(فورشاخ) الوادي الخانق واطلال قلعة سحر النمسا

clip_image002_bcc74.jpg

clip_image004_c8ff2.jpg

clip_image006_88dba.jpg

(فورشاخ)..بلدة ساحرة تقع في منطقة (ليتزن) التابعة لاقليم شتايامارك النمساوي، يبلغ عدد ساكنة البلدة 1134 نسمة حسب آخر احصائية اجريت لها وهذا ما جعلها من البلدات الساحرة. تشير الوثائق بأن اسم القرية تم ذكرها لأول مرة عام 1115 تحت اسم (فارسيس) وتكثر الوثائق حول اسم البلدة التاريخية.المشاهد الثقافية والطبيعة الجميلة والمثيرة واوجه الجمال الساحر في هذه البلدة الرائعة تكمن في قائمة مدرجة ضمن قوائم حماية الآثار ويمنع الاقتراب منها ومن هذه الاثار: قلعة (فولكين شتاين) وهي قلعة من القرون الوسطى وتعتبر من القلاع المحصنة واطلالها تشهد على تاريخها العريق بالاضافة الى سلسلة قلاع في وادي (اينز) نسبة الى نهر (اينز) في المنطقة، مستنقعات (فورشاخ) وتعد بدورها واحدة من اكبر المستنقعات التي مازالت تحافظ على نفسها في وادي(اينز) على مساحة قدرها كيلومتران ونصف الكيلومتر،الوادي الضيق الخانق سحر المنطقة كلها (وادي فورشاخ) وهو وادي خانق وضيق للغاية من الحجر الجيري والبداية للوادي صوب غابة (فورشاخ)،المنحوتات الخشبية الجميلة للفنان (توم مالي ـ 2001) يمكن الاستمتاع بها كثيرا وخاصة الاطفال الذين يمضون اوقاتا بالنظر اليها.لقد كتبت الابحاث والدراسات حول هذه المنطقة وسحرها ونشاطاتها الثقافية والفنية ولكن كتاب الكاتب( رودولف شيستل) حول (فورشاخ) وكتابه تحت عنوان( فورشاخ عبر العصور) وعدد صفحاته 144 صفحة ،صدر عام 1997  يعد من الكتب المهمة حول هذه المنطقة وسياحة في قلب (فورشاخ).

شيدت قلعة (فولكين شتاين) عام 1125 ميلادية من قبل دوقات النمسا حسب الوثائق وهذا ما ذكرته وثيقة عام 1168 من قبل (اولريخ فون فولخ شتاين) لأول مرة نظراً لموقعها الاستراتيجي وهذا ما تم ذكره بأن (الفولكشتاينين) سيطروا على وسط وادي (اينز).اليوم صارت القلعة اطلالاً وآثاراً وكل ما تبقى منها هي الحيطان والاسوار وبلاط القلعة وهي دلائل اكيدة على عظمة القلعة وبانها عاشت عصرا ذهبياً عبر تاريخها واليوم ترجع الى ملكية خاصة ولكن رغم ذلك تشرف جمعية (فورشاخ) عليها بمثالية وامان ويتم العمل فيها دائما وبالاخص للاستكشافات ايضا.

يظل وادي( فورشاخ) الخانق احدى العلامات البارزة الساحرة ليس في المنطقة فقط بل في النمسا واحدى الاماكن التي تجذب الزوار والسواح للاستمتاع بالطبيعة القاهرة والابتعاد عن اجواء المدينة والضوضاء وهذا الوادي كان على مدى آلاف الاعوام قوة دفق عنيف للمياه الهادرة والرومانسية. جدول(فورشاخ) حفر في صخور الوادي دربه وبهذا كون اخدوداً ووادياً ضيقاً ساحراً في الاقليم وسمي بوادي (فورشاخ). وعلى الارتفاع الكبير فوق الجسور الخشبية بوسع الزائر ان يتفرج ويتمتع بالصخور التي حفرتها قوة المياه منذ آلاف الاعوام والتي صارت اشبه بكهوف صخرية ولكنها تختلف عن صوامع قرية الشيخ حسن الصخرية. لغاية عام 1880 كان الوادي الدرب لجلب الاشجار بعد ان تجرها الحصن في الوادي السحيق.

تكون الانطلاقة الى الوادي من موقف السيارات للقلعة والوادي الخانق وحيث الوصول الى مدخل الوادي، الوادي الضخم الصخري يضم العديد من الشلالات الهادرة والتي يعدها الكثيرون من افضل الاماكن النمساوية لقضاء الاجازات والاوقات مع العائلة والاطفال وكذلك لعشاق الرياضة والتسلق على الصخر.الحذر واجب من السلالم الضيقة وبعضها معلقة بالصخور واحيانا تكون في ارتفاع كبير وفي كل الاماكن ترافق الزائر لوحات خشبية لتكون الدليل صوب الطريق الصحيح وكذلك نبذة مختصرة حول المكان الذي انت فيه، في هذا النصب الطبيعي والذي له اهمية خاصة ،وفي نهاية الوادي الضيق حيث طريق قصير في الغابة وهو درب الغابة وبعد الخروج من الوادي الخانق هناك الدرب الى اطلال قلعة (فولكين شتاين) مباشرة ولكن البعض الاخر لهم اهدافا اخرى والطريق صوب بحيرة (شبيخت) والدرب صعوداً والى المروج الجبلية لحين الوصول الى البحيرة.

تبلغ المسافة من موقف السيارات للوادي لغاية مدخل الوادي 10 دقائق مشياً على الاقدام وقبل الدخول هناك حانوت لبيع تذاكر الدخول وكذلك خرائط ودلائل المنطقة والوادي ويمكن زيارة الوادي من بداية الشهر الخامس ولغاية نهاية الشهر العاشر ومن الساعة الثامنة صباحا ولغاية السادسة مساء.لقد كان الوادي عبر التاريخ والقرون درباً للتجار والعمال والمزارعين وكذلك كان الدرب طريق الخشب والفحم.

لقد كان بناء الممرات والجسور الخشبية انجازاً رائعاً للمنطقة ولذلك يعد اليوم الوادي احدى نصب حماية البيئة وقمة الرومانسية والجمال. الوادي اشبه بالاساطير الخيالية والحكايات التي  كانت الجدات تسردنها وكذلك الصخور والسلالم الخشبية.أشياء كثيرة اجتمعن معا في هذه المنطقة لابراز وجه النمسا الحقيقي ولذلك يعد السفر الى (فورشاخ) تجربة سفر فريدة ونادرة للاطلاع والتمتع بسحر الطبيعة الخلابة والى اطلال قلعة تاريخية من القرون الوسطى..انها النمسا ببساطة.!!!

وسوم: العدد 676