اليوم التاسع من زيارتي لمرسى الشهيد محمد العربي بن مهيدي

مغارات وشلالات

clip_image002.jpg

clip_image004.jpg

بعد تناول قهوة الصباح اتّجهنا في حدود الساعة العاشرة والنصف إلى المغارات الموجودة ببلدية عين فزان التابعة لتلمسان، وواصل وليد أكبر الأبناء سياقة السيارة وقد تحسّن مستواه وقلّت ملاحظات الأب مقارنة برحلتنا السابقة نحو لالة ندرومة.

المسافة الفاصلة بين مرسى الشهيد محمد العربي بن مهيدي والمغارات تقدر بـ 130 كلم، وتقع منطقة المغارات في أعالي الجبل حيث تمكّن الزائر من الوقوف على تلمسان.

في انتظار وقت الدخول على الساعة الواحدة زوالا، استمتعت العائلة بوجبة فطور وبعض من الراحة، وحين حان وقت الدخول دفعنا 50 دج للفرد الواحد باستثناء ملاك وشمس الدين باعتبارهم أصغر الأبناء ولم يبلغوا سن الدفع.

الزائر لأول مرة للمغامرة يصاب بالرهبة لجلال المنظر ثم يواصل تفقده للمغارة عبر الممرات الإسمنتية التي وضعها القائمون على المغارة.

برودة ميّزت داخل المغامرة رغم أن حرارة لاتطاق في الخارج حتّى أن إبنتي ملاك لم تستطع تحمّل البرودة، فكيف لو كانت الزيارة في فصل الشتاء.

قطرات المياه المتساقطة عبر قرون من الزمن تجمّدت وأخذت أشكالا في غاية الروعة والجمال كأشجار مختلفة الأشكال وزهور متعددة الأشكال، ورؤوس كأنها رؤوس جبال معلّقة تكاد تلامس السّطح على بعد مسافة طويلة.

أعداد كبيرة متزايدة من الزوار من مختلف ولايات الوطن ومن مختلف الأعمار والجنس، وقد رأيت العجوز التي بلغت من الكبر عتيا والرضيع الذي تحمله الأم وتجوب به مختلف الطرق المؤدية إلى مختلف جهات المغارة.

إتّجهنا بعدها إلى الشلالات التي تبعد عن المغامرة بـ 6 كلومترات، لم تكن في مستوى الحسن والسحر الذي وصف لي من قبل الذين زاروا المنطقة لكنها تبقى جميلة وتستحق الزيارة والمتابعة.

 مالفت انتباه الزائر وهو يزور المغارة لأول مرة افتقارها الشديد للغطاء النباتي المتمثل خاصة في الأشجار رغم أن المغارة توجد في منطقة جبلية مرتفعة وتصلح للأشجار، وكان يكفي القائمين غرس الشجر وانتظار فضائله على الزائر والمنطقة، وكان عليهم تزويد المنطقة بساحة للأطفال مزودة بالألعاب. أما داخل المغارة فكان يكفي وضع دليل سياحي تحت خدمة الزوار ويشرح لهم ماضي المغارة وأسباب الأشكال المختلفة من أشجار وزهور بسبب قطرات الندى التي أخذت هذه الأشكال وكذا البرودة.

أما فيما يخص الشلالات فيقترح الزائر لها لأول مرة توسيع الحوض إلى أقصى فيصبح كأنه مسبح أو حوض كبير يضم من حوله العائلات ومختلف الزوار خاصة وأن الشلال دائم الجريان لايعرف الانقطاع ومياهه عذبة باردة تحيي النفوس، وتخصيص حظيرة للسيارات عوض الركن على جانب الطريق الضيق وما يعني ذلك من مخاطر قاتلة للعائلات والأطفال والزوار.

وسوم: العدد 735