تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في الثامنة عشر من عمرها، وولدت له الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب. 

  وعاشت بعد أبيها ستة أشهر. 

  وهي أول من جعل له النعش في الإسلام، عملته لها أسماء بنت عميس، وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة. 

 ولفاطمة 18 حديثاً.

 وللسيوطي (الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة - خ) في 53 ورقة.

 ولعمر أبي النصر (فاطمة بنت محمد - ط).

 ولأبي الحسن الرندي النجفي من شيعة العراق (مجمع النورين - ط) في سيرتها ومناقبها.

    وأما صورة السيدة فاطمة في الشعر فيبلغ عدة مجلدات ولكن معظمه من شعر الرافضة الذين ملؤوا أشعارهم بالكذب والحقد على الصحابة رضي الله عنهم حيث صوروهم يكسرون ضلع الزهراء، ويحرقون بيتها إلى أخر هذه الأكاذيب، ويرد عليهم أين كان علي زوجها البطل الشجاع، وكيف يزوج ابنته أم كلثوم ممن كسر ضلع فاطمة الزهراء، ولقد تراجع بعض عقلاء الشيعة عن هذه الترهات.

     وسوف نقف عند ما قاله شعراء أهل السنة والجماعة ففيه الكفاية لمن أراد الهداية، فقد كتب الشاعر الداعية د. عبد الرحمن العشماوي قصيدة عن السيدة فاطمة بنت محمد ـ رضي الله عنها ـ وعدد الأبيات: 10 أبيات يقول فيها:

يا ليل فاطمةٍ اقصرْ ولا تطلِ

فعندها شمعة الإيمانِ والأمل

قنديل تسبيحها يا ليل يسعده

وصيته عندها من أفضل الرسل

هي ابنة المصطفى الهادي ويالك من

أبوَّةٍ شرفتها، وهي زوج علي

أم الحسينينِ ما أغلاه من نسبٍ

لو حاولت نيله الأفلال لم تنلِ

يا ليل فاطمة ما زلت تبصره

تدعو وتسمع منها صوت مبتهلِ

تسبيحها يجعل الليل البهيم ضحى

تضيئه بجميل القول والعمل

شبيهة بأبيها، وهي ساكنة

في قلبه زهرةً في روضه الخضلِ

تمشي على بسط الإيمان طاهرةً

سليمة القلب من حقدٍ ومن دَغَلِ

محمودة الصبر ، تأبى أن تفارقه

وقلبها الحرُّ لا يشكو من الزَّللِ

     فهو يصور السيدة الطاهرة بأنها فرع في غصن الدوحة المحمدية، تربت في بيت النبوة، طيبة القلب، سليمة الصدر، لا تعرف الحقد على أصحاب والدها وأخلص تلاميذه الصديق والفاروق، بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أول الناس لحوقا به.

يا زَهْرةَ الأَنوارِ:

    وكتب الشاعر المصري المسلم (صبري الصبري) يقول:

    ويصور الشاعر جميع المسلمين بأنهم يحبون أهل البيت النبوي بدون مبالغة، ولا دجل، فهم مصابيح الهدى والنور..فيقول:

     ويشعر صبري الصبري بالعجز عن وصف محاسن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ولكن مايبذله هو جهد المقل ..فما عساه أن يقول في وصف البتول بنت الرسول صلى الله عليه وسلم:

   لقد دافعت السيدة فاطمة عن والدها، ووقفت في وجه فرعون الأمة، وأزاحت الأذى عنه صلى الله عليه وسلم..

    لقد كانت رفيقة درب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه تحملت معه مشاق الطريق في الدعوة إلى الله، وصبرت على الجوع والفقر، وتعبت في تربية أولادها وبناتها...

      فهي ابنة النبي عليه الصلاة والسلام، وزوجة الإمام الفارس المقدام، وأم السبطين ....واحدى نساء الأمة الكاملات الطاهرات ...

   ويذكر شاعر مغمور فضلها، ومكانتها، فهي شمس في الحق والجمال، وغيرها كواكب تسبح في فلكها، فيقول:

نـــورٌ على نــــورٍ وربــيَ يخـلق ُ..مـــا شـاء، وهــــو الصائــغُ المتــأنق ُ

شمـس ٌ على كلِّ العصــورِ تــألق ُ.. أمسى ضيـاها في سمــانـا يـــشرق ُ

سبحـان مــَـنْ خلـــقَ البتــــــولَ كرامةً ..لنبـــــيّهِ الصــدّيــق ِ وهـــو المعرق ُ

عَظُمتْ فـكان مكــــانُها فـــوق الذرى..أزليـــةٌ كالشمسِ ليست ْ تمـــحق ُ

فبــأيّ شـــيء لـو وصفت ُجمـالَـها ..تـــبرٌ تســـامى أم لآلـــي ْ تبرق

        وهذه قصيدة الشاعر الإسلامي الكبير محمد إقبال في تصوير فضل وعظمة ومنزلة السيدة فاطمة رضي الله عنها....ويشيد بها وبأبيها وزوجها وأولادها، ويسترسل في بيان أخلاقها وصفاتها، وهي أروع قصيدة قيلت فيها...

