حول الفيتو الروسي - الصيني

زهير سالم*

مشروع  : قتل تدمير وتجويع وتركيع وتهجير وسيطرة واحتواء

والهدف من الفيتو الروسي - الصيني الأخير هو إحكام الحصار على الإنسان السوري. وتجويع الجياع الذين أطبق عليهم : الخوف والتشريد و الجوع والخوف.

سياسيا نقول لقد شكلت الفيتوات الروسية الأربعة عشر خلال تسع سنوات المطية والذريعة لكل أشرار العالم ليختبئوا وراءها في إغلاق دائرة الشر على السوريين .

لن ينفع شيء أن تعلن بعض الدول أنها تدين هذا الفيتو وهي تخضع له . لأن الانصياع للفيتو هو شراكة فيه .

الحقيقة التي يجب أن تقال في هذا المقام هي أن كل ما أراده بوتين لسورية من دمار ، ولشعبها من قتل وتشريد وتجويع ما يزال يمرر خطوة بعد خطوة ، وكان هذا ما قرره أوباما وكيري منذ سنوات الثورة الأولى ، فوضوا وانتظروا وما زالوا ينتظرون ..!!

على مدى تسع سنوات ما زال - الفيتو الروسي - و- الفيتو الصيني - هو الأمر الواقع الوحيد . الفيتو الاستراتيجي والفيتو السياسي والفيتو الإنساني .. ولا شيء أمام الإرادة الدولية المتراخية يأتي بالجديد .

والأخطر فيما يمكن أن يقال من المخطط الروسي - الأمريكي - الصهيوني - الصفوي الرهيب أن تنحل في سورية عرى الدولة بل عرى المجتمع  عروة .. عروة .. ( وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ).

والقسمة بين القوم على طريقة : هذه لي وهذه لك ، وتلك لكم .. على الأرض وفي جوائها وباطنها .

الأخطر من وراء الفيتو الروسي الذي تابعناه على مدى سنين  ، أنه لا سوري كان  رابحا منه أو فيه . الغبي وحده هو الذي يظن خسارته ربحا . في كتب الحكمة يتحدثون عن " لاعق المبرد " في معادلتنا لسان ينزف ولسان يلعق .

هذه هي المعادلة الروسية في سورية ، وهذا كلام أقبل بأن أسأل عنه ولو بعد حين ..

المخطط الروسي في سورية يتقدم ، ويتقدم تحت عناوين ، ويتقدم بأساليب ، ويتقدم ساخنا وباردا ، سريعا وبطيئا ... وأسوأ ما في الأمر أن يعينه على التقدم " سوريون سوريون "

حتى أصحاب نظرية " وضع العصا في العجلات " يجب أن يدركوا أن العجلات الكبيرة تسحق العصوات الصغيرة ولا تبالي ..

الفيتو الروسي والإدانة الأمريكية ..

من العبث أن نكتب ندين ونشجب ونستنكر . ومن العبث أن ندين الإدانة وأن نستنكر الاستنكار .

المطلوب من كل سوري حر أبي واع أمران :

الأول : أن لا يكون جزء من المشروع الروسي تحت أي عنوان ، ولا بأي أسلوب ؛ لأنه لو فعل سيكون هو وبشار الأسد في خندق واحد مع الروس وضد سورية والسوريين...

والثاني : أن يجد العقلاء طريقة ولو بالحد الأدنى لعرقلة المشروع الروسي ، وإيقافه ، ثم الانقلاب والانتصار عليه .

المقاومة لا تتكلم بمنطق التكافؤ والتوازن الاستراتيجي . المقاومة تتكلم بمنطق الإرادة والعزيمة 

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ..

وبعد أن دوخ " أبو نايف"  مع رفاقه العشرة ، المستعمر الفرنسي بضع سنين ، ووصلوا به إلى ساحة المحكمة ، كان وزن أبي نايف لا يزيد على خمسين كيلو غرام . حمله ضابط فرنسي من حزامه بيد واحدة وقال للحاضرين أهذا هو أبو نايف الذي كنتم

 تخوفوننا منه ومنه ترتعدون ؟! .

أدركت " أبو نايف " ووزنه خمسون كيلو غرام ، يعمل في " جورة المبيض " في ساحة المشاطية في حلب . كنا كلما سألناه عن الفرنسي غمز بعينه وتبسم .

" جورة المبيض " لمن لا يعرفها الجورة المرعبة التي كانت الوالدات في حلب يهددن أولادهن أن مصيرهم سيكون إليها إن لم يجدوا.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية