يومياتي في بلاد الكلاب-43

يومياتي في

بلاد الكلاب .. والخضرة .. والآيس كريم

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

الحلقة ( 43)

مع الجالية الباكستانية في خطبة عيد الأضحى

STRANS FORD في

الأثنين  10 من ذي الحجة 1402  (27  سبتمبر   1982)

وقبل هذا التاريخ وبالتحديد يوم الجمعة ( 7 من ذي الحجة 1402 / 24 من سبتمبر 1982 ) كتبت في يوميتي :  

العيد على الأبواب ، فيوم الأحد القادم هو يوم وقفة العيد ، ويوم الاثنين القادم هو أول أيام عيد الأضحى المبارك . وهذا هو العيد الثاني الذي أقضيه في مغتربي في أمريكا ... يالله !!! ما أشد الغربة ! وهي أشد ما تكون حينما تجتمع غربة روح وغربة مكان ... الأيام تمضي ... وألحظ على وجهي شحوبا ، والإعياء يستبد بي .      واليوم ــ يا أحبابي في القاهرة ــ أنظر بعين الخيال ، فأراكم تنتظرونني في المطار ..." تعال يا سامح" ... وأحمله وأعانقه ... وأكاد ألتهمه التهاما ... لم أشبع منك يا حبيبي كما يجب ... قبلة آخرى ... قبلتين ... ثلاثا ... عشرة ... مائة . ثم عبير ثم حنان .

واسمع محمد عاشور خال الأولاد وهو يقول لى بصوت مرتفع : كفاية ... ستعصر الأولاد عصرا .

اتركوني أمتع ناظريَّ ونفسي ... وقلبي ... من الأحباب ... الذين حُرمْتُ منهم عاما كاملا ... ذروني أعيشهم ... أناجيهم ... أعانقهم... أقبلهم .

عفوا يا أحبابي إذ غبت عن رَبْعي طيلة هذه المدة ... عفوا يا أحبابي ؛ فقد عدت إليكم بالهدايا والحب ... ودفء الأبوة الحانية .

 وأفيق من حلم اليقظة وأقول : اللهم حقق أملي في لقاء أحبابي ، وأنا تام الصحة  مكتمل العافية .

**********

وفي يوم الأحد  9 من ذي الحجة 1402 ( 26 من سبتمبر 1982 )         

 كتبت السطور الآتية :

في الثامنة من صباح اليوم اتصل بي هاتفيا الأخ " محمد سافلة " وهو باكستاني لم أره من قبل ، ودعاني لخطبة العيد ، وإمامة المسلمين في صلاة العيد   بمدينة ( سترانس فورد ) ، وقال لي : إن الأخ " مُجتبي "ــ وهو باكستاني ــ

سيمر بك لتصحبه في سيارته إلى هناك . وبعدها بدقائق اتصل بي الأخ مجتبي ، واتفقنا على أن يمر بي في الثامنة والنصف من صباح الغد للذهاب إلى المدينة المذكورة للخطبة والصلاة ، وأخبرني أنهم سيقيمون صلاة العيد في العاشرة صباحا ، تمكينا للناس من إحضار أطفالهم معهم .

ورحبت بهذا التكليف ، فهو عمل في الله ، يقصد به وجهه تعالى .

***********

الحجيج اليوم على عرفة ... أصوات مئات الآلاف تشق عنان السماء ، تدعو الله سبحانه وتعالى ، ولكل أمل في حياته يدعو ربه أن يحققه ، وهناك من له أمل دنيوي ، وهناك من له أمل أخروي . وهناك من يدعو الله أن يحقق آماله الدنيوية  ، وآماله الأخروية .

ولا أنسى أنني وقفت على جبل عرفات  سنة 1973 ،ــ وكنت أعمل مدرسا في الكويت آنذاك ــ  خرجت في " قافلة النجاة " التى ينظمها الأخوان عبد المنعم وعبد الرءوف مشهور . وكانت حجة عامرة بالإيمان واليقين . وأذكر أنني كنت مريضا وأنا أركب الطائرة  ، كنت أعاني من سعال شديد عنيف ، وما أن وصلت إلى المدينة حتى شعرت بالشفاء الكامل . وكانت أمتع الأيام تلك التى قضيناها بالمدينة المنورة بجانب قبر الرسول صلى الله عليه وسلم .

