(نُحذر من قيام دولة المجوس بسرقة نصر أذربيجان )

محمد فاروق الإمام

دولة الخبث والغدر والنفاق وأذرعها الأخطبوطية

يحار المرؤ من أين يبدأ الكتابة عن دولة ملالي قم وعن أفعالها القائمة على الخبث والغدر ‏والنفاق، وقد تعودنا منها وعلى مدار ما يزيد على أربعة عقود؛ تسهيل عبور الأعداء لاحتلال ‏بلداننا؛ ودعم ومناصرة الحركات الانفصالية والعنصرية التي تريد تمزيق دولنا واستباحة أرضنا ‏واستئصال شأفتنا، ومناصرة الحكام الظلمة والمستبدين، ورعاية الخونة والعملاء؛ وصناعة الجماعات المتطرفة والغالية؛ ‏ليؤلبوا العالم علينا بحجة محاربة الارهاب.

‏أما عن نفاق هذه الدولة فحدث ولا حرج، فهي تقول في شعاراتها عن أمريكا الشيطان الأكبر ويوم الخميس 12 تشرين الثاني الحالي نشرت صحيفة خبردنا الإيرانية مقالاً نفاقيا بامتياز عن جو بايدن تقول فيه:‏

"إن بايدن من أصول ايرانية وجده الأكبر كان يبيع التبغ في ايران وكان لقبه خان بيدان، وكان ‏له ‏ولد اسمه علي؛ هاجر الى أمريكا وانتشر نسله هناك وتحولت كنية العائلة من خان بيدان ‏إلى ‏بايدن".‏

دولة الخبث هذه ناصرت بكل قوة الحركات العنصرية والطائفية في العديد من بلداننا العربية، ومثال ذلك ما فعلت في لبنان حيث اختطفته عصابة طائفة الروافض فيه، وجعلته مربطاً لخيلها على البحر المتوسط، وهكذا كان حال العراق حيث ‏تابعنا ما جرى في هذا البلد الشقيق منذ ٢٠٠٣، إذ مكنت هذه الدولة الخبيثة الجيش الأمريكي الغازي من دخول بغداد، ومن ثم عملت على التركيز على الخطاب الطائفي، ‏ونجحت بسلخ عرب العراق الشيعة عن وطنهم وأمتهم، وانحيازهم إلى المذهب الذي نشأ ‏على ‏أساس؛ أن الولاء لإيران هو أصل من أصوله، لأن المؤسسين الأوائل للمذهب كلهم من ‏الفرس ‏وكذلك مراجع النجف وقم.


وهذا ما فعلته باليمن؛ حيث مكنت الحوثيين الروافض؛ الذين يدينون بالولاء لقم، من بسط نفوذهم على اليمن وجره إلى حرب أهلية، لتُحول هذه الحرب فيما بعد إلى حرب إقليمية بمشاركة كل من السعودية والإمارات، كما ناصرت الحكام الظلمة والمستبدين في سورية وشاركت كبير مجرميها بشار الأسد في قتل الشعب السوري وتدمير مدنه، وتهجير الملايين؛ وزرع أقوام غرباء على أرضه؛ في محاولة منها للتغيير الديمغرافي فأبادوا وقتللوا وهجروا السنة وأحلو مكانهم قطعان الشيعة الوافدة من إيران والعراق وأفغانستان ولبنان لتغيير التركيبة السكانية ، الذين عاشوا مئات السنين في ود وتفاهم ووئام ومحبة.

ولم تكتف بما فعلت بل راحت مستغلة الحالة الاجتماعية السيئة التي آل إليها الشعب السوري من فقر ومرض وجوع ونزوح وتشرد؛ على يد سفاح سورية وطاغيتها بشار الأسد وحليفه مجرم الحرب بوتين، حيث عملت على تشييع عوام الناس مستغلة حالتهم الصعبة والضنك الذي يعيشونه، واستغلال الأطفال لغوايتهم للالتحاق بهذا المذهب الذي لا يمت للإسلام والمسلمين بأي صلة.

كما تتقن هذه الدولة الخبيثة فن اقتناص الفرص والإصطياد بالماء العكر ، فقد افتتحت السعودية في عقد السبعينيات كثيرا من المراكز الإسلامية في أوربا وآسيا، ونتيجة لتقلب مزاج ‏أفراد العائلة الحاكمة في الرياض؛ وتخليها عن تلك المراكز، تمكنت إيران بعد ١٩٧٩ ‏من السيطرة ‏عليها والتحكم بمسار الكثير منها، وتمكنت من تحويلها إلى مراكز لنشر التشيع ‏وشن حملات ‏الكراهية والحقد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزواجه أمهات المؤمنين ‏رضي الله عنهن، ‏والتركيز على فقه الاختلاف، وتمزيق صف المسلمين ووحدتهم في تلك البلاد.
واليوم يُخشى من دسائس هذه الدولة المنحرفة الباغية لتحويل إنتصار أذربيجان على أرمينيا ورضوخ الأخيرة للاستسلام وقبول الهزيمة والخروج من أراضي إقليم كرباخ التي احتلته لنحو ثلاثين عاماً وإعادته لأذربيجان، (أقول يُخشى على أذربيجان، التي غالبيتها من الشيعة، أن تدس دولة الخبث الإيرانية أنفها في تلك البلاد مستغلة التجانس المذهبي بينها وبين شيعة أذربيجان، لتقطف ثمار نصر أذربيجان وتعمل على ابتعاد هذه الدولة، التي تنتمي قومياً إلى العرق التركي عن تركيا)، التي ساندتها مادياً وسياسياً وزودتها بالأسلحة الحديثة التي كانت السبب الرئيسي بعد الله في انتصارها على أرمينيا واسترجاع أراضيها، ويُخشى على أذربيجان أن تنساق وراء المذهب الغالب على أهلها وراء معممي قم وألاعيبهم وحيلهم، وتنسى ما قدمته تركيا المسلمة، التي كانت وراء تحرير الإقليم وانتصارها على أرمينيا، وخاصة وأن روسيا حليفة إيران قد تقلدت مهمة نشر جيشها على طول حدود أذربيجان مع أرمينيا بموجب اتفاقية وقف النار التي وقعت بين البلدين، (ونتمنى على إخوتنا الأتراك أن يَعو هذا الأمر وأن يحرصوا كل الحرص على منع إيران من دس أنفها الكريه في تلك المنطقة، ومحاولتها منع الربط بين شرقي العالم الإسلامي وغربه من دون المرور بأراضي الدولة الخبيثة إيران).

وهناك العديد من الإخوة المتخوفين من أن تعود أذربيجان إلى تشيعها وتترك خلفها كل خلافاتها مع ‏إيران، وإيران كما نعرف جميعاً قادرة على توظيف الانتماء المذهبي لأغراض سياسية وهي على ‏استعداد – من باب التقية التي تعرف الولوج منه - لتطوير خطابها مع أذربيجان، ولا مانع عندها من ترك شعار ولاية الفقيه مرحليا لكسب ‏أذربيجان وسلخها عن انتمائها القومي.‏

فالانتماء للمذهب هو المقدم عند هذه الدولة الخبيثة، وهذا ما حصل في إقليم الأحواز منذ احتلاله عام ‏‏١٩٢٥ ومساحته ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين على الأقل.‏
فإيران؛ وبعد أن تستتب الأمور في أذربيجان واحتمال تبدل نظام الحكم فيها لأي سبب ما؛ ستسارع ‏للتحرك على الشعب الذي عاش حقبة الدولة السوفيتية السابقة باسم المذهب كما حصل في إقليمي اذربيجان ‏الشرقية والغربية في إيران.‏
وستجد تركيا أن كل ما قدمته من تضحيات وتوترات في علاقاتها الدولية بسبب وقوقفها مع ‏أذربيجان قد تم السطو الناعم عليه من جانب إيران الخبيثة، بل قد تنشب خلافات بين تركيا وهذه الدولة ‏التي تنكرت لقوميتها وركنت إلى مذهبها، ومن هنا (فإننا نتمنى على الشقيقة تركيا أن تحذر تحركات الدولة الخبيثة إيران وتكون لها بالمرصاد نصرة لدين أمة الإسلام، والحيلولة دون اقتطاع جزء من الأمة ‏لصالح قرامطة العصر)