الشيخ الداعية الدكتور إبراهيم محمد الحريري

fdgnhg1039.jpg

(- 1938م)/(1434 - 2013م)

هو الشيخ الداعية الدكتور إبراهيم الحريري الذي أفنى حياته في الدعوة والتعليم والتربية والجهاد.

مولده، ونشأته:

ولد الدكتور إبراهيم محمد الحريري في بصر حوران جنوب العاصمة السورية دمشق سنة 1938م، وترعرع فيها في وسط أسرة متدينة.

الدراسة، والتكوين:

درس المرحلة الابتدائية في مدارس درعا.

ثم أكمل دراسته الثانوية الشرعية في معهد الغرّاء في دمشق.

وبدأ مشواره الجامعي في جامعة دمشق لكنّ المولى عز في علاه شاء لشيخنا أن ينتقل بعد السنة الأولى إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، فبدأت رحلته العلمية الربانية بين علماء مكة وعلماء المدينة، فأشرق في قلبه الشاعر نورهما، انتقل بعدها إلى جامعة عين شمس في مصر ليتابع على أيدي علمائها رسالة الماجستير في العلم الشرعي ذلك النور الذي شع في حوران وتوهج في طيبة وفاض في مصر ليسطع في السودان حيث كان شيخنا يكمل رسالة الدكتوراه في جامعة أم درمان الإسلامية.

الوظائف، والمسؤوليات:

   بعد أن نال المرحوم شهادة الماجستير، عاد إلى سوريا مدرساً ومربيا وخطيبا يأسر القلوب الكسيرة من ظلم الطاغية الهالك حافظ الأسد، فأودع السجن بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وتم إبعاده إلى الكويت مدة 15 عاما، فاختاره الله ليكون راعيا لشؤون أهله وأحبته هناك، فقام بها خير قيام ووطّد علاقته بعلماء وشرفاء الأمة في كل ركن من أركان المعمورة حيث يذكر اسم الله وحده لا شريك له، وبعد نيله لشهادة الدكتوراه غادر الكويت إلى المملكة العربية السعودية فعمل مدرسا في جامعة الملك عبد العزيز، وألّف في الفقه والأصول والقضاء وكان ضليعا بنظام الاقتصاد في الإسلام وشاعرا مطبوعا، عيّن عالما معتمدا في مجمع الفقه الإسلامي في جدة، وانتخب نائبا لرئيس رابطة علماء سوريا.

الشيخ، والوطن:

برغم القهر والإبعاد والحرمان من نسائم الوطن وترابه الشريف، بقي الشيخ عاملا لدينه لا يقدم أرضا على سماء، ولا يرضي مخلوقا على حساب الخالق ويقول في ذلك:

عقيدتي فوق شرفي لا أدنّسها .. مهما ادلهمتْ بي الأحداث والنذّرُ

لأجلها سوف أحيا العمْرَ محتسبا .. ودونها ترخص الأوطان والعمُرُ

وعندما انطلقت الثورة السورية المباركة على نظام البعث القاتل كان الشيخ من أبرز الداعمين لها قولا وفعلا، فشارك في مؤتمرات التأييد والحشد في تركيا وبدأت معانيه الحبيسة تتدفق شعرا باكيا:

يا بُصرُ مالك لا تبكين غربتنا .. قد طال موعدنا يا بُصرُ ما الخبرُ؟

مرضه، ورحيله:

أصيب الشيخ بمرض الموت في السنة الأخيرة في حياته، فكانت قواه تخور وأحاسيسه تثور، وكلما زاره زائر فاضت عليه عبرات الحنين والاشتياق إلى الشام وبصر وحوران التي أيقن أنه لن يراها في الدنيا فقد طال الموعد واقترب الأجل، فأخذ ابنه الشاعر معتصم يرثيه قبل موته بقوله:

