برقيات 75

برقيات 75

* صدر عن دار حازم للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق ديوانان للشاعر عبد الباقي محمد عبد الباقي:

الأول بعنوان: من المحراب: خواطر شعرية في 174 صفحة من القطع العادي.

الثاني بعنوان: لبيك يا أقصى. في 100 صفحة من القطع العادي.

* صدر للباحث الشاعر عبد الباقي محمد عبد الباقي كتاب: الحرف الذهبي، في تعليم الخط العربي في 106 صفحات من القطع العادي.

* صدر في عمّان، في سلسلة (دراسات نقدية في ثقافة الأطفال) التي يصدرها الباحث الناقد كاتب الأطفال الأستاذ محمد بسام ملص:

1 – كتاب: من قصص الأنبياء في أدب الأطفال – دراسة نقدية- في 191 صفحة من القطع الكبير.

2 – كتاب: من أعمال الكاتب: نجيب محفوظ في أدب الأطفال –دراسة نقدية- في 296 صفحة من القطع الكبير.

* صدر عن دار عمار للنشر والتوزيع في عمان ديوان (العدنانيات) الأعمال الشعرية الكاملة للأديب الشاعر محمد العدناني، في ثلاثة مجلدات في 1174 صفحة من القطع الكبير.

         

في احتفال مميز

رابطة الكتّاب الاردنيين تحيي ذكرى الشاعر والقائد توفيق زيَّاد

الجمعة 2005/2/11

* الدكتور محمد ماجد مجلي الدخيل من إربد الفائز الاول في جائزة توفيق زيَّاد * اهتمام إعلامي واسع في الصحف الأردنية *

"إن هذه الندوة تفرد للراحل الخالد المناضل والشاعر توفيق زيَّاد، وأختصر لأقول أنها تفرد لتوفيق زيّاد الإنسان بأحرف كبيرة، وأظن أن ندوة كهذه لم تُعقد في أي مكان آخر. إنها ندوة نوعية من حيث المشاركون، ومن حيث تنوع المداخلات التي ستلقى فيها".
هذا ما جاء في كلمة الدكتور أحمد ماضي- رئيس رابطة الكتّاب الاردنيين في افتتاحه للندوة العلمية البحثية التي نظمتها الرابطة مساء يوم السبت الماضي (5/2/2005) في مركز الحسين الثقافي في عمان، بالتعاون مع مؤسسة توفيق زيّاد للثقافة الوطنية والإبداع، إحياء لذكرى الشاعر والقائد الخالد توفيق زيّاد.
وأضاف د. ماضي: "لقد عرفته مناضلاً جريئًا كل الجرأة، وشاعرًا ملتزمًا كل الالتزام بقضايا الوطن والإنسان. وأنهى كلمته قائلاً: "لقد أحبته الجماهير وقدرته أعظم تقدير، وهذا يكفيه فخرًا واعتزازًا وخلودًا".

ثم تحدثت السيدة نائلة زيّاد، باسم مؤسسة توفيق زيّاد، حيث قالت: "لقاؤنا في هذه الأمسية هنا في عمّان، لقاء متميز، لقاء أبناء الشعب الواحد، لقاء التطبيع مع الذات، لقاء الثقافة والسياسة والأدب والمواقف. وأكدت في كلمتها: "أن توفيق زيَّاد ورفاقه الشيوعيين وقفوا ضد سياسة الطرد والترحيل والتهجير والمذابح وسلب الأرض، وان الراحل قائد يوم الأرض الخالد، اليوم الذي أصبح يومًا كفاحيًا للشعب الفلسطيني والشعوب العربية". وأشارت الى "مواقفه المبدئية وبُعد نظره ونظرته الثاقبة في الموقف السياسي الواضح، ومواقفه في القضايا الاجتماعية، وخاصة موقفه من المرأة، حيث اعتبرها جزءًا هامًا وشريكًا في المجتمع، وانها ليست للمطبخ والفراش، بل هي جزء لا يتجزأ من نضالات شعبنا، وقد قال: "شجعوا بناتكم وحصنوهم بالعلم والمعرفة".

وكان قد حضر الندوة عدد كبير من الادباء والشعراء والنقاد والفنانين والمثقفين الفلسطينيين والاردنيين، وعدد من المحاضرين في الجامعات الاردنية المختلفة، ورجال السياسة وفي مقدمتهم الدكتور منير حمارنة – الأمين العام للحزب الشيوعي الاردني وعدد من أعضاء اللجنة المركزية، والفنانان اسماعيل شموط وتمام الأكحل ونائب أمين محافظة عمان. كذلك فقد حضر وفد عن الهيئة الإدارية لمؤسسة توفيق زيّاد ضم: أديب أبو رحمون، نائلة زيّاد، سمير مجلي، عماد أبو أحمد والياس لبس.

وكان أول المتحدثين في الندوة الدكتور عبد الرحمن ياغي، استاذ النقد الأدبي في الجامعة الأردنية، حيث قدم مداخلة بعنوان "توفيق زيَّاد شاعر المقاومة" ، معتبرًا الراحل رجل الإبداع السياسي واستاذ الشعر الثوري.

أما الدكتور صالح ابو اصبع، عميد كلية الآداب في جامعة فيلاديلفيا، فكانت مداخلته بعنوان : "توفيق زيّاد والبُعد الدرامي في شعره" ، مشيرًا الى أن زيّاد عاش تجربة ثرية لمناضل عاش مع الناس وعمل من اجلهم، ولهذا نقل تجاربه وتجارب شعبه التي امتلكها، مستهدفًا بذلك توصيل رسالة هادفة، لذلك كان شعره ملتزمًا، يثير فينا جملة مشاعر ويكرس الوعي الوطني".

