برقيات أدبية (58)

برقيات أدبية (58)  

صدر في سلسلة كتاب الأمة في قطر، للكتاب رقم 102 من تأليف الأستاذ أحمد العلاونة، بعنوان: (عمر فرّوخ في خدمة الإسلام). وجاء الكتاب في 155 صفحة من القطع العادي.

صدر عن مكتبة مدبولي في القاهرة، الطبعة الثانية من كتاب (الصراع على السلطة في سوريا: الطائفية، والإقليمية، والعشائرية في السياسية: 1961-1995) تأليف الدكتور نيقولاوس فان دام سفير هولندا في مصر، وجاء الكتاب في 263 صفحة من القطع الكبير.

صدرت الموسوعات التالية عن مكتبة الفتح في قطر، وهي من تأليف الأستاذ محمد سعيد مبيض:

1- موسوعة حياة الصحابيات. في 892 صفحة من القطع الكبير.

2- موسوعة حياة الأنبياء. في 706 صفحة من القطع الكبير.

3- موسوعة حياة التابعين وتابعيهم والتابعيات من كتب التراث، في 2566 صفحة من القطع الكبير.

          

قصائد عمودية تحتفي بالشهادة

د. عبد الجبار دية يلقي في رابطة الأدب الإسلامي

عمان- من صالح البوريني

 ( في تلك الليلة وجدتـني أدندن بالشعر ، والشجى يبعث الشجى ، ثم أمسكت بالقلم لأسطر أبيات القصيدة الأولى ، وأذكر أنني لم أنم تلك الليلة حتى أفرغتها على الورق فأحسست بالراحة والسعادة في آن .. فكانت بمثابة نفثات مصدور هزته الفواجع ، وصدعه الظلم الواقع ، وأرقه مصـاب إخوة له في العقيدة ، وتخاذل إخوانهم المسلمين عن واجب النصرة والجهاد ) سطور اقتبستها من مقدمة ديوانه الأول ( صهيل وأغاريد ) الذي ضمنه لونين من الشعر أولهما ما يتعلق بالوطن ورمز إليه بكلمة صهيل والثاني وجدانياته التي عناها بكلمـة أغاريد . 

جمـع الدكـتور الـشـاعر عبـد الجبار ديـة  بين الصهيل والأغاريـد في ديوانه الأول ، واستـنطـق واقـع المقاومة في ديوانـه الثانـي ( الحق المقاوم )  ـ  تحت الطبع ـ  فنطق بلسان حال المجاهدين والمجاهدات على أرض الإسراء والمعراج وكل أرض عربية إسلامية .

وقد انطبعت قصائده التي قرأها مساء السبت الماضي في أمسيته الشعرية في رابطة الأدب الإسلامي العالمية كلها بالطابع الوطني الجهادي ، إذ وقفها جميعا على التغني بصمود الأهل والإخوة في فلسطين وبالعمليات الاستشهادية ، وكانت لونا من التأريخ المرحلي للمقاومة الجهادية بلغة شعرية تسبقها مقدمات أشبه ما تكون بالبيانات السياسية أو العسكرية المختصرة .

فكانت منها قصائد تسجيلية تذكر بالعمليات الاستشهادية بالإضافة إلى إشادتها ببطولة المجاهدين والمجاهدات مثل قصيدة ( حمام الشهادة ) :

محمد  في أسدود صال iiمزلـزلا
وثنى  ( نبيل ) مازج الدم iiبعضه
مضوا وغضارات الشباب تزينهم
أأشلاء  جنـد الله بوركـت iiأولا



 
أترب  ابن زيد ما عليك مــلام
وأعلن  في الآفاق ليس فصــام
وما  قصدوا لهوا ولا هم iiهامـوا
وبوركت في الأخرى رعاك iiذمام

وقصيدة ( محمد والجدار ) :

بـالأمس فجرها ابن عشريـن
شد  الحزام محمد iiوسعـــى
الـتلحمــي حـدا مطيتــه
فـأثـار فيها النقـع ثم iiمضى
 




 
في القدس للشهداء iiيهديهـــا
حيث العدا ظنــت سينجيهـا
للقبلــة  الأولــى يزجيهـا
للغايـة  الكبـرى iiيمنيهـــا
 

وقصيدة خنساء فلسطين ( أم الشهيدين نضال ومحمد فرحات ) ، وقصيـدة ( هبة : منه وإليه ) في الاستشهادية هبة ضراغمة  وقصيدة ( المعبر طريقنا لفلسطين ) في الاستشهادية ريم الرياشي وقصيدة (  لبيك حيفا ) في الاستشهادية المحامية هنادي جرادات وغيرها .

 وكان منها قصائد في رثاء قادة المقاومة مثل الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، ففي قصيدة ( معلم جهادي ) يقول :

ألا  فـي سـبـيل الله ذلكم iiالصبر
أقـام  بـبـيت الله يذكر ضارعـا
فـكـاد لـه الأوغـاد iiيستمطرونه
أبـى  الله إلا رفـعة لوليـــه iiو
فـلـلـه أوصال هناك iiتناثــرت
تـمـزق فـي ذات الإله فلم iiيـدع
تـجـددت الآمـال إذ طاح iiأحمـد






 
وذاك  الـبـلاء المر والهمة iiالغمر
وأخـبـت  للمولى وقد طلع iiالفجر
صـواريـخهم  جوا وقد بلغ iiالأمر
( ياسين ) لا يضحى وأثوابه iiخضر
وبورك  ذاك الجهد والفعل iiوالصبر
لـشـيطانه  نهي عليه ولا iiأمــر
وأشرق بطن الأرض إذ أظلم الظهر

 عالجت قصائد الشاعر القضية الجهادية بلغة شعرية تراوح  بين التراثية والمنبرية وتـنبث فيها الصور الفنية والتعبيرات البلاغية  ، وكلها ملتزمة بعمود الشعر العربي على قدر محدود من التـنوع إذ كانت هناك ست قصائد من البحر الكامل ومجزوئه  وأربع قصائد من البحر الطويل وواحدة من البحر الوافر .

 وقد كان الشاعر حريصا على التفاعل مع تعليقات الحاضرين الذين غصت بهم قاعة الرابطة ، حتى إنه طلب من بعضهم بالاسم أن يعلق على ما سمع ، مما أفسح المجال لكثير من التعليقات والمداخلات التي أثرت الأمسية وبثت في جوها كثيرا من البهجة والحبور .

الدكتور عمر الساريسي رأى أن الشاعر كان تراثيـا في تراكيبه ويظهر تأثره بشعر العصر العباسي ، ولكنه معاصـر  في العاطفة والصور والموضوعات .. أما الأستاذ الطنطاوي فأوصى الشعراء جميعا بالعناية بفن الإلقاء وأكد أن الشعر إنشاد ، وقال : من الطبيعي أن تـلـقي مهنة الشاعر بظلالها على أسلوبه وقد تمنينـا أن نرى ذلك فيما سمعنا من الشاعر  الطبيب الدكتور عبد الجبار دية .

وبين الدكتور عثمان قدري مكانسي أن الشعر الإسلامي لا يتمثل في الحديث عن الجهاد والقتال فحسب ، ولا في الحديث عن الإسلام فحسب  ، بل إن كل أغراض الشعر إن حكمتها الآداب الشرعية فهي الشعـر الإسلامي .

وأشاد كثير من الحضور بما حفل به شعر الدكتور دية من عناية بالمرأة عبر تسجيله لمواقف النساء المجاهدات والاستشهاديات ودور المرأة عموما في الدفاع عن ديننا وأمتنا وقضايانا المصيرية .

وقال الشاعر في رده على تعليقات الحضور إنه بسبب أحداث الساعة وسيطرة الهم الأكبر على العقول والقلوب فإنه  اقتصر على إلقاء المجموعة الشعرية المتصلة بالقضية المركزية للعرب والمسلمين جميعا وهي القضية الجهادية في كل مكان ولا سيما في فلسطين أرض الإسراء والمعراج . وذكر أنه يهرب من الطب إلى الشعر ، ويلوذ بأفيـائه ويجد فيه الأريحية والمتعة والعوض عن متاعب مهنة الطب  .

وكان الدكتور أحمد شحروري المحاضر في جامعة الزيتونة والذي قدم الشاعر قد رحب في بداية الأمسية بالحضور وهيأهم لسماع شعره وأدار الأمسية بروحه المرحة وظله الخفيف .

           

الدكتور عودة أبو عودة يحاضر عن البيان النبوي

في رابطة الأدب الإسلامي العالمية

عمان- من صالح البوريني

بعنوان في البيان النبوي ؛ حديث النية مثلا " ألقى الدكتور عودة أبو عودة محاضرة في رابطة الأدب الإسلامي في عمان ، تحدث فيها عن معاني البيان لغة واصطلاحا ، وعن ورود كلمة البيان في القرآن الكريم ودلالاتها ، وعن ورودها في الحديث النبوي الشريف .  ثم تناولت المحاضرة حديث النية بالعرض والشرح والتـفصيل وبيان جماليات الأسلوب النبوي في مواطن البلاغـة فيه .

