الأستاذ الدكتور الداعية سلطان بن كايد القاسمي

clip_image002_3b0d8.jpg

( 1958م – معاصر)

نبذة تاريخية

التعريف والنشأة :

         شهد العالم ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة  دولة حديثة في الثاني من ديسمبر لعام 1971 م .وترسخ هذا الكيان بفضل من الله ومنة، ومن ثم بمعية القادة وتضافر وإخلاص مواطني الإمارات الكرام وانطلاقاً من تقاليدهم وتعلقهم الشديد بالوطن وهويته العربية والإسلامية، فكان الاهتمام بالقضاء على ثالوث التخلف (الفقر، والجهل، والمرض ) ونشر التعليم وتوفير الخدمات الإنسانية الأساسية .

         وقد شهدت الإمارات دوراً هاماً وايجابياً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الشيخ  راشد بن سعيد آل مكتوم (رحمهما الله)  في تأسيس هذا الاتحاد بتعاون مع إخوانهما حكّام الإمارات في بناء وتشييد هذه الدولة.

          وقد تميّز كيان هذا الاتحاد بروح الأسرة الواحدة المتعاونة مع الغير، الباذلة للعطاء، بما فيهم من حكومة وشعب، بهمة عالية وتفان وقيم أصيلة حتى غدا  اتحاداً يفرض نفسه على الساحتين الإقليمية والعالمية. وقد أجمعت كلّ التيارات الفكرية والثقافية على تأييد الاتحاد وبذلك أصبحت الإمارات نموذجاً يحتذى به في بقية العالم.

          وبالتزامن مع الصحوة الإسلامية المباركة التي عمّت كل أقطار العالم العربي والإسلامي امتداداً للأقليات المسلمة عبر العالم ظهرت رموز  إماراتية دعت إلى الإصلاح وبذلك ساهمت بقوة في نشأة الدعوة الإصلاحية في المجتمع الإماراتي هدفها نشر حب الخير وبث روح التعاون والعطاء وزرع الأخلاق الفاضلة بين أبناء الوطن الذين استمروا بعد ذلك بحمل مشعل دعوة الإصلاح بشمولية وتكامل، فكانت أول ثمرة لهذه الدعوة إنشاء جمعية الإصلاح بدبي مع فروعها في الإمارات الأخرى بمباركة حكام الإمارات ورموز الإصلاح بالدولة فكانت بذلك الجمعية تأطير وبلورة لفكر "دعوة الإصلاح" في الإمارات  التي ساهمت بشكل فعال  في حماية قيم وأخلاق الفرد والمجتمع وتجاوز التحديات والآفات الفكرية والثقافية والمجتمعية من خلال صوتها الإعلامي المنير على الساحة الإماراتية وهو "مجلة الإصلاح "التي عبرت عن صوت المجتمع ورأي أبناء الدعوة لتصحيح مسار أبناء المجتمع في شتى الميادين بالتشبث بالأخلاق الحميدة وتبني قيم التآخي والتكافل الاجتماعي.

         قد كان لإنجازات دعوة الإصلاح الأثر الكبير في المجتمع، فكانت التوعية وفق المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل بعيداً عن المغالاة والتشدد، فساهمت في تربية أجيال من الشباب والفتيات من أبناء الوطن قادرين على ترشيد طاقاتهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى وطنهم، وتخرج منهم كفاءات كان لها بعد ذلك الدور الهام والفعال في تثبيت دعوة الإصلاح وتعميمها بين الناس بالمشاركة في قضايا المجتمع عبر المحاضرات والخطب والأنشطة التربوية والثقافية بالمؤسسات التعليمية وبجهود دعاة الإصلاح التربويين تربة أجيال على مناهج وطنية تعنى بالتمسك بالهوية العربية الإسلامية والنهل من العلوم العصرية في آن واحد وكذلك عبر الحملات الإعلامية المناهضة للفساد الأخلاقي بكل أشكاله .

          وفي خضم جهود دعاة الإصلاح نشأ العمل الخيري ثمرة الإصلاح في المجال الخيري بإنشاء "اللجنة الإسلامية للإغاثة "سنة 1987 وبفضل شباب "دعوة الإصلاح "المتطوعين الذين عملوا بجدّ، وشاركوا مع بقية المؤسسات الخيرية بالدولة بمباركة ودعم رسمي وشعبي تم الوصول للفئات المحتاجة ودعمها ابتداء من رعاية طلبة العلم وحملات الحج والعمرة امتداد لبعض مناطق العالم التي تعرضت للكوارث والحروب، وقد كان دور المرأة بارزاً من خلال فتح المجال أمام طاقات نسائية لم يقل عطاؤها في كثير من الأحيان عن الرجال، وقد كان الاهتمام الاجتماعي منصباً على تحذير الناس من الآفات الناجمة عن التطور الاقتصادي، وما واكبه من انفتاح سريع جعل البعض يعزف عن الزواج وبذلك ازدادت نسبة العنوسة، فارتأت جمعية الإصلاح للمساهمة بتشجيع الشباب على الزواج بإنشاء صالات مجانية للأفراح .

        وقد كانت الجمعية أيضاً حاضرة في التضامن مع القضايا العادلة لشعوب العالم الإسلامي.

الرؤية والأهداف :

        (هي دعوة إسلامية، وسطية، إصلاحية، وطنية، ذات رسالة حضارية)

        دعوة الإصلاح هي دعوة إسلامية وسطية وفق مذهب أهل السنة والجماعة ومنهج الإسلام الحق الذي يمثل الاعتدال والتوازن في كل المجالات، وهي إصلاحية تدعو لإصلاح الناس، ونشر الصلاح بينهم كما قامت عليه دعوة الأنبياء والرسل، وكذلك دعوة وطنية منبثقة من حب الوطن بهويته العربية الإسلامية التي ترسخت لدى المجتمع انطلاقاً من المبادئ التي سطرها دستور الاتحاد، لكن البعد الوطني لدعوة الإصلاح لم يمنعها من الاستفادة من تجارب وخبرات الأمم الأخرى ومعطيات العصر .

 أهداف دعوة الإصلاح :

        العناية بمبادئ الدين الإسلامي، وقيمه السامية في رقي المجتمع ودعوة الناس إلى الأخذ بنظام الإسلام الشامل عقيدة ومنهاجاً وسلوكاً .

إصلاح المجتمع وتقوية أواصره، وحمايته من التلف والتصدع وحفظه من الانحراف والانحلال، ووقايته من السموم الفكرية والأخلاقية، كل ذلك واجبات لا يجوز التخلي عنها .

        مشاركة المجتمع في الإصلاح الدعوي والتربوي والثقافي والتعليمي والاجتماعي مع المؤسسات الحكومية والأهلية .

       الاهتمام  بإعداد الجيل الصالح المصلح، العامل، الإيجابي، المؤهل لخدمة الشعب، والوطن .

       تشجيع أعمال البر، والخير، ومناصرة الحق، ومكافحة  الآفات الاجتماعية الضارة والأفكار السيئة

العمل على إيجاد الحلول الناجحة للمشكلات المجتمعية

      تعزيز حب الوطن ، والذود عن حياضه ، والتفاني في خدمته ، والعمل على تمكين الخير فيه .

       إبداء النصح والمشورة وتقديم البرامج والمناهج للجهات المختصة في كافة مجالات المجتمع وشؤونه، فيما يعود بالخير على الصالح العام وفقاً للتشريع الإسلامي .

      الاهتمام بقضايا العالم الاسلامي وتعزيز روح الانتماء للأمة الإسلامية والعربية.

منهج دعوة الإصلاح :

      إن من مرتكزات المنهج الفكري لـدعوة الإصلاح، التي يحسن عرضها في هذا الموضع هو (منهج الدعوة في الإصلاح) الذي يستند على قيم أصيلة سامية تقوم على:

منهج الاعتدال :

       تأخذ دعوة الإصلاح روح الاعتدال نهجاً لها مسترشدة بقول الله تبارك وتعالى: ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( [سورة النحل: 125].

        ترى أن الإصلاح الأمثل يكون بالتدرج في كافة الجوانب، وهو إصلاحٌ مَبني على رؤى واستراتيجيات تعتمد الحوار والأساليب المدنية للتعبير عن الرأي واعتماد العمل المؤسسي مع الحفاظ على القيم والثوابت الوطنية العربية والإسلامية.

        إن دعوة الإصلاح ليست حزباً سياسياّ بالمفهوم السياسي المعاصر، الهادف إلى الدفع في سبيل تحقيق أغراض سياسية ضيقة محدودة، كالوصول إلى السلطة مثلاً، كلاّ، ولكنها دعوة إصلاحية شاملة كما سبق بيانه، تريد الخير للشعب كله، وتسعى إلى تحقيق الأصلح للأمة بما ذكر من رؤية وسطية متوازنة، مع إقرار ومسالمة لما توافق عليه الشعب الإماراتي وتراضى مع حكامه وقياداته.

         دعوة الإصلاح ترفض وتتبرأ من أي أسلوب من أساليب التطرف أو إثارة الفتن، بل ترى ضرورة العمل بتناغم مع كل الجهود الداعية للحماية من الفكر المتطرف أياًّ كان نوع هذا التطرف، ومن أي جهة كانت.

        كما إن منهج الدعوة الإصلاحي والتوجيهي، لا يجيز لها الطعن والتجريح أو التشهير بالأفراد أو الهيئات، فلـ «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ وَلاَ الْفَاحِشِ وَلاَ الْبَذِيء» كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنها تظهر مواقفَها وتعلنها حول القضايا المطروحة القابلة للنقاش والحوار، بكل موضوعية وأدب في الحوار.

 منهج الاجتهاد والتجديد:

         لذلك فإن (دعوة الإصلاح) في الإمارات تُعَدُّ جزءاً أصيلاً ومكوناً هاماً من مكونات المنظومة الإماراتية، تساهم بروح إيجابية مع التيارات الفكرية والثقافية الأخرى، بل وتتفاعل مع بقية الأطراف التي تتشابك فيما بينها في كثير من المصالح من أجل تحقيق سنن الله تعالى في التطور والعمران، وذلك بصورة تعددية متوازنة مع بقية العوامل الفاعلة، وهي في الوقت نفسه تهدف إلى الحياة الآمنة للمجتمع والدولة والأمة، ولا تحتكر لنفسها الحق والصواب، بل تعمل ضمن روح التعددية واحترام الآراء الأخرى.

         يلزم للاجتهاد الدعوي الإحاطة بفقه الواقع؛ ذلك أن الأحكام الاجتهادية قد تكون صحيحة في أصلها، لكن يمكن أن يحدث خطأ عند تنزيلها على وقائع معينة، وهذا يتطلب الإحاطة الدقيقة بذلك الواقع، فالاجتهاد هنا يكون هاماً للدعوة، خاصة عند تعاملها مع قضايا إنكار المنكر في المجتمع، وكما هو معلوم عند جمهور الفقهاء أنه لا يجوز تغيير منكر بوسيلة يُعلَمُ مُسبقاً أنها ستؤدي إلى منكر أكبر من المنكر المراد تغييره.