ثم قدّم الدكتور سامح رواشدي المحاضر في جامعة مؤته دراسة بعنوان: "البعد الانساني في شعر توفيق زيّاد" قال فيها: "ان من يتابع تجربة توفيق زيّاد وحياته يجده متاثرًا الى حد بالمنحى الرومنسي في بعض جوانب اعماله، فهو يدعو الى المحبة والخير والتسامح والعدل ونبذ التعصب والتفرقة، ومن جانب آخر كان يحتفل بالمبدأ الاشتراكي الذي اتخذه نهجًا فكريًا عندما انتمى إلى الفكر الشيوعي عام 1948".

وتحدث بعده الدكتور يحيى عبابنة المحاضر في جامعة مؤتة، فقدّم مداخلة بعنوان: "الالتزام ودلالات الضمائر في شعر زيّاد" ، تطرّق فيها إلى فكرة الالتزام عند زيّاد، التي لم تتوقف عند الالتزام الفكري، بل كانت ذات مسارين، الأول، الالتزام بقضايا الشعب الفلسطيني، والثاني الوصول إلى تحقيق التزامه الأول، فهو شيوعي ملتزم، هدفه تخليص فلسطين مما حدث وإزالة العدوان والاحتلال".


ومع افتتاح الجلسة الثانية والتي ترأسها الدكتور إبراهيم أبو هشهش، دُعي السيد أديب أبو رحمون، رئيس مؤسسة توفيق زيَّاد والدكتور فاروق مواسي، رئيس لجنة التحكيم للإعلان عن الفائز الأول في جائزة توفيق زيَّاد الأدبية للعام 2004. وبعد أن أعلن الدكتور مواسي عن قرار لجنة التحكيم المشكّلة منه ومن الدكتور فهد أبو خضرة من جامعة حيفا، والدكتور محمد جواد النوري – عميد البحث العلمي في جامعة النجاح، دُعي الفائز

الدكتور محمد ماجد مجلي الدخيل من مدينة إربد حيث تسلّم الجائزة وشهادة التقدير.

وكان أول المتحدثين في الجلسة الثانية الباحث نمر حجاب، حيث قدّم مداخلة بعنوان "نكهة الأرض في شعر توفيق زيَّاد"، مشيرًا أن دواوين زيّاد تزخر وتعبق بمادة الذكريات والماضي، وتبدو الأرض مجالاً فسيحًا للثورة والحريّة والسعادة، إذ هي البديل المثالي عن سلبيات الحاضر. واختتم مداخلته قائلاً: "إن توفيق زيَّاد أكبر من كل الكلمات . . إنه شاعر خالد، حاضر بيننا، فالعظماء أمثاله لا يموتون ولا يستطيعون أن يموتوا، فعقبى لنا في استشهاد الخلود".

وتحدث الأديب الدكتور فاروق مواسي عن "النَفَس القصصي في شعر توفيق زيَّاد" فقال: "إذا صح القول أن شعر الشاعر هو "أناه" – خلاصة تجربته وأسلوبه، فإن ذلك يتمثّل أيضًا في أدب توفيق زيَّاد. فهو محدّث بارع، يسرد في مواضيعه حكايات مثيرة ومشوّقة، ومن خلال دوره القيادي للجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل، فقد انعكس اهتمامه الريادي في القص، وذلك عبر جمعه صورًا من الأدب الشعبي الفلسطيني وعبر مجموعته القصصية) حال الدنيا ) وعبر استخدامه للمأثور في نسيج النص وحتى أن القصيدة الواحدة مفعمة بالروح القصصية والسردية ". واختتم مداخلته: "إن النقّاد سيلتقون أن زيّادًا كان يحمل قضية شعب، وكان يؤدي فكرة يسوقها بأداء فيه صور شعرية كثيرة، حتى ولو لم تكن مكثّفة، فهي أمينة في توصيلها، مأمونة في تميّزها".


وعن "توفيق زيَّاد القاص" تحدث الكاتب والأديب محمد علي طه، وأشار في مداخلته أن : "توفيق زيَّاد في قصصه ليس حياديًا تجاه أبطاله. ففي كل قصة من هذه القصص نجد الثنائي المتضاد. وتوفيق زيّاد منحاز علانية للعمّال والفلاحين والبسطاء والثوريين والتقدميين، وتُظهر توفيق زيَّاد الانسان الثوري التقدمي، بنثره الرائع الأخّاذ"، وأضاف علي طه: "نشر زيّاد هذه القصص في صحافة الحزب الشيوعي ("الاتحاد" و "الجديد" ) في الستينات وأوائل السبعينات، وهذه الفترة الزمنية لها دلالاتها، فهي فترة الحكم العسكري على الأقلية القومية العربية في إسرائيل وفترة المدّ القومي في عالمنا العربي، وفترة العلاقات المتينة بين قوى التحرر في عالمنا العربي وبين الاتحاد السوفييتي، ثم هي فترة حرب حزيران 67، كما أن زيّاد كان في عنفوان شبابه الجسدي وفي أوج مسيرته الثورية النضالية".
واختتمت الندوة بدراسة قدّمتها الناقدة والمتخصصة في أدب الأطفال روضة فرخ الهدهد تحت عنوان "توفيق زيَّاد وأدب الاطفال"، تطرقت فيها إلى مجموعة القصص التي أصدرها الراحل في كتابه "حال الدنيا" ، مشيرة أن الكتاب قدّم نفسه بنفسه، كمجموعة قصص فلكلورية، اختارت منها "دار الفتى العربي" القصص القريبة من مفهوم الاطفال وقدّمتها لهم بزيّها المناسب لكتب الاطفال، من حيث حجم الكتاب والصور المصاحبة، مشيرة إلى أنه "اذا ما راجع المرء معظم القصص الفلكلورية في المجموعة، سيجد بالفعل أن هذه القصص هي أفضل ما يمكن أن تقدَّم للطفل من حيث بساطة الأحداث وعمقها".
وقد اهتمت وسائل الإعلام الأردنية بالندوة، وقامت الصحف الاردنية الرئيسية بنشر مقاطع طويلة من الدراسات التي قُدّمت، وقد عنونت صحيفة "الدستور" مقالها : "باحثون اكّدوا على الدور الطليعي والنضالي للشاعر توفيق زيَّاد"، وصحيفة "الرأي" كتبت: "رابطة الكتّاب تنظم ندوة علمية حول الشاعر توفيق زيَّاد . . ا

