الفنان الرافض لحصار أطفال العراق براين هاو

dghggd924.jpg

في التاسع عشر من حزيران عام 2011م توفي الفنان براين هاو صاحب الحملة على الحصار الدولي على العراق، فقد بدأ حملته أمام البرلمان البريطاني، عندما أقام في حزيران 2001م خيمة وظل جالسا محتجا في الساحة على الحصار الذي كان يقتل 200 طفل عراقي يوميا. وظل جالسا على كرسي صغير لأشهر وأيام يصوم عن الطعام ويصلي.

وتحول براين إلى رمز حيث اقبل الكثيرون على خيمته وقام فنانون بتصويره وهو في معتكفه العام، فيما ظل حراس الساحة والبرلمان يزعجونه ويحاولون اقتلاع مخيم الاحتجاج الذي إقامة، ولم تفلح احتجاجاته وصلواته ولا مظاهرة مليونية تعتبر الاكبر في التاريخ، ومرت به وهو في مجلسه لوقف كل من جورج بوش وتوني بلير عن غزو العراق عام 2003م.

وعندها لبس براين قميصا كتب عليه 'العراق: مليونا قتيل وأربعة ملايين لاجئ'. وتحول براين الذي كان يعمل نجارا في بداية حياته إلى رمز للمدينة وللساحة، وصورة عن الرجل المبدئي الذي ظل مصمما على موقفه رغم الريح والمطر والحر وتصرفات الحرس، وما أعطاه في رحلته التي استمرت عشرة أعوام مخيما في نفس المكان هو تعاطف الرأي العام معه والذي ظل معارضا للحرب على العراق وويلاتها.

وفي عام 2007 صوت المشاهدون للقناة الرابعة، براين كأهم شخصية سياسية بريطانية ملهمة ومثيرة للإعجاب وذلك في الجائزة السنوية التي تنظمها القناة. ولم ينس محبو الرجل المبدئي حياته وكفاحه حيث اجتمعوا يوم الأحد أمام ساحة البرلمان وحاولوا وضع لوحات كرتونية وملصقات تتذكر الرجل وكفاحه لكن امن الساحة والبرلمان سرعان ما تصدوا لهم وحدثت مواجهات معهم. كان هاو يقول دائما لأصدقائه انه باق للأبد في المكان.

أضاف قائلا إن أحدا لم يكن ليعرف ان يستمر هاو في المكان هذه المدة الطويلة مشيرا إلى أن النواب سيفرحون ويشربون الأنخاب على رحيله. فقد كان مخيمه مثار غضب الوزراء الذين اعتبروه غير مريح للنظر كما استهدفه مسؤولو مجلس ويستمنستر المحلي، وسلطة بلدية لندن الكبرى.
ولا يعرف ماذا سيحدث مخيمه الذي أقامه والأمر يعتمد على نائبته بربارة تاكر. وكانت إقامته في المخيم سببا في مرضه ومتاعبه الصحية، كما تكريسه للموقف والمبدأ أبعده عن أولاده السبعة.
ويرى أصدقاء الراحل أن ما كان يقوله هاو لم تتم تغطيته بشكل جيد من الإعلام الرسمي. ويعتقد المصور مارك والينغر، الفنان الفائز بجائزة تيرنر في معرض قام على لوحات هاو المعارضة للحرب، إن أهم انجازات هاو هي انه لم يحتج فقط على الحرب ولكنه وثق فظائع الحصار والحرب على العراق، وأثر اليورانيوم المنضب على الولادات المشوهة في العراق، كما انه كشف عن أكاذيب بوش وبلير حيث ظلت كذبة الحرب ومبرراتها حاضرة حتى الان في الصور والملصقات والتعليقات. واعتبر بريان هاو معركته رحلة شهادة رجل مسيحي مؤمن على ما يحدث في العالم من مآس. ويقول والينغر إن ما أغضبه أكثر هو موت الأطفال الأبرياء بسبب الحصار، أكثر من تفاهة وأكاذيب الساسة.

