أيها الشباب

صالح محمّد جرّار

من  كتابي (  طاقة  من  النّثر )

** من كلماتي الأسبوعية  الموجّهة  للطّلاب  **

ما حديثي  إليكم -  اليوم -   أيّها الشّباب , إلا  ذكرى , فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين إنّكم  الآن في المرحلة  النّهائيّة من عملية  صنع  الرّجال , وقد  قرب موعد  إلقائكم  في غمار  الحياة . , فتعالوا نعجم  عيدانكم  قبل أن  تعجمها  شدائد  الحياة , فتلين قناة أحدكم , فيفرّ من معترك  الأيام , وهيهات هيهات أن ينفع  الفرار!

تعالوا لنرى ما أعددتم  في الجعبة  ليوم الكريهة والنّزال , ولنبدأ أوّلاً  بخير  سلاح :

هل حررّتم وجدانكم من عبادة أحد  غير  الله – تعالى - ومن الخضوع  لأحد  غيره سبحانه  وتعالى ؟ , هل عملتم على الاتّصال  مباشرة  بالله  خالقكم , تستمدّون منه  القوّة والعزّة والشّجاعة , وتشعرون  برحمته وعنايته , فيشتدّ إيمانكم وتقوى عزائمكم ؟

هل  تقفون كلّ يوم  خمس مرّات  لتتصلوا بربّكم , وتتوجّهوا إليه بالقلب والفكر والجسد , فتطردوا من أنفسكم شعور الخوف على الحياة أو الخوف على الرّزق أو الخوف على المكانة ؟

هل تحرّرتم من عبوديّة القيم الاجتماعيّة , قيم المال والجاه والحسب والنّسب ؟

تلك القيم التي تصدّى لها الإسلام فوضعها في موضعها الحقيقي بلا إغفال ولا مغالاة , وردّ القيم الحقيقية إلى اعتبارات معنويّة ذاتيّة كامنة  في نفس الفرد أو واضحة في عمله , وبذلك يضعف تأثير تلك القيم الماديّة , وتضؤل آثارها  النّفسيّة , قال – تعالى - :"إنّ أكرمكم  عند الله أتقاكم "

بل هل تحررّتم  , أيّها الرّجال من ذاتكم , فلم تستذلّكم لذّاتكم وشهواتكم ؟  أرجو أن يتم  ذلك , وعندها لا يسلّط الله  علينا طرائد  البشريّة وشذّاذ  الآفاق !

لا تلوموا الدّهر في ذلّتكم     إنّما ذلّلكم عميُ البصائر

ولقد  نكـّبـتـمُ  عن دينكم      فأباح الدّار شذّاذٌ  أصاغر

انصروا الله تنالوا نصره     ما لكم من دونه يا قومِ ناصر !!