المشاركون يستذكرون مسيرته الإبداعية والإنسانية".
هذا وقد تمّ الاتفاق بين رابطة الكتّاب الاردنيين ومؤسسة توفيق زيَّاد للثقافة الوطنية والابداع على استمرار التواصل والتعاون الثقافي بينهما مستقبلاً.

         

الإعلان عن نتائج مسابقة زياد النقدية

لجنة التحكيم : د . فاروق مواسي ( رئيسًا )

د . محمد جواد النوري عميد البحث العلمي في جامعة النجاح

د . فهد أبو خضرة – جامعة حيفا

إليكم نص قرار اللجنة المكلفة بقراءة الدراسات :

مؤسسة توفيق زياد الغراء

تحية طيبة وبعد

فإننا نشكركم أولاً على هذه الثقة الغالية التي أوليتمونا إياها لفحص الأبحاث المتقدمة لجائزة توفيق زياد الأدبية ، ونخبركم عن نتائج الفحوص بالعلامات التقديرية كما ارتأت اللجنة المكلفة أن تنظر في الأبحاث الجادة وهي :

البحث رقم ( 1 ) الرؤيا والتشكيل الشعري – شعر توفيق زياد نموذجًا

البحث رقم ( 2 ) النص الجامع ، دراسة في التناص الشعبي في شعر زياد

البحث رقم ( 3 ) التحريض في شعر توفيق زياد " دراسة في الشكل والمضمون

البحث رقم ( 4 ) الرمز التراثي في شعر زياد – دراسة أسلوبية بلاغية

البحث رقم ( 5 ) شوكة الصبار ، التراث الفلسطيني لدى زياد

البحث رقم ( 6 ) التراث الشعبي في شعر الحكّـاء الحكيم الحائك

توفيق زياد : حادي العيس

البحث رقم ( 7 ) الشكل والمضمون في شعر

البحث رقم ( 8 ) عذب الجمّال قلبي " دراسة فولكلورية في نتاج زياد

البحث رقم ( 9 ) توفيق زياد الحاضر الغائب ، دراسة في الشكل والمضمون

وتوصي اللجنة بعد تقديم تبريرات تقويم الأبحاث – المرفقة - أن يكون البحث الأول هو الفائز بالجائزة الأولى .

وتوصي كذلك بحجب الجائزة الثانية وتخصيص مبلغها أو جزء منه للجائزة الثالثة ،

وتوزيع الجائزة الثالثة على كل من البحث الثاني والثالث أعلاه .

لجنة التحكيم : د. فاروق مواسي – رئيس مركز اللغة العربية القطري

د. فهد أبو خضرة - جامعة حيفا – محاضر كبير

د . محمد جواد النوري – عميد البحث العلمي في جامعة النجاح

بيان التبرير والتقويم

البحث رقم ( 1 ) الرؤيا والتشكيل الشعري ، توفيق زياد نموذجًا – الجائزة الأولى

يدور هذا البحث حول محورين اثنين ركز الباحث جهده في تناولهما بهدف الكشف عن شاعرية زياد من حيث رؤاه الشعرية وتشكيله الشعري . وقد تناول في المحور الأول بعض القضايا النقدية مثل : المعجم الشعري لدى الشاعر ، وبناء الجمل وترتيب الكلمات ، والترابط العضوي في قصائده ، ثم ظاهرة البساطة والوضوح والشفافية التي اتسم بها شعر الشاعر .

ثم انتقل إلى المحور الآخر فبين بعض الروافد التي أغنت شاعرية زياد وعلاقتها الفنية بكتابته .اتسم البحث بالترابط والسلاسة ، وكانت مصادره غزيرة تدل على اهتمام ومتابعة .

ويؤخذ على الدراسة رغم جودتها أن خاتمتها غير موفقة من حيث أنها لا تلخص مجمل ما ذكر .

البحث رقم ( 2 ) النص الجامع - دراسة في التناص الشعبي - الجائزة الثالثة

خصص الباحث معظم صفحات دراسته لموضوع التناص ، وعلاقة الشعر بالأدب الشعبي ، وكيفية استثمار زياد للحكاية الشعبية والخرافة والسير والأغنية والأمثال الشعبية وكذلك العادات والتقاليد ..إلخ

يؤخذ على الباحث أنه لم يعمد إلى مقدمة ملائمة ولا خاتمة مُجملة ، كما لم يرقم صفحات دراسته ، ثم إنه لم يتوسع في النماذج بل جعل عنوانًا لكل أغنية .