منهج المشاركة والتعاون:

         الإصلاح الحقيقي هو الذي يوازن بين ما يقوم به من واجب، وبين الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي، فيقود المجتمع إلى الخير والمعروف، وهو كذلك الإصلاح الذاتي النابع من الداخل -وليس من الخارج-، المنطلقِ من ثوابت الأمة ومصالحها، وليس القائم على إبعاد الإسلام أو إضعاف واقعه في المجتمع.

          وإن الحوار الهادف والجدال بالتي هي أحسن، والمحاولات التي تقوم على الإقناع والإرادة الحرة هي الوسائل الأقرب والأرقى للتعامل عند اختلاف وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد، فهي تعمل على بناء جسور التقارب والتواصل بينهم، وإن من شأن الحوار الإيجابي أن يؤكد على  المشترك وأن يَحدَّ ويُضَيِّق مساحات الاختلاف، ولقد أثبتت الأيام فشل سياسات الإقصاء أو التهميش لأن الوطن يبقى للجميع، فينبغي أن يعتمد فيه على قاعدة: (نتعاون فيما نتفق عليه، ونتحاور بالحسنى فيما نختلف فيه).

          تقوم  دعوة الإصلاح  بدورها الرائد في إصلاح الأفراد والمجتمع والقيام بدورٍ إيجابي عن طريق المشاركة في هموم الوطن وقضاياه، كما أنها تربي أفرادها على روح التفاعل والتعاون مع الجميع، فليس من منهجها الانعزال عن مجتمعها، فذلك مذموم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ».

منهج التربية والتزكية :

         (دعوة الإصلاح) دعوة تربوية، جعلت أساسَها تربيةَ الفرد المسلم على الالتزام بقيم الإسلام، ليرقى عقلُهُ، ويتسع فكرُه، وتسلمَ من الانحرافِ عقيدتُه، وتصحَّ عبادتُه، وتزكو نفسُه، وتتسامى روحُه، وتستقيمَ أخلاقه، ويصفو عنصرُه؛ وبالتالي يكون إنساناً صالحاً، فيخدم دينه، وأمته، وينتشر فضله في العوالم كلها، ويكون مواطناً صالحاً، ينتمي لوطنه انتماء حبٍّ وولاء، وتضحيةٍ وبذلٍ وعطاء.

         كما أن المناهج التربوية لـدعوة الإصلاح مبنية على كتب -مُتَّفَقٌ على سلامةِ منهجها من الناحية الشرعية-، وأنشطةٍ ووسائلَ تتفقُّ وتعاليم القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية الصحيحة، وفق معتقد أهل السنة والجماعة.

       ويتمحور منهجُ التربية عند دعوة الإصلاح على عقيدة الولاء لله تعالى ولمنهجه القويم، وغرس حب الاقتداء بالنبي والتأسي به صلى الله عليه وسلم، وتطبيق سنته ظاهراً وباطناً، قدر المستطاع كما يقوم منهجُها على غرسِ الاعتزاز بالانتماء للأمة العربية والإسلامية، وتعميق قيمةِ حُبِّ الوطن والانتماء إليه، الذي يُعَد من أساسات المناهج التربوية لدعوة الإصلاح.

 منهج الالتزام بالدعوة :

         إن دعوة الإصلاح تحمل رسالة الأنبياء جميعاً، وهي الدعوة إلى الله، وإن مجال عملها هو هذا المجتمع المسلم، فهي تدرك بالضرورة أنها تتعامل مع مُسْلِمين، لم ينفكوا قطّ عن تعاليم الإسلام وقِيَمه، فدورها هو استثمار جهودهم، واستنهاض همتهم لترميم ما انثلم من بناء الدين، والدعوة إلى إعادة تفعيل قيم الإسلام وأخلاقياته الحضارية العظيمة، وربط الأمة بربها وتعاليمه.

        ولذا فإن الالتزام بمنهج دعوة الإصلاح لدى أفرادها ومنتسبيها، وثباتهم على مبادئ هذه الدعوة، يعتمد اعتماداً تاماً على قِيَمِ التقوى وخشية الله وحبه ومراقبته المستقرة في ضمير كل مسلم، كما تعتمد على إحساسهم بعظيم التبعة الملقاة على عواتقهم وهم يقومون بدورهم الإصلاحي في مجتمعهم، وأن هذا النشاط هو من أعظم العبادات والقربات إلى الله عزّ وجل.

         فهذه المشاعر الإيمانية والدوافع المعنوية - المستقرة في القلوب، والتي هي في حقيقتها، ابتداءً وانتهاءً، عهدٌ لله تعالى، انعقدت عليه قلوب الدعاة - ألقت في النفس ظلالاً من العِظَم والقداسة، و أفرزت في الشعور رهبةً من المخالفة أو التنصل عن منهج الخير والدين، مما أدى إلى ما سبق الإشارةُ إليه، من حَفْزِ دعاةِ الإصلاح إلى زيادة الارتباط بالله تعالى وبمنهج الدعوة الإسلامي الإصلاحي الأخلاقي والتربوي الشامل، وتعميق الانتساب لهذا المنهج.

         وبهذا تنأى هذه الدعوة وتتسامى من أن تتمحور حول فكر أشخاصٍ معينين تدور في فلكهم، أو دعواتٍ محددة تتأطر بها، وتنحشر فيها، بل هي في حقيقتها –كما سبق- عهد مع الله، وفاءً لمنهجه وسيراً على تعاليمه، تدور في فلك الحق أينما دار، وتسير معه أينما سار.

         فحقيقة الالتزام بمبادئ (دعوة الإصلاح) لا يَحُدُّه عَهْدٌ يُقالُ باللسان، وإنما يدفع إليه حقائقُ إيمانيةٌ مستقرةٌ في القلوب، وقناعاتٌ فكريةٌ بأهمية مبادئها وصدق منهجها القائم على الكتاب الكريم والسنة المشرَّفةِ الصحيحة، وبدورِها الإصلاحي المبني على الاعتدال والحكمة، فتقبلها العقولُ وتؤمن بها القلوب وتتفاعل معها وتنفعل بها، وتنشط لها.

          فأصبح الإلزام في ( دعوة الإصلاح) هو إلزامٌ إيمانيٌّ خُلُقي، تعاهد القلوب فيه اللهَ تعالى لا الخلق، وهي تقبل الناس بحسن الظن بهم، وجميل النظرة إليهم، وتَكِلُ الناسَ إلى ضمائرهم، بما فيها من وازع التقوى وحب الدين، والخوف من الله، وجميل مراقبته، وكفى بالله على الناس ولِياًّ وشَهِيداً ووَكِيلاً وحسيباً، وهو أعلم بالنيات.

منهج الوضوح:

         إن (دعوة الإصلاح ) كانت انجازاً من إنجازات الإمارات، حيث احتضنها المجتمع، ورعت الدولة إنشاء مؤسساتها وتضافرت جهود المخلصين لكثير من أنشطتها وفعالياتها العلنية؛ حيث سارت (دعوة الإصلاح) منذ نشأتها على الوضوح، وقد صرحت دائماً وفق الإمكانات المتاحة، عن غاياتها وأهدافها ومبادئها وبرامجها ومناهجها بكل وضوح، وهي لا تخرج عن تلك الأطر التي تدعو لها، والتي تم بسطها مراراً، كما تؤكدها هذه الصفات أيضاً، وإذا نظر المنصف إلى عمل دعاة الإصلاح ورموزه فإنه يرى عملهم الذي يدل على ذلك.

            إن من الطبيعي قيام بعض الأفراد بالأنشطة الدعوية والخيرية والتربوية دون وجود عمل مؤسسي لها؛ لأن ذلك يدخل في إطار الخصوصية المقبولة عرفاً، وتمارسها كل الفئات الاجتماعية، وهي في نفس الوقت نابعة من تنوع نشاط الدعاة وإخلاصهم وحرصهم على الأجر والثواب من الله تعالى، وإيمانهم بوجوب ذلك شرعاً، وأن هذه الدعوة هي مسؤولية شرعية محاسبون عليها أمام الله، وإدراكهم ضرورةَ تبليغ الحق، حيث نصت الأدلة الشرعية على كل هذه المعاني فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً )، وقال: «ليبلغ الشاهدُ منكم الغائب».

          إضافة إلى أن هذا النشاط الدعوي هو أسلوبٌ من أساليب التواصل الاجتماعي الطبيعي، والفاعلية الوطنية، إضافة إلى أنه رسالة إنسانية وجزء من التكوين الطبيعي للنفس البشرية التي تحب الحراك الاجتماعي والتفاعل مع ما حولها، فالإنسان إن لم يتحرك بالحق تحرك بالباطل وعند استيعاب هذا الحراك وهذا النشاط في جمعية أو منتدى أو مؤسسة، فسيكون أثرُ هذه الأنشطة الإنسانية للدعاة، والمنضبطة في أطُرٍ مؤسسية، أكثرَ فاعلية ومردوداً اجتماعياً ووطنياً.

إنجازات دعوة الإصلاح :

          إن ما أنجزته دعوة الإصلاح في الإمارات في زمن تاريخي مهمٍ في مسيرة تأسيس كيان الدولة، وبإيجاز سريع فإن أهم تلك الإنجازات تظهر فيما يلي:

أولاً: التوعية الإسلامية (وفق المنهج الوسطي):

           كان لـدعوة الإصلاح دورٌ بارزٌ في حفظ المجتمع وبالأخص شباب الصحوة في الإمارات من مخاطر الغلو والتطرف الفكري والعملي، وذلك بتوعيتهم بالمنهج الإسلامي الصحيح، وتربيتهم العملية عليه، وترشيد سلوكهم بمنهج يعتمد الوسطية والاعتدال في الفكر، والحكمة في الممارسة العملية، دون إفراط أو تفريط، وهذا الدور الجليل كان له نتائج ملموسة عندما عصفت أفكارُ الغلو والتطرف الوافدة ببعض البلدان القريبة، فكان لتلك الجهود، وذلك النهج المعتدل الأثر الكبير في حماية شباب الدعوة من التأثر والانسياق وراء تلك الدعوات المهلكة للمجتمعات، والناشرة للفوضى، والمبَعثِرَة لجهود العاملين المخلصين، والمثيرة للفتن، والمُخِلّة بالأمان والاستقرار، ويرجع ذلك إلى اعتماد الدعوة على محاضنَ عامةٍ لتربية أجيال من أبناء وبنات الدعوة على تلك المبادئ الإسلامية الصالحة المعتدلة، حتى تنضج الثمرة وتؤتي أكلها الطيب، فطريق التربية طويل يحتاج إلى صبر وتكاتف الجهود.