**********

واليوم ( العاشر من ذي الحجة 1402 ) هو أول أيام عيد الأضحى المبارك .

    ... كان المطر غزيرا ، والسماء ملبدة بالغيوم .            (STRANS FORD)

ثم كانت خطبة العيد ... وقد تناولت في جوهرها تحليلا إيمانيا لعبارة 

" الله أكبر "

عقيدة " الله أكبر " كانت هي المنبع الأساسي لانتصار المسلمين ؛ لأنها

ــ كعقد بينهم وبين الله ــ  كانت تمنحهم القوة  .  والعزة والسيادة على مدار الزمن . وبذلك استطاعوا أن يقهروا دولتي فارس والروم ، وينشروا الحق في كل مكان من المعمورة .

ثم عرضت بعد ذلك خلاصة لأفكار الخطبة بالإنجليزية ونصها :

My  brothers , My sisters in Islam : we are now in our ID . ID ElــAdha . The greater Bairam .

   Our prophet Mohamed (ص) guided us to (Takbeer) in our ID . In Sonna , he and his Componions were repeating in the three days of Elــ ID takbeer with these words : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر و لله الحمد

In the front period of Islam , the period of the prophet Mohamed and the four Califs أبو بكر وعمر وعثمان و على رضي الله عنهم  in this period الله أكبر  was not a mere calling on words repeated by tounges and lips .No , moslims were repealing Allah Akbar by their hearts before their tounges .

Therefore the Parsian leader Rustom when he saw moslims in Salat repeating الله أكبر  , he screamed scaredly "Omar bin El ــ Khattab killed me " . His soldiers asked him "How hw killed you ? you are alive and talking to us now " he sighed and . " because he teaches Arabs how to say and how to believe and how to live in Allah Akbar الله أكبر .

My brothers in Islam , My sisters in Islam :

         Allah Akbar الله أكبر : in its right meaning , its deep inner meaning represent a contract between the moslim slave and his God : worship no one except Allah bend his head to no one except Allah , and also live with his mind , his heart , his spirit and his feeling in Kitab Allah : The Holly Koran and El ـ Sonna El ـ Sharifah .

Allah Akbar represented in the first Islamic nation a source of power, victory , dignity and self – esteem .

**********

وبعد أن انتهيت من الخطبة التي استغرقت قرابة ساعة نهض المئات وأغلبهم من الباكستانيين والهنود ، وأخذوا يعانقونني ، ويشدون على يدي ، ثم كانت أطباق الأطعمة والحلوى الباكستانية ، والتف حولي الجميع ، ثم جلست مع المصريين والعرب الذين حضروا صلاة العيد ، وهم قلة بالنسبة للموجودين الذين كان أغلبهم من الباكستانيين والهنود كما قلت . وأصر الإخوة العرب على أن أتناول معهم الغداء ، وأن أقضي معهم اليوم بطوله ، واعتذرت بارتباطاتي مع إخوة آخرين . وشعرت بالطمأنينة والرضا ، وقد جاءني شاب باكستاني وقال : الحمد لله لقد كانت مشاعرنا تهتز لكل كلمة سمعناها ، حتى تلك التى لم نفهم معناها . قلت الحمد لله فما خرج من القلب يصل إلى أعماق قلوب الآخرين .

الأثنين  10 من ذي الحجة 1402  (27  سبتمبر   1982)

قطرات نفس

التسليم المطلق لله

تهلُّ علينا أيام عيد الأضحى المبارك لتذكِّرَنا بقصة إسماعيل الذبيح- عليه السلام- وخلاصة القصة أن إبراهيم- خليل الله- رأى في المنام أنه أُمر بذبح ابنه إسماعيل- عليهما السلام- وكانت المنامات عند الأنبياء والرسل نوعًا من الوحي، صدَع إبراهيم بالأمر، وعَرَضَ الأمرَ على ولده، فأبدَى رضاءَه بأمرِ الله، وتسليمَه له، وشجَّع أباه على أن يحقق منامَه، فلما همَّ إبراهيم بذبح ابنه رأى المُدْيَة تهوي على كبش عظيم ساقَه الله فداءً لإسماعيل، وفي الآيات التالية من سورة الصافات وردت القصة:

﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110 (الصافات : من 99 – 110

وهذه القصة التي ستظلُّ خالدةً إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها تقودنا إلى عددٍ من القيم الإيمانية الإنسانية، التي يجب أن يتحلَّى بها المؤمن، وأهمُّها وأجلُّها "التسليم المطلق لله"، وهي صفةٌ لا تتحقق إلا بتحقيق تكاليفها التي تشتدُّ وتعلو بعلوِّ مقام النبوة وجلالها، ومعنى "التسليم" في هذا السياق- كما جاء في لسان العرب- بذل الرضا بالحُكْم، أو الانقياد التام بلا معارضة.

وعرَّفه علي بن محمد الجرجاني في كتابه "التعريفات" بأنه: "الانقياد لأمر الله تعالى، وترك الاعتراض فيما لا يلائم"، وعرفه كذلك بأنه: "الثبوت عند نزول البلاء، واستقبال القضاء بالرضاء"، وهذا ظاهر في قوله تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( النسا65.

 وهذا يعني أن التسليم صفةٌ نفسيةٌ، ولكنها لا توجد إلا مبنيةً أو مترتبةً على واقعة- أو وقائع- يكون للإنسان تجاهَها موقفٌ مصحوبٌ بشعور معين، وهذه المقولة يوضِّحها المثال التالي من حياتنا اليومية: 

   1 ــ  تاجر يَعْرِض سلعة معينة (واقعة).

 2 ــ مواطن يرى السلعة فيشتريها (موقف.(

3  ــ  الشراء تم برضاء المشتري، واقتناعه التامّ بجدواها وحاجته إليها، ومعقولية سعرها (تسليم).

ولكن عنصر "التسليم" يتخلَّف إذا ما تم شراء السلعة تحت وطأة ضرورة أو إكراه على عيب فيها أو ارتفاع سعرها.

وفي قصة الذبيح إسماعيل- كما عَرَضَها القرآن الكريم- نرى سمة "التسليم المطلق" متوافرةً- بأجلِّ صورها- في الشخصيتَين المحوريتَين: إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام:

أولاً- الأب: إبراهيم عليه السلام:

لقد لاقى من قومه ما لاقى، وهو الآن في غربته الحادَّة، يحتاج إلى ولد يؤنسه، ويُعينه في شيخوخته، فيدعو الله أن يرزقَه بابنٍ صالحٍ، فاستجاب الله لدعوته، ورزقه بابن صالح تقيّ نقيّ، يصبر على الشدائد، وبلغ الابن السعيَ أي القدرة التي تمكِّنه من مصاحبة أبيه، ومساعدته في واقع الحياة.

 رأى إبراهيم- عليه السلام- في المنام أنه يذبح ابنَه الوحيد إسماعيل، ورؤيا الأنبياء نوع من الوحي، فَسَلَّم بما رأى تسليمًا مطلقًا، وعلى وجْهِ السرعة كان هذا التسليم، فلم تغلبه عاطفة الأبوَّة، ولم يقُل ما قال نوح- عليه السلام-: ﴿إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي﴾ هود: 45   .  ولم تأخذه خالجةٌ من تردُّدٍ، ولم يفكر في أن إسماعيل هو ولده الوحيد، وأنه مؤنسه في وحشته، وأنه مساعده ومعينه في شيخوخته، وأن إسماعيل في الثالثة عشرة من عمره، سن التفتح للشباب والحياة

ويوحي بسرعة استجابته لربه أن المنام- في السياقة القرآنية- لم يَرِد بطريقة الحكاية على النسق التالي ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ (رأى في المنام أنه يذبحه) قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ﴾.. ولكنه جاء بطريقة الرواية أو الحوار المباشر ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ...﴾، وجاء تأكيد مصداقية هذا المنام بمؤكِّدَين على لسان إبراهيم- عليه السلام- هما:

أ- "إنَّ"، "أنَّ" مضافتَين إلى ضمير المتكلم ﴿إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾. 