جاءت لغة الباحث سليمة إلى حد ما باستثناء بعض الأخطاء الطباعية التي كان حريًا به أن يتداركها قبل تسليم بحثه .

وتحيي اللجنة صاحب هذه الدراسة على استخدامه المصادر الوفيرة التي تدل على اطلاع ومتابعة جديرين بالباحث الجاد .

البحث رقم ( 3 ) التحريض في شعر توفيق زياد – دراسة في الشكل والمضمون

الجائزة الثالثة

اللغة في هذا البحث ذات صياغة ممتازة والدراسة هي استقصائية ، ذات منهج علمي ، وفيها خاتمة مجملة.

غير أنه تحدث عن ثلاثة موضوعات لا موضوع مركز، فأفرد فصلاً لقصائد السجن ، وكان حريًا به أن يربط بين الموضوع وبين الدعوة للتحريض ، بل إن الكاتب أغفل شرح معنى " التحريض " المقصود ، ومن كتب فيه قبل زياد ، وما مدى مساهمة زياد فيه وتأثيره على الآخرين . بالإضافة إلى أنه كان يستطرد أحيانًا من غير ضرورة ، كما أن بعض المصادر لم تكن دقيقة في إيرادها وفي تحديد صفحاتها .

وتبقى الدراسة مهمة بسبب مراعاتها أصول البحث إلى حد كبير .

البحث رقم ( 4 ) الرمز التراثي في شعر زياد – دراسة أسلوبية بلاغية

تحدث الباحث عن الروافد الدينية والتاريخية والأدبية إضافة إلى تلك التي استقاها من الأغاني الشعبية والأمثال والأقوال والقصص التي أكسبت شعر زياد زخمًا وعمقًا وخصبًا . ورغم أن الباحث كان واعيًا لمنهجية بحثه إلا أنه لم يعمد لا إلى مقدمة ولا إلى خاتمة ، وكان يستشهد من كتاب وثاق الحرير ، وكأن الكاتب في كل مقالة هو الأديب الذي أعد الكتاب وجمعه ، كما يتناول الباحث مواضيع ليست في سياقها ، ويجمع اقتباسات من هنا وهناك دون أن يضمها في سلك أو إطار ، فما الداعي مثلا لذكر قصيدة أبي فراس الحمداني دون إجراء أية موازنة جدية ، فحري – مثلاً - أن يتناول أوجه الخلاف بين قصيدة الحمداني وقصيدة زياد حتى يكون هناك مبرر للحديث عنها .

البحث رقم ( 5 ) شوكة الصبار ، التراث الفلسطيني لدى زياد

استهل الباحث دراسته بمقدمة تاريخية وأدبية طويلة ، ثم انتقل بعدها للحديث عن التراث الفلسطيني كما تبدّى في مجموعة حال الدنيا ، فعرض قصصًا منها ، وتناولها من منظور ما أسماه " النص والنص المجاور " ، فقدم بذلك مادة فيها أصالة وطرافة .

ولكن البحث اكتنفته بعض السلبيات - كالأخطاء اللغوية والتركيبية التي نجدها في كل صفحة تقريبًا ، ثم إن البحث خلا من التوثيق ( رغم أن الإحالات موجودة ) ، وكان في البحث حشو واستطراد افقداه الكثير من جودته .

إن الموضوعات غير مرتبة ، والخاتمة مفقودة ، والصور الشكلية لم تُستوفَ .

البحث رقم ( 6 ) التراث الشعبي في شعر الحكّـاء الحكيم الحائك

- توفيق زياد : حادي العيس

قدم الباحث تأصيلا لغويًا من حيث أنه أورد الألفاظ الشعبية التي استعملها زياد في كتاباته ، وكان واعيًا لاستخدامها ، ولا ريب أن هذا العمل بحد ذاته هائل وجليل ، وهو سلس الأداء ، متدفق ، ولكنه يتسم بالعفوية والآراء الانطباعية ؟.

إن المنهجية العلمية فيه لا ترقى إلى مستوى الجهد المبذول ، ولعل ما أساء إليه أكثر عشرات الأخطاء اللغوية التي لا تليق بباحث يركز أصلا على الناحية اللغوية .

ثم إن الخاتمة لا تتساوق والطرح الذي عمدت إليه الدراسة .

وتنصح اللجنة - مع ذلك - بضرورة طباعة مثل هذا الكتاب الموسوعي بعد تهذيبه لغويًا ، وإزالة كل ما ليس واردًا بضرورة ، مع شرح أو تعليق له يدل على علاقة في مجال البحث ففي ذكر الأطفال - مثلاً - ، قدم الباحث تفاصيل من غير تحليل .

( بينما نجح الباحث في فصل التهاليل ص 92 في أن يبين العلاقة العضوية بالموضوع ، وكان بإمكانه أن يظل على هذا النهج ) .

البحث رقم ( 7 ) الشكل والمضمون في شعر زياد

حاول الباحث أن يلتزم المنهجية في تركيبة دراسته ، لكن ذلك لم يتحقق على نحو تام ، ونظرة عجلى على فهرست الدراسة توضح ذلك .

إن أكثر ما يوجه لها من مآخذ هو كثرة الأخطاء اللغوية والأخطاء الطباعية . وقد اعتمد الباحث كثيرًا على مقال عز الدين المناصرة في مقدمة ديوان الشاعر - من غير أن يشير إلى ذلك أحيانًا ، وهو يستشهد بمراجع دون ذكر التفاصيل مثلا : الأسبوع الأدبي عدد 885 دون ذكر الكاتب ، وعدم الدقة كذلك في كتابة المصدر الذي ذكر فيه أنطون شلحت ( الآداب ) فما هو تفصيل هذا العدد للتعريف به ، وقس على ذلك الكثير.

