هل يقود الإسلام والإرهاب  العالم إلى حرب عالمية جديدة ؟

هل يقود الإسلام والإرهاب  العالم إلى حرب عالمية جديدة ؟

هيثم عياش

[email protected]

برلين ‏04‏/08‏/2005/ لم يكن قائد حلف شمال الاطلسي /الناتو / السابق جون كالفين الذي تولى قيادة هذا الحلف ما بين عوام 1984 و1989 عسكريا فقط بل كان سياسيا اذ شغل في وقت سابق من حياته إستاذ الدراسات السياسية في جامعة جورج واشنطن ومستشارا للشئون السياسة الدولية أثناء استلام هنري كيسنجر رئاسة الدبلوماسية الامريكية في عهد ما كان يسمى بالحرب الباردة . ففي آخر   مؤتمر صحافي عقده في بروكسل في حزيران/يونيو عام 1989 زف الينا كالفين خبرا سيئا لنا معشر الصحافيين اذ أشار وقتها بأن الحرب الباردة التي كانت بين حلف وارسو والناتو قد انتهت بانتهاء الاتحاد السوفيتي وانهيار جدار برلين وقد انتصر الناتو على وارسو الا أن الغرب لن ينعم بأي سلام يذكر فان خلاف اوروبا القديم مع الاسلام سيتجدد عبر السنوات القليلة المقبلة .

ربما تكون تنبؤات كالفين في ذلك العام قد أثبتت حقيقته فقد جاء المفكر الامريكي صموئيل هونينغتون في عام 1995 ليؤكد من خلال ندوة دعا اليها معهد الفريد هيرهاوزين للدراسات الدولية في فرانكفورت ليؤكد نظرية كالفين الا أنه أشار الى ان الخلاف بين الغرب المسيح والشرق الاسلامي سيتجدد من خلال حرب الثقافات ثم أثبت هونينغتون مقولته تلك في العاصمة برلين بعيد حوادث 11 أيلول/سبتمبر من عام 2001  اذ أكد من خلال محاضرة ألقاها في بيت الثقافات الدولية الى أن الحرب بين الثقافات قد بدأت منذ قيام تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن بضرب الولايات المتحدة الامريكية في عقر دارها مؤكدا الى أن التنظيمات الاسلامية تريد إشعال هذه الحرب حاثا في الوقت نفسه الغرب الى ضرورة اتخاذ سياسة قوية لمواجهة الخطر الاسلامي القادم .

ومنذ تلك الحوادث وما تبعها من حوادث أخرى وقعت في العالم ظهرت الى الساحة العلمية في المانيا كتبا تتحدث عن الاسلام والارهاب وبالرغم من أنها تحمل مواضيع مشابهة الا ان واضعيها تتفاوت آراءهم بين المتهم لأمريكا بأنها وراء العنف والارهاب وبين من يدعو الى محاربة التنظيمات الاسلامية حربا بلا هوادة . ومن بين هؤلاء الكتَّاب البرلماني الالماني ناطق شئون السياسة الخارجية  فريدبيرت فلوجر الذي يعتبر وزير خارجية الظل في الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض وضع كتابا يؤكد من خلال وقوع حرب عالمية ثالثة لا محالة اذ ان  المنظمات الاسلامية تملك فكرا حقودا على الغرب المسيحي مستندا في آرائه حول هذا الحقد الى عوامل تاريخية سياسية مباشرة وغير مباشرة .

فالأسباب المباشرة هو سيطرة الغرب الصناعي على خيرات الدول الاسلامية مثل تلك الدول التي تملك موادا حيوية يعتبر الغرب بحاجة ماسة اليها مثل النفط والغاز وغيره من تلك المواد عد عن ذلك فان أسباب الفقر تعود الى استهلاك الغرب لطاقات الشعوب الفقيرة هذه ، مؤكدا الى أن قضية فلسطين وقيام وطن قومي لليهود  فوق تراب فلسطين والدعوة الى الحوار من أجل  إحلال السلام في الشرق الاوسط وقبول المسلمين بدولة للكيان الصهيوني بينهم يعتبر أحد العوامل الرئيسية لظهور قوة الحركات الاسلامية التي ترى بأن الغرب يعتبر سببا قويا لتدهور الأوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية في العالم الاسلامي الذي كان يعتبر أغنى مناطق العالم .

وأما الاسباب الغير مباشرة  هو اندحار دولة الخلافة الاسلامية التي كانت الدولة العثمانية تقودها ويشير المؤلف أن قيام حركة الاخوان المسلمين في عام 1928 وقيام أحزاب اسلامية أخرى تطالب بعودة الخلافة مثل حزب التحرير جاءت من أجل أيقاع العالمين الاسلامي والغربي في حرب ضروس الا أنه اشار بأنه لولا جهود حكومات الدول العربية بالقضاء على هذه الحركات لكانت الحرب العالمية الثالثة قد وقعت منذ أمد طويل مضيفا الى أن الاسلام أفلت شمسه منذ عشرات السنين الا أن الخطر الحقيقي على العالم يكمن في ظهور /الاسلاميين / مكان الاسلام اذ ان الفكر الاسلامي يتجدد بالأشخاص ولا يتجدد بالحكومات موضحا الى أن أسامة بن لادن / الذي لا يعرف أحد أحي هو أو ميت / استطاع أن يحتل قلب الشعوب الاسلامية  قاطبة وأن القضاء على الارهاب الاسلامي ومنظماته أصبح مستحيلا وأن هذا الحرب ضد تلك المنظمات لن يكتب لها أي نتيجة ملوسة فمن الصعب الجزم بأن يستطيغ الغرب الذي يملك جيوشا عتيدة واسلحة متطورة الانتصار على هذه المنظمات في القريب العاجل وربما تستمر هذه الحرب لسنوات طويلة لا أحد يعرف مداها .

ومن أجل القضاء على المنظمات الاسلامية أكد فلوجر الى ضرورة أن يحث زعماء حلف شمال الاطلسي/ الناتو/ الدول السلامية الدخول في حلفهم  اذ أن دخول هذه الاسلامية الحلف له أهمية استراتيجية كبيرة فهو يعتبر أحد النواة الرئيسية للحيولة دون وقوع حرب بين الاسلام والمسيحية كما أن دخول العالم الاسلامي وخاصة الدول العربية الحلف يعتبر أحد الأسس الرئيسية لعودة السلام الى منطقة الشرق الاوسط برمته ولا سيما قيام دولتين مستقلتين في تلك المنطقة تكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب الكيان الصهيوني .

واعتبر  فلوجر احتلال العرق بأنه كان ضروري للغاية اذ ان الاحتلال سيساهم في ديموقراطية العالم الاسلامي وإحلال الحريات العامة فيه مشيرا الى ضرورة معاضدة الولايات المتحدة الامريكية في سياستها التي تنتهجها في العالم وخاصة في الشرق الاوسط .

وجزم فلوجر في كتابه الذي تبلغ عدد صفحاته حوالي 300 صفحة من الحجم الوسط بأن الحرب القادمة ستكون حرب هلاك البشرية اذا فشل الغرب بشحذ قواه ضد منظمات الارهاب الاسلامية على حد قوله