ب- الفعل المضارع (أرى) مع أن المنام- من الناحية الزمنية، تمَّ وانتهى ﴿أَرَى فِي الْمَنَامِ﴾ فالأصل أن يستعمل الفعل الماضي (رأيت)، ولكنَّ المضارع يُستخدم بديلاً للماضي للاستدعاء والاستحضار، لأهمية المستحضر وتأكيده وتمثيله حيًّا، كأن تقول: "إني أرى حطين تشهد بعظمة صلاح الدين، وبطولة المسلمين"، بدلاً من: "إني رأيت حطين شهدت"، وجاء المضارع هنا ﴿أَرَى.. أَذْبَحُكَ﴾ لاستحضار "الرؤيا" التي تظل قائمةً إلى أن تتحوَّل إلى "رؤية" وتخرج إلى حيِّز التنفيذ.

 ومن تمام التسليم المطلق قيام إبراهيم- عليه السلام- وهو يهمُّ بذبح ابنه بأن "تلَّه للجبين" أي كبَّه على وجهه؛ حتى لا يرى عينَيْه أثناء الذبح، فتغلبه عاطفةُ الأبوَّة، فيخالف وحْيَ ربِّه في أمره، أو متعلقٌ من متعلقاته بالتراجع، أو التردد، أو تأخير الذبح.

ثانيًا- الابن الذبيح إسماعيل عليه السلام :

1 ــ ظهرت الاستجابة السريعة الفورية من إسماعيل ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَر﴾ فلم يجادل أباه، ويسأله عن تفاصيل الرؤيا ومكانها وزمانها ووقت التنفيذ، والحكمة من أن يَذبح الأب ابنه الوحيد!!

2 ــ وحتى يدفع أباه إلى الإقدام على ما أمر الله أبلغ أنه قادرٌ على تحمُّل آلام الذبح، فلم يُبْدِ خوفًا أو تردُّدًا، بل قال ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ﴾.

3ــ وكانت كلماته الأخيرة- زيادة على كونها مظهرًا من مظاهر التسليم المطلق- دليلاً على حبِّه والديه، وبرّه بهما، قال ابن عباس: "فلما عزم إبراهيم على ذبح ولده، ورماه على شقّه، قال الابن: يا أبت اشدُد رباطي حتى لا أضطَّرب، واكفُف ثيابَك- أبعدها أو ارفعها- لئلا ينتضح عليها شيءٌ من دمي، فتراه أمي فتحزن، وأحِدَّ شفرتك- سكينك- وأسرِع بها على حلقي ليكونَ الموتُ أهونَ عليَّ، وإذا أتيت أمي فأقرئها مني السلام، وإن أردت أن تردَّ عليها قميصي فافعل، فإنه عسَى أن يكون أسْلى لها عني" (أي يسلِّيها ويعوِّضها عن فقدي)  .

وقال أحد السلف- رضي الله عنهم-: "والحكمة من هذه القصة أن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، فلما سأل ربه الولد، ووهبه له، تعلَّقت شعبةٌ من قلبه بمحبة ولده، فأُمر بذبح المحبوب ليظهر صفاء الخلَّة، فامتثل أمرَ ربه، وقدَّم محبته على محبة ولده".

وهذا "التسليم المطلق" يقتضي أن يقصد العبد بكل أعماله وأقواله وجهَ الله ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الأنعام: 162 . ورضا الله هو ما يسعَى إليه المؤمن، ولا مكانَ لما سواه، وما أصدق رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- إذ خاطب ربه بقوله: "إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي".

وجوهر التسليم المطلق حب الله ورسوله ودينه، والقِيَم التي جاء بها، فلا يُقدَّم عليه عَرَضٌ دنيويٌّ، أو نسبٌ بشريٌّ ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة: 24).

إن الأعياد والمناسبات الإسلامية تحمل من الدروس والقيم والتوجيهات ما يحقق صلاح المسلم في الدنيا وسعادته في الآخرة، ولكن على المسلمين أن ينظروا ويعتبروا، ويأخذوا أنفسهم بشرع الله، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضَى ويسلموا تسليمًا.