البحث رقم ( 8 ) عذب الجمّال قلبي " دراسة فولكلورية في نتاج زياد

يتسم هذا البحث بأنه كان تحليليًا وفيه أصالة ، وقد أورد نصوصًا جميلة ومشكولة لا نكاد نجدها في مصادر أخرى كاملة .

لكن الباحث لم يقتحم أدب زياد وفكره ، ولم يوثق ما استشهد به ، ثم ما هو المبرر لذكر قصص ( ممدوح مثلا ) ما دام الشاعر لم يتناولها .

وأخيرًا لم يقم الكاتب بشرح أهمية تفصيح القصيدة العامية ، وأهمية ما قام به زياد .

البحث رقم ( 9 ) توفيق زياد الحاضر الغائب ، دراسة في الشكل والمضمون

عرض الباحث نماذج شعرية تبين مسيرة النضال التي نهجها زياد ، كما عرض أغراضًا شعرية تقليدية .لكن لغته كان غير علمية وكثيرة الأخطاء ، وخاتمته متوسعة لم تتناول ما في ثنايا الدراسة ، فما علاقة غوركي ولينين ومذاهب الأدب في سياق البحث المنشود ؟

وكان الباحث يستشهد دون تحديد المصدر- كأن يتحدث عن بول فاليري وغارودي وابن جني ودي سوسير، بل يستشهد أحيانًا بدون أي تبرير ، و يطرح نماذج دون ربطها بالسياق .

في الختام ملاحظة :

لا بد من تحية عطرة لهؤلاء الباحثين جميعًا الذين وفدوا إلى عالم الشاعر الأصيل توفيق زياد ، فنهلوا وتدارسوا وأحسوا مدى المعاناة وصدقها ، وصحبوا الكلمة فصاغوها هديًا وعبرة ، فسابقوا في الشوط ، وظلوا على أمل اللقاء والمتابعة حتى ولو لم يفز بعضهم بقصب السبق ، فحسبه أنه كان في رحلة ممتعة شائقة .

لقد كانت مؤسسة توفيق زياد محفزًا لإبداعاتهم ونبراسًا يستضيء به شداة الحرف المشرق ، ودعاة التحرر من كل قيد .

عن اللجنة : د . فاروق مواسي

         

لا .. لمن يحبس الكتَّاب

يوما بعد يوم تتفاعل ـ بين الكتاب والمثقفين المصريين ووسائل الإعلام المختلفة ـ أزمة الكاتب محفوظ عبد الرحمن مع زميليه الشاعر أحمد فضل شبلول والناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، خاصة بعد البيان الذي أصدره مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر مساء الثلاثاء 8/2/2005 ونفى فيه حدوث الواقعة التي صدر الحكم الابتدائي على أساسها، ضد شبلول وأبو العلا بالحبس ثلاثة أشهر، وقد استنكر البيان موقف الكاتب محفوظ عبد الرحمن في اللجوء للقضاء دون الرجوع إلى مجلس الاتحاد طبقا لنص المادة 56 من قانون الاتحاد، والتي تقضي بحل المنازعات داخل الاتحاد.

وقد أكد معظم الحضور من أعضاء مجلس الإدارة عدم وقوع حادثة السب والقذف التي يتعلل محفوظ بوقوعها في جلسة لم يحضرها، واكتفى بشهادة مغرضة من اثنين من أعضاء المجلس، بنى تصوره عليها، وأقدم على شكاية زملائه في قسم قصر النيل، ثم في النيابة التي حفظت الموضوع، ثم أخيرا في محكمة جنح قصر النيل الابتدائية، وهناك استطاع الحصول على حكم ابتدائي بحبس زميليه.

وأمام هذه التداعيات التي يندهش لها جموع الكتَّاب والمثقفين في مصر، وخارجها، بدأت مؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة الثقافية والأدبية، مثل هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ودار الأدباء، ونادي القصة، وجماعة الأدب العربي، وجماعة أدباء الشعب، فضلا عن فروع اتحاد الكتاب بالمحافظات، وغيرها، في التحرك وإصدار بيانات تستنكر لجوء أحد الكتَّاب إلى سجن زملائه الكتَّاب لمجرد وشاية مغرضة قبل التثبت من وقوعها.

العالمون ببواطن الأمور يؤكدون أن لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الإدارة الاتحاد القادمة والتي تحدد لها يوم الجمعة 25/3/2005 دورا مهما في تحريك الأحداث، التي مسَّت الكاتبين شبلول وأبو العلا اللذين استأنفا الحكم ودفعا الكفالة المطلوبة، ويستعدان للوقوف أمام محكمة الاستئناف يوم 30/3/2005 لطلب شهود النفي في تلك الواقعة الأولى من نوعها في تاريخ اتحاد كتاب مصر الذي تأسس عام 1975 يساندهما في ذلك البيانات المتتالية من الجمعيات الثقافية والأدبية الأهلية التي تصدر يوما بعد يوم، وجموع كبيرة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين، والتي تعزف على عبارة "لا .. لمن يحبس الكتَّاب".

         

تجربة الشاعر في ظلال سورة الشعراء

محاضرة للدكتور مصطفى عليان

 في رابطة الأدب الإسلامي العالمية..

