إنه موسم التطبيع .. فمن يشتري ، ومَن يبيع ؟

عبد الله عيسى السلامة

التطبيع السياسي ، مع العدوّ ، لدى بعض الحكّام ، ومَن يفكّر بطريقتهم .. هو آخر التطبيعات ! ويسبقه ، ويمهّد له ، أنواع كثيرة من التطبيع ! ويأتي تطبيع الشعوب ، على قبول التطبيع ، مع العدوّ ، في مقدّمة أيّ تطبيع للحكّام ، مع هذا العدوّ ! ويشمل تطبيع الشعوب مايلي :

التطبيع النفسي : سحق نفوس الشعوب ، عبر الممارسات القمعية ، وعبر التجويع والتجهيل .. يجعل النفوس مهيّأة ، لقبول البدائل السياسية ، التي ترفضها ، في العادة، مثل: فكرة التطبيع ، مع عدوّ سلب الأرض، وانتهك المقدّسات ، واستباح الحرمات!

التطبيع العقلي : صار مصطلح ( الواقعية السياسية ) ، ذريعة ، لكلّ خائر وفاسد ، ممّن تولوا أمور أمّتنا، وأمسكوا بمقاليد السلطة ! وما كان الاستسلام، لإرادة العدوّ، يوماً، واقعية سياسية!   

التطبيع الخلقي : إفساد أخلاق الناس ، في أوطانهم ، بشكل متعمّد ، عبر الممارسات المنحرفة : كالرشوة ، والزنى ، والكذب .. وعبر وسائل الإعلام ، التي تنشر العريَ، والخلاعة ، والمجون .. كلّ ذلك يجعل النفوس ، كتلاً هشّة ، لاتعرف معروفاً ، ولا تنكر منكَراً ، ولا تبالي ، بما يفعله الحاكم المستبدّ ، المستسلم لعدوّه ، الحريص على رضاه ، قبل رضى شعبه !

التطبيع الثقافي : عبر ضخّ ثقافات مائعة مشوّهة ، تزيّف التاريخ ، والقيم الرئيسية للأمّة .. مع خلط المفهومات التاريخية والعقدية وغيرها ، بشكل عجيب ، يجعل عقل الفرد ، من أبناء الأمّة ، وعاء للنقائض الفكرية ؛ ممّا يتيح لكلّ شيطان ، العبث به كما يشاء !  

التطبيع الإعلامي : عبر ضخّ إعلامي مستمرّ ، يتحدّث عن حقوق الشعوب ، وعن حقّ كلّ شعب ، في أن يكون له وطن ؛ بصرف النظر، عن طبيعة الوطن : أهو أصيل للشعب ، أم هو وطن للآخرين ، مستلب منهم !