الشهيد الداعية المربي علي ويسي

clip_image002_2bc12.jpg

(1984- 2019م)

هو الشيخ الشهيد الداعية المربي علي ويسي، الذي يعد من الدعاة الشباب، وقد تميز بالعطاء والنشاط والحيوية، وكان يمزج في أسلوبه بين التربية الدينية والعلوم العصرية وعلم النفس، ولو طال به العمر لكان له مستقبل زاهر، ولكن امتدت إليه يد الإثم لتحصد روحه الطاهرة في آخر رمضان من هذا العام 1440ه/ 2019م.

مولده، ونشأته:

ولد الأستاذ الشهيد علي ويسي في كفر ناصح في ريف حلب الشمالي عام 1984م، ونشأ في كنف أسرة مسلمة محافظة، وهو متزوج، وله طفلان.

دراسته، ومراحل تعليمه:

تلقى مراحل التعليم المختلفة في بلدته، ثم حصل على شهادة الدراسة الثانوية الفرع الأدبي 2003م في حلب التابعة لوزارة التربية في سورية.

يحمل إجازة جامعية في علم النفس قسم الإرشاد النفسي من كلية التربية في جامعة حلب عام 2008م بتقدير جيد جداً.

حصل على الماجستير في الإرشاد النفسي ( أنهى السنة الأولى وسجل البحث) في جامعة دمشق قسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي.

حصل على شهادة المهارة المعلوماتية من الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية 2009م.

وثيقة نجاح في اختبار اللغة الإنكليزية من المعهد العالي للغات 2009م.

شهادة مشاركة في مؤتمر وورشات عمل بين جامعة دمشق ومعهد الطب الشرعي في جامعة هامبورغ حول الحماية من العنف الأسري والحروب 2010م.

شهادة خبرة وعمل في المجمع التربوي والمكتب التعليمي في مدينة تل رفعت وريفها 2013/ 2014م.

شهادة حضور دورة الدعم والإرشاد النفسي في غازي عينتاب بتركيا بشهر أكتوبر 2014م بالتعاون مع الجمعية الألمانية.

أعماله، ومسؤولياته:

عمل الأستاذ الشهيد علي ويسي معيداً في جامعة دمشق بتخصص نظريات الإرشاد والعلاج النفسي، وتوقف عن التواصل من 2012م.

أهم الأعمال، والخبرات:

مشروع تخرج بعنوان العلاقة بين المعاملة الوالدية القاسية والسلوك العدواني لدى الأطفال في ريف حلب دراسة ميدانية في مدارس مدينة تل رفعت 2007م.

محاضر في جامعة حلب قسم المناهج وطرائق التدريس لمدة عامين 2009م – 2011م بمواد الإشراف التربوي والتوجيه التربوي القسم العملي .

محاضر في كلية التربية الثانية في جامعة دمشق 2010 / 2011م قسم معلم الصف والإرشاد النفسي، التربية العملية وأصول التدريس – القسم العملي .

معيد في جامعة دمشق من عام 2010م .

حضور ومشاركة ورشة عمل في جامعة دمشق بالاشتراك مع المعهد الألماني عن العنف المنزلي والعنف ضد الأطفال والنساء والحروب 2010م .

تسجيل رسالة ماجستير في جامعة دمشق بعنوان الكفاءة الذاتية وعلاقتها بسمتي الشخصية الانطوائية والانبساطية لدى المرشدين النفسيين 2011م .

مجموعة حلقات البحث والأنشطة التي تخدم البحث العلمي في الجامعة:

القلق والخجل وآثاره على التحصيل المدرسي.

التدخين وآثاره على طلاب جامعة حلب.

الرجل والمرأة عالمان مختلفان دراسة في الفروق بين الجنسين.

أزمات الشباب والمراهقين مشروع مشترك سنة رابعة ستاج ميداني في المدارس الثانوية في حلب.

صورة الجسد وتأثيرها على التكيف لدى الطالبات كجزء من مشروع الماجستير.

الخوف الاجتماعي الأعراض والأسباب والعلاج كجزء من مشروع الماجستير .

التدريبات السلوكية للفصاميين كجزء من مشروع الماجستير .

التدريب الميداني في مشفى المواساة في العيادات الخارجية النفسية والعصبية لمدة 6 أشهر كجزء من مشروع الماجستير .

مهارة في قيادة جلسات الإرشاد الجماعي وتوجيه الجماعات.

الأعمال التي قام بها بعد الانتقال من حلب:

انشق عن النظام في بداية الثورة السورية، فعمل مدرساً لمادة اللغة الإنكليزية في مدرسة كفرناصح في عامين دراسيين 2012/ 2013م.

ثم صار محاضراً ومدرباً في دورات إعداد وتأهيل المعلمين طرائق التدريس في ريف حلب الشمالي المحرر 2013 / 2014م .

ثم عمل ضمن أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من آثار الحرب في المخيمات خاصة مخيم باب السلامة ( مدرسة فجر الحرية ) ومخيم النور 2014م في مركز إعزاز .

