الشيخ أحمد أكبازلي زاده، وأحمد راتب النفاخ أولاً

كنت أدرس في المرحلة الثانوية في عام 1967م، ولما لم يكن في مدينتنا ثانوية فيها فرع أدبي، فاضطررت أن ألتحق بمدرسة في مدينة دمشق فيها فرع أدبي للمرحلة الثانوية، وكان من قدَري أن أدرس في ثانوية ابن العميد في حي الأكراد الذي غيّروا اسمه إلى (حي ركن الدين) قبل سنوات قليلة من هذا التاريخ، وصرت أذهب يومياً إلى مدينة دمشق، وخصوصاً حي ركن الدين.

كان في الصف الذي أدرس فيه من العجائب ما لا يخطر على قلب بشر، فعدد الطلاب لا يتجاوز الأربعين طالباً، فيهم اثنان من اليمن الشمالي، واثنان من عدن، وآخر أرتيري، وآخر صومالي، وخمسة من الإخوة الفلسطينيين، وتسعة من محافظة اللاذقية على ما أذكر، وثلاثة من محافظة السويداء، وثلاثة من مدينتنا، أنا واثنان آخران، وواحد من حوران، واثنان من عسال الورد قرية على الحدود اللبنانية في الشمال الدمشقي، وواحد من وادي بردى، والباقي من دمشق.

وفي المقعد الذي أمامي والذي خلفي وبجانبي طالب تركي دمشقي من الأمام،  ومن الخلف طالب كردي– على ما أظن –  دمشقي، والطالب الثاني كان ابن مدرس مادة الديانة، واسمه الشيخ الدكتور شريف محمد خالد كركلي، وابنه طالب يتميز بالهدوء، وقلة الحركة، وقلة الكلام، وكان بيني وبينه صداقة عادية أقرب للتقارب في التدين، وأبوه – مدرسنا- كان فيه حركة ودماثة خلق، وزرته أكثر من مرة في بيته، وأما الطالب الأول، فهو الذي توافق فيما بينه وبيني التفكير والفهم لما حولنا، وكان اسمه علاء الدين أكبازلي.

كان أخي علاء الدين يتميز بالذكاء، وسرعة البديهة، وحسن الخلق، وروح النكتة اللطيفة الجميلة، فتأسرك روحه الرائقة الجميلة، وأخلاقه الدمثة الجاذبة، فيجذبك من خلال هذه المعاملة الخُلُقية الرائعة، وصراحته الجميلة التي لا تؤذيك إذا كانت تعنيك، ولا ترى فيها كلاماً عن غيرك، ولا عن أحد، فليس عنده – كما عهدته – أي كلام فيه غيبة، أو نميمة، أو فتنة، فليس له إلا لسان نظيف ظريف، صريح مليح، وكلام جميل رائع، وألفاظ لا تعرف إلا الطهارة والعفاف، فتجد نفسك مبهوراً بهذه الأخلاق، وبحبه لك، وبإفادتك بأسلوب خفيف حفيف، لا يؤذيك بصفات سيئة كالغرور أو الكبر أو التعالم، فلا تجد إلا التواضع والتخاضع، وطيّب الكلم، ونظافة اللسان، وتشعر ببراءة القلب، وسلامة الصدر، وحلاوة اللسان، فإذا بك تحس أنك تعرفه منذ زمن، أو كأنك نشأت أنت وهو في بيت واحد، أو حي واحد، مع أن ما بيني وبينه هو ما بين ابن المدينة الريفية الصغيرة في ريف دمشق، وبين ابن مدينة دمشق، التي هي عاصمة الدولة، وينظر إليها جميع أبناء باقي المدن والأرياف أنها تختلف عن بلدانهم بكل ما فيها من عادات وتقاليد، واجتماع، وحياة، وأيٌ من الناس يدخل مدينة دمشق لأول مرة يشعر بما فيها من متاهات، وأمور لا يعرفها في الأماكن التي ولد فيها، أو تعرّف عليها قبل أن يأتي إلى دمشق، ومع ذلك يشعر بجمالها، وجمال أهلها الأصلاء الذين كانوا يعيشون فيها قبل أن تمتلئ بما امتلأ بها الصف الذي ندرس فيه، الذي فيه من عديد المحافظات السورية، وعديد البلاد العربية.

توثقت العلاقات مع صديقي الجديد الذي أصبح أكثر من صديق، فهو أخٌ لا يختلف عن أخي ابن أمي وأبي إلا بالنشأة والبعد، ولذلك كنا يومياً نلتقي في المدرسة وخارجها، وبعد مدة بسيطة طلب مني زيارته في منزله، ولم أكن أعلم أن والده شيخ كبير، وعالم نحرير، فلبيت طلبه وذهبت إلى منزله، فكانت المفاجأة.

