شيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيمية

ولد

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله، تقي الدين أبو العباس، الملقب بشيخ الإسلام في عام 661هـ/1263م، ولد في حران وهي بلدة تقع حاليا في تركيا في جزيرة ابن عمرو بين دجلة والفرات وهو من أهم منظري ومفكري ومجددي علماء المسلمين. وحين استولى المغول على بلاد حران وجاروا على أهلها، انتقل مع والده وأهله إلى دمشق سنة 667هـ/1267م فنشأ فيها وتلقى على أبيه وعلماء عصره العلوم المعروفة في تلك الأيام. كانت جدته لوالده تسمى تيمية وعرف بها. وقدم مع والده إلى دمشق وهو صغير. قرأ الحديث والتفسير واللغة وشرع في التأليف من ذلك الحين. بَعُدَ صيته في تفسير القرآن وانتهت إليه الإمامة في العلم والعمل وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول والمنقول. يقال عنه أنه كان مقترحاً متحمساً للجهاد والحكم الشرعي, وقد كان أيضاً شخصاً مؤثراً في نمو حركة الإسلام السياسي ويؤكد الباحث جمال الدين فالح الكيلاني أن الإمام ابن تيمية من أصول كردية ومن أهم الشخصيات الكردية التي كان لها دور في التاريخ الإسلامي وهذا ما تؤكده العديد من المصادر والمراجع التاريخية. ويجدر بالذكر أن ابن تيمية كان حنبلي المذهب، سلفي النزعة.

كثر مناظروه ومنافسوه وانتقدوا عليه أموراً خالفهم فيها، منها إن زيارة الأنبياء من الشركيات، ونهيه عن شد الرحال لزيارة القبور والتوسل بأصحابها. فنازعهم ونازعوه وأبلغوا أمره إلى حكام السلطنة في مصر فطُلِبَ إلى مصر وعُقِدَ مجلس لمناظرته ومحاكمته حضره القضاة وأكابر رجال الدولة فحكموا عليه وحبسوه في قلعة الجبل سنة ونصفاً مع أخويه وعاد إلى دمشق ثم أعيد إلى مصر وحبس في برج الإسكندرية ثمانية أشهر وأُخرج بعدها واجتمع بالسلطان في مجلس حافل بالقضاة والأعيان والأمراء وتقررت براءته وأقام في القاهرة مدة ثم عاد إلى دمشق وعاد فقهاء دمشق إلى مناظرته في ما يخالفهم فيه وتقرر حبسه في قلعة دمشق ثم أفرج عنه بأمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون واستمر في التدريس والتأليف إلى أن توفي في سجن قلعة دمشق عن 67 عاماً.

صنف كثيراً من الكتب منها ما كان أثناء اعتقاله. من تصانيفه: (فتاوى ابن تيمية) و (الجمع بين العقل والنقل) و (منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة والقدرية) و (الفرقان بين أولياء الله والشيطان). حضّ على جهاد المغول وحرّض الأمراء على قتالهم، وكان له دور بارز في انتصار المسلمين في معركة شقحب.

دخل السجن في شهر شعبان سنة 726هـ/تموز 1326م و مكث في السجن إلى أن مات رحمه الله رحمة واسعة في 26 ذي القعدة سنة 728هـ/4 تشرين الأول 1328م، حيث مرض بضعة وعشرين يوماً ولم يعلم أكثر الناس بمرضه وفوجئوا بموته. ذكر خبر وفاته مؤذن القلعة على منارة الجامع وتكلم به الحرس على الأبراج فتسامع الناس بذالك واجتمعوا حول القلعة حتى أهل الغوطة والمرج وفتح باب القلعة فامتلأت بالرجال والنساء، وكانت جنازة عظيمة جداً وأقل ما قيل في عدد من شيعه خمسون ألفاً.

وسوم: العدد 822