قدمه الدكتور عماد الخطيب

من صالح أحمد البوريني

[email protected]

 عضو رابطة الأدب الإسلامي

في مقرها بعمان أقامت رابطة الأدب الإسلامي أمسية أدبيـة مساء الخامس من شباط الجاري ألقى فيها الأستاذ الدكتور مصطفى عليـان محاضرة بعنوان ( الشاعر وتجربته في ظلال سورة الشعراء ) وحضرها عدد من أعضاء الرابطة والمهتمون بالشأن الأدبي .. وقد بين الدكتور عماد الخطيب الذي قدم الأستاذ المحاضر أن نقادنا القدامى قد شغلوا بقضية جمالية النص القرآني وربطوا بين جمالية القرآن وجمالية الشعر مع الفارق العظيم بين النص القرآني المعجز الذي تحدى به النبي صلى الله عليه وسلم بلغاء العرب وفصحاءهم فأعجـزهم وبين قول البشر الذي يعلو ويهبط ويتفاوت فيه الناس ، وأن هذا الربط ظهـر في آثار أولئك النقاد على مستوى المتعة والعلة الجمالية تارة وعلى مستوى التأثير على المتلقي تارة ، وظهر بجلاء على مستوى النظر في الإعجاز البياني للقرآن الكريم .

دارت المحاضرة حول محاور تسعة ، ذكرها الدكتور عليان مجملة ثم أتى على تفصيلها تباعا .

المحور الأول : الآيات الأخيرة من سورة الشعراء مكية :

بما يقتضيه البحث العلمي الأصيل من منهجية وموضوعية واستـقصاء تتبع الدكتور عليان في المحور الأول روايات المحدثين وأقوال المفسرين للآيات الأخيرة من سورة الشعراء من قوله تعالى : (( والشعراء يتبعهم الغاوون )) إلى آخر السورة ، وقال : "  راج بين الباحثين أن الآيات الأخيرة من سورة الشعراء مدنية نزلت في شعراء الأنصار حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك ، والمستـند في ذلك مرويات عدة "  ، وبعد أن استعرض تلك المرويات  ذكر تعليق أهل العلم عليها ، ولا سيما علماء الجرح والتعديل ، ورجح ما ذهب إليه الجمهور من أن سورة الشعراء كلها مكية بما فيها الآيات الخاصة بذكر الشعراء في آخرها , وبهذا  نفى ما كان شائعا من قبل وانتهى إلى تأكيد القول بمكية الآيات الأخيرة من السورة وبنى عليه :

· أن مناهضة قريش والمشركين للدعوة الإسلاميـة بالشعر بدأت في العهد المكي .

· وأن شعرا إسلاميا مدافعا عن الإسلام نهض به شعراء مسلمون في زمن الرسالة المكي ، وأغلب الظن أن هذا الشعر كان قليلا ، لكنه غيب عن الأخبار المروية .

· وأن الشعر والكهانة نسـق واحد في التوجه والتوجيه أو في التصور والتصوير .

المحور الثاني : الشيطان والوهم والخيال والجنون وأضغاث الأحلام هي مصادر التلقي عند الشاعر الكافر:

وقد ساق الدكتور عليان جملة من الآيات والأحاديث التي تذكر ذلك  ؛ فمنها ما جاء في سورة الطور (( فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون . أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون )) وفي سورة الأنبياء (( بل قالوا أضغاث أحلام  بل افتراه بل هو شاعر )) وفي الصافات : (( ويقولون إئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون . بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) ، ومعنى الأضغاث أهاويل يراها النائم أو رؤى كاذبة .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه ) ، وقد ذكر المحاضر أن  الهمز في الحديث قسيم نفث الشعر في مصدرية الشعر وتلقيه عن الشيطان ، إذ في همز الشيطان الغشية وإسكات العقل وغيابه بما يجعل المرء مصروعا بما يشبه الجنون ، وفيه الدافعية للشر في الوقيعـة بين الناس والخوض في ذكر عيوبهم .وأضاف الدكتور عليان : "  لم يكن غريبا أن يكون الضلال هو الفلك الذي تـتـشكل في مداره عناصر تجربة الشاعر الكافر من الكذب والوهم والخيال في مرحلتي الخاطرة والتعبير ، فالشاعر ضال في تصوره وتصويره ، مضل في توجيهه وتأثيره " .

المحور الثالث :  في الصفات الأسلوبية لتجربة الشعراء الذين يتبعهم الغاوون .

وأول خصائص تجربة الشاعر الضال أو الغاوي أن الفن عنده قائم على الإيهام والخيال لا على الحقيقة والواقع . وأما الخصيصة الثانية فهي الكذب ذلك أنه يفتعل الشعور ويزوره ، ومنه أيضـا تحسين القبيح وتـقبيح الحسن إذ هو أسلوب منهجي في الإغواء والتضليل ، وينسب إلى ابن عباس تفسير قوله تعالى (( والشعراء يتبعهم الغاوون )) بأن معناه تـقبيحهم الحسن وتحسينهم القبيح والخصيصة الثالثة هي الصنعة المتكلفة .  وقد نقل الدكتور مصطفى عليان في هذا المقام مقالة الجاحظ إذ يقول : " إن الله تعبّـد الشعراء في طلب الألفاظ وتكلفوا في استخراج المعاني ، فكان من الخصال التي ذمهم الله بها في قوله (( ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون ما لا يفعلون )) تكلف الصنعة والخروج إلى المباهاة ، والتشاغل عن كثير من الطاعة ، ومناسبة أصحاب التشديق "  . ثم يقول الدكتور عليان : وتطغى الصنعة اللفظية على العمل الأدبي ويعلو صوتها في الخطاب  ، حين تضحي الحكمة ـ وهي الحق وطلبه والصدق وقوله ـ غاية غائبة ، وفضيلة غير منظورة لدى الشاعر وهاجسه الشعري ، فلا يقع في خاطره تحقيقها ، فيغدو التعبير دائرا في مسالك الإطناب وفضول القول ، ـ إلى أن يقول ـ  :  وهكذا اجتمع في خطاب الشعراء ـ ويعني أهل الغواية منهم ـ الوهم والخيال والكذب والصنعة المتكلفة فانحرف عن جادة الصواب والإصابة في اللفظ والمعنى . 