الشيخ أحمد أكبازلي زاده:

كان البيت الذي دخلته متواضعاً، فليس قصراً كبيراً، ولا بيتاً واسعاً، بل وجدته بيتاً دمشقياً يمتاز بالصغر إذا قيس بالبيوت الدمشقية التي فيها الساحات ونافورات المياه، بل هو بيت متواضع، ولكنه يجذبك إليه نظافته الظاهرة، وتزداد به تعلقاً لنظافته الباطنة.

دخلت البيت مع أخي علاء الدين، وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث، بعد أن أحضر صاحبي إبريق الشاي، وإذ يدخل علينا شيخ وقور، وجهه يوحي بالأنس والحبور، فتحسّ نحوه بانجذاب نفسي، وتوافق داخلي فيما بينك وبينه، فيطلب من صاحبي الذهاب إلى السوق لإحضار بعض حاجيات أهل البيت، وجلس فضيلة الشيخ بجانبي تعلوه ابتسامة جميلة، ويبدأ بصبّ الشاي وهو يحدثني مستأنساً، ولا يشعرك أنه أكبر منك سناً أو علماً، بل يُشعرك أنه صِنوك، أو صديقك، فأذهبَ عني الحرج بحديثه الجميل، وخلال الحديث انتهيت من احتساء الشاي، فحاول أن يصب لي كأساً آخر من الشاي، فاعتذرت عن الكأس الآخر، فنظر إلي وسألني مستغرباً: هل انتهيت من شرب الشاي؟ فقلت: نعم، فسأل بعد أن أشار إلى ما تركتُ من بقايا الشاي في الكأس، سألني: هل تستطيع أن تشرب ما في الكأس من الشاي؟ فقلت مستغرباً: نعم، فقال: طيّب، اشربها، فشربتها وكلي شعور غريب من طلب غريب، ثم قال لي بعد أن شربتها: هل خسرت شيئاً؟ قلت: لا! فقال: بل ربحت، فقلت: كيف ربحت، فقال: ألم تسمع الحديث النبوي الصحيح الذي يقول: «فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ»، فلمَ تركتَ هذه البقية؟ فقلت: لا أدري؟ فقال: لا تدري؟ هذا والله عجيب، شاب مثقف عاقل مثلك يفعل فعلاً ثم يقول: لا أدري لم فعلته، فقلت: هكذا تعوّدنا ألا نشرب كأساً إلا ونترك فيه بقية، عادة تعودناها ممن سبقنا، أو ممن رأيناه فيمن حولنا، فأخذني برفق وهدوء عجيب، فقال: يا بني، تعلّم ألا تفعل شيئاً إلا عن قناعة، ولا تجعل نفسك تبعاً لغيرك ممن حولك، بل تعلّم الأحكام، وتعلّم دينك، لتقوم بما يتوجب عليك، لا بما وجدته بين أقرانك، أو بين أفراد المجتمع دون عودة لأصول مقنعة من بيّنات وأدلّة.

ثم تابع: وأنا أراك شاباً تبدو عليه علائم التدين، وشيء من العلم الديني، يا بني، لا تجعل أحداً يسوقك في عاداتك، أو أفكارك، أو أعمالك كما يريدون، بل كن متّبعاً لقناعاتك وأفكارك ودينك...

وخرجت من بيت الشيخ بعد أن ملأ قلبي سعادة، وانشراحاً، وأحسست أنني مع شيخ لم أرَ له مثيلاً فيما عرفت من مشايخَ في تلك الأيام.

وعندما عدت إلى دوام المدرسة في اليوم التالي، والتقيت بأخي علاء الدين، فزادت الأواصر بيني وبينه، فقد كنت محباً له، ومعجباُ به، فأصبحت الآن معجباً ومحباً ومقدّراً لوالده الشيخ الجليل أيضاً.

وتابعنا دراستنا الجامعية كل في فرع، فدرست اللغة العربية، وتابع أخي علاء الدين دراسته في كلية الشريعة، وبعد التخرج لم نلتقِ لأنني سافرت إلى ليبيا عقب تخرجي مباشرة.

وزرت أخي علاء الدين مرة أخرى، وكان قد حدث بيني وبين أحد مشايخي في بلدتنا حوار حول حديث كتبه فضيلة الشيخ على صحيفة، وعلقه على بوابة المسجد يقول: «عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: يا جبريل كم عمرت من السنين؟ فقال: يا رسول الله لست أعلم، غير أن في الحجاب الرابع نجماً يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة، رأيته اثنين وسبعين ألف مرة، فقال: «يا جبريل، وعزة ربي جل جلاله، أنا ذلك الكوكب» رواه البخاري.

