وهو الذي جعل الليل والنَّهارَ ، خلفة لمن.......

د. محمد الخليلي

يقظةُ الفجرِ نعيمُ الرُّوحِ حيَّا

من توفَّاهُ رَدَاهُ، ثمَّ حيَّا

هذهِ الأنسامُ بعد الليلِ تسري

تبعثُ الأرواحَ من نومٍ؛ فتحيا

بادرِ الصبحَ بذكرٍ في المصلَّى

ركعتيْ فجرٍ إذا ما اللَّيلُ ضيَّا

؛فتكونَ اليوم في ذمَّةِ ربٍّ

خالقٍ؛ قد زَخرَفَ الكونَ نديَّا

، ثمَّ دعْ عنكَ هُمُومَاً جاثماتٍ

واسرِ بالرُّوحِ ، تطلَّعْ: يا أُخيَّا

سوفَ تلقى الكونَ في غُرَّةِ سَعْدٍ

كانَ غيباً طوْلَ ليلٍ قدْ تفيَّا

؛؛ فإذا ما الشَّمْسُ أهدتْكَ شُعَاعاً

:لامسَ الخدَّ فأضحى قرمزيَّا

سبِّحِ الباري ومجِّدْهُ ثلاثاً

لطلوعِ الشَّمسِ في صُبحٍ عليَّا

: أَرَأيتَ اللَّيلَ لو كانَ دَوَامَاً

قد تمطَّى: أزليَّا سرمديَّا؟!

********

اُلثُمِ الشَّمسَ ، وقبِّلْ وجنتيْهَا

إنَّنا من دونِهَا لم نَسوَ شيَّا

إنَّها فيضُ حَيَاةٍ، وَحَنَانٍ

،، وَجَمَالٍ قد أَحَالَ الليلَ ضيَّا

وتأمَّل كيفَ أنَّ النَّاسَ تصحو

لتَرَى صبحَاً تجلَّى عسجديَّا

؛فالنَّدَى طَلٌّ يسيلُ اليَومَ لحنَاً

؛ فيغيثَ الأَرضَ من نُعمَاهُ سُقيَا

فخدوُدُ الأرضِ قد عَانتْ شُقُوقَاً

ضمَّدتْهَا الشَّمسُ بالإِبلالِ : رعْيَا

وعيونُ الزَّهرِ بعدَ النَّومِ يقظى

؛استفاقَتْ من سُبَاتٍ كانَ سَبْيَا

أَقسَمَ الصُّبْحُ بأن يهزمَ ليلاً

أجبرَ الأكوانَ كي تجثو جِثِّيَا

ما أُحيلى العيشَ في صبحٍ تبدَّى

، ولِواذاً في ضياهُ إذ تزيَّا

،، وانطلاقاً لحَيَاةٍ بعدَ حَيْنٍ

فَنَشَاطُ الكونِ قد أوفَى عَليَّا

يا لطيبِ البَردِ قد هَفَّ عليلاً

ليموجَ الزرعُ منتشياً، هَنيَّا

ثمَّ يسري في دَلَالٍ وَكَمَالٍ

يُنبىءُ الإثمَارَ أنْ صَارَ جَنيَّا

فَتَرَى الأَوراقَ هَزَّتْ عِطفَهَا

مثلمَا الغيدُ إذا ماسَتْ ؛ أُخيَّا

فيفوحُ الرَّنْدُ من أكمَامِ زهرٍ

مرسلاً عطراً ، عبيراً؛ مخمليَّا

********
كلُّ ما في الكونِ من خلقٍ جرى

، ويغذُّ السيرَ نحو الرِّزقَ جَرْيَا

تنشطُ الأكوانُ من طيرٍ ووحشٍ

، وجميعُ الخلقِ للعيشِ تهيَّا

يسلكُ النَّحلُ سبيلاً ذُلُلاً

:تُخرجُ الأشهادَ طُعْمَاً عسليَّا

،وجيُوشُ النَّملِ تبغي رزقَهَا

في حِراكٍ يتراءى هندسيَّا

ذلَّلَ الأَرضيْنَ ربٌّ منعمٌ

، وَدَحَاهَا كي تمدَّ النَّاسَ رَعيَا

:منكبُ الأرضين كي نمشي عليهِ

،، وكلوا من رزقِ ربِّكُمُ هنيَّا

************
يا لطيبِ العيشِ في فيءِ نهارٍ

وارفِ الأرزاقِ يهفو سُندسيَّا

؛ هذه الطيرُ وإذ تغدو خِمَاصاً

، ولحُونُ الشدوِ قد أضحى نجيَّا

وبِطَاناً قد غَدَتْ تشكرُ رِيَّا

لو توكَّلْنَا على اللهِ كَمَا

هذه الطيرُ لَفُزْنَا بالثُريَّا