كأنّ بقـلـبه أوتــــار حــــزنٍ ..    يشــد حـبالـَها منه الوريدُ

وكأسٍ من دموع العين فاضت .. ففاض الحب فيها والقصيدُ

أراد بها الحــياة فمات عشـــقا .. ليحــيا في مشـاعره الخلودُ

هنالك حيث لا عين الرزايا    .. تــراه ولا نضــــارته تبــيدُ

ولا الأوطان تخـلعه ليــبلى ..   ولا جـيش النظام ولا العبيدُ

وفاته:

رحل الشيخ د. إبراهيم الحريري في 11 من أيلول 2013، فإلى جنان الخلد يا شيخنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

رثاؤه:

وكان للشيخ مكانة طيبة في من لقيهم وفي من عرفوه، لذلك فقد ترك رحيله أثرا كبيرا في نفوسهم.. وقد رثا الفقيدَ كثيرٌ من إخوانه، منهم الدكتور محمد عادل شوك الذي يشير إلى رفعة خلق الشيخ، فيقول: «الطريف في أمر لقائي الأول به، أنني كنتُ أسمع هذا الاسم يتردد في كثير من المجالس التي كنتُ أحضرها مع ثلَّة من الأحباب السوريين، و لا سيما الشيخ الوقور محمد شردوب الذي كان أول من لقيني في حينها، وفتح لي قلبه قبل بيته. أقول: والطريف في أمر لقائي بالشيخ إبراهيم الحريري أنه بادرني بالسؤال عن ساعة قدومي إلى أبْها، ولمّا عرف أن الأمر كان منذ أشهر عدّة؛ اعتذرَ لي عن تأخره في لقائي، والتعرّف عليّ، علماً أنه لا سابق معرفة بيننا حتى يلومَ نفسه على ذلك»!

   ويضيف الشيخ شوك «عرفتُ فيه الوسطية في التفكير، والسلوك؛ حيث كان يمقت التشدّد أيّاً كان مصدره وصاحبه. إنّه وسطي في رُآه السياسية، والتنظيمية، والدينية، والفكرية، بله المعاشية. لقد عرفتُ فيه مغالبة الصبر على الرزايا؛ فلقد ابتُلي بالهجرة؛ فصبر، وبالفاقة أحياناً، فتجمّل، وبالنوازل تنزل بأمتنا، فكان ملجأ لإخوانه، وبفقد الأهل والأحباب، فاحتسب ذلك عند الله، وأخيراً بالمرض، فكان مثلاً في الرضا بقضاء الله وقدره. ممّا رأيت أقول: لقد أتعبت فرسَك يا أبا محمد، وآن لك أن تُخلِّي سبيلها، وحسبك أن ترقد الآن في جوار الله قرير العين هانيها».

ويقول عثمان شرف: «التقيت المرحوم برفقة الإعلامي عباس موسى، وقال لنا الدكتور إبراهيم رحمه الله أنه يتمنى الشهادة على ثرى بصر الحرير مسقط رأسه، كما يحب الاستشهاد، على ثرى سوريا الحبيبة، فإن أدركته المنيّة خارج الوطن، حينها نظر إليّنا، وأشار إلى أهله الجالسين موصياً إياهم أن يدفنوه في أقرب نقطة من بُصر الحرير إن حالت الظروف دون دفنه فيها».

كما نعاه الشيخ محمد فاروق البطل، نائب الأمين العام لرابطة العلماء السوريين، فقال: «كان الأخ الشيخ الدكتور أبو محمد شاعرًا مبدعًا، وكان من ذريته شاعر شاب هو المعتصم إبراهيم الحريري، وكلاهما انتصر للإسلام وللدعوة الإسلامية والثورة السورية والشعب السوري المجاهد».

   نسـأل الله العلي القدير أن يرحم فقيدنا وأن يتقبله في الصالحين، ويسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يرزقه شفاعة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أصداء الرحيل:

رحيل القائد الإسلامي الدكتور العلامة إبراهيم محمد الحريري:

تمنى الاستشهاد في بصر الحرير وإلا ففي فلسطين لكن المنية عاجلته فاحتضنه ثرى جدة

كتب عباس عواد موسى

   في منطقة الحشاش عند إشارة السنبلة وبالقرب من أربد مول يقيم آل الحريري خاصة والشعب السوