سلسلة رحلتي الثانية إلى المغرب 8، أماكن العرب

دخلنا قاعة المحاضرات بابن جرير بالمغرب. أخذ كل من الضيوف و الحضور أماكنهم. ومن عادتي المبنية على التجربة أني لا أجلس أبدا في الاماكن الاولى لأنها مخصصة لكبار الضيوف ومن يرونه اهلا للمقاعد الاولى. فاخترت الجلوس في الصف الثاني باعتباري الضيف.

ولم يكن هناك نقص في الاماكن، لكن بعض الضيوف العرب أخذوا أماكنهم في الصفوف الاولى و منهم الاستاذ السوري قتيبة، الذي قدّم على أساس أنه المكلف بحقوق الإنسان بسورية.

وبعد دقائق معدودات من الجلوس، إذ بالمشرفين يطلبون منهم مغادرة الصفوف الاولى والانتقال الى الصفوف الثانية.

فما كان من قتيبة إلا أنه غضب غضبا شديدا وهدّد بمغادرة القاعة والمغرب معا، و استنكر على الحضور طرده من الصفوف الاولى، بعد ان طلبوا منه ومن الضيوف الجلوس في الصفوف الاولى.

و لولا تدخل العقلاء الذين ظلوا يترجونه أن يبقى في الصفوف الأولى ويعتذون له، لحدث ما لم يكن في الحسبان. والحمد لله تم تسوية المشكلة بعد عناء، وبقي قتيبة في الصف الاول.

المقصود من سرد هذه الواقعة التي تبدو طريفة في مظهرها، لكنها كادت أن تفسد فرحة الإخوة العرب جميعا، وتجعل القائمين على تنظيم ملتقى الإعلام والعنف في حرج شديد، ليسوا بحاجة إليه، خاصة وأنهم بذلوا كل ماتحت أيديهم ليخدموا الضيوف من دول عربية عديدة.

وتوحي من زاوية أخرى، أن العرب الذين إندلعت بينهم حروبا دامت 40 سنة بسبب حصان سبق آخر، مستعدين أن ..

يقيموا حربا نووية بسبب كرسي خشبي، تنخره الحشرة بعد حين. ويستدعون الحلف الأطلسي لأجل تثبيتهم في الصفوف الأولى، ليتنافس الإعلام من أجل إظهارهم على أنهم في الصف الأول من الكرسي الخشبي الزائل.

وسوم: العدد 661