المحور الرابع : مصادر التلقي عند الشاعر المسلم :

ذكر الأستاذ المحاضر أن ابن تيمية رحمه الله قد حدد مصادر التجربة الشعرية للشاعر المسلم في ثلاثة : الأول ما كان مـن الشيطان والثانـي ما كـان من النفس والثالـث ما كان من الله عز وجل ، واستـأنس بحديث النبـي صلى الله عليه وسلم ( اهجهم حسان .. أو هاجهم وروح القدس معك ) . ثم قال : فالتجربة الشعرية لدى الشاعر المسلم تكون ذات طابع ديني أو خلقي إن صدرت عن الشخصية الإسلامية بمرتكزاتها الأربعة أو صفاتها الأربع التي حددها الرازي في تفسيره ،  وهي الإيمان ( الذين آمنوا ) والعمل الصالح ( وعملوا الصالحات ) وأن يكـون في شعره  التوحيد والنبـوة ودعـوة الخلـق إلى الحـق ( وذكروا الله كثيرا ) وأن لا يذكروا  هجاء  أحد إلا على سبيـل الانتصار ممن يهجوهم ( وانتصروا من بعد ما ظلموا ) .  وهذه الصفات الأربع يمكن القول إنها تمثل بعدي الشخصية الإسلامية ؛ الأول : المفاهيم التي المدار فيها على الإيمان بكل مطالبه ، والثاني : الميول وهي في الآيات سلوك منهجي ناتج عن الإيمان بعمل الصالحات وذكر الله والقول في الحق وعدم الانتصار بالهجاء إلا ممن بدأ المسلمين بذلك . والتجربة بهذا التشكيل هي التي أراد الله لها السيادة في الأرض ، فهي المؤيدة برعايته لأنها من منهجه تقبس وبنوره تهتدي حين ينضبط ميل النفس بالعقيدة فيعقلها عن التحرر والانفلات ويمنعها من الانطلاق مع هوى النفس إقبالا وإعراضا .   

المحور الخامس : أين نضع الشاعر الفاسق من سورة الشعراء ؟

وقد يختل التوازن عند بعض الشعراء فتارة يكونون مؤمنين وتارة يكونون غير مؤمنين فأين نضع هؤلاء الشعراء  ؟  يعد الدكتور عليان مثل هؤلاء الشعراء مسلمين ولكنهم يقترفون أعمالا  تخرجهم عن الالتزام بالإسلام  ،  فإن كانت تلك الأعمال من صغائر الذنوب ، فمن ذا الذي يسلم من الصغائر ! والله تعالى يقول في سورة النجم ((  الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم )) ،  وإن كانت من كبائر الذنوب فإن صاحبها يقع بين الفسق أوالكفر ؛ فإن كانت من قبيل الفواحش الكبائر  مع بقاء أصل العقيدة والإيمان فإنها تسقط شهادته لأنها تجعله مع الفاسقين وإن بقي مسلما .  وإن كانت من نواقض الإيمان التي يكفر فاعلها فإنه لا يعد من الشعراء المسلمين بحال .

المحور السادس : أين يقف  الشاعر الكافر إن وافقت تجربته الحق ؟

يقول الدكتور عليان : " والشاعر غير المسلم إن حمل شعره مبادئ الخير والحق والحكمة لا يعد شعره إسلاميا ؛ لأنه فقد شرطا أساسا في صدور تجربته عن مفاهيم غير إسلامية ، .. إذ لو كان لمعلوماته ارتباط بمفهوم الإسلام عن الكون والإنسان والحياة صدقا وحقا ، لما توانى عن الارتباط بالإسلام ، ولا تخلف عن اتباع مفاهيمه .  واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الشاعر الجاهلي أمية بن أبي الصلت (  كاد يسلم في شعره ) ، وذلك يؤكد مقاربة شعر أمية للإسلام ، غير أنه ليس إسلاميا على التحقيق .  

المحور السابع : الوعي واللاوعي في التجربة الشعرية في المنظور الإسلامي :

أكد الدكتور عليان أن  : " ارتكاز الخطاب الشعري على الغي في إثارة انفعال تابعه ، وتحريك شعوره ونفسه دون عقله واعتـقاده ،  لا يعني وقوع هذا الخطاب خارج دائرة الوعي ، وتـفسير ذلك وتوضيحه رهن بإدراك جانبين فيهما مساس بالتجربة الشعرية : الأول خاص بالعمل الأدبي والثاني عام في مسؤولية العمل الإنساني . 