وكان حواري مع الشيخ الفاضل أن هذا الحديث من الموضوعات، فكان كلام الشيخ أن هذا الحديث في البخاري، فكيف تُكذّب حديثاً في البخاري؟ واشتد الحوار سيئاً بيني وبينه، فقلت في نفسي: لمَ لا أسأل الشيخ أحمد عن هذا الحديث، وكيف يكون حل المشكلة، وفعلاً سألت الشيخ أحمد في هذه الزيارة، وقلت له ما قرأت على باب المسجد، وما حدث بيني وبين الشيخ مثبت الحديث على باب المسجد، فاستمع الشيخ لكلامي باهتمام بالغ، ولم تظهر على وجهه آثار الاستغراب أو الانزعاج، بل مد يده إلى كتاب في مكتبته، فإذا هو صحيح البخاري، وقلب فيه مدة طويلة، وأنا أنظر إليه بتعجب وشيء من الضيق، فمثل هذا الحديث – برأيي – علامة الوضع ظاهرة عليه، ولكنه قلّب وبحث في الكتاب برهة، ثم أبدل الكتاب بصحيح مسلم، وفعل ما فعل بسابقه، ثم أبدل صحيح مسلم بكتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، ثم راجع كتباً أخرى، وبعدها وبعد ما مضى وقت طويل أنتظر الإجابة، قال لي: يا بني، لا تتبع هذا الأسلوب في حواراتك، ولكن قل لهذا الشيخ: إن هذا الحديث ليس في صحيح البخاري الموجود حسب علمنا، ومراجعتنا للبخاري، فإما أن يكون في البخاري ولم نستطع الوصول إليه، فاذكر لنا مكانه في البخاري، أو إذا نقلته من غير البخاري، فاذكر لنا الكتاب الذي نقلت منه.

وفعلاً عندما التقيت بشيخي في البلد قلت له: يا شيخ، لم نجد هذا الحديث في البخاري، فقال: وهل تستطيع أنت البحث في صحيح البخاري، فقلت له: أظن أن صحيح البخاري ليس كتاباً طويلاً كثيراً، وكل ما فيه لا يتعدى سبعة آلاف حديث إلا قليلاً، وقراءة هذه الأحاديث لا يحتاج كبير وقت للاطلاع عليه، وإن كنا قد أخطأنا ولم نقف على الحديث فيه، فأخبرنا أنت أين هو في البخاري.

أو أخبرنا أين أنت قرأت هذا الحديث لنستطيع مراجعة الحديث، أو نقتنع بصحته ومعرفة مكانه.

صمت الشيخ قليلاً ثم قال: هذا الحديث موجود في السيرة الحلبية 1/ 47، فقلت: جيد، وفعلاً كما قال الشيخ، ورجعت إلى كتاب السيرة الحلبية الذي هو عندي في مكتبة والدي، فرأيت الحديث فيها.

وذهبت إلى الشيخ أحمد أكبازلي وذكرت له ما حصل بيني وبين الشيخ في البلد، فأمسك كتاب السيرة الحلبية وقرأ: «ورأيت في كتاب التشريفات في الخصائص والمعجزات، لم أقف على اسم مؤلفه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه الصلاة والسلام، فقال: يا جبريل، كم عمرتَ من السنين؟ فقال: يا رسول الله، لست أعلم، غير أن في الحجاب الرابع نجماً يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة، رأيته اثنين وسبعين ألف مرة، فقال: «يا جبريل، وعزة ربي جل جلاله أنا ذلك الكوكب» رواه البخاري، هذا كلامه».

فعلق الشيخ بهدوئه الذي اعتدته منه: يا ابني، هذا الحديث يقول مؤلف السيرة الحلبية إنه اطلع عليه في كتاب: التشريفات في الخصائص والمعجزات، لمؤلف لا يعرف اسمه البرهان الحلبي صاحب السيرة الحلبية، وهو من هو في المحدّثين، ويختم الرواية بقوله: رواه البخاري، هذا كلامه، أي كلام صاحب كتاب التشريفات.

ثم تابع الشيخ: وكلامه: رواه البخاري ليس معناه أن الحديث في كتاب صحيح البخاري، فقد يكون الحديث في كتب أخرى للبخاري، وخصوصاً الكتب التي تهتم بالأحاديث الضعاف، ككتب تاريخ البخاري الثلاثة، وأما في الصحيح، فليس له وجود باعتراف البرهان الحلبي الذي يقول هذا كلامه، وهو من أهل الحديث، وصاحب علم كبير في الرجال والجرح والتعديل.

والذي أفدته من هذه الحادثة أن الشيخ مع علمه الغزير لم يحكم بعلمه، بل انطلق يبحث في المصادر المحتملة بناء على ما ذكره شيخي في البلد ليعلمني كيف يكون العلم، فهو بحث في الكتب المحتملة من خلال الروايات، ثم طلب مني التحاور بلطف وهدوء دون المشاحنة والتخاصم، والصبر على البحث والتحقيق، وعدم إصدار الحكم قبل التأكد، والبحث والتدقيق، ثم طلب مني عدم إطلاق الأحكام الحادّة والرفق في الحوارات.