ولد برايان وهو في منطقة باركينغ ـ ايسكس عام 1949م وهو الابن الخامس - كان توأما، ثم انتقل إلى مقاطعة كينت، وفيها تعرف على مبادئ دينه وانخرط في أعمال الكنيسة في سن الحادية عشرة قبل أن ينضم للجيش، وحاول الانتحار في سن السادسة عشرة بعد مشاهدته فظائع الحرب في ألمانيا التي خدم فيها، ثم عمل في بناء القوارب قبل أن ينضم للبحرية حيث كان يتلقى أربعة جنيهات في الأسبوع. وأثناء عمله في البحرية مر من قناة السويس وزار الأهرامات وحط مع السفن في موانئ الشرق الأوسط والهند.

وعاد بعد رحلاته ليدرس التبشير في مدرسة دينية في نوتنغهام لمدة ستة أشهر قبل ان يتركها ويتفرغ لنشر السلام في العالم على طريقته. وكانت أول محطة له في ايرلندا الشمالية حيث حمل معه غيتاره واخذ يغني في الشوارع ويوزع الحلوى والبالونات على الصغار، ورجع من المغامرة ليعمل في ايسكس كنجار غير متفرغ وأعمال أخرى وتزوج في هذه الفترة. وتأثر براين هاو بافلام المخرج الوثائقي المعارضة للحرب، والعولمة ولهذا سافر إلى كمبوديا حيث شاهد هناك فظائع بول بوت وحقول الموت وقضى 3 أشهر فيها.

وعندما بدأ حملته لمعارضة الحرب وبنى مخيمه في الساحة القريبة من البرلمان دخل في تعقيدات قانونية حيث حاول مجلس المنطقة إجباره على إخلاء المكان لأنه يعوق حركة العامة لكن المحكمة العليا رفضت دعوى المجلس.

وفي عام 2003 اعتبر بلير هاو على انه رمز لبريطانيا وحرية التعبير فيها، ولكنه في عام 2005 كان يحاول يائسا للتخلص منه.

وظلت إقامته في المكان معارك مستمرة مع القانون والشرطة، حيث سمحت له محكمة بالاستمرار في مخيمه طالما لم ترتفع اليافطات أعلى من 3 أمتار، ومع مرور الوقت واستمرار المعارك أصبح هاو علامة على المكان، وتحول لرمز دولي حيث استضافته 'سي ان ان' ومحطات تلفزيونية مكسيكية.

وفي عام 2007 قام الفنان مارك والينغر، بإعادة تجميع وبناء اللوحات التي صادرتها الشرطة من هاو وشكلها في معرض بعنوان 'وضع بريطانيا'، ونال الفنان جائزة تيرنر المعروفة. وكان شائعات قد تحدثت عن تفكير هاو الترشح لعمدية لندن عام 2008 ولم تكن صحيحة، في الثاني من حزيران (يونيو) الحالي حضر رجال شرطة إليه وسألوه إلى متى ستبقى هنا، فأجاب للأبد.

في تموز (18/7/2012) لقي عدد من كبار قادة النظام السوري مصرعهم اليوم في انفجار عنيف هز مبنى الأمن القومي في حي الروضة وسط العاصمة دمشق مستهدفاً اجتماعاً لقيادات بارزة تعرف باسم خلية الأزمة التي تدير السياسة الأمنية تجاه ثورة الكرامة. وقتل اليوم وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه العماد آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس خلية الأزمة حسن التركماني ووزير الداخلية محمد الشعار.

وأصيب أيضاً رئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار الذي يعاني من جروح بالغة، ولم يتأكد بعد مقتل العميد محسن هلال نائب ماهر الأسد خلال التفجيرات التي تبعها اشتباكات اليوم في قيادة الفرقة الرابعة بالإضافة إلى مقتل حافظ مخلوف ابن خال الأسد ورئيس فرع التحقيق في المخابرات العامة. وبسرعة بالغة قام النظام بتعيين العماد فهد جاسم الفريج كوزير دفاع ونائب القائد العام للقوات المسلحة خلفاً للعماد داود راجحة

وسوم: العدد 924