      ويفتتح العلامة محمد إقبال قصيدته بإشارة إلى أفضلية الصديقة _ رضي الله عنها _ على نساء العالمين، ويختمها بذكر بعض من مناقبها حيث قال (رحمه الله):

نسب المسيح بنى لمريم سيرة

بقيت على طول المدى ذكراها

والمجد يشرق من ثلاث مطالع

في مهد فاطمة فما أعلاها

هي بنت من؟ هي زوج مَنْ؟ هي أمُّ مَنْ؟

من ذا يداني في الفخار اباها؟

هي ومضة من نور عين المصطفى

هادي الشعوب إذا تروم هداها

هو رحمة للعالمين ، وكعبة

الآمال في الدنيا واخراها

من ايقظ الفطر النيام بروحه

وكأنه بعد البلا احياها

وأعاد تاريخ الحياة جديدة

مثل العرائس في جديد حلاها

     فهي ابنة خير الخلق وسيدهم، الذي هدى الشعوب إلى الحق وجادة الصواب فهو رسول الانسانية وهادي البشرية، وسيد ولد أدم، وأما زوجها فهو أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنه..

ولزوج فاطمة بسورة هل اتى

تاج يفوق الشمس عند ضحاها

اسد بحصن الله يرمي المشكلات

بصيقل يمحو سطور دجاها

ايوانه كوخ وكنز ثرائه

سيف غدا بيمينه تياها

ثم ينتقل الى ذكر الذرية المطهرة:

في روض فاطمة نما غصنان لم

ينجبهما في النيرات سواها

فأمير قافلة الجهاد، وقطب

دائرة الوئام والاتحاد ابناها

حسن الذي صان الجماعة بعدما

أمسى تفرقها يحل عراها

ترك الخلافة ثم أصبح في الديار

إمام ألفتها وحسن علاها

وحسين في الأبرار والاحرار ما

أزكى شمائله وما أنداها

فتعلموا ري اليقين من الحسين

إذا الحوادث أظمأت بلظاها

وتعلموا حرية الإيمان من

صبر الحسين، وقد أجاب نداها

      ويختم الشاعر محمد إقبال مديحه بذكر نموذج من عطائها الفياض، وأنها قدوة لنساء العالمين:

الأمهات يلدن للشمس الضياء

وللجواهر حسنها وثفاها

ما سيرة الأبناء إلا الأمهات

فهم اذا بلغوا اللاقي صداها

هي أسوة للامهات وقدوة

يترسم القمر المنير خطاها

    ويصور كرم السيدة ورحمتها بالفقراء، فقد تبرعت بخمارها لسد حاجة السائل.

   ولا غرابة في ذلك فهي ابنة النبي الكريم الذي كان أجود من الريح المرسلة _فداه أبي وأمي وعشيرتي _..

لما شكا المحتاج خلف رحابها

رقت لتلك النفس في شكواها

جادت لتنقذه برهن خمارها

يا سحب أين نداك من جدواها؟

نور تهاب النار قدس جلاله

ومنى الكواكب أن تنال ضياها

     ويشيد شاعر الإسلام بصبر السيدة الداعية الجميل، وتعبها في طحن الحبوب، وكيف أثرت الرحى بيدها الطاهرة، فإذا جاء المساء تبلل الوسادة بدموع الخشوع والتبتل والتقوى، والبكاء من خشية الله، فيقول:

جعلت من الصبر الجميل غذاءها

ورأت رضى الزوج الكريم رضاها

فهما يرتل اي ربك بينما

يدها تدير على الشعير رحاها

بلت وسادتها لآليء دمعها

من طول خشيتها ومن تقواها

جبريل نحو العرش يرفع دمعها

كالطل يروي في الجنان رباها

   إنها فاطمة الزهراء رضي الله عنها حبيبة والدها، وزوجة الإمام، وأم السبطين، وياليت الشيعة يتوقفون عن الأكاذيب وتشويه صورة السلف الصالح.

   فقد ذكر لي المحقق الرائد (حيدر) في فرع الأمن السياسي بأننا معشر أهل السنة والجماعة نكفر علي وفاطمة، وأهل البيت.

   فقلت له: الهوية الشخصية أمامك على الطاولة، فأنا اسمي عمر، وأبي اسمه علي، وأمي فاطمة .

    ولو كنا نكفرهم ما أسمينا أكثر من عشرة من الأحفاد بأسماء (علي وفاطمة وبتول) في عائلة واحدة.

 فبهت الذي كفر ...

رضي الله عنها وأرضها، ورزقنا حبها وشفاعتها .

مصادر الترجمة:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_ ديوان محمد إقبال.

٣_ موقع الشاعر صبري الصبري.

٤_ ديوان د. العشماوي.

٥_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1074