لحمنا المحروق في مخيم الكمونة، حلقة في الهولكست الأسدي المستدام

زهير سالم*

أربع سنوات فقط دام الهولكست النازي ، دامت المحرقة النازية من 1941 – 1945 . في أربع سنوات لجمت أمم الأرض الغول النازي وأسقطته . ست سنوات اليوم هي عمر الهولكست الأسدي حتى اليوم ؛ الهولكست التي تساعد الأسدي المتوحش فيه كل أمم ، وجميع أشرار العالم . سيتفوق وصف ( أسدي ) في تمثيل العنصرية الطائفية و القسوة والبشاعة على كل ما عداه من أوصاف تاريخية ، سيتفوق على النازي والفاشي وعلى كل مجسدات العنصرية والطغيان والتوحش في التاريخ الإنساني .

سيتصاغر كل ما قيل وكتب في تاريخ الهولكست ( هاشواه ) النازي أمام ما يمكن أن يقال ويكتب في واقع الهولكست الأسدي الذي تدعمه وتؤيده وتغذيه كل قوى الشر حول العالم اليوم ..

خمسة وخمسون ألف صورة لآلاف البشر يموّتون ، وليس يقتلون ، بأبشع أنواع التمويت، وضعها المدعو ( القيصر) بين يدي من يفترض أن يكونوا ( عدول العالم ) و القائمين على حفظ الأمن فيه ، منذ ما يزيد على العامين ، فلم تغير هذه الصور الوثائق والحقائق الرعيبة في الموقف من المحرقة شيئا !!!

ست مائة ألف وثيقة شهادة وثقها عدول محايدون على أن المجرم ( بشار الأسد ) هو الآمر بالجريمة ، والمشرف عليها ، والمتلبس بها ، ولم تحرك من ضمائر مدعي الإنسانية ضميرا ...

وفي الوقت الذي طال فيه الهولكست النازي البشر فقط ، فإن الهولكست الأسدي ينال البشر والحجر ، الإنسان والعمران فيدمر المدن والبلدات وينتقل من المساكن والأحياء ، إلى التجمعات الإنسانية حتى في المخيمات التي يتكدس فيها لحم الأمهات والأبناء .

الهولكست النازي نفذ في عتمة المعسكرات النازية ، والهولكست الأسدي ما يزال ينفذ على الهواء مباشرة ، ليستمتع بصور الأطفال المختنقين بالغاز ، وبأشلاء الموشيين بالنار الروسية – الصفوية – الأسدية كل قادة العالم وسادته ، والآباء والأمهات والشيوخ والأطفال فيه !!

في حلقة الأمس من برنامج الهولكست الأسدي المفتوح ، على مخيم الكمونة حيث يتكدس آلاف من البشر طالبي الأمان ، قتل وأحرق العشرات من الآدميين المستضعفين الأبرياء وبينما ، قال الناطق باسم الإدارة الأمريكية : إن الجريمة غير مقبولة وفقط . وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة : إنهم يطالبون بتحقيق ، إذ ثمة شك في أن المستضعفين السوريين يملكون طائرات . بين هذا وهذا وذاك يظل دخان المحرقة برائحة اللحم البشري المشوي تملأ الجواء.

اللهم قد أمعن فينا العدو ، وخذلنا الدعيّ ، وخاننا الأمين ، وتاه بنا الدليل ، ولم يبق لنا في ظلمة القلة والذلة والخذلان إلا أن ننادي : ما لنا غيرك يا الله ..

اللهم كن لأهلنا على كل أرض الشام ، انصر الصادقين ، واجبر كسر المنكسرين ، وأهلك الطغاة والجبارين والمتجبرين .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية