انتقام السيرة النبوية!

أ.د. فؤاد البنا

حينما هجر أغلب المسلمين هداية قرآنهم وجفوا سنة نبيهم؛ انقلبت المنح التي أعطاهم الله إياها إلى محن، واستحالت النعم في أيديهم  إلى نقم، لدرجة يمكن القول معها بأن ما يدور في بلدانهم إنما هو صورة من صور الانتحار الذاتي لا من صور الاغتيال الخارجي!

ويظهر هذا الانتقام في تعاملهم مع كل شيء، بما في ذلك تعاملهم مع السيرة النبوية التي استحالت جواهرها إلى حجارة في أيديهم المرتعشة؛ حيث أعطوا ماء (بدر) ليشرب منه الأعداء بينما يعانون من الظمأ الشديد لماء العزة، وكسروا رؤوسهم بأحجار جبل (أُحُد) كما فعلوا مع الربيع العربي، وحاصروا أنفسهم بالكثير من(الخنادق) جالبين (الأحزاب) لمحاصرة بعضهم كما صنعوا في غزة وغيرها، ووصل الأمر إلى حد التسابق على التمكين لحصن (خيبر) بعد أن تداعوا للتطبيع مع أهله وتبادلوا المقاعد، بحيث انحصروا هم داخل الحصن وجعلوا اليهود يجوسون خلال الديار وصاروا أكثر نفيرا!

 

وفتحوا أبواب مدائنهم للذئاب والثعالب، حابسين أسودهم في سجون مظلمة ومليئة بالقيود والأغلال، ولا تزال (حُنين) تتكرر كل يوم، حيث الأعداد كثيرة والعُدد وفيرة، ولكن القلوب منهزمة والأيدي مرتعشة، ولذلك فإن أغلب النتائج هي انكسارات وهزائم متوالية!