ثانيا: الاهتمام بالعمل الاجتماعي:

          إن جُلَّ عمل دعاة الإصلاح انصب في الوقاية من الآفات والمشكلات الاجتماعية مع بذل جهود كبيرة في هذا المجال، حيث عمل دعاة الإصلاح في جميع مواقعهم على التحذير القولي والعملي من المخاطر والتحديات التي واجهت المجتمع الإماراتي. تلك المشكلات الناتجة عن التغير الكبير في المجتمع الإماراتي الناتج عن التحولات المادية والاقتصادية وما واكبه من انفتاح دون الأخذ بسنة التدرج، حيث زاد ذلك على سبيل المثال من عزوف وتأخر بعض الشباب عن الزواج وتكوين الأسرة في ذلك الوقت كما أدَّى الزواج من غير المواطنات إلى تفاقم مشكلات كثيرة، كزيادة نسبة العنوسة في المجتمع، وزيادة نسبة المطلقات، حيث بادرت (جمعيةُ الإصلاح) بمشاريعَ عمليةٍ لتشجيع وتسهيلِ زواجِ الشباب وتحصينهم من الوقوع في الانحراف والرذيلة، بل كان لها الفضل في إنشاء أول القاعات المجانية لإقامة أفراح الزواج، وتقديم مساعدات نقدية للراغبين في الزواج، كما قام الدعاة بدورٍ كبيرٍ في معالجة تلك الظواهر الاجتماعية.

          ورغم اعتراف دعاة الإصلاح بدور العمالة الوافدة الإيجابي والكبير جداً المساهِمِ في بناء الوطن على مختلف الأصعدة، إلا أن هناك آثاراً سلبية لتلك العمالة تلحق الضرر بالوطن والقائمين عليه، حَذَّر الدعاةُ منها، وبَيّنوا خطرها على البلاد والعباد، وعلى قِيَمِ المجتمع وهويته بما تقوم به من سلوكياتٍ ونقلٍ لثقافَاتٍ وعاداتٍ مُنافيةٍ لقيم ومبادئ المجتمع الإماراتي العربي المسلم، وأصدروا في ذلك الكتبَ ونظموا المحاضرات للتوعية والتنبيه إلى مخاطر زيادة توظيف العمالة، وخاصة من العاملات الوافدات في مواقع العمل المختلفة وفي البيوت كخادمات ومربيات، وتأثيرهنّ على النشء وعلى المجتمع عموماً.

         كما أن رموز الدعوة قاموا بدور بارز إلى جانب الجهود الرسمية في التحذير من الجرائم الغريبة الوافدة الفاتكة بالمجتمع مثل : (تجارة المخدرات، والاتجار بالبشر، والرقيق الأبيض ( الدعارة )، وغيرها من جرائم، وبينوا سبل الوقاية منها، وسُجِّلَت لأولئك الرموز مواقفُ مشهودةٌ في حفظ المجتمع من عصابات الإجرام التي عاثت فساداً.

ثالثاً: المساهمة في العمل التربوي والتعليمي:

          أما في الإطار التربوي والتعليمي فقد كان لدعاة الإصلاح دورٌ بارزٌ في دفع مسيرة التربية والتعليم النظامي والجامعي، فاستطاعوا بفضل تراكم خبراتهم واختصاصاتهم، تقديمَ مساهماتٍ تُعَدُّ نموذجاً متميزاً في وقته.

          واهتم دعاة الإصلاح بتربية الجيل الإماراتي على مناهج وطنية مدققة وبرامج تربوية متميزة، وأنشطة وفعاليات ذاتَ تفاعل مع مستجدات العصر، وهي في تلك المناهج والبرامج جمعت بين التمسك بالهوية العربية الاسلامية، والإفادة من العلوم العصرية، والتكيف مع تطورها السريع في معادلة قلَّ أن تجد لها مثيلاً، إنه بلا أدنى شك نموذجٌ وطني يُعَدُّ ممَيَّزاً حتى لدى خبراء التربية والتعليم.

          كما ساهمت دعوة الإصلاح وأهل العلم والخبرة والتخصص، بوسائل عدة، وحسب الإمكانات المتاحة، في النشر العلمي للكتب والبحوث العلمية والثقافية، وكذلك الأشرطة السمعية والمرئية، وإقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والحفلات والأناشيد وإقامة المعارض والمحاضرات والفعاليات في المناسبات الدينية والوطنية، كما ساهموا بروح إيجابية في معظم المؤسسات العلمية والاجتماعية والثقافية والإعلامية. مما كان له الأثر التربوي والتعليمي الجاد وتطوير القدرات الوطنية، بالأخص فئة الشباب الذين يتولون اليوم مهام ومسؤولياتٍ في كثيرٍ من الأعمال الإدارية والقيادية وفي قطاعات عدد من المؤسسات الرسمية والمجتمعية والاقتصادية.

رابعاً: إنشاء وتطوير العمل الخيري المؤسسي:

         إن لدعاة الإصلاح مساهمة فعالة وجهوداً كبيرة في تأسيس برامج العمل الخيري المؤسسي (الإنساني) في الإمارات وتطويرها، وقد أُطِّر هذا البعد الإنساني بإنشاء اللجنة الإسلامية للإغاثة في سنة 1987، لتكون عنواناً للعمل الخيري الإنساني.

         وكان لانخراط كثير من شباب دعوة الإصلاح متطوعين للعمل مع بقية المؤسسات الخيرية في الدولة، مساهمة فيه، وتعاوناً معها، أثُرَهُ الكبير في إنجاح هذه الجهود الإنسانية الخيرية.

          ومع الرعاية الكريمة والدعم الرسمي والشعبي، فقد انتشرت تلك اللجان والهيئات في جميع مدن الدولة، وتفاعل المجتمع معها، حيث نجحت في إعانة المحتاجين من الفئات الاجتماعية ذات العجز والحاجة، كما رعت برامج لطلبة العلم والوقف الخيري وحملات الحج والعمرة، وساهمت في التخفيف عن بعض الشعوب والأقليات في بعض بلدان العالم التي تعرضت لظروف الحروب أو الكوارث .

         وكانت هذه الجهود التطوعية من قبل أبناء دعوة الإصلاح تعمل بتكامل وتناغم مع جهود الدولة الرسمية والأهلية في سبيل إنجاح هذه الأبعاد الإنسانية، وفي كل ذلك كان اسم دولة الإمارات العربية المتحدة بارزاً ومُشْرِقاً ومُشَرِّفاً عند شعوب العالم بهذه الواجهات الخيرية.

خامساً: فتح آفاق للعمل النسائي العام:

           ساهمت الدعوة في الاهتمام بالمرأة وجعل نشاطها لا يقل اهتماماً عن نشاط الرجال؛ وذلك بفتح آفاق جديدة للعمل النسائي في كافة المجالات التي كان فيها الدعاة، حيث حظيت المرأة من خلال كثير من المحاضن العامة بالاهتمام، وبالأخص في التربية والتعليم والثقافة والتوعية النسوية والاهتمام بالطفولة، والمشاركة في إدارة العمل الطلابي للبنات وفي إدارة جمعيات النفع العام والجمعيات النسائية ومجالات العمل الأخرى المتنوعة.

          عَمِلَ الجميعُ على تطوير وتأهيل قدرات المرأة الإماراتية لتأخذ مزيداً من الحقوق والأدوار التي كانت قاصرة على الرجال، مع وصول البعض إلى مراكز قيادية وعلمية ومهنية في مختلف المؤسسات بتلك الروح الإيجابية والنظرة السليمة للمرأة التي شجعتها (دعوة الإصلاح) ساهمت في تخطي المرأة لعقبات كبيرة بفعل التراكم التاريخي (المُسَوّغ وغير المُسَوغ) للحالة التي كانت عليها المرأة قبل نشأة الدولة الحديثة دون أن تفرط في دينها أو أخلاقها، وأنذرت الدعوة -وبصوتٍ عالِ- من خطورة النتائج المترتبة على تبني بعض الدعوات المعاصرة منهج ما يسمّى بـ الحداثةِ « والمطالبة بتحرير المرأة ومشاركتها المجتمعية على حساب هويتها وخصوصيتها الدينية والثقافية والأخلاقية، وثم السير بها في الاتجاه الخطأ.

        لكن بفضل الله تعالى أولاً، ثم بتعاون وتكاتف المخلصين من أبناء الوطن، ومساهمة جهودِ دعاة الإصلاح -رجالاً ونساء-  استطاعت المرأة الإماراتية أن تأخذ مكانها المميز ودورها الرائد، وانفتح أمامها المجال لكي تُنافِسَ، وتبدعَ، وتقدم، وتشارك في البناء الحضاري لهذا المجتمع، كل ذلك يتم بتناسق جميل مع ديننا وقيمنا النبيلة وهويتنا الوطنية العربية الإسلامية.

سادساً: المشاركة في العمل الوطني:

        تفاعلت الدعوة مع قضايا الواقع الإماراتي على جميع الأصعدة، للنهوض بالفرد والأسرة والمجتمع والدولة عموماً.

          ولقد كان لأبناء دعوة الإصلاح دورهم الفاعل في عملية النهوض والبناء لهذا المجتمع الناشئ، وذلك برفْدِ كل المجالات التي تحتاج إلى جهودٍ مضنيةٍ وعملٍ شاقٍّ، كالتعليم النظامي والجامعي والتوعية العامة من محاضرات وخطب وأنشطة تربوية وثقافية، وبرامج تنمية الشباب، والمشاركة في الحملات الإعلامية التي تساند جهود الدولة لمكافحة الفساد الأخلاقي بكل ألوانه، والتعاون مع الآخرين في حل المشكلات الاجتماعية. إضافة إلى المشاركة – وبفاعلية-  في حمل هموم العمل الوطني بمختلف ألوانه، بجانب الفئات الوطنية؛ سواء كانوا أفراداً أو جمعيات نفع عام متخصصة، رغبة في الارتقاء بالمجتمع المدني في الإمارات نحو أفضل الأساليب والممارسات الحضارية العصرية، بما لا يتعارض مع تقاليد وخصوصيات المجتمع الإماراتي.

         وكان للدعوة في جميع المناسبات الوطنية مواقفُ وطنية مقدرة، ودورٌ إيجابي ومشاركة فاعلة، وذلك وفق أقصى ما أتيح لها من قدرة على التطوير في تلك المرحلة.

خامساً : التبكير في تقديم كفاءات وطنية المخلصة:

          بناء على الدور الإصلاحي التربوي الذي تنتهجه دعوة الإصلاح، فقد ساهمت هذه الدعوة في تربية أجيال من الشباب والفتيات على القيم الأخلاقية الفاضلة، وحفظِهم من الانحرافات الأخلاقية التي تهدر طاقاتهم وتشتت جهودهم، فكان لها مساهمة بَنَّاءة في توجيه هذه الطاقات الفتية المباركة لخدمة وطنهم؛ حيث قامت هذه الدعوةُ الإصلاحية، وفي وقت مبكر- متناسقة مع الجهود الرسمية وتلبية لحاجات المجتمع الناشئ والمتطور- بتشجيع عددٍ كبيرٍ من أبنائها من الجنسين وتوجيههم، للحصول على أعلى الإجازات العلمية؛ ليكونوا كفاءاتٍ علميةً مواطنة جادة، وذوي خبرات عملية، فكافح كثيرٌ منهم لاستكمال دراسته في خارج الدولة، رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتهم في تلك الحقبة التاريخية التي هي بدايات تَكَوّنِ مؤسسات الدولة الحديثة.

