الشيخ الداعية الشهيد ســحبان محمد طراب

(1950- 1981م )

clip_image002_e33f1.jpg

هو شهيد من شهداء الدعوة الإسلامية الراشدة في سورية، تلقى العلم على أيدي العلماء الربانيين، ودرس في بطون الكتب الشرعية حتى أصبح فتى مثقفاً، ولما قوي عوده واشتد ساعده واجه مع إخوانه قوى الاستبداد والفساد في سورية، ثم اعتقل، وعذّب عذاباً تنهدُّ له الجبال، فلم يفلح أزلام الطاغية في انتزاع أي اعتراف يذكر منه، فأطلقوا سراحه، ثم اعتقلوه، ثم حصلت اعترافات داخل السجن، وذكر أحدهم اسمه، فأعادوا اعتقاله، وعذّبوه، فاستشهد تحت التعذيب في فرع أمن الدولة ..فمن هو شهيدنا سحبان طراب؟ وما هي دراسته، وسيرة حياته ..؟؟ .

المولد والنشأة:

 في حي هادئ من أحياء مدينة حــلب القديمة ولعائلة عريقة معروفة بالعلم والتقى، وُلد الشهيد (سحبان بن محمد طرّاب) عام 1950م، ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة، فوالده الشيخ محمد طراب خريج جامعة الأزهر، وجدّه الشيخ محمود من أهل العلم والصلاح ...

 وتولت والدته الفاضلة رعايته والاهتمام به، وغرست حبّ العلم في نفسه، وفي نفس أخيه الشيخ غزوان طرّاب الذي تلقى العلم في مدرسة الكلتاوية، وعمل بعدها في تمديد وتصليح الكهرباء. وترعرع الشاب سحبان مع إخوته الثمانية ( 4 ذكور، و4 إناث) على حبّ العلم واحترام العلماء.

 وقد تزوجت إحدى أخواته من الأديب الداعية محمد عارف العمر ( أبو الهيثم)، وأنجبت له العديد من الأولاد والبنات الذين واصلوا الدراسة، وأكملوا تحصيلهم العلمي ذكوراً وإناثاً.

دراسته ، ومراحل تعليمه:

 درس سحبان محمد طراب الابتدائية في مدرسة الاستقلال، وحصل على شهادتها عام 1962 م.

 ثم التحق بالمدرسة الخسروية التي سميت فيما بعد بالثانوية الشـرعية، عام 1963م، ودرس فيها المرحلتين الإعدادية والثانوية، وحصل على الشهادة الثانوية الشرعية عام 1971م.

 ونهل العلم على أيدي علمائها، وكان من أبرزهم: الشيخ المقرئ نجيب خياطة، والشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ طاهر خير الله،...

 وكان تلميذاً مقرّباً من الشيخ عبد الله علوان -رحمه الله - وزميلاً للدكتور عبد الجبار الزيدي، فاضطلع بأعباء الدعوة، وكان نموذجاً بين إخوانه في العمل والتضحية.

 أنهى الشيخ سحبان طراب الثانوية عام 1971 م، والتحق بكلية الشريعة في دمشق وعلى الرغم من تفوقه إلا أنه أخّر تخرجه تفادياً للعسكرية وفسادها حتى عام 1977 حيثُ حصل على الليسـانس في العلوم الشرعية بدرجة جيد.

 خدم العلم في الجيش السوري برتبة رقيب أول عام 1978 – 1979 .

اعتقاله، وسجنه:

 اعتقل عام 1979 لمدة سبعة أشهر، وعُذب كثيراً لكن إيمانه كان أقوى من جلاديه، فلم يظفروا منه بشيء، فأُفرج عنه في كانون الثاني عام 1980م .

 ثم أُعــيد اعتقاله بعد أشــهر إثر اعترافات عديدة، ومارس الزبانية عليه أقسى أنـواع التعذيب لكن شهيدنا آثر الصمت كيلا يؤذي إخوانه، فجُن جنون الطغاة، وتمادوا في تعذيبه حتى استشهد صابراً محتسباً في تشرين الأول عام 1981م بعد أقل من شـهر من اعتقاله في فرع أمن الدولة بحلب.

 كان الشهيد خطاطاً من الطراز الأول بشهادة الخطاط الرفاعي،كما كان حائزاً على الحزام الأسود في الجودو، ويدرب الشــباب في نادي العمال بموجب شـهادة تدريب

من المدرب رفعت الأرناؤوط رئيس رابطة لاعبي الجودو.

زواج الشيخ سحبان طراب وأسرته:

 وقد تزوج الشيخ سحبان طراب، وأنجب ذكراً، وأنثى ...

 وكان محبوباً من إخوانه معروفاً بابتسامته وروحه المرحة، رحمه الله، ورحم الرعيل

الأول، وتقبلهم، وجعلهم في أهلهم وإخوانهم من الشافعين المستبشرين ...

مصادر الترجمة:

1-             موقع مركز الشرق العربي – يشرف عليه الأستاذ زهير سالم.

2-             صفحة الأستاذ عبد الله البصير على الفيسبوك.

3-             بعض المعلومات من شقيقه الشيخ غزوان طرّاب.

4-             بعض المعلومات من الشيخ د. عبد الجبار الزيدي.

وسوم: العدد 805