وقال الدكتور عودة إن الدراسات اللغوية في مجال الحديث النبوي الشريف اهتمت بجانب واحد فقط هو التشريع  ؛  فنجد آلاف الكتب تهتم بهذا الجانب  ، أما الجانب اللغوي فالكتب والمؤلفات فيه قليلة جدا  ،  وذكر المحاضر طائفة من الكتب والدراسات القديمة والحديثة في هذا المجال ، وقال إن لغة الحديث النبوي الشريف ما زالت بكرا تنتظر همة الباحثين وجهود الدارسين .

وتعرض الدكتور عودة لتعريف البيان في اللغة والاصطلاح وعرج على تعريفات علوم البلاغة الثلاثة التي منها علم البيان ، وقال : إن البيان القرآني ومثله إلى حد بعيد البيان النبوي ليس هو في عرض ما في الآيات والأحاديث من المعاني والأفكار ولا هو في عرض ما في الآيات والأحاديث من ألوان بلاغية كالاستعارة والكناية والمجاز الخ .. بل هو استخدام الأنماط اللغوية المتنوعة استخداما عاليا محكما يقدم الحياة التي في القرآن والتي في الحديث واقعا اجتماعيا ملموسا يحس به القارئ كما لو أنه يعيش حياة حقيقية يسمع أقوال الناس ويتذوق كلماتهم ويعرف ما فيها من دلالات ظاهرة وإيحاءات باطنة ويعرف وقعها على من سمعوها ويرى نظرات الناس ويدرك ما فيها من دلالات وإشارات .

 فالنص القرآني والبيان النبوي يدخلك في ثنايا النفس الإنسانية فتراها من الداخل ، وتكاد تلمس المشاعر وحركاتها في صدر السامع المتذوق إذ تتحول إلى حركات وإيماءات وأصوات نسميها اللغة ويسميها الناس البيان . إن الأنماط اللغوية تقدم لك لغة داخلية تموج في داخل المرء ، إنها لغة أخرى فوق ما ندركه ونعلمه من الدلالات الظاهرة ، وجهدنا هو محاولة تبين تلك اللغة الداخلية وتلك الأمواج من الدلالات والمعاني التي تموج في صدر المرء عندمـا يقرأ  آية  قرآنية  كريمة أو حديثا نبويا شريفا .

وتحدث الدكتور عودة عن ورود كلمة البيان في القرآن الكريم والحديث الشريف مع التمثيل ؛ وقال إن البيان يتكشف للإنسان بقدر خبرته وثقافته وإلمامه ودراسته للقرآن الكريم واللغة ، والناس يتفاوتون في ذلك . والبيان في الخلاصة  ملكة يكشفها التفاعل بين خبرة السامع في دراسة القرآن الكريم والحديث الشريف وخبرته في معرفة أنماط اللغة وألوان التعبير .

ثم تحدث الدكتور عودة عن ( حديث النية ) وبين أهميته ومنزلته والقول في مناسبته وبعض رواياته واهتمام العلماء به وأقوالهم فيه ورتبته في الصحة بين الأحاديث وما كان في معناه من الأحاديث الأخرى وأفاض في دراسة لغة الحديث وشرح معانيه والأحكام المتعلقة به وأقوال علماء البلاغة واللغة في أساليب البلاغة فيه .

وفي ختام محاضرته دعا الدكتور عودة إلى العناية  بدراسة الحديث النبوي الشريف والكشف عن كنوزه العظيمة وروائعه البيانية التي ما تزال طي الخفاء لا يعلمها أكثر الخلق ، ودعا إلى توجيه الجهود والأموال إلى إقامة مراكز البحث العلمي التي تعين الباحثين والعلماء والدارسين في جميع فروع العلم والمعرفة على إظهار حقائق القرآن والسنة التي ما يزال أكثرها مجرد فرضيات علمية لا يعلمها أكثر الناس .