        وقد حصل كثيرٌ من أولئك الشباب من الجنسين على أعلى الشهادات العلمية مع إبداع كثير منهم في تخصصاتهم، فأصبح منهم الخبراءُ والفنيون ممن يُشار إليهم بالبنان في مجال عملهم وتخصصهم.

          فكان لهذه المساهمة الجادة من (دعوة الإصلاح)- بجانب الجهود الرسمية-، دورٌ في رعاية هذه الطاقات والقدرات الشابة، وحسن توجيهها والارتقاء بمستواها العلمي وتطوير خبراتها العملية في مختلف التخصصات من العلوم العصرية: الأدبية منها والعلمية وعموم التخصصات الإنسانية.

   المشروع الدعوي :

        إن دعوة الإصلاح أساس عملها الدعوة إلى الله عز وجل في الأمر بالمعروف والنهي تطبيقا لأمر الله عز وجل: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقوله تعالى: (وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) فالدعوة تحمل رسالتين رئيستين:

الأولى: الأمر بالمعروف، وهو رسالة حفظٍ بكلِّ ما تحمل الكلمة من معنى، تهدف لتأكيد وتحصينَ القيم التي تبناها المجتمع، والتي هي قيم الإسلام وتعاليمه، وصارت في عرف المجتمع في حكم المعروف.

الثانية: تتعلق بالنهي عن المنكر، وهو إنكار القيم المتعارضة مع جوهر النظام القيمي الإسلامي والثقافي للأمة، مما يستنكره الناسُ، ويدعو الشرعُ إلى الانتهاء عنه.

         والدعوة تقدم رسالتها في الإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وتقديم النصح والإرشاد والتوجيه، امتثالاً لقوله تعالى (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ومشروعها الدعوي يهدف إلى :

1-دعوة الناس إلى الامتثال لتعاليم الإسلام المنبثقه من كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم .

2-العمل على نشر الوعي الإسلامي الصحيح المتوافق مع التعاليم الربانية والنبويه .

3-نشر الأخلاق الحميدة في المجتمع وغرس قيم الفضيلة والمبادئ الإسلامية . 

4-إرشاد المجتمع إلى طريق الاستقامة، وما ينفعهم في دينهم ودنياهم.

5-دعوة المجتمع إلى القيام بالواجبات الاسلامية وأداء الحقوق.

6-تشجيع أعمال البر، والدعوة إلى الفضائل والمبادرة في عمل الخير .

7-مكافحة الرذيلة والانحراف، والآفات الاجتماعية الضارة.

 المشروع الاجتماعي :

        إن العمل الاجتماعي من المشاريع الرئيسية و التي لها أولوية في دعوة الاصلاح لما لهذا القطاع من اتساع وأهمية في دولة الإمارات والمتمثل في الأسرة الإماراتية والعلاقات الاجتماعية والهموم المرتبطة بالظواهر والقضايا الاجتماعية والتي لها تأثير سلبي على البناء الاجتماعي في الدولة والتي تشكل الأسرة المكون الرئيسي لها .

مشروعنا الاجتماعي في الدولة يرتكز على :

1-التعزيز للقيم الأصيلة والإيجابية.

2-التوعية المؤدية للفهم والإدراك للظواهر الاجتماعية .

3-التحصين والتي تشكل الوقاية والمناعة من الانحراف .

4-العلاج في تقديم حلول فعالة للقضايا الاجتماعية.

        إن دعوة الإصلاح تؤكد بأن مشروعها الاجتماعي جاء للمجتمع الإماراتي دون اسثناء الرامي في المشاركة والتنمية وبناء المواطن الصالح والفعّال، وايجاد مناخ صحي وسليم في المجتمع الاماراتي، والذي يهدف إلى :

        تقديم الرعاية الشاملة للأسرة الإماراتية (الأب والأم والأبناء ) من خلال برامج تعزز التماسك الأسري وحمايته من التفكك.

       المشاركة في تحصين المجتمع الإماراتي من الفساد الأخلاقي والاجتماعي بنشر الوعي ورفع مستوى الوازع الديني وتعزيز القيم الإيجابية الأصيلة.

      رصد الظواهر الاجتماعية والقضايا المجتمعية وتقديم البرامج والانشطة التي تساهم في حلها وتوعية أفراد المجتمع في التعامل معها على سبيل المثال (المخدرات – المعاكسات – الانحراف – الديون .. إلخ).

التعاون الدائم مع المؤسسات الحكومية والأهلية في دعم المشاريع التنموية والاجتماعية والأخلاقية في المجتمع الإماراتي.

تقديم برامج ومشاريع عمل وحلول فعاله للقضايا الاجتماعية.

 المشروع الوطني :

       لقد انبثقت (دعوة الإصلاح) من المجتمع الإماراتي، الساعي لتقوية اتحاده، والمتوجّه نحو مزيد من التحديث، والمرتكز على أسس هويته الوطنية العربية الإسلامية والذي ترسخت فيه قيمُ المواطنة والاتحاد.

        ودعاة الإصلاح يُعدُّون تياراً وطنياً هدفهم تقوية وطنهم (دولة الإمارات) وترسيخ مكانته وحفظ هُويَّته، انطلاقاً من المبادئ التي سطرها دستور الاتحاد.

           فالوطنية في أصلها حالةٌ مشتركة ومتشابكة بين جميع المواطنين الذين يعيشون في الوطن، يلتقون عليها، ويتحملون جميعاً أعباء الحياة وتحدياتها المستجدة، كما تحَمَّلها آباؤهم وأجدادهم. فالوطنية هي حب الوطن والروح الجامعة لكل من ينتمي لهذا الوطن، والوطني هو من يُقَدِّم كلَّ ما يستطيع من واجبات وخدمات لوطنه؛ لكي يساهم في بناءِ حاضرٍ قويٍ ومستقبلٍ مشرق متقدمٍ، ويذود عنه كل ما قد يَلْحَق به من ضررٍ أو آفاتٍ أو مشكلات، سواء كانت آنية أو مستقبلية.

          فالدعوة جعلت جل اهتمامها هذا الوطن الحبيب، وحمايته ليكون شامةً متميزة بين الأوطان، وذلك بتقوية مكونات الوطن وعلاج ضعفه ومشكلاته وفق رؤية فاحصة، وقِيَمٍ فاضلة أصيلة معلنة، فلن تخذل هذه الدعوة النبيلة وطنها أبداً، بل إنها جعلت خدمة الوطن وهمومه في مقدمة أولوياتها.

غرس معاني حب الوطن والحفاظ على البناء واللحمة الوطنية

تعزيز الهوية الوطنية والتصدي للعادات الدخيلة السيئة على مجتمع الامارات

تبني قضايا الوطن والمواطنين وتتبنى هدف تنمية المجتمع وتطويره

المشاركة في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة على جميع الأصعدة

التعاون مع جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والتيارات الوطنية بما يخدم رفعة الوطن

        وسوف نقف في هذه التراجم مع سجناء الرأي في الإمارات، الذين يعدّون من رواد دعوة الإصلاح الإسلامي ، والاجتماعي، الذين أسدوا المعروف لأبناء شعبهم، ولم يقدموا لأمتهم سوى الخير والعلم والمعرفة ...

مولده ونشأته :

       ولد الأستاذ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي في رأس الخيمة 23/3/1958م. ونشأ في أسرة عريقة فهو سليل أسرة القواسم  العربية التي حكمت منطقة الخليج العربي قروناً عديدة .

المؤهلات الأكاديمية:

       حصل على بكالوريوس في الإدارة التربوية، من جامعة الإمارات العربية المتحدة – 1981م .

ثم حصل على درجة الماجستير في تخطيط المناهج والتنمية البشرية، جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية  بدرجة امتياز عام – 1990م .

دكتوراه في السياسة التعليمية و التنمية الوطنية، جامعة مانشيستر – ١٩٩٧

الخبرات والمساهمات العلمية والتربوية:

      عمل مديراً لإدارة المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية والتعليم، 1981- 1987م.

     كما عمل في الإشراف على مراجعة وتقويم ما يقارب مائة مطبوع ما بين منهاج وكتاب دراسي ودليل معلم في وزارة التربية والتعليم – الإمارات.

     المساهمة في إلقاء مجموعة من الدورات التربوية والإدارية – الإمارات و بريطانيا.

      كتابة مجموعة من البحوث والمقالات التربوية.

     المساهمة في العديد من اللجان العلمية داخل وخارج الدولة خلال الفترة (1981-1987) ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

رئاسة الجنة الفنية للمناهج الدراسية التي تتولى الإشراف على جميع عمليات تخطيط وتطبيق المناهج.

رئاسة مجلس إدارة المركز العربي للبحوث التربوية والذي مقره في دولة الكويت الشقيقة.

عضوية اللجنة العليا للمناهج الدراسية في وزارة التربية والتعليم.

عضوية اللجنة العليا للتربية في وزارة التربية والتعليم.

رئاسة أو عضوية أكثر من 30 مؤتمرا أو ندوة علمية داخل أو خارج الدولة خلال الفترة (1981-1987). وقد كانت تلك المؤتمرات أو الندوات بإشراف العديد من المنظمات المختصة في مجال التربية والتعليم ومنها على سبيل المثال:

مكتب التربية العربي لدول الخليج.

المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم.

منظمة اليونسكو.

رئاسة اللجنة التأسيسية لجامعة الاتحاد. ( 1998-1999)

رئاسة جامعة الاتحاد. (1999- حتى تاريخه)

رئيس ومؤسس مجموعة المستقبل للاستشارات التربوية. ( 1996 )

رئيس اللجنة المشرفة على السلسلة العالمية “منارات للمناهج التربوية”.

مشاركات اجتماعية:

        شارك في عشرات المؤتمرات والندوات في داخل الدولة وخارجها، وأشرف على العديد من المشاريع الخيرية في أوربا والعالم .

رئيس وعضو مؤسس مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، (1996- تاريخه).

تحت رعاية الشيخ صقر بن محمد القاسمي تمّ افتتاح فرع جمعية الإصلاح في رأس الخيمة وكلف الشيخ سلطان القاسمي رئيساً وعضواً مؤسساً لجمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي برأس الخيمة.

وتجذرت دعوة الإصلاح في روح الشيخ سلطان فكان منارة تشع بنور الدعوة في كل المناسبات والمحافل .

رئاسة وعضوية عدد من الجمعيات الطلابية في الدولة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.

رئيس مجلس إدارة مدرسة الهجرة (بريطانيا). ( 1992-1996)

عضوية مجلس أمناء جمعية الإغاثة الإنسانية في المملكة المتحدة.

عضوية مجلس أمناء الوقف الأوروبي.

عضوية إدارة المعهد الأوروبي للدراسات الإنسانية.

عضو مؤسس للمنظمة العربية للموارد البشرية (بريطانيا).

علاقته مع الحاكم والمحكوم :

        رغم كونه من أسرة حاكمة في إمارتين من إمارات البلاد إلا أن الشيخ سلطان كان على مسافة واحدة بين الحاكم والمحكوم ينصح للحاكم، ويوجه المحكوم، وفي عام 2012م   كتب الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي مقالاً انتقد فيه تصرفات جهاز أمن الدولة الإماراتي بحق المواطنين من أبناء الدولة والمقيمين فيها .