وبدأت بالتردد الدائم على بيت الشيخ أحمد، وتعرفت من خلال هذه الزيارات على أولادٍ له آخرين، كالطالب الصغير محمد سعيد، وتعرفت على ولده الكبير: شهاب الدين، وشهاب الدين هذا كنت أرى فيه شيئاً غير الذي عرفته عن أخيه علاء الدين، فهو يتميز بعلم وبرصانة وطبع رصين، وخلق رفيع بعيد عن العصبية والنزق، بل تجد فيه كل أسباب السيادة، والعلو، والشهامة والعزة، وقد كتب لي أحد أصحابه أنه « كان مرجو الخلقة، عفواً عند غضبه، لا يزاحم الناس حوائجهم، مؤثراً لغيره، دائم العطاء لما يعلم، حافظاً ضابطاً، ثبتاً، ثقة بما ينقل، قليل الكلام، عاشرته في أحلك الظروف، لم يتغير عن أحسن أحواله»، وأخبرني آخر «أنه كان مدرس لغة عربية جيداً، وقد اختير لمحاضرات في التلفزيون لتعليم اللغة العربية»، وأنا أعرف حذقه وعلمه باللغة العربية، حتى أنه كان يسمى بـ(راوية النفاخ) أي أنه وصل إلى درجة في اللغة ما يجعله وريثاً لشيخنا وأستاذنا الكبير أحمد راتب النفاخ، كما كان زهير بن أبي سلمى راوية للشاعر أوس بن حجر المزني، وأن كعب بن زهير كان راوية لأبيه زهير، والحطيئة كان راوية لكعب بن زهير، فهكذا كان الرواة في الشعر وارثين لمن سبقوهم، وهكذا كان شهاب الدين مع شيخه النفاخ، وبواسطته استطعت أن أتعرّف على شيحنا النفاخ.

وكان أستاذنا النفاخ يحترم الشيخ أحمد احتراماً زائداً، لم نعهده يحترم غيره بهذا الشكل، فيجلس بين يديه مؤدباً صامتاً، يقدم له كل احترام، وهذا أمر كنا نعتبره من أعاجيب شيخنا النفاخ، فلم نعهده إلا محارباً صائلاً، ثائراً، والاتهامات يكيلها يميناً وشمالاً، ولكنه أمام الشيخ أحمد تجده مسكيناً، يعلوه الهدوء والوقار والاحترام.

وحدث في تك الأيام أن ثارت قضية المذهبية واللامذهبية بين الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي زعيم المنادين بالمذهبية، وبين الشيخ محمد ناصر الدين الألباني زعيم السلفية والمعارضين للمذهبية، وبدأت المشادّات والمشاحنات، وكَيْل الاتهامات والشتائم فيما بين الاتجاهين، وبعد تدخلات من هنا وهناك، أخبرنا شيخنا أحمد أكبازلي انهم اتفقوا على مناظرة بين الدكتور البوطي والشيخ الألباني، والحَكَم بينهما الشيخ ملا رمضان والد الدكتور سعيد والشيخ أحمد أكبازلي، فهما الحكمان، وأخبرنا شيخنا أنهم اتفقوا على تسجيل المناظرة، ونشرها فيما بعد بين الناس ليُعرف المُحٍقُّ منهما، وبقينا ننتظر حتى علمنا أن المناظرة وقعت، وبدأنا ننتظر نشر التسجيل، فلم ينشر، فلما التقينا بشيخنا سألناه عن المناظرة والتسجيلات، فتكلم بأسلوب حزين، وقال اتفقنا أن تكون المناظرة صالحة للنشر، وهذا يحتاج إلى أسلوب مناسب، وتمت المناظرة، وتكلّم عنها شيخنا بأسى وألم، وهو يقول رأينا نماذج من البشر لا يمكن نشر أقوالهما، أو حتى سماعهما، ولذلك أقلعنا عن نشرها، وأظن – أنا نسيت – أنه أتلف التسجيل.

وقد كنت سمعت أن تلاميذ الشيخ الألباني يدّعون أنها عندهم، وينشرون منها أجزاء، والذي عرفته أن الذي ينشر ليس من المناظرة، وإنما نقول ممن ادّعى أن ما يقوله هو أجزاء من المناظرة، والذي عرفته آنذاك أن ما يقوله تلاميذ الشيخ الألباني إنما هو نقلاً عنه في أنه قال كذا، وقال البوطي كذا إلخ، وأنه ليس هناك حتى مقاطع صوتية، لأن الحقيقة أنه لو كان هناك مقاطع صوتية من المناظرة، وتفيد طرفاً من الطرفين لنشرها وأذاعها، وأظهر غلبته على خصمه.

وبقيت أتردد على الشيخ أحمد حتى سافرت من البلد، ولما رجعت عام 1977م إلى البلد، لم أستطع زيارته لالتحاقي بالجيش، حيث كان من نصيبي أن أبقى في مدينة حلب لمدة عامين ونصف، وإنما كنت أذهب إلى مسجده لصلاة الجمعة، إن كنت في بلدي، وكان يتميز بخطبه القصيرة الموجّهة الرائعة، لا يمكن أن تزيد مدتها عن مدة صلاة الجمعة، فدائماً صلاته أطول من خطبته.

ومن أجمل ما يكون في حضور خطب الجمعة أنك تلتقي في مسجده بكبار العلماء، حيث كنا نلتقي بأمثال الدكتور محمد أديب صالح، الذي كان يمازحنا كلما رآنا: أتيتم لتكون صلاتكم على السُّنَّة، وكان يحضر أيضاً الدكتور عدنان زرزور، والأستاذ أحمد راتب النفاخ، وحتى عدد من المشايخ كالأستاذ محمد عيد عباسي، وغيرهم كثير، ومن جميل ما كان يقع في هذا الأمر أن أحد أصدقائي في البلد سألني مرة: لمْ تصلِّ الجمعة في مسجد التل؟ فلم نرك بعد الصلاة؟ فقلت له: أحضر صلاة الجمعة عند شيخي الشيخ أحمد أكبازلي، فقال: لمَ لمْ تُخبرني؟ وبدأ عدد الذاهبين من أهل البلد إلى الصلاة في مسجده يزداد، حتى أصبحنا نركب سيارة حافلة يملكها أحد السلفيين الذين صاروا يذهبون معنا، فكنا نذهب للصلاة في مسجد الشيخ أحمد (مسجد حمو ليلى)، ونرجع إلى البلد، وما زالت خطبة الجمعة في البلد قائمة، ينتظر المصلون انتهاءها.

وأذكر أنني آخر خطبة حضرتها للشيخ أحمد قبل أن أسافر خارج البلد بأيام كانت عن الغيبة والنميمة، وسرد الأدلة على التحريم، ولما بدأ بعرض الأمثلة، ضرب مثالاً واحداً، وهو: التقارير الأمنية التي يكتبها الناس بأصدقائهم وأقربائهم، ومعارفهم ليوصلوهم إلى السجون، وأن هذه فتنة لها أثرها بتدمير المجتمع، وتفكيك أواصر المحبة والحياة الاجتماعية، وقلت لصاحب لي كان معي، إن أمْر الشيخ سيكون له ما بعده، فمِثْل هذه الخطبة تودي بصاحبها إلى أماكن خطيرة، ونتائج مخيفة، وقد خرجت من البلد، ولم أعُد إليها، وسمعت بعد ذلك بمدة يسيرة ما حصل للشيخ وأولاده فيما بعد رحمهم الله جميعاً.

الأستاذ العلامة أحمد راتب النفاخ:

ومن خلال معرفتي بالأستاذ شهاب الدين ابن الشيخ أحمد توصلت إلى الأستاذ أحمد راتب النفاخ، وبدأت زياراتي الدائمة له، حتى أصبحت مساء الجمعة سهرة دائمة في منزله، وفي هذه السهرات كنا نعيش أطايب الأوقات، وننهل من معينه، ومما يحدث بينه وبين الزائرين.

كانت الزيارة الأولى زيارة فيها نوع من الرهبة أكثر منه من الاحترام، فشهرة الأستاذ بالنزق واللسان الصارم تسبقه، فقد كنا نتجاذب أطراف الحديث كطلبة في الثالث الثانوي، وننوي الالتحاق بقسم اللغة العربية، أن أستاذاً شديداً يضرب الطلاب، ويشتم المدرسين، وذا طباع حادة، ولسان ذرب قاطع، واسمه كأخلاقه، فاسمه النفّاخ، ومهمته إثبات أخطاء نظرية طه حسين في الشعر الجاهلي، هكذا كانت سمعته فيما بيننا، وذهبنا إلى الجامعة، وما تزال تعلق صورته التي طبعت في أذهاننا.

في الأسبوع الأول من الدوام لم يكن هناك جدول معداً للدروس، فننتظر كل ساعة جدولاً للمادة، وللقاعة التي يكون فيها الدرس، وكنا نتجمع في ردهة الجامعة القديمة وعددنا كبير جداً، فقد بلغ عدد طلاب السنة الأولى في تلك السنة 1200 طالب، فإذا جاء للدوام نصفهم، فيكون كبيراً جداً، فكيف إذا جاء كثرتهم، لأن الدوام غير إجباري.

كنا نتجول في الردهة ننتظر تعليق الجدول، وإذ ببعض الطلاب يصيح: النفاخ، النفاخ، فتدافع الطلاب نحو الاتجاه الذي يُشار إليه، وإذا بنا تدفعنا الجموع إلى مدرج ليس بالكبير، فيتقاذفنا الموج إلى الداخل حتى امتلأ المدرج، وإذا بالمدرّس [النفاخ] يغلق الباب، ليتكلم بكلمات قليلة أشعرتنا أن كل ما كنا نسمع عنه أقل مما علمناه الآن، فكان يصدق علينا المثل: «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه»، فإذا به يرغو ويزبد صائحاً: إن لهذا القسم من الجامعة أصولاً، لا يمكن التنازل عنها، ونظاماً، لا يمكن الإخلال به، وإن كل من تسوّل له نفسه الخروج عن هذا النظام، سوف أسحقه بقدمي هاتين [ويمسح بقدمه الأرض]، ويتابع بالويل والثبور بالتهديد والوعيد، ثم خرج، وتركنا نسبح بذهول ركبنا، وخيال سيطر علينا، فلم نعتد على مثل هذه اللغة بصفوفنا ومدارسنا التي قطعناها خلال اثنتي عشرة سنة.

وبعد استقرار جدول الدروس وجدنا أن للأستاذ النفاخ ساعتين في كل الأسبوع يحاضر فيهما علينا في مادة الشعر الجاهلي، وساعة في مادة الأدب، وقد بقي كل العام يشرح لنا قصيدة زهير بن أبي سلمى التي مطلعها:

صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله... وعُرّي أفراس الصبا ورواحله

بعد هذه الإطلالة التي أطلّها علينا في مدرج من مدرجات الجامعة دون توقيت أو ترتيب، وبعد أن ثبت جدول الدروس ذهبنا لحضور أول محاضرة للأستاذ النفاخ، وحضرنا في قاعة كبيرة في قسم الكيمياء لتسع أكبر عدد من الطلاب، وكنت من بين أربعة أو خمسة من الطلاب حصل بيننا تعارف في هذه المدة البسيطة، فالذي يدخل قبل الآخرين يحجز لنفسه ولباقي أصحابه مقاعد متقاربة، كي نبقى قريبين بعضنا من بعض، وحتى لا يكون بيننا وبين الطالبات اختلاط، فالأمور فوضى ليس للطالب أو الطالبة مقعد معين، بل كل حسب ما يصل إليه، وقد لا يصل فيبقى واقفاً، أو يخرج ليعود وقت إعادة المحاضرة مرة أخرى، وبقينا ننتظر حتى يحضر الدكتور – كما كنا نقول -.

دخل الأستاذ النفاخ بعد قليل، وعلى الموعد المحدد للمحاضرة تماماً، ووقفنا احتراماً له، وطبقاً للنظام المقرر في صفوف الدراسة، وبدأ يتأمل الصفوف ويستعرضها، من أولها لآخرها – هكذا أحسسنا – وبعد قليل أمرنا بالجلوس.

جلسنا ونحن نتوقع أنه سيبدأ بمحاضرة عن الشعر الجاهلي كما أثبت في جدول الدروس، وإذا به ينطلق بصوت هادئ يزداد ارتفاع نبرته قليلاً قليلاً، وهدوؤه ينقلب إلى الزمجرة قليلاً قليلاً، فيقول([2]) أثناء محاضرته طلب ممن عنده رغبة في كتابة بحث في مادة الأدب أن يحضر إلى المدرج في ساعة محددة، وهناك يعرض علينا موضوعات، فيختار الحاضرون ما يشاؤون منها.

وفعلاً كنت من الذين حضروا هذا الموعد، وكان عددنا قريباً من الخمسين طالباً وطالبة، ووجدنا أن أستاذنا العلامة قد كتب على السبورة عدداً من الموضوعات للبحث، وبدأ يخيّر الطلاب بالموضوعات التي يختارونها، ثم نظر إلي وقال: أنت اكتب في هذا الموضوع: «مشكلة اختلاط الشعر والاختلاف في نسبته»، وكان كلما تقرر موضوع على طالب من الطلاب، يذكر له المصادر والمراجع التي يحتاجها الطالب في بحثه.

وعندما جاء دوري قال لي: موضوعك لم يُطرق كبحث ودراسة مستقلة، وقد كتبت [أي أستاذنا العلامة] عنه في رسالة الماجستير التي كانت عن الشاعر عبد الله بن الدمينة، ولذلك بإمكانك الحضور عندي في بيتي لأعطيك رسالة الماجستير؛ لأنها غير مطبوعة، فقلت إن ديوان عبد الله بن الدمينة عندي، فأنا أعلم أنه في مكتبة أخي، فقال: طبعتُ الديوان دون الدراسة.

