دعاءُ "صَبا" في يوم عرفة

رابعة الإبراهيم

دعاءُ "صَبا"* في يوم عرفة

رابعة الإبراهيم

قُبيل ساعات المساء.. أخبرتُ صغيرتي أنّ الدّعاءَ في هذا اليوم مُستجاب –بإذن الله-، وطلبتُ منها أن تدعو بما تشاء وأنا سأؤمّنُ من خلفها..

فقالت بلهجتها الطفولية الناعمة:

" ياربّ يموت بشار والسيسي وكلّ يلي بيساعدوهم.."

" ياربّ كلّ الناس يلي ساكنين بالخيمة يرجعوا على بيوتهم.."

" ياربّ يصير عند الفقراء بيت وأكل ويبطّلوا يدوّروا على خبز من الشارع.."

..

ردّدتُ خلفها "آميييين" وملأتْ عيني العبْرة..

فاجَأَتني بنوعية الدّعاء رغم عدم استعدادها له، ورغم انشغالها باللعب قبله وهي ابنة أربع سنوات فقط !

أحسَسْتُ بصدقِ مشاعرها الدفينة التي سارَعَتْ بالتعبير عنها عندما سنَحَت لها فرصة الدعاء..

أيُّ طفولة هذه التي نشَأَتْ عليها؟

وأيُّ أمنياتٍ تلك التي تحلُمُ بها بعيداً عن اللهو والدّمى والأحلام الوردية !!

وأيُّ وعي هذا الذي يحملُه عقلها الطفوليّ البريء!

..

اللّهم استجبْ لها في هذا اليوم الفضيل،

وارزقها وكلّ أطفال المسلمين الوعيَ والهداية لكلّ ماهو مفيدٌ ومثمر، واجعل منهم قادة المستقبل  النافعين العاملين الناجحين.

اللّهم واكتبْ لهم حياة سعيدة هنيئة في حُضن وطنهم الدافئ عمّا قريب..

               

* صبا عبد الله زيزان حفيدة الدكتور عبد الله الطنطاوي