كما عمل في تدريس مادة علم نفس نمو الطفل وعلم عام نظري وعملي في معهد إعداد المعلمين والمدرسين في ريف حلب الشمالي (تل رفعت)- ومارع 2014م .

وقام بتأهيل معلمات حلقات القرآن في معهد الفرقان في مدينة تل رفعت طرائق التدريس وأساليب التعامل مع الأطفال وطرق الإدارة الصفية.

وألقى محاضرات لمعلمي الابتدائية حول أفضل أساليب تعديل  سلوك الطلاب وضبط الشغب .

وكان مدير المكتب النفسي بهيئة شام الإسلامية بالداخل السوري، ثم بجمعية شام الإنسانية من 2014 – 2016م.

كما عمل الشهيد رحمه الله معيداً في جامعة حلب الحرة بإعزاز بتخصص نظريات الإرشاد والعلاج النفسي .

وهو متعاون مع العديد من الجمعيات النفسية والإنسانية في تقديم الخدمات النفسية في المناطق المحررة.

وانطفأ المصباح:

استشهد الأستاذ علي ويسي في تفجير إعزاز يوم وقفة عيد الفطر في يوم الاثنين 29 رمضان عام 1440ه / الموافق  2019م، رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

أصداء الرحيل:

تحدث عنه رفيق دربه ياسر مصطفى الشلبي، فقال: ( في يوم الاثنين التاسع والعشرون من شهر رمضان المبارك لعام 1440ه فجعت بخبر وفاة رفيق  الدرب في العمل النفسي في المناطق  المحررة  الأستاذ الفاضل / علي ويسي تقبله الله، وجعله من الشهداء هو وطفله البريء وسام. 

تعرفت عليه في عام 2014م،   وبدأنا سوياً  في تكوين فرق العمل النفسي بالداخل في مجموعة من المناطق  منها: إعزاز، وأطمة  وسجو.. وكنا نتنقل سوياً، بين المناطق المحررة لتقديم الدعم والعلاج النفسي وفي فترة انقطاعي عن الدخول أكمل -رحمه الله تعالى- المسيرة مع رفاقه، وكان حريصاً على التواصل والاستشارة والاستفادة من كل أحد لديه خبرة.

وقد خبرته صاحب خلق  وأدب ودين، صاحب خبرة  وعلم، أمين لم يتلوث بأي مال فيه شبهة، ولم يعمل مع أي جهة عليها علامات استفهام.

تعلق قلبه بولده الحبيب وسام، فكان يصحبه في زياراته لأحبته، وقد رباه على حفظ كتاب الله، وكان يتابعه في جميع أحواله لدرجة أنه كان لديه سجل للكلمات التي يعرفها منذ صغره.    

وكانت أخر زيار  لي لمنطقة  اعزاز في الأسبوع  الأول في رمضان الأخير لعام 1440ه، وكان هناك برنامج تدريبي على التحفيز نحو التغيير، وكان بصحبته فلذة  كبده وسام وأثناء البرنامج أتحفنا بقراءة  سورة  والشمس وضحاها بصوته النحيل، بعد أن حملته ووضعته فوق الطاولة لكي يراه الناس،  وكتب الله لنا أن نسهر معاً  للتخطيط للعمل النفسي في المرحلة  القادمة،  وافتتاح مكتب للجمعية  السورية  للصحة  النفسية (سمح) بالداخل، والبدء بتطوير مهارات الأخصائيين من خلال ترتيب زيارة  الدكاتر  الأفاضل، أو التدريب عن بعد، وتحدثنا عن آلية  إكماله للماجستير.

واتفقنا على  أن نبدأ في التنفيذ بعد العيد بإذن الله، لكن مشيئة الله  سبقت، ففي آخر يوم من أيام شهر رمضان ارتقى  بإذن الله شهيداً  بصحب  طلفه وسام. رحمه الله رحمة واسعة،  وأسكنه فسيح جناته، فقد رحل، وله أمال وطموح، ونيته أن يقدم لأمته الكثير، لا حرمه الله أجر تلك الأعمال بنيته الصالحة .

نعم  رحل، وترك المسؤولية  في رقابنا لإكمال المسيرة  وتحقيق الآمال، نسأل الله أن يعيننا على  ذلك. رحل عن دنيانا ليلقى  ربه، لن نلتقي على  وجه هذه الأرض  بعد هذا اليوم، لكن لن تغيب عني بسمته، لن يغيب عني حماسه، وسوف أبقى  ألهج له بالدعاء، فرحلتي معه لم  تكن رحلة  أحزان بل رحلة  عمل دؤوب لزرع  البسمة  على  وجوه الآخرين، والتخفيف من آلامهم. غادر بصمت وهدوء دون وداع، أسال الله تعالى ألا يحرمني اللقاء به يوم القيامة  تحت  عرش الرحمن.

وسوم: العدد 836