من أقواله :

إن الوطنية الحقيقية ليست قولاً باللسان فحسب، بل لا بد أن يصدقه الفعل والعمل، وتظهر مكانتها الحقيقية لدى المواطن إذا اختبرت بالبلاء ومواقف التضحية .

الاعتقال :

        عرض على الشيخ منصب وزير وشيكات مفتوحة الرصيد مقابل ترك دعوة الإصلاح، فرفض الشيخ ذلك، فاعتقلوه لمدة شهر في قصر حاكم رأس الخيمة تحت الإقامة الجبرية قبل أن ينقلوه إلى سجون أبو ظبي السرية، وحكمت محكمة أمن الدولة على الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي بالسجن عشر سنوات بتهم وصلت إلى التخطيط لقلب نظام الحكم رغم أنه من أسرة حاكمة أصلاً  . كلّ ذلك لأن الشيخ أصر على البقاء على دعوته .

       وكتبت الصحافة تحت عنوان : ( الإمارات الى أين بعد اعتقال الشيخ المصلح سلطان القاسمي ودعاة الإصلاح ) :

         زاد التعاطف الشعبي الاماراتي مع الإصلاحيين فيها الذين تتم مطاردتهم من قبل السلطات الإماراتية وتجريدهم من جنسياتهم بعد الخبر الذي نزل كالصاعقة على نشطاء إماراتيين باعتقال الشيخ سلطان والخطف والاعتقال والأخذ لجهات مجهولة والهجوم على المنازل وتجميد القانون .

       وطالما تحدث هؤلاء الناشطون عن توغل الأجهزة الأمنية في الإمارات في حياة المواطن الإماراتي بصلاحيات واسعة فوق القانون وفوق حتى قرارات المحاكم التي تنطق باسم رئيس البلاد. لكنهم لم يتوقعوا يوما أن تطال أجهزة الأمن أحد شيوخ الإمارات المعروفين والذين يحظون باحترام واسع لدى الإماراتيين.

       ولا يخفي الناشطون الإماراتيون الخشية على بلادهم بعد رحيل حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد اذ لم تشهد الإمارات في عهده أحداثا ً كهذه، وكانت السلطات الإماراتية تحافظ على كرامة المواطن وسيادة القانون.

       وحتى هذه اللحظة يزداد التفاعل مع خبر اعتقال الشيخ سلطان القاسمي، وهو ابن عم حاكم رأس الخيمة، ورئيس جمعية الاصلاح. ووصف البعض هذا الاعتقال بأنه سيعجل الربيع العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة التي نجت إلى حد الآن من أي اضطرابات أو مظاهرات أو اعتصامات، لكن اجراءات أجهزة الأمن الإماراتية وتجاوزها للقانون واعتقالها للعديد من الناشطين بدون أمر قضائي أصبح يأتي بنتائج عكسية اذ تشهد دعوة الإصلاح المزيد من التعاطف من المواطنين الإماراتيين.

        واستغرب الكثير من الإماراتيين هذه الاجراءات الأمنية التي تتبعها أجهزة الأمن في وقت يهدد فيه حكام إيران باستخدام القوة ضد الإمارات لأنها استنكرت فقط زيارة الرئيس الإيراني للجزر الإماراتية المحتلة.

        ووصف البعض قرار اعتقال الشيخ القاسمي بأنه افلاس أمني قد يؤدي إلى تفتيت الإمارات. واستغرب البعض من مواقف الشيوخ القواسمه حكام رأس الخيمة بعد علمهم بنبأ اعتقال أحد كبار شيوخهم لأنه فقط طالب بإصلاحات في بلده الإمارات. ولم يتضح إلى الآن موقف القواسمه من خبر الاعتقال.

الانتهاكات الحقوقية بحقه :

قبل اعتقال الشيخ سلطان بدأت منظمات حقوق الإنسان رصد وتوثيق الانتهاكات الحقوقية الواقعة على معتقلي الرأي بصفة عامة، وعلى الشيخ سلطان بصفة خاصة. من بين التقارير الحقوقية الرسمية الموثوقة تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الصادر عام 2013، الذي أكد وجود شهادات من معتقلين تفيد "قيام مسؤولين حكوميين بممارسة التعذيب". وأضاف، "كانت هناك عدة تقارير تذكر عن وحشية الشرطة وحراس السجون وتقارير إضافية تفيد أن أعضاء مجهولين ممن ينتسبون إلى قوات الأمن يسيؤون معاملة المحتجزين".

ويشير التقرير إلى محاكمة الشيخ سلطان، في أكتوبر تم محاكمة سجناء بتهمة "التآمر لإنشاء فرع لجماعة الإخوان المسلمين". وفصّل التقرير أنواع التعذيب التي تعرض لها الشيخ سلطان ورفاقه، "قام حراس السجون بإخضاع السجناء للضرب والصعق بالصدمات الكهربائية، وتعريضهم لحرارة شديدة جداً أثناء تواجدهم في الحبس الانفرادي". واستطر التقرير، كذلك أفاد "السجناء بتعرضهم لتهديدات الحراس بإصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية أو الاعتداء الجنسي أو الموت أو تعريضهم لمزيد من التعذيب لعدم اعترافهم بالتهم الموجهة ضدهم".

         وأصدرت جمعية الإصلاح الاجتماعي بياناً بتاريخ 21 /4 / 2012م تحت عنوان : (كلمات .. بعد اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي) جاء فيه :

أولا :اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي

1) لم يكن اعتقال ابن الأسرة الحاكمة ورئيس دعوة الإصلاح سهل الوقع على القلوب والأذهان ، صُدم به البعيد قبل القريب ، تسائل عن سببه ودوافعه الجميع ، استنكروا الفعلة و وشنّعوها ، ووصفها بعضهم بالجنون .

2) اعتقلوا رجلاً أمضى حياته في خدمة القرآن والعلم وأعمال البر ، اعتقلوا والد الإصلاح والمصلحين ، اعتقلوا من يعرف إصلاحه وصلاحه كل الناس بل وحتى الأُسر الحاكمة في الإمارات كلها (فَأَرَادُوا بِهِ كَيۡدًا فَجَعَلۡنَاهُمُ الۡأَسۡفَلِينَ )

3) أرادوا باعتقاله أن يحطوا من قدره أو يخيفوا مَن خلفه ، وما زاده اعتقاله إلا شموخاً وسيطاً وشرفاً وإظهاراً لفكره ودعوته ، وما ازداد مَن خلفهُ إلا ثباتاً ويقيناً بنهج الدعوة والإصلاح (وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيۡرُ الۡمَاكِرِينَ )

ثانياً : مرحلة دعوية جديدة :

1) إنها مرحلة جديدة يا أبناء الإمارات ودعوة الإصلاح، مرحلة لا تخلو منها الدعوات الصادقة ، ولا يخلو من خوض غمارها وتذوق صبرها  أبناء  الدعوة المخلصين ، تأملوا السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي أو التفتوا يمنة ويسرة ، شاهدوا الدعوات حولكم ، ستُبصرون يقيناً صور الثبات والصمود ، ثبات وصمود بين سجنٍ وقيدٍ وسجان (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَىٰ الَّذِينَ اسۡتُضۡعِفُوا فِى الۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةً وَنَجۡعَلَهُمُ الۡوَارِثِينَ ) .

2) مضينا 20 عام من الابتلاء والاختبار ، 20 عام ودعاة الإصلاح يُمنعون من الوظائف أو يُحالون للتقاعد المبكر ، 20 مضوها، وهم يٌحاربون في رِزقهم وتجارتهم ، 20 عايشوا خلالها إيقاف خطبائهم ومنع محاضراتهم ومنعهم من الظهور في الإعلام المحلي ، 20 تجرعوها بمصادرة مؤسساتهم ومراكزهم وبتلفيق التهم الباطلة عليهم لتشويه صورتهم ،   20 مريرة فيها منع من السفر وجلسات تحقيق وتهديد ووعيد ( أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ الۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُم مَّسَّتۡهُمُ الۡبَأۡسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا۟ مَعَهُ مَتَىٰ نَصۡرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصۡرَ اللّهِ قَرِيبٌ )

3) نعم .. إنها مرحلة جديدة من الابتلاء ، ، افتراس في الشوارع كما حدث مع الأستاذ أحمد السويدي، تسليط الغوغائيين للاعتداء ضرباً عليك كما حدث مع الأستاذ جمعة الفلاسي، خطفٌ وإخفاء كما يحدث الآن مع القاضي أحمد الزعابي، سحب للجنسيات، وثم الاعتقال كما حدث مع المواطنون السبعة ، واعتقال لا يحكمه قانون ولا دستور كما يحدث مع الشاب صلاح الهرمودي منذ أكثر من 10  شهور وأخيراً اعتقال الشيخ سلطان القاسمي ، ولتعلمواأن الابتلاء بوابة التمكين الأولى (وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ بِشَىۡءٍ مِّنَ الۡخَوفۡ وَالۡجُوعِ وَنَقۡصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) .

ثالثا : أنتم الأقوى ..

1) يا شباب الإصلاح ودعاته أنتم الأقوى بإيمانكم وبِعضَم غايتكم ومرادكم، أنتم الأقوى بأهلكم وأصحابكم ومن يعرفكم، أنتم الأقوى بأمتكم وشعوبها، ألا ترون تصريحات علماء الأمة دفاعاً عنكم ؟ ألا ترون شباب الأمة في تويتر كيف يدافعون عنكم، ويشاركونكم قضيتكم، كل المثقفين والدعاة كتبوا لنصرتكم ورفع الظلم عنكم، أبشروا بخير يا شباب الإصلاح ودعاته  (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) .

2) يا شباب الإصلاح لا يُثنيكم الإعلامي الأمني وكذباته ، إعلام لا يصدقه أحد حتى العاملين عليه ، كذب مكرر وإشاعات مبتورة وتضليل متعمد ، نعم هم ملكوا الإعلام التقليدي ولكنكم أنتم أبطال الإعلام الجديد بالحق الذي تدعون إليه وبمشاركة الأمة علماءً وشباباً في نصرتكم وإظهار عدالة مطالبكم (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِى الأَرۡضِ )

3) يا شباب الإصلاح ودعاته، قوتكم بقدر إخلاصكم في الدعوة إلى الله، كم سيكذبون عليكم ؟ أنتم حقيقة واقعة تعايشون الناس في المساجد والمجالس وتخالطونهم في كل حالاتهم، سيكذب الأمنيين على آذان الناس ولكن ستصدقكم عيونهم وقلوبهم ، فحرصوا على الدعوة إلى الله وبذلوا جهداً مضاعف كلٌ في ميدانه وساحته فميادينكم متنوعة وطاقاتكم عديدة وأعدادكم كثيرة ولله الحمد فالأولى والآخرة ، اعملوا ولا تلقوا لهم بالاً  (وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَا أَعۡمَالُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَالُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُ مُخۡلِصُونَ)

رابعاً : من هو الذي يُعادينا ..

