الشيخ القاضي الفقيه محمد توفيق الشماع

( ١٣٤٥ - ١٤١٥ للهجرة)

( ١٩٢٦ - ١٩٩٤للميلاد)

هو الشيخ القاضي الشرعي، والمستشار في محكمة النقض.

المولد، والنشأة:

ولد الشيخ القاضي محمد توفيق الشماع في مدينة  دمشق عام ١٣٤٥هجرية / الموافق  عام 1926م..ونشأ في كنف أسرة مسلمة ملتزمة تحب العلم وتحترم العلماء .

الدراسة، والتكوين:

نشأ في جامع التوبة، ودرس في مدرسة سعادة الأبناء، وأتمَّ دراسته في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية الغرّاء على شيخه وأستاذه الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت الحافظ وآخرين منهم الشيخ عبد الكريم الرفاعي.

 ثم درس في دار المعلمين، والتحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وتخرج فيها عام ١٩٥٠م.

أتبعها بسنة تخصص فيها بالقضاء الشرعي.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل الشيخ محمد توفيق الشماع في الدعوة الى الله في جماعة الاخوان المسلمين بدمشق.

  وتولى الشيخ محمد توفيق الشماع القضاء عام 1951 فعيِّن بالحسكة، ثم نقل إلى إعزاز وبعدها إلى حلب.

   ثم استقرَّ في دمشق بالمحكمة الشرعية الأولى، وتدرج في مناصبه حتى صار مستشار محكمة النقض، وفي أثناء ذلك عين خبيرا في الأمانة العامة لمجلس وزراء العدل العدل العرب بالرباط.

وممثلا لسورية بها.

كما قام الى جانب ذلك بتدريس العلوم الاسلامية في الكلية الشرعية، وكلية الشريعة بجامعة دمشق، والمعهد العالي للقضاء وفي حلقات خاصة وعامة.

بالاضافة الى قيامه بالخطابة في عدد من المساجد، وانتخبته كل من جمعية الهداية الاسلامية، وجمعية النهضة الاسلامية بدمشق رئيسا.

وبعدها رحل عام ١٩٨٢م الى الشارقة فترأس محكمة الاستئناف الاتحادية بالشارقة إلى حين وفاته، وكان رئيس محكمة الجنايات الكبرى، وأعطى دروسا في الفرائض في جامع عمر بن الخطاب بالشارقة، وكان يحضرها عدد من طلاب العلم منهم د. عثمان مكانسي.

وقام بتدريس العلوم الاسلامية في كلية الدراسات الاسلامية والعربية بدبي، وفي المعهد العالي للقضاء في الامارات.

وانتدبته دولة الامارات خبيرا للأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ممثلا لها فيها.

شارك في وضع القانون العربي الموحد للأحوال الشخصية، كما شارك في عديد من المؤتمرات الاسلامية والفقهية والقانونية في العالم الاسلامي.

بالإضافة إلى التعليم في المساجد في الإمارات، وله مجموعة تسجيلات إذاعية وتلفزيونية، وكان خطيبا مفوها، ضليعا في اللغة العربية وعلومها، أجاد، وأفاد، وألف في مادة الأحوال الشخصية، وفي الزواج، والطلاق، والعدة والتبنّي، والنسب وعلوم الفرائض ودرسها.

ومن تلاميذه:

الشيخ محمد عوض، والشيخ شوكت الجبالي، والشيخ سعيد كوكي، والشيخ سارية الرفاعي..ود. عثمان مكانسي.. وغيرهم ممَّن تلقوا عنه علم الفرائض والأحوال الشخصية في جامع ابن حجر في عام1959م، وجامع عمر بن الخطاب بالشارقة.

والشيخ - رحمه الله - فقيه حنفي، دَرسَّ الفقه الحنفي في عدد من المساجد في دمشق أيضا وبالإمارات، وأعطى محاضرات كثيرة في علوم القرأن الكريم بكلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي، وكان خبيرا في لجنة خبراء مجلس وزراء العدل العرب، وعضوا أساسيا في لجنة إعداد قانون الاحوال الشخصية العربي الموحد، وذلك نتيجة ممارسته القضاء لثلث قرن من الزمان.

  وهو قاض وعالم واثق بربه ومن نفسه، مطلع على العديد من المشاكل الزوجية وما يتعلق بها، محبٌّ لعمل الخير.

ترأس عدد من الجمعيات في مجال العمل الخيري منها: جمعية النهضة الإسلامية بعد وفاة الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وجمعية الهداية الإسلامية، وجمعية التمدن الإسلامي، وساهم في بناء المساجد، وكان رئيس لجنة بناء جامع صلاح الدين للأيوبي في حي ركن الدين بدمشق.

مؤلفاته:

ترك الشيخ محمد توفيق الشماع عددا من المؤلفات:

١- المفيد من الأبحاث في أحكام الزواج والطلاق والميراث.

٢- المذكرة التوضيحية في شرح قانون الأحوال الشخصية.

٣- أحكام الوصية الواجبة.

وفاته:

  لحق الشيخ  -رحمه الله- بالرفيق الأعلى في دبي بالمستشفى ظهر الخميس في 7 محرم سنة 1415 هـ/ الموافق شهر حزيران ١٩٩٤م بعد سبات استمر من عيد الأضحى الى حين وفاته، ودفن في دبي، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

الشيخ العالم والقاضي الفقيه اللامع محمد توفيق الشماع

كتب د.عثمان قدري مكانسي يقول:

كنا في بيت الشيخ العالم محمد توفيق الشماع الدمشقي رحمه الله تعالى في الشارقة قبيل وفاته بسنة رحمه الله، ولعله توفي رحمه له تعالى عام أربعة وتسعين وتسع مئة وألف للميلاد ،

كان في بداية عمله قاضياً في حلب عام ألف وتسع مئة واثنين وخمسين للميلاد.

درست عليه بعض علم الفرائض في جامع عمر بن الخطاب في الشارقة.

وكان رحمه الله ذكيّ الفؤاء ، رائع المعشر ، سريع البديهة ، قويّ الذاكرة وعميق الفكر.

وكان على جلال قدره كثير التواضع، دائم الابتسامة ..

  وقد رثاه الأديب الشاعر الدكتور عثمان قدري مكانسي في هذه الأبيات:

الـعلم يرسل في القلوب ضياءً * فـتـمور في ساح الحياة عطاء

يـحـيـي العقول فتنتشي ريّانة * وتـزيـد مـن أنـدائـه لألاءً

والـعلم ميزان الرجال فمن يَحُزْ * عـلـمـاً فذاك مفضّل تفضيلاً

فـلـه الصدارةُ والمحاسن ثرّةً   * واللهُ أعـلـى قـدْرَه تـنـزيلاً

وأجـلُّـهـم مَن حاز علماً نافعاً * فـقـهـاً وتفسيراً وقولاً جامعاً

فـأفـاد إخـوانـاً له وهداهُمُ *   

للخير يزجي والشمائل دافعا 

وأبـو الـموفّق شيخُنا أعظِمْ به * نـبـراسَ عـلم شعّ في أفكارنا

فـلـه عـلى مرّ الزمان تحيّة *   ومـحـبـة تُـبدي مدى إكبارنا

فاكتب له الفردوس واجعل جمعَنا * فـي ذا الـلـقاء مكرّماً مرحوماً

ثـم الـصلاة على النبي وآله * مـادام نـجمٌ في السما مرسوماً

مصادر الترجمة:

١- موقع رابطة العلماء السوريين: بقلم ولده موفق الشماع.

٢- أعلام دمشق في القرن الرابع عشر الهجري: ص ٢٦٣، ٢٦٤ .

٣- تتمة الأعلام: محمد خير رمضان يوسف: ١ ، ص ١٦٠ .

٤- رابطة أدباء الشام: قصيدة د. عثمان مكانسي: وسوم العدد ٩٣٧.

وسوم: العدد 956