قطوف 933

أدباء الشام

يقول القاضي والأديب والفقيه السوري الراحل

{علي الطنطاوي } :

هل تعلمون ماهي الثقافه البائسة؟

الثقافة البائسة:

إذا أعطاني هدية.... أعطيه!

إذا اتصل بي.... أتصل به!

إذا حضر عزيمتي... أحضر عزيمته!

حتى العزاء....إذا عزاني أعزيه!

"لا تعامل الناس في العواطف والهبات والهدايا بمقياس البيع والشراء

ولا بميزان الربح والخسارة،

بل عاملهم بالكرم والجود،

ومن منعك شيئاً فأعطِه أنت ،

ستعيش مرة واحدة على هذه الأرض،

إذا أخطأت إعتذر، و لا تكن صامتا،

اجعل من يراك يتمنى أن يكون مثلك،

ومن يعرفك يدعو لك بالخير،

ومن يسمع عنك يتمنى مقابلتك،

فمن تعطر بأخلاقه لن يجف عطره حتى لو كان تحت التراب."

******************************************

*  رســـــــــائـل الفجــر *

قال أبو بكر الهذلي: فلما نزلت: «ورحمتي وسعت كل شيء»

قال إبليس: أنا من «الشيء»! فنزعها الله من إبليس، قال: «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون»، فقال اليهود: نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات ربنا! فنزعها الله من اليهود فقال: «الذين يتبعون الرسول النبي الأمي»، قال: نزعها الله عن إبليس، وعن اليهود، وجعلها لهذه الأمة.{تفسير الطبري ١٣/‏١٥٧ }

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

وقـــفة..

صدرك متعب؟ حاجتك طالت؟ في نفسك دعوة تتمنى لو تصبحُ واقعًا؟ الحياة تضيق؟ كل الأبواب أغلقت!

مفتاحك.. قيام الليل، ركعتان بوقت قليل.. لكنهما كثيرات الأثر، تسند ضعفك، وتعينك على كل هذا وذاك .

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

كان من أبلغ ما يقول هشام بن عمار خطيب الشام - رحمه الله - في خطبته :

قولوا الحق ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يُقضى إلا بالحق . {تهذيب الكمال 284/30}

******************************************

أنا لم أختر زماني ، أينا يختار عصره ؟

أنا لم أختر مكاني ، أينا يختار مِصره ؟

بيد أني اخترت دين الله واستحببت أمره

سليم عبد القادر رحمه الله

******************************************

*«...دُرَرُ غَــزَالِيَـــــــة ...»*

*لا أن تقوم دولة على الفقر العام ...ولا أن يحيا مجتمع بأسره على الإستدانة*

أغلب علمائنا يرون أن الغني الشاكر أفضل عند الله من الفقير الصابر لأحاديث صحاح أفادت ذلك !. ولكن المحققين يرون أن تعميم الحكم في ذلك خطأ، وأنه عند التأمل لا يوجد غني خال من المتاعب التي تستوجب الصبر، كما لا يوجد فقير مجرد من النعماء التي توجب الشكر، وللنيات التي يعرفها الله وحده دخل في مصاير الفريقين ودرجاتهما ..

وقد روي أثر أن " عبد الرحمن بن عوف " يدخل الجنة حبوا لكثرة أمواله، وهو آثر شاذ لا يجرح واحدآ من العشرة المبشرين بالجنة !.

في كل دين نساك يعيشون عيشة خشنة، وفي كل دين موسرون يبذلون أموالهم بذل السماح، ويجاهدون بها في سبيل الله، وكلا الفريقين يؤدي واجبه في نطاق الآية الكريمة

  • { لا يكلف الله نفسآ إلا ما آتاها }• .

. *** لا أن تقوم دولة علي الفقر العام، ولا أن يحيا مجتمع بأسرة علي الإستدانة، وكما يستعين الفرد بالمال علي صون مروءته وتربية أولاده تستعين الدول بالمال علي أداء رسالتها، وإعلاء رايتها، وبناء الجيوش والمصانع، ورد الطامعين والمعتدين ..

أكان السابقون الأولون يستطيعون ردع الرومان في تبوك.إلا بأموال الأغنياء ؟.

لقد جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، وكان سواد الجيش بعد ذلك من أهل الفداء وإن قل مالهم !. 

والأمة الإسلامية اليوم تنتشر علي ساحات فيحاء في آسيا وإفريقية، ويوجد فيها الموسر والمعسر !

وليس في دين الله ولا دنيا الناس أن تكون بين الفريقين جفوة ..

فأين إذن أخوة الإسلام ؟

وأين إذن مشاعر الجسد الواحد ؟ الذي إن تألم بعضه تألم كله ... ؟.