1) من سنن الله التدافع والصراع بين الخير والشر وبين من يخدم قومه وبين من يحرص على مصالحه الشخصية ويلتهم حقوق غيره ، إن الفاسدون في جهاز الأمن هم من تصدروا معاداتكم وهم من أغلقوا مؤسساتكم ، وهم من رفعوا عنكم التقارير المكذوبة المليئة بالنميمة والدجل ، وهم من يشنون الحرب الإعلامية والتشويه عليكم ، هؤلاء أجسادهم منا وفينا ونفوسهم من نفوس مربيهم ومدربيهم في أجهزة الأمن البائدة في مصر وتونس ، فشلوا هناك وبإذن الله سيفشلون هنا أيضاً بإذن الله ( لَقَدۡ كَانَ فِى قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٌ لِّأُوۡلِى الأَلۡبَابِ )

2) ويعادينا أصحاب المصالح الشخصية، المنتفعون بمواقعهم ونفوذهم والخاضعين منهم للفاسدين من جهاز الأمن، فيأتمرون بأمرهم وينتهون بنهيهم، فهؤلاء لا تخشوهم ولا تخشوا لسانهم السليط، ولا تُعيروا لهم قيمة، فهؤلاء زائلون بزوال الفاسدين في جهاز الأمن (وَقَارُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَامَانَ وَلَقَدۡ جَآءهُم مُّوسَىٰ بِالۡبَيِّنَاتِ فَاسۡتَكۡبَرُوا فِى الۡأَرۡضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ )

3) هناك مِن مَن يُعاديكم هو غير مدرك لحقيقتكم وغافلٌ عن سمو غايتكم ، ألتبس عليه أمركم مع حملات التشويه والتضليل ، فتطوع لمعاداتكم لأنه جهلاً بكم ، ولو أدرك أنكم تسعون في حقوقه وراحته وإصلاح مجتمعة لدافع عنكم ملئ جهده ، لذلك هؤلاء لابد أن تستقبلوا هجومهم بقلوبكم المحبة وبأنفسكم المتسامحة ليدركوا بعدها أنهم أحب إليكم من أنفسكم (ادۡفَعۡ بِالَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ ) .

خامساً: خواطر قلب

1) عجز الفاسدون من مقارعة الحجة بالحجة والفكر بالفكر ، وفشلت كل محاولات إقصائكم ،بل ازداد انتشاركم بين قومكم وتوافد عليكم المؤيدون والداعمون منهم ، فزاد ذلك غيظ قلوبهم وتأكد فشل حيلهم وخرجوا بذلك عن طورهم ، لذلك تجدونهم يستخدمون قوة الأفعال للتستر على ضعف الحجة والدليل (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )

2) اطمئنوا اليوم لدعوتكم، فالدعوات الصادقة الخالصة لله هي الوحيدة التي يتقدم قادتها صف المضحين والمبتلين والثابتين .

3) تذكروا أن هناك اسطوانات مشروخة ستتكرر على مسامعكم، ولاء خارجي، بيعة لغير ولي الأمر وما شابهها، كل ذلك هراء وسيعلم قومنا قريباً صدقكم وبراءتكم من كل هذه التهم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُ فِى الۡحَيَاةِ الدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ اللّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلۡبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الۡخِصَامِ )

4) تذكروا غايتكم دائما وهي رضى الله عنكم ونيل فضله وبلوغ جناته،  وأن الدنيا ما هي إلا مزرعة للآخرة وأنها دار ابتلاء واختبار، وأن أعمالكم ستعرض عليكم أمام ربكم، فأحسنوا هنا ليحسن اللقاء هناك (وَسَارِعُوا۟ إِلَى مَغۡفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ )

 والحمد لله رب العالمين ..

الإمارات : الناشطون يتفاعلون بالذكرى الثانية لاعتقال الشيخ القاسمي.. لسان حال الشعب اليوم

الكاتب : وطن 20 أبريل، 2014م :

تفاعل المئات من الناشطين والسياسيين في الإمارات وكذلك من دول الخليج العربي بعد مرور عامين على اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي رئيس دعوة الاصلاح الذي تم اعتقاله بسبب مقال صحفي تضامن فيه مع المواطنون السبعة .

وقال الناشطون أن المقال الذي بسببه تم اعتقال الشيخ لم نجد بكلماته سوى تعابير خالصة للوطن والمواطن فما الجرم الذي أرتكبه هذا الشيخ الذي يجب أن يكون مثالا للحاكم العادل المتزن الذي يحب وطنة ويخلص إلية ويراعي كرامة المواطن ويدافع عنها.

وأشاد الناشطون بالشيخ سلطان القاسمي على شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” مؤكدين أن المبدأ يمتحن صاحبة ..لكنه في النهاية يكون بطلاً.

وكانت محكمة أمن الدولة قد حكمت على الشيخ القاسمي بالسجن لمدة عشرات ضمن المحاكمات السياسية على أحرار الإمارات.

وأعتقل الشيخ سلطان بن كايد القاسمي ابن عم حاكم إمارة رأس الخيمة و الذي يشغل منصب رئيس جمعية دعوة الإصلاح في 20أبريل 2012م بسبب مقال صحفي نشره و عبر فيه عن رفضه لقيام السلطات الاماراتية بسحب الجنسية من سبع مواطنين إماراتيين .

5 سنوات على اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي في الإمارات

أبريل 22, 2017   935views

مرت 5 سنوات على اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي في السجون الإماراتية و هي 5 سنوات من  أصل 10 سنوات حكم عليه بها من محكمة جائرة في قضية "الإمارات 94" المعروفة.

الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي هو أحد أبناء أسرة القواسم الحاكمة في إمارة رأس الخيمة، وهو ابن عم حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي. ويصف الشيخ المعتقل علاقته بحاكم رأس الخيمة السابق الشيخ صقر بأنها كانت تقوم على الثقة والاحترام، كما يصف في حديث إعلامي بتاريخ (26|12|2005).

والشيخ القاسمي هو رئيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي برأس الخيمة، وهو من المؤسسين الأوائل لها وأصحاب الدور الواضح في مسيرتها الاجتماعية والخيرية والثقافية والشأن العام، وكان من بين المتقدمين لطلب ترخيص هذه الجمعية للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم عام 1974، والتي لم يمنحها الترخيص فقط، وإنما قدم لها كل دعم وتشجيع متبرعا بالمقر الرئيس لها في دبي إلى جانب تكفله بتشييد فرعين آخرين على نفقته الخاصة، وفق مؤرخين لمسيرة دعوة الإصلاح.

وهو خبير تربوي مشهود له بالكفاءة والإنجازات المهمة في تطوير عمل وزارة التربية والتعليم، أسس عدداً من الإدارات التربوية الفنية المتخصصة فيها، وهو رئيس جامعة الاتحاد.

مقاله الذي دفع ثمنه حريته “من أجل كرامة المواطن”

إثر رفع العريضة لرئيس الدولة، شنت أجهزة الأمن الإماراتية حملة اعتقالات وسحب جنسيات من كبار أعضاء دعوة الإصلاح ومثقفيها.

وإزاء ذلك كتب القاسمي مقالا بعنوان: “من أجل كرامة المواطن”، قال فيه: الوطن بالمعنى المجرد يتكون أساساً من أرض وبشر، وإن اللحظة التي نفرط فيها بواحد من إخواننا مواطني هذه الأرض الطيبة، لا تختلف عن اللحظة التي نفرط فيها بقطعة من أرض الوطن”.

وأضاف: “إذا استمر تقديس القرارات الخفية لجهاز أمن الدولة فسيأتي غداً على جميع مكتسبات الوطن في حرية الإنسان وكرامته”. وبكل ثقة بالشباب الإماراتي قال: لقد تغير الزمان، وشعوبنا لم تعد بسيطة بدائية، وأصبح وعيها بحقوقها ليس كما كان في زمن الآباء والأجداد، وانكسر حاجز الخوف وانتهى، فلا نكسر حاجز الحب والاحترام بأيدينا. إن دعوة الاصلاح ستبقى متمسكة بمنهجها الوسطي المعتدل”.

واستطرد الشيخ المعتقل، “إن الموت أهون على الإنسان من أن تسقط جنسيته، ثم يتبع ذلك بحملة إعلامية شعواء لتشويه صورته، وأي جانب من الصورة؟ إنها ولاءه لوطنه، وطنه الذي يفديه بالغالي والرخيص”.

وندد الشيخ القاسمي بجهاز أمن الدولة في مقاله، “إن جهاز الأمن الذي تبنى هذا القرار الجائر لتقديمه أمام صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة حفظه الله، لا يؤتمن أن يتبنى غداً أي قرار آخر غير محسوب العواقب على أمن الوطن وكرامة المواطن”.

وناشد الشيخ القاسمي رئيس الدولة، بإطلاق “مبادرة حكيمة توازن بين هيبة الدولة من جهة وكرامة المواطن من جهة أخرى. “بتحرير الحياة المدنية من الهيمنة الأمنية” والحد من الصلاحيات المطلقة لجهاز الأمن.

الذكرى السادسة لاعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي.. على خطى الآباء المؤسسين:

ايماسك- تقرير خاص: تاريخ النشر : 20 / 4 / 2018م :       

الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي، الأكاديمي والشيخ القبلي البارز، سليل أسرة القواسم العريقة، وابن عم حاكم إمارة رأس الخيمة، لم يأبه باعتقال وهو يذكر نظرائه من أبناء الشيوخ والحكام وقيادات الدولة أن البلاد تنجرف أسرع مما يتوقعون نحو الهاوية، ويبدو أنّ ذلك ما يحدث بالفعل منذ اعتقاله في 20ابريل/نيسان2012.

تبنى الدكتور القاسمي "كرامة المواطن"، مدافعاً عن "حقوق المواطنة"، نضال الشيوخ والحكام ومسؤوليتهم منذ تأسيس الدولة، ومنذ تبني الآباء المؤسسون منهج الدولة الاتحادية كشكل للدولة ونظام حكم.

والشيخ القاسمي هو رئيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي برأس الخيمة، وهو من المؤسسين الأوائل لها وأصحاب الدور الواضح في مسيرتها الاجتماعية والخيرية والثقافية والشأن العام؛ وهذه الجمعية هي نفسها التي تتعرض لحملة أمنية شرسة بدأت بعد اعتقال القاسمي بأيام، وليست الأولى بل منذ تسعينات القرن الماضي وهي تتعرض لحملات متعددة يُستهدف أعضاءها من الوظائف الحكومية وحتى في الحياة العامة.

ونشأت الجمعية في السبعينات بدعم من حُكام الإمارات، وكان الشيخ القاسمي من بين المتقدمين لطلب ترخيص هذه الجمعية للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم عام 1974، والتي لم يمنحها الترخيص فقط، وإنما قدم لها كل دعم وتشجيع متبرعا بالمقر الرئيس لها في دبي إلى جانب تكفله بتشييد فرعين آخرين على نفقته الخاصة.

الشيخ سلطان بن كايد القاسمي، كان دائماً ما يقف مع الشيوخ والحُكام مقدماً ولاء لا تشوبه شبه، وحتى وهو في قاعة المحكمة يدافع عن عشرات المعتقلين المطالبين بالإصلاح كان يردد أنّ الاتهامات باطلة بحقهم وحقه، وأن "الحُكام خط أحمر" بالنسبة لدعوة الإصلاح ولقادتها وأعضائها. ولم تكن لتمر مناسبة وطنية أو دينية دون أنّ يقدم الشيخ القاسمي تهانيه ومباركته للحكام والشيوخ مجدداً الولاء وكذلك فعل رفقاءه في النضال والتضحية.

ولم يتغير ذلك حتى مع دخول العام السابع على اعتقاله، ومحاكمته. وما تغير كان جهاز أمن الدولة واستشارات الأجانب بخلق عدو وهمي بعد الأحداث التي عصفت بالوطن العربي ضد الحكام المستبدين في عام 2011.

وكانت المطالبة بالإصلاحات السياسية وتقديم عريضة موقعة من مثقفين وأكاديميين وشيوخ ومستشارين وناشطين ورجال أعمال ومدونيين وصحافيين، تطالب بمجلس وطني كامل الصلاحيات ينتخبه كل المواطنين هي ما تسببت بالحملة الأخيرة على دعوة الإصلاح، بالرغم من أنّ هذه المطالب جاءت بناءً على برنامج "التمكين السياسي" الذي كان رئيس الدولة قد أطلقه قبل ذلك بِخمس سنوات.

في 2يوليو/تموز2013، أقرت محكمة أمن الدولة بمنطوق حكم واحد لا يقبل الاستئناف، بسجن الشيخ القاسمي 10 سنوات إلى جانب العشرات من الأكاديميين والمثقفين، في القضية التي عُرفت دولياً بـ"الإمارات 94". كان الشيخ سلطان بن كايد القاسمي قد رفض عروضاً عديدة بضرورة بالتخلي عن المعتقلين السياسيين والخروج من السجن.

كان الهدف من اعتقال الشيخ القاسمي أن يضعوا من قدره ويخيفوا أعضاء دعوة الإصلاح، فسقطوا في حفرتهم فما زاده الاعتقال إلا رِفعة وشرفاً للإماراتيين وإظهاراً لصِدق حجته، فدعوات الإصلاح التي كانت قبل اعتقاله ورفاقه تنحصر المطالبة بين المثقفين والنخبة أصبحت اليوم مطلّب كل إماراتي، واتضحت معها رؤية الشيخ القاسمي ورفاقه وصواب ما طالبوا به (وَيَمۡكُرُونَ، وَيَمۡكُرُ اللّهُ، وَاللّهُ خَيۡرُ الۡمَاكِرِينَ).

مقابلة مع سلطان بن كايد القاسمي: نشأة الدولة أهم محطات حياتي :

الخبير التربوي الدكتور سلطان بن كايد القاسمي رئيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في رأس الخيمة من الشخصيات التي تجمع بين الحماس الوطني والأفكار القومية ويحرص على بثها في نفوس الأجيال جاعلاً همه الحرص على القيم النبيلة التي تجعل من المرء يسمو بأفكاره ويتطلع لغد يجني المجتمع ثماره وشغله الشاغل العمل الخيري والاصلاح حيث عمل على تنشيط العمل التطوعي في عدة مجالات مما جعل من اسمه علامة بارزة في المجتمع. وفي ما يلي حوارنا معه:

بداية ما أهم محطات حياتك؟

- أكرمني الله كما أكرم أقراني الشباب في تلك المرحلة في تنفس جو نشأة دولة الإمارات وكنا نعد لآمال نعقدها لأنفسنا فيما كان الاتحاد مثل فتى ترعرع معنا، ويصبو لنفس الآمال المتماشية والمنسجمة مع آمالنا التي ننظر بها للمستقبل، إذ كنا في المرحلة الإعدادية في مدرسة المعيريض نعي ما يحصل من حولنا، وكانت المنطقة العربية في مرحلة الصعود والالتئام وعنفوان النظر إلى المستقبل وتوحد الكلمة إلى الدرجة التي لم نجدها إذا قسناها في حالنا اليوم، وكان والدي رحمه الله وأخي الدكتور سعود وأخي عبد الملك ينقلان آمال الوحدة العربية والتحرر والتقدم والأفكار من مصر حيث يدرسان، إلى المنزل مباشرة فيما كنا نعيشها لحظة بلحظة كمشاعر وآمال. وكانت نشأة الدولة من أهم المحطات التي أثرت في حياتي وخاصة الزيارات التي كنا نقوم بها لمختلف مناطق الدولة حيث كانت تنفذ برامج هادفة ومبرمجة انتهجتها وزارة التربية والتعليم لتشجع على ترابط ودمج شباب الإمارات بمختلف مناطقها، وإشعارنا باننا في دولة واحدة.

كيف كانت البرامج ولقاءات المسؤولين عندما كنت طالباً؟

- كنا نتزاور بشكل دوري ونعسكر في منطقة واحدة في الملتقيات الكشفية في إمارة غير إمارتنا فيما وصلتنا دعوة مباشرة وشخصية من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله لزيارة أبوظبي حين قدم إلى زيارتنا في مدرسة المعيريض في بداية السبعينات من القرن الماضي ويرافقه الدكتور عبد الله عمران الذي كان وزير التربية آنذاك وكان له دور رائد في قيادة وزارة التربية في تلك القضية وكان هناك أمل للحكام أن يروا في عيوننا مستقبل الدولة وأكرمني الله وأنا في مرحلة الإعدادية بلقاء مؤسسي الاتحاد في تلك الفترة المبكرة وعلى رأسهم الشيخ زايد رحمه الله والشيخ راشد رحمه الله.

ماذا عن المرحلة الجامعية؟ وكيف أثرت في شخصيتك؟

- كانت المرحلة الجامعية من المراحل التي أثرت في شخصيتي بشكل كبير وما زلت أذكر السؤال الذي وجهته لنفسي بعد ظهور نتائج الثانوية العامة، حيث شعرت منذ تلك الفترة بأن مستقبل بلدي أمانة في يدي ووضعت أمامي خيارات المستقبل، وكانت الجامعة في ذلك اليوم لها وقع مختلف عن الآن حيث كانت أول جامعة في الإمارات وكان السؤال الصعب ما التخصص الذي سأتخصصه، واذكر أني وضعت ثلاثة خيارات أولها : الطب، وثانيها : الهندسة، وآخرها : التربية، وسألت نفسي أي التخصصات أقرب إلى قلبي؟ فكان الطب، ووجدت أن التربية هي التخصص الأنفع لبلدي، وكان التخصصان ينازعاني طوال الإجازة الصيفية حيث سجلت في جامعة الإمارات تخصص تربية وسجلت تخصص الطب في جامعة القاهرة وظهر قبولي في جامعة الإمارات ثم جامعة القاهرة فتوكلت على الله ودرست التربية التي وجدتها انفع لبلدي وانفع لديني. وأكرمني الله بلقاء المؤسس المعلم الشيخ زايد رحمه الله في الجامعة عدة مرات حيث حدثنا نحن المسؤولين عن العمل الطلابي بهمومه الشخصية في بناء الدولة وقلنا له إننا طلاب ولا نستطيع ان نساهم اليوم في رفعها عنك، إلا انه أكد انه لا بد من معرفة التحديات التي تواجه القيادة والمعاناة التي يعانيها ليسهم الابناء في البناء بصورة أفضل، ويجدوا الحلول المناسبة لمشاكل دولتهم في المستقبل فهم الذين سيتحملون مسؤولية الغد.

ما ذكرياتك الجامعية بوصفك ضمن أول دفعة تخرجت في جامعة الإمارات؟

- بدأت الجامعة بجرأة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ود. عبد الله عمران وزير التربية آنذاك واذكر في بداية افتتاح الجامعة لم يخصص سكن للطلبة وكانوا يتوزعون في الفنادق والكرافانات وبعض الطلاب كانوا ينامون في السيارات إلى ان خصص السكن وكان الطريق إلى الجامعة غير معبد وكانت السيارات تغوص في الرمل عدة مرات إلى ان تصل إلى العين ولكن رغم ذلك كنا نستمتع بتلك الحياة الصعبة.

ما المحطات التي أثرت في توجهاتك؟

المحطة الثالثة التي أثرت في حياتي بعد المدرسة والجامعة اتصالي بجمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في دبي إذ كنا نبحث عن العلم في كل مكان ولا توجد محاضرات وقتها وبرامج التلفاز كانت نمطية لان الرسالة الإعلامية لم تكن متصلة بالواقع ومقتصرة على الأخبار والأغاني وكنا نبحث عن العلم الحقيقي وكانت في جامعة الإمارات محاضرات وندوات علمية قيمة وكذلك جمعية الإصلاح ومنذ ذلك الوقت انتهجت الخط الإسلامي في منهجية الحياة والتقينا كبار المحاضرين من مختلف البلدان في العالم من خلال الجمعية التي تستقطب العلماء والمتخصصين في الدين والحياة الأمر الذي جعل الشخص يخرج من نطاق الإمارات من حيث الأفكار والآمال وفي الوقت نفسه نحن محتاجون إلى خط واضح في رعاية البعد الإسلامي والروحي والفكري في الدولة حيث لا بد ان تكون هناك منهجية في الحياة تميز المنطقة عن غيرها فيما يحتاج ذلك الخط إلى من يبصر به ويعلن عنه ويدعو إليه.

ومتى كان اتصالك بجمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي؟

بدأ منذ كنت في المرحلة الثانوية من خلال حضور المحاضرات والملتقيات الثقافية والتعرف إلى الشباب الملتحق بها، وكانت الجمعية تحمل نفس آمال النهضة والتقدم التي عايشتها في المنزل حين كان إخواني يدرسون في مصر والكويت وينقلون الفكر القومي والوطني من الدولتين في تصدير الأفكار القومية والوطنية والاسلامية فيما تواصلت مع الشباب ذاتهم في الجامعة واستمرت علاقتي بالجمعية وكانت المحاضرات والندوات تعقد أثناء الإجازة قبل ذهابي للجامعة وكانت مصدراً للإضاءات الإسلامية التي لم تكن موجودة في المجتمع إذ كان النموذج الغربي هو الطاغي ولم تكن المظاهر الإسلامية المرتبطة بالمدنية موجودة في تلك الفترة في الحياة العامة لدرجة اننا لا نعلم ماذا يعني حجاب أو نشيد إسلامي وغيرهما من المظاهر الإسلامية وكانت مهمة الجمعية إيجاد بدائل متوافقة من الفكر الإسلامي.

ما دور والدك في صقل شخصيتك وتوجيهها؟

- والدي رحمه الله أهم ما اذكر في تربيته انه كان يعاملنا كرجال ولا اذكر أني حظيت بدلع زائد أو حنان زائد وكان حريصا على متابعة الأخبار من المذياع خاصة إذاعة صوت العرب من القاهرة وكان دائما يطالبنا بألا ننخدع بما يقوله الناس وبما نشاهده في الحياة والاعلام هناك أشياء كثيرة خلف القول أو الفعل ولا بد ان تبحث عن الحقيقة.

اشتهرت بقوميتك وتمسكك بإدارة وتأسيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في رأس الخيمة ما دوافعك إلى ذلك ؟

- الإصلاح واجب وشرف وأجد ان بلدي محتاجة إلى هذا وعمل الإصلاح واسع وكل شخص يقوم بدور الإصلاح في مجالات الحياة المختلفة واللحظة التي نعتقد فيها أننا وصلنا إلى الكمال في علاقتنا مع الخالق يعني أننا في الصفر، والاعتقاد الذي نظن فيه أننا وصلنا إلى درجة الكمال في العلم ولا نحتاج إلى إصلاح والى النمو يعني اننا في لحظة انهيار، كما ان اللحظة التي نظن فيها اننا وصلنا إلى درجة الكمال في السياسية والاقتصاد وفي كل المجالات يعني اننا في بداية الجهل وأرى أن بلدنا سوف تستمر في النمو إلى ما شاء الله ولا بد ان نستمر في الإصلاح والتوجيه، والمجتمعات القوية ليست المجتمعات التي تملك المال بل هي التي تمتلك القيم والمبادئ وتعتز بها ونحن نحتاج إلى الدفع الدائم في أفكار أبنائنا ومسؤولينا لأن الدولة تحتاج إلى العلم والإصلاح وتوعية بعضنا بعضاً.

كيف يتحول الاختلاف إلى قوة برأيك؟

- المجتمعات الناضجة هي التي تعرف كيف تتعامل مع الاختلاف وتحوله إلى قوة بناء وتقدم ومجتمعنا يتأثر حولنا داخل المنطقة العربية والعالم أجمع.

من تذكر من أصحابك القدامى في الجامعة ؟

- كان عدد طلبة الدفعة الاولى في جامعة الامارات 500 طالب وطالبة، نصفهم تقريباً من الطلاب، وكنت أعرف أغلبهم ومن المشهورين منهم الآن الدكتور خليفة بخيت وزير الدولة حالياً والرياضي علي أبو جسيم الحكم الدولي السابق وكذلك محمد بن نخيرة الظاهري وزير العدل السابق، والدكتور سعيد حارب، وسعيد ناصر الطنيجي مدير جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في رأس الخيمة حالياً.

ما القرارات الصعبة التي أثرت في حياتك؟

- تحديد التخصص الجامعي كان واحدا من أصعب القرارات حسمته ومرتاح في اختياري والحمد لله تعالى، وهناك الكثير من القرارات التي أثرت في حياتي واذكر منها قرار عملي مديرا لإدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم لمدة 8 سنوات تقريبا ودراستي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1987.

وكيف كان عملك في وزارة التربية والتعليم؟ وما دوركم في اعداد مناهج الإمارات؟

- أنعم الله علي أنه من خلال ترؤسي لإدارة المناهج أشرفت على اعداد أول مناهج وطنية في الدولة وأشرفت على تأليف 100 كتاب طالب وأستاذ وكان اختصاصي الدراسي إدارة تربوية ومناهج في جامعة الامارات وتم تطبيق وتدريس تلك المناهج من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الإعدادي في تلك الفترة.

وبدأنا في إعداد المناهج في نفس الفترة التي بدأ فيها مكتب التربية العربي لدول الخليج في إعداد وصياغة مناهج على مستوى دول الخليج إذ ترأست الندوة التي اشرفت على اعداد الصيغة النهائية للأهداف العامة للمناهج في جميع دول الخليج، ولذلك كانت دول الخليج قررت ان تبدأ بمناهج الرياضيات والعلوم وكنا نمضي بالتوازي معها لذا استقينا تجربة الخليج في إعداد المناهج، فيما عملنا على إعداد مناهج خاصة للدولة لان تجربة اعداد مناهج لدول الخليج فيها الكثير من البطء نظرا لوجوب ان يعتمد الكتاب من دول الخليج بالإضافة إلى العراق وكان المكتب العربي لدول الخليج تكون قبل قيام مجلس التعاون لدول الخليج.

وكذلك استفدنا من التجربة العربية المتمثلة في انتاجات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي كانت ناضجة جدا وأخذنا منها تلك الأسس وطبقناها في مناهجنا، وفي تلك الفترة كانت المناهج تعد على مستوى الوطن العربي ولم تر النور في أي من تلك الدول وأعدت مناهج أطلق عليها المناهج الريادية للرياضيات شارك فيها نخبة من خيرة علماء الرياضيات العرب. كما أعدت استراتيجية التربية العربية على مستوى العالم العربي شارك فيها جهابذة وفطاحل من الوطن العربي منهم الدكتور عبد العزيز البسام من العراق الذي ترأس تأسيس جامعة الإمارات وهو ذاته من ترأس لجنة إعداد استراتيجية تطوير التربية في العالم العربي واعتبرها من انضج الاستراتيجيات حتى يومنا هذا لأنها اعتمدت على علماء عرب مختصين في التربية.

ما رأيك بالمناهج الحالية مقارنة بالمناهج التي وضعتموها ؟

- المناهج أشبه بالكائن الحي ولها عمر محدد لذلك لا بد أن تطور بين فترة وأخرى، وخاصة فيما يتعلق بتطوير الاساليب وتجديد المعلومات، فمن هذه الناحية لا بد أن تكون المناهج الحالية أفضل وأصلح لهذه الأيام من السابقة.

هل تخدم المناهج الحالية الحاجة إلى بث روح الإصلاح في نفوس الطلبة وتطوير ذاتهم؟

- المنهج المكتوب أفضل بكثير من الممارسة المطبقة، حيث نجحت المناهج في بناء المنطلقات الرئيسية المناسبة للمجتمع والأسس التربوية التي تقود إلى الأداء الجيد للمعلم وللمدرسة وللوزارة، إلا ان الكثير منها غير مطبق.

ما دافعك لإكمال الدراسة في الماجستير والدكتوراه ؟

دافعي تطوير امكانياتي لأخدم نفسي ودولتي وأمتي بكفاءة أكبر في مجال التعليم حيث درست الجامعة في مجال التربية وعملت في المناهج والإدارة التربوية ثم درست الماجستير في تخطيط المناهج في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنني لم أجد الإجابة الشاملة عن دور التعليم في خدمة الوطن كما قرأت في كثير من الكتب الأجنبية والعربية واليونسكو والمنظمات العالمية لأجد الإجابة ولم أجدها باعتبار السؤال فيه جدلية عالية جدا ولن تجد أحداً يستطيع أن يضع اجابة ويتفق عليها الآخرون لذلك كان اختصاصي في الدكتوراه تخطيط التعليم من اجل الوطن وكان وجودي في تلك الدول المتقدمة فرصة لأتعلم الكثير سواء في مجال التعليم أو التنمية والتقدم والحضارة.

أسست جامعة الاتحاد في رأس الخيمة هل طبقت رؤيتك فيها؟

- حاولت ان أطبق ولكن ما زالت آمالي أكثر بكثير من المطبق حاليا ولم استطع ان أطبق الكثير بسبب المعوقات إذ كانت فكرتنا الأولى بناء الجامعة الافتراضية القائمة بالدرجة الكبرى على تنفيذ العملية التعليمية التفاعلية من خلال الانترنت، ولكن لم يكن في الوزارة في تلك الفترة عام 1999 نظاما يسمح للترخيص بنظام التعليم عن طريق الانترنت لذلك أسسنا نظاما تقليديا في الجامعة، وللجامعات قوالب متعارف عليها دوليا ونحن تبنينا نظام الساعات المعتمدة وهو النظام المطبق في جامعة الإمارات ومازالت جامعاتنا الإماراتية والعربية قوالب غير قادرة على بناء بديل للتعليم العالي الناشئ من المجتمع الإماراتي، وهذا دور لا يمكن ان تقوم به جامعة صغيرة مثل جامعة الاتحاد.

ما أمنيتك؟

- أن اخدم بلدي في مجال التعليم والإصلاح وأتمنى ان يفتح الله تعالى عليّ بأفكار أخدم بها بلدي، واعتقد ان أجندة التطوير كثيرة في الدولة، واسأل الله ان يعينني على أن أكون سبباً في نهضة وطني.

هل نقلت حماس التطوير والتغيير لأبنائك؟

- حاولت جاهداً أن أبين لهم بما أملك من الحب والثقة الطرق والسبل التي يخدمون فيها أنفسهم وبلدهم، وبينت لهم كيف يعيشون دينهم، وتبقى عليهم مسؤولية الاختيار، واسأل الله ان يوفقهم، إلا أني انظر إليهم كأبنائي القريبين، حيث انظر إلى ان جميع أبناء الإمارات كأبنائي وهم جزء من أملي في الحياة.

ما الكتب التي قرأتها وتأثرت بها؟

- في كل مرحلة قرأت كتبا أثرت في حياتي منها كتاب ماذا يعني انتمائي للإسلام؟ في المرحلة الثانوية وكاتبه فتحي يكن لبناني، ومن أكثر الكتب التي قرأتها وتأثرت بها كتاب ظلال القرآن الذي أجده حقيقة تفسيرا للقرآن مع ربط مباشر لحركة الحياة لكاتبه سيد قطب ومن الكتب الحديثة التي قرأتها مؤخرا كتاب صناعة الحياة للعراقي محمد أحمد الراشد.

ما علاقتك بالسفر؟

- أحرص على السفر بشكل دوري ويرافقني احد من عائلتي أو زملائي وأصدقائي واستمتع بزيارة أي بلد واجده في تاريخ نموه وتطوره كأنه فيلم يمر أمامي من خلال الشخصيات أو الاحداث المختلفة التي مرت على ذلك البلد واثرت فيه.

ثقتي بالشباب كبيرة

رداً على سؤال عن الشباب الإماراتي، قال: ثقتي بالشباب كبيرة وأظن ان الشباب الإماراتي قد يكون فيه عيوب ولكنه متزن وما نسائم الخير تهب عليه يكون أول المتشبثين فيها، والمجتمع الإماراتي تؤثر فيه الرسائل الإعلامية واعتقد ان لا بد ان يركز على تدعيم العمل الخيري في الدولة وخاصة في النشرات الإخبارية المحلية التي يجب ان تركز على القضايا العربية والإسلامية بصورة أكبر ونحن بحاجة إلى رموزنا الفكرية السياسية والاقتصادية لدعم ذلك المجال، والمبادرة الجبارة التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في رصد 10 مليارات دولار في قضية العلم لا بد ان يكون للشاب الإماراتي دور فيها واغتنام تلك الفرص.. )الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) .

2-             المقابلة منشورة في موقع الاصلاح نت، التاريخ: الثلاثاء 25 مارس 2008م .

3-             حوار مع الصحفية حصة سيف .

4-             موقع الجزيرة نت .

5-             موقع دعوة الإصلاح .

6-             موقع الإصلاح نت .

7-             موقع وطن بتاريخ  20 أبريل، 2014م .

8-             إيماسك- تقرير خاص: تاريخ النشر : 20 / 4 / 2018م .       

[1] - المصدر : (حوار: حصة سيف) :

وسوم: العدد 794