فأما في الجانب الأول ، فإن الشاعر واع تماما لحدود وظيفته ، ومدرك إدراكا شاملا لمضمون أفكاره ومرامي معانيه ، وهي حقيقة مؤكدة عند أهل الأدب والنقد .  وقد انتهى التحليل النفسي الحديث إلى أن الشاعر غالبا ما يقع في إبداع المعاني وصياغتها لطائلة من المراجعة والمعاودة ، كلما أحس بخلخلة الألفاظ أو عدم دقتها ، إذ يحفزه ذلك إلى التحوير والتبديل ، بتغيير بعض الرموز وتثبيت آخر .  وقدرة الشاعر على استيعاب عنصر ( اللاوعي ) في العمل الأدبي قدرة لا تخلو من إرادة ، مهما تكن حدة الانفعال ودرجة طغيان التوتر .

وأما الجانب الثاني العام وهو مسؤولية الإنسان عن عمله ، فمن المقرر شرعا أن الإنسان يصدر عن وعي تام في كل ما يصدر عنه من أقوال أو يقدم عليه من أفعال ، فقوله محصي عليه قال تعالى (( ما يلفظ مـن قول إلا لديه رقيب عتيد )) [ سورة ق : 18 ] ،  علـى أن الشاعر إنسان مكلف بالتكاليف جميعا التي جاء بها الإسلام ، وهذه التكاليف شاملـة حتى الإحساس والهوى والميل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( والله لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) .

المحور الثامن : الخصائص الأسلوبية لتجربة الشاعر المسلم .

وفي هذا المحور أشار الدكتور إلى الظواهر الأسلوبية التي سبق الحديث عنها في تجربة الشاعر الضال أو الكافر ، وهي  قيام هذه التجربة  على الإيهام والخيال والمبالغة ومجانبة الاعتدال في التصور والتصوير  وتحسين القبيح وتقبيح الحسن والكذب والصنعة المتكلفة التي يعلو صوتها في الخطاب . وأكد أن تجربة الشاعر المسلم بريئة من كثير من هذه الظواهر ، بل إن الأصل فيها أن تبرأ من كثير من هذه الظواهر ، واختار أن يقف عند خصيصتين من وسائل التوصيل في خطاب الشاعر المسلم بشيء من التفصيل هما : الصدق وشرف النظم  .

أما الصدق فإضافة إلى أن تحريه في حياة المسلم هو أساس فـي الإيمان ؛ فإن ( المؤمن لا يكذب ) ، وأن المؤمن حريص على الصدق حرصه على الوصول إلى الجنة لأن ( الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة ) ؛  فإن  الدكتور عليان  يرى أن الآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والتي جاءت أحكاما على الشعر هي المنطلق في رعاية التجربة الشعرية الإسلامية .  وبعد أن ساق طائفة من الشواهد والأخبار والأدلة على ذلك ، ذكر أنواع الصدق في التجربة الشعرية الإسلامية والتي أبان عنها ابن طباطبا وتعرض لذكر بعضها ابن حزم والغزالي ، ولكل منهم نصيبه الوافر في ذلك ، فذكر الصدق الفني وصدق المعنى وصدق التجربة الإنسانية والصدق التاريخي والصدق الأخلاقي وصدق التشبيه أو التصوير .

وأما عن شرف النظم فقال الدكتور عليان إنه بيان في فطنة ،  وهو خلاصة لما جاء به حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن من البيان لسحرا ) ،  وهذه  الإبانة شرطها أن تكون من غير ابتذال أو تكشف . أي أن يحافظ الشعر على هويته وتميز لغته بحيث يسمو عن التـقريرية والابتذال . ولابد أن يكون ما يعرضه الشاعر على الناس من أفكار ومفاهيم مقترنا بواقع محسوس وقريب من إدراك الناس ومشاعرهم حتى لا يكون مستهجنا غريبا . ومع كون التكشف والسذاجة من عيوب النظم فإن التعقيد والغموض من العيوب المنكرة أيضا إذ الأجدر بالشاعر ـ كما يقول الدكتور عليان ـ أن يكون طلبه الصورة لتـقريب المفاهيم ، فإن ابتعدت الصورة أو تلفعت بالغموض فقد جانب السداد .

وأكد الدكتور مصطفى عليان أن المنزلة الأسلوبية التي يتحقق بها شرف النظم لا تتأتى للشاعر إلا بالتقوى واليقين والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم .

المحور التاسع  : مجالات تجربة الشاعر المسلم .

ويرى الدكتور عليان أن تجربة الشاعر المسلم إذا كانت مسيجة بإيمانه الصادق ويقينه الراسخ وعقيدته الصحيحة فإن مجال هذه التجربة أمامه رحب فسيح ،  وأنها حينئذ لا تحد بغرض دون غرض ولا بمجال دون آخر  .

ومما هو جدير بالذكر أن المحاضرة قد حفلت بالشواهد والأمثلة والنصوص التراثية التي اختارها الأستاذ المحاضر  بعناية خاصة ، ووظفها في مواضعها بشكل يجلي الحقيقة ويقطع الشك باليقين ، فكانت على جديتها ودسامتها ممتعة سائغة ، فتحت آفاق الحوار واتسع الوقت بعدهـا لكثير من التعقيبات  والردود التي أثرت الأمسية وجاءت كزلال الماء بعد شهد الغذاء .

         

بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة على البالتوك 

تدعوكم غرفة سورية للعدل والحرية إلى محاضرة

للأستاذ سليم الحسن

رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان

 

بعنوان

انتهاكات حقوق الإنسان في سورية لعام 2004

وكيف نفعل مجزرة حماة الكبرى حقوقيا وقانونيا

ونحاسب المجرمين عنها..

 

وذلك يوم السبت الموافق 19شباط (فبراير) 2005

الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش..