دبلوماسية الرقص في بلادنا .. ودبلوماسية الحائط المبكى في الكيان الاسرائيلي

م. هشام نجار

اعزائي القراء ..

يأتي رؤساء الغرب أو من هم في حكمهم بمهمة تسليم الأوامر لحكامنا، فيحتار هؤلاء الحكام بتقديم كل مالديهم من متع وعروض للزوار الكرام، فهي الرشوة التي يتقنونها  لارضائهم ، فأهم فقرات برنامج الاستقبال هي عروض الفرفشة والنعنشة . 

اذكر وفي اثناء قدوم نيكسون و كيسنجر لمصر  بعد حرب التلميع لحافظ البهرزي عام 1973 ليغسلوا له عار حرب الخيانة عام 1967 ومع ذلك خسر فيها 70 قرية جديدة , كان على كيسنجر أن يأخذ نصيبه من الراحة والفرفشة في القاهرة وفي فندق مينا هاوس قرب الهرم . فأشار السادات على إسماعيل فهمي، وزير الخارجية المصرية آنذاك، بأن يقيم على شرف كيسنجر حفلة عشاء صاخبة، تحيي الحفلة الراقصة  اللولبية نجوى فؤاد لتؤدي إحدى وصلاتها الرسمية امام الزائر الكبير . يقول كيسنجر: قبل وصولي إلى القاهرة، أتأكد من وجود الراقصة نجوى في مصر، وأسأل عن أماكن وجودها حتى أراها، وكانت تبهرني، بل أعتبرها أحد أهم الأمور الجميلة التي رأيتها في العالم العربي إن لم تكن الأمر الوحيد !!!!!.

 وعندما جاء كيسنجر  لدمشق مع صديقته نانسي هانم  والتي فتن بها السيد العماد مصطفى طلاس وزاحم عليها عدوه اللدود رفعت البهرزي ، حيث تم ترتيب لهما حفلة عشاء نادرة تخللها الغنج والرقص فاندمج كيسنجر مع الجو  الساحر وترك السيد جنرال طلاس باناقته وابتسامته حرية العناية   بصديقته  الست نانسي .

اما في السعودية فلابد من إمتاع الضيوف برقصة  العرضة النجدية حيث شارك ترامب مجموعة من السعوديين في الرقص بالسيوف، على أنغام الدفوف، في مشهد تكرر قبل ذلك مع عدد من الشخصيات المسئولة الذين أدوا نفس الرقصة الفلكلورية السعودية خلال زيارتهم للمملكة. بينما حظيت الضيوف من النساء  الجميلات بالهدايا اللائقة بهن.

واذا انتقلنا الى الكيان الصهيوني  نجد امراً مغايراً ، فبعد المباحثات الجادة ينتقلون الى حائط البراق  والذي يسمونه المبكى واضعين القبعات السوداء على رؤوسهم وهم يهزون باجسامهم أمامه ثم ( يدحشون ) وريقات بين ثنايا احجار الحائط فيها امنياتهم  الطيبة لبني اسرائيل.

واليوم حيث زيارات  الاسرائيليات والاسرائليين  لدولة  الفنادق المتحدة الصديقة صارت شبه يومية  فكان لزاماً على المسؤولين الاماراتيين  تجهيز مكان خاص  يعرضون فيه نموذج  لحائط اطلقوا عليه الحائط المبكى  المصغر ليؤدوا صلواتهم امامه ، فحرام علينا ان نمنعهم من طقوسهم ،  ولاينسوا ان يضعوا  لهم في كل غرفة محجوزة لنومهم شموع الهانيكا والنجمة السداسية ونسخة من تلمودهم لتأمين نوم هاديء لهم .

هذه هي دبلوماسيتنا 

وتلك هي دبلوماسية بني صهيون .

فلماذا نلومهم ؟؟