العالم والفقيه والداعية المربي الشيخ عبدالله ناصح علوان

في مثل هذا اليوم الخامس من محرم عام 1408هـ توفي  "العالم والفقيه والداعية المربي الشيخ عبدالله ناصح علوان عن عمر ناهز تسعة وخمسون عامًا..

ولد فقيد التربية والدعوة - رحمه الله - في حي قاضي عسكر بمدينة حلب سنة 1928م في أسرة متدينة معروفة بالتقى والصلاح ونسبها الطاهر الشريف.

كيف يستطيع المرء أن يوفي حق هذه الذكرى في أسطر معدودة وهو العالم المجاهد مربي الأجيال الذي تحدث في قضايا المسلمين وتابعها بجهده ولسانه وقلمه منذ كان فتيا حتى وافاه الأجل...

إنه موجه الدعاة إلى بصيرة.. لا يعرف الراحة بل يجهد نفسه بالعمل.. شعلة متدفقة بالحيوية والنشاط.. همة عالية.. جريء في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم.. مدافع عن الإسلام لا يعرف الكلل ولا الملل، حتى في مرضه الذي فتك بجسمه فأبقاه جلداً على عظم.. يدعو إلى التمسك بشرع الله تعالى.. لا يهمه التهديد أو الوعيد من قبل أعداء الإسلام.. يتصدى بقوة لمروجي الأفكار الهدامة التي تشوه معالم الإسلام.. يحب الوحدة وجمع الكلمة والرأي.. الاعتدال والوسطية منهجه.. ابتسامته مشرقة.. وكلماته هادفة.. يسأل عن أصدقائه.. إذا طُلبت منه المساعدة في أمر ما لا يعتذر، بل يُسارع في المساعدة بكل ما يستطيع.. كريم في ضيافته.. لا يتخلف ولا يعتذر عن أي دعوة توجه إليه.. له علاقات اجتماعية وطيدة، يزور الجميع القريب والبعيد.. متواضع في علمه.. الإيثار على النفس.. حسن المعاملة مع الناس، لا يميّز بين هذا وذاك.. يحب الخير والنصح والإرشاد للمسلمين.. علّم كثيرًا من الشباب فن الخطابة وأساليب إلقاء الدروس..". فقدناك منذ ثلاثة وثلاثون عامًا وما زالت ذكراك بين العالمين في صعود ..أخلصت لدين الله فلم تداهن في الله حاكمًا ولاجبارًا فلم تلن لجبار ظالم عنيد"

للشيخ رحمه الله مؤلفات عديدة  تزيد على خمسين مؤلفًا، سدت ثغرةً كبيرة من حاجة المجتمع الإسلامي من كتب فكرية ودعوية وفقهية، أشهرها كتابه العلم "تربية الأولاد في الإسلام" الذي سار ذكره مسير الشمس في العالم الإسلامي،وتُرجم إلى جميع اللغات الحية . فهذا الكتاب الفريد من نوعه ذكربعض أهل العلم والاختصاص أنه عمل تربوي فريد، مُنَوِّهين بأنه أفضل ماأُلِّفَ في مجاله ـ وما زالت كتب تربية الأولاد عالةً عليه حتى يومنا هذا تنهل منه وتعتمد عليه.

قال عنه الشهيد عبد الله عزام رحمه الله: "عرفتك من خلال كتبك أباً حانياً، ومربياً مرموقاً، وعالماً فذّاً وداعية يُشار إليه بالبنان، وقائد جيل متعطش لفهم القرآن... وأخاً كبيراً وصديقاً حبيباً ورفيقاً رؤوماً كريماً". وقال فيه الشاعر المبدع الأستاذ عبدالجبار الرحبي قصيدةً مطلعها:

جزاك الله عبدَالله خيرًا      بما أوضحت بالقلم الفريد

رحم الله شيخ الدعاة والمربين الذي مات شهيدًا في هجرته إلى الله تعالى ، وشهيد جهاد الكلمة الذي لم يداهن فيه أشد جبابرة العصر المقبور حافظ الأسد، فدس له السم إذ لم يتمكن منه بفضل الله وبفضل دعوة والده الولي ألا يمكن منه ظالمًا ، وأكرم نزله وجعل جهده وجهاده وكلمته صدقة جارية يرقى بها الدرجات العُلا من الجنة إلى يوم الدين، ورحم الله والده الصالح الولي الحاج سعيد-رحمه الله- الذي تفّرس في ابنه فسماه  اسمًا مركبًا "عبدالله ناصح" نعم  قد نصحت عبدالله الأمة جمعاء، فلم تدع لهم أمرًا من أمور دينهم إلا نصحت فيه وبينت ،

فكتب الله لك ولكتبك القبول في الأرض ، ونحسب أن هذا بشرى قبولك في السماء، فطوبى لذكرى المخلصين .

وسوم: العدد 840