وخرجنا وأنا أفكر كيف أصل إلى بيته، ولم يسبق لي أن ذهبت إليه، أو عرفت من يعرفه، وبدأت أسأل عن ذلك من أعرف من أصدقائي الطلاب، حتى سألت الأستاذ الشاعر الموهوب الأستاذ أحمد المفتي، فأجابني ضاحكاً مستغرباً قائلاً: أنت تعتبر نفسك تلميذاً للشيخ أحمد أكبازلي، وأولاده علاء الدين وشهاب الدين، ألا تعلم أن الأستاذ شهاب الدين معروف بأنه راوية للأستاذ النفاخ، وأن الأستاذ النفاخ يعتبر نفسه طالباً عند الشيخ أحمد، ويزوره في بيته، ويجلس بين يديه جلوس الطالب أمام الشيخ، ويكنّ له كل احترام وتبجيل.

وفعلاً زرت الشيخ أحمد في بيته، ولما دخل الأستاذ شهاب الدين ؒ قلت له: هل أستطيع أن أذهب معك بزيارة للأستاذ العلامة أحمد راتب النفاخ، فضحك وقال: حباً وكرامة.

واتفقنا على موعد للزيارة، وفعلاً ذهبت مع الأستاذ شهاب الدين، وجلست أمام الأستاذ كطالب مؤدب، وفي قلبه رهبة من هذا العلَم الكبير الشاهق، وأنا أستمع إلى حديثه، ورأيت الفارق الكبير بين أسلوبه في المحاضرات، وأسلوبه في بيته، فقد كان دمث الأخلاق، عنده شيء من روح النكتة، ويتحدث على سجيته الهادئة، ما لم يُثره أمر لا يقبله، أو شخص لا يتحمله، وإلا فهدوؤه عجيب رائع، وكلامه لا يخرج عن الفصيح، وهو كما يقول: إن كثيراً من كلام العامة لا يفهمه، ومع كل هذه الصفات الرائعة فيه، بقيت الرهبة منه في قلبي، ولذلك لم أجرؤ أن أسأله عن الموضوع الذي جئت من أجله، وانتهت الجلسة ونهضنا واتجهنا نحو الباب، وعند الباب قال لي: انتظر قليلاً، ومع أن هذه الزيارة كانت بعد مضي قريب من ثلاثة أشهر من زمن تقرير موضوع البحث، حتى استطعت الوصول إليه، فدخل إلى الداخل، ثم عاد وبيده رسالته للماجستير، وهي ليست كتاباً مطبوعاً، وإنما هي مطبوعة على الآلة الكاتبة، ومجلدة تجليداً جيداً، فقال: خذ هذه، واستعن بها على موضوعك».

ولا حظت أن الأستاذ شهاب الدين عندما وصلنا ودخلنا وجلسنا مع الأستاذ خرج إلى المطبخ، فلحقت به، وإذ به يقوم بإعداد الشاي، فسألته أليس الأستاذ متزوجاً، فقال لي: إنه يعيش وحده، ولم يتزوج، فهل أتركه يصنع لنا الشاي ويقدمه لنا، وهو من هو في العلم والمكانة؟ بل علينا نحن خدمته، والقيام بحقه.

ولما زرته في المرة الثانية، ولم يكن معنا الأستاذ شهاب الدين، فقام أستاذنا إلى المطبخ فلحقت به، فوجدته يقوم بإعداد الشاي، فاستأذنته بأن أقوم أنا بالعمل، ويذهب هو ليجلس بين ضيوفه، فشكرني، وعلّمني مواضع ما أريد من الشاي والسكر، والإبريق والملاعق والصحون، وذهب إلى ضيوفه، ولم نزره في أي مرة أخرى إلا كنت أقوم بإعداد الشاي.

وبدأت تكثر زياراتي له، وخصوصاً مساء الجمعة، ولم أنقطع عنها حتى سافرت.

أعود إلى حكايته مع الجامعة وطلاب الصف الأول:

وبعد مدة كثر الطلاب الذين يفعلون هذا الأمر، بصفق الباب وإحداث الأصوات العالية، فانطلق وراء أحدهم، ولكنه لم يستطع الإمساك به، وقد علمنا ممن سبقنا أنه أمسك مرة بأحد الطلاب – هكذا يقولون – فأشبعه ضرباً وعقاباً.

ولكن عندما كثرت هذه الظاهرة، وعاد من تتبّع ذلك الطالب، وبدلاً من أن يُلغي محاضرته كالعادة، انطلق يرغي ويزبد: بلغوا أولاد العواهر والزناة أولئك([4])، فتبسم وقال: لقد قلت للشيخ الألباني مرة: لماذا لا يتخرج عندك إلا الأغبياء؟، ولو جاء هذا الرجل إلى هنا، فلن أخرجه من الباب، وإنما سألقيه من الشرفة، وكان يسكن في الطابق الرابع.