في القرن الإفريقي عامة وفي الحبشة خاصة تتابع الأزمات علي السكان، وينتشر الجفاف والضنك، وتوجد الآن ثمان وأربعون هيئة للإغاثة تعمل في الحقيقة للتنصير وتقيم الملاجيء للفقراء واليتامي والأرامل، وما يجرؤ أحد علي إنكار وجودهم ولا إعتراض صنيعهم !. فهو جهد إنساني مقدور ! مهما كانت بواعثه ! والسؤال الذي يرد بحق :

أين أغنياء المسلمين ؟.

وأين ما قدموا لإستنقاذ إخوانهم من هذه الأزمات السود ؟

إن المال سلاح خطير، وقد ملكه الشيوعيون في بعض الميادين فحولوا به المؤمنين إلي ملاحدة !

ثم رسموا سياسة ماكرة لجعل المحتاجين إليهم يساندون مبادئهم ! ومسلمو روسيا - وهم ثلث السكان

لا يقدرون علي الفكاك من مخالب الدب الكبير

لأن حركة المال والإنتاج ليست بأيديهم ! 

بين يدي تقرير عن أحوال مسلمي الحبشة، وهم ٦٥ % من السكان - مع استبعاد ارتريا - رأيت فيه كيف أكل الفقر جمهورنا البائس وخفض رأسه أيام الإمبراطور المتعصب :

" هيلا سلاسي " الذي أصر علي نظام إقطاعي كالح كان المسلمون فيه يزرعون القمح ويأكلون الطين ..

ثم هلك الإمبراطور الحقود، وحل بعده نظام شيوعي كان

أحني علي الكثرة المسحوقة من حكم الكهنة،

ولكنه نظام يستبعد الأديان كلها !.

ومسلمو شرق إفريقيا علي الإجمال يفترسهم الفقر،

ويسترقهم الإعانات الأجنبية،

والمطلوب من أغنياء المسلمين في كل مكان أن يسارعوا إلي نجدة إخوانهم واستبقاء إيمانهم ..

إن أصحاب الثروات الكبيرة الذين يبحثون عن اللذة ويطيرون إليها حيث كانت، يقترفون جرائم هائلة،

وسوف يعاقبون مرتين : أولاهما علي سفه الإنفاق،

والأخري علي إضاعة إخوانهم الفقراء، وتركهم يواجهون

فتنآ كقطع الليل المظلم، لا يستطيعون منها النجاة

ولنتدبر هذه الدعوة التي يرسلها مسلم بائس :

اللهم لا تجعل لفاجر نعمة علي فيميل إليه قلبي

إن المال الإسلامي يجب أن يكون أسبق إلى فقراء المسلمين.

  • ••الغزالى عليه رحمة الله
  • ••الحق_المر _ ج٤ •••

******************************************

عبرة_وعظة،،،

ذكر الإمام الشاطبي في كتابه الإعتصام أن أباالحسن القرافي يروي عن الحسن البصري رحمه الله أن قوما أتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين إن لنا إماما إذا فرغ من صلاته تغنى، فقال عمر: من هو؟ فذكر الرجل، فقال: قوموا بنا إليه فإنا إن وجهنا إليه يظن أنا تجسسنا عليه أمره، قال: فقام عمر رضي الله عنه مع جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتوا الرجل وهو في المسجد فلما أن نظر إلى عمر قام فاستقبله فقال: يا أمير المؤمنين ما حاجتك؟ وما جاء بك؟ إن كانت الحاجة لنا كنا أحق بذلك منك أن نأتيك وإن كانت الحاجة لله فأحق من عظمناه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: ويحك بلغني عنك أمر ساءني قال: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: أتتمجن في عبادتك؟! قال: لا يا أمير المؤمنين لكنها عظة أعظ بها نفسي . قال عمر: قلها فإن كان كلاما حسنا قلته معك وإن كان قبيحا نهيتك عنه، فقال:

وفؤادي كلما عاتبته

في مدى الهجران يبغي تعبي

لا أراه الدهر إلا لاهيا

في تماديه فقد برح بي

ياقرين السوء ماهذا الصبا

فني العمر كذا في اللعب

وشباب بان عني فمضى

قبل أن أقضي مني أربي

ما أرجي بعده إلا الفنا

ضيق الشيب علي مطلبي

ويح نفسي لا أراها أبدا

في جميل لا ولا في أدب

نفس لا كنت ولا كان الهوى

راقبي المولى وخافي وارهبي

فقال عمر:( نفس لا كنت ولا كان الهوى

راقبي المولى وخافي وارهبي)

ثم قال: على هذا فليغن من غنى.

الإعتصام للشاطبي،ج1ص220.