           

المرأة  والشعر  الاجتماعي  يحتلان  المساحة  الأكبر

في أمسية البوريني والخليلي

عمان- من صالح البوريني

في أجواء خيم عليها الصفاء وخفة الروح ألقى الشاعران صالح البوريني ومحمد الخليلي عددا من القصائد التي تنوعت في الشكل والمضمـون ، وذلـك في الأمسية الشعرية التي أقامتها رابطة الأدب الإسلامـي في عمـان مساء يوم السبت 19/6/2004 .

 ومع أن القدس والحنين إلى الأوطـان استأثـرا بمكان الصدارة إلا أن شعر الأمسية غلب عليه اللون الوجداني واللون الاجتماعي .  ومما لفت الأنظار تألـق الدكتور الشـاعر عثمان قدري مكانسي الـذي أدار الأمسيـة بلباقة الخبير وكفاءة الشاعر القدير إذ كان أغلب تقديمـه لفقـرات الأمسيـة في ثوب شعري رقيق وجميل . 

وقد كان تفاعل الجمهور الذي غصت به قاعـة الرابطـة حارا مـع الشعر الذي اقـترب من الإنسان والحياة فوصف وحلل وانتقد الواقع وكان جريئا في الطرح الاجتماعي .

وقد احتفى شعر الأمسيـة بالمرأة احتـفاء ظاهرا حيث حضرت في قصائد الشاعرين أمـًّـا وزوجة وأختـا وبنتـا . وقد دافع الشاعر صالح البوريني عن حريتها في الاختيار وحقها في قبول ورفض الخاطب واعتبر إجبارها على الزواج ممن لا ترغب مصادرة لحريتها حيث يقول :

حملت إليك ..

تخنق صوتي العَـبرة

يدي في القيد راعشة ..ومصفرة

أدوس على شظايا القلب ..

تملأ عيني الحسرة ؛

فأصرخ من صميم الروح :

أجارية أنا يا رب ..

أم حرة ؟!

 ومن نماذج شعر الحنين إلى الوطن عند الخليلي :

يا بلادي في هواك  هام iiقلبـي
كـم شهيد  في ثـراك  خالــد
يا عروس الشام جودي واصفحي
يا  عروس الأرض مدي لي  iiيدا



 
مسرف  في حبك السامي iiوفـي
قـد  تسامى في جنان الخلد iiحي
فـالجوى قد أعظم الوجد iiعلـي
فـالنوى قد أوهن العظم لــدي

        نصيب الأسد كان من حظ الشعر العمودي مع تنوع في البحور والمجزوءات . قرأ البوريني قصيدتين من شعر التفعيلة هما  ( عرس الموت ) و ( عاشق القدس ) يقول :

وتطلع من حضنك الشمس

تأوي إلى ظلك المرمري

ألوف الحساسين

رصاص الجريمة يفزعها

فترفرف فوق المآذن .. حول القباب

على شجر الياسمين

أما آن أن يترجل عن صهوة الدم

تاريخك المستطيل ؟؟!

أما أن أن يتوقف هذا الرحيل ؟؟!!

 ورغم أن المنبرية والوعظية اتضحت في بعض القصائد في مثل قول الشاعر محمد الخليلي :

فدع ذكر الغواني iiواجتنبـها
إلا يا قلب كف عن التصابي

 
وبعها واغترب عنها iiاغترابا
فعهد العشق قد ولى iiوغابـا

إلا أن عنصر التنوع في الموضوعات وحسن التنقل بينها كان ناجحا في إحداث المفاجأة التي ذهبت بالملل وقضى معها الجمهور ساعة ونصف الساعة في متعة متجددة وتشويق متواصل تتعاقب على سمعه وتتوالى أمام ناظريه لوحات تعبيرية شعرية ترسم مشاهد متباينـة متنوعة تنـتـزعها من سياق الحياة وتفاصيل الواقع وألـوان  النفس البشرية وتموجات وجدانها ومشاعرها ، فكان هناك الغزل وشعر الغربـة والرثاء والحنين والإخوانيات والروحانيــات ونقـد الذات ونقد الواقع  وشعر الحكمة . 

عشقت الغانيات من العذارى
غرقت  بلجهن الدهر iiتسعى
وكـم  ليل طويل بت ترجو
ألا يا قلب كف عن التصابي
فـدع ذكر الغواني iiواجتنبها
إلا يا قلب كف عن التصابي
 






 
وسهم الطرف قلبك قد أصابا
فهاج عليك منهن iiاكتئــابا
وصـالا  ما جزيت به ثوابا
فهذا  الشيب قد رهق iiالشبابا
وبعها واغترب عنها iiاغترابا
فعهد العشق قد ولى iiوغابـا