ومرة ذكرت أمامه كتاب مختار الصِّحاح – بكسر الصاد – فقال لي: مختار الصَّحاح – بفتح الصاد- وحتى لا تنسى احفظ هذه الجملة: لا تفتح الخزانة، ولا تكسر الصحاح، - يقصد لا تفتح الخاء في كلمة خزانة -، ولا تكسر الصاد في كلمة الصحاح، وعجبت من طبعةٍ محققةٍ لمختار الصحاح، كتب العنوان على الكتاب بكسر الصاد (الصِّحاح)، ويقول المعجم نفسه في مادة (صحح): «وصَحَّحَهُ الله تصحيحاً، فهو صَحِيحٌ و صَحَاحٌ بمعنى، أي غير مقطوع»، ولم يذكر الكسر أصلاً.

ومرة كنت أتحدث معه فذكرت لفظة (دلالة) بفتح الدال، فقال لي: لفظك لها صحيح، وأفصح منها (دِلالة) بكسر الدال.

ومرة قال لي: إن لهجتكم في بلدكم فيها لكنة آرامية كبيرة، فقلت له: وما لهجتكم؟ فقال: أتدري أن كثيراً من كلام من يزورونني لا أفهمه، فليس لي قدرة على التكلم ولا فهم اللهجات العامية الدارجة عند الناس، ولذلك لم يحدثنا بأي لهجة، وإنما يكلمنا باللغة الفصحى، ولذلك كثيراً ما يسألنا عن بعض الألفاظ التي ترِد في كلامنا.

ومرة سأله الدكتور محمد أديب الصالح: لماذا يا أستاذ لا ترسل طلاب البعثات إلا من أغبى الطلاب، فانظر كيف اخترت فلاناً وفلاناً، والآن تشن عليهم هجومك وقذائفك تجاههم([6]) بدراسة كتاب الأمالي لأبي علي القالي، فسألَنا ما كان اختباركم اليوم؟ قلنا له مادة المكتبة، فقال هل معك نموذج من الأسئلة، قلت نعم، وقدمت له الأسئلة، فلما اطلع على الأسئلة قال: قبحها الله، لا تعرف حتى السؤال؟

قلت: كيف؟ فقال: السؤال يقول: بيّن موضع الشاهد في الآية والأبيات الشعرية، ألا تدري هذه أن الأبيات هي الشواهد لمعنى الآية، فكيف تكون الآية شاهداً؟.

وكان دكتور([8]).

وقد كان يكرر أمامنا تهجمه على جماعة الإخوان المسلمين، وبأسلوب قبيح جداً، ومرة كرر ما كنا نسمعه حول هذا الموضوع، فسألته: ما رأيك بسيد قطب، فتوقف عن سيل الكلام الذي كان مسترسلاً فيه، وفكر قليلاً، ثم قال: سيد قطب أثبت من وقف أمام نص، فعجبت كيف كان يتكلم ويسترسل في كلامه وشتائمه، ثم اعتباره سيد قطب أعظم من فهم النصوص القديمة في عصره، فأحسست أن تهجمه كان لأمر ما، لا نعرفه، أو هو تأثر بشيخه الأستاذ محمود شاكر، لأنه كل ما كان يقوله من تهجم يعزوه إلى الشيخ محمود شاكر.

وأما رأيه بالأستاذ محمود شاكر، بالتعظيم، قد كان يعتبره أستاذه الأول والكبير، ويذكره دائماً مع كيل المدائح، والتضخيم لشخصه، ولكن عندما سألته عن أفضل المحققين لكتب التراث، كنت أظن أنه سيذكر الأستاذ محمود شاكر، وإذ به يخيّب ظني، ويقول: لن تجد بين المحققين أفضل من الأستاذ عبد العزيز الميمني الراجكوتي، فأحسست أنه يحاول دائماً أن يكون عادلاً، ولا تدفعه العواطف إلى ما لا قناعة له فيه.

وآخر لقاء لي كان معه بعد صلاة الجمعة في جامع (حمو ليلى) خلف شيخنا وأستاذنا أحمد أكبازلي زاده، لأنني سافرت بعدها، وحُرمت من اللقاء به، وسمعت من بعض أصحابي بعد سنوات أنه تزوج، وله ابن اسمه عبد الله، فهو أبو عبد الله.

وعلمت فيما بعد أنه توفي في شباط عام 1992م، رحمه الله رحمة واسعة.

([2]) هذه القصة نقلتها من مقدمة بحثي الذي كتبته عن مشكلة اختلاط الشعر.

([4]) هو الشيخ محمود مهدي إستانبولي.

([6]) هي الدكتورة عزيزة مريدن.

([8]) يقول فيهما:

في عذارى موسى باشا... جيد الشعر تلاشى

قال شعراً قال نثراً... قلت حاشا ثم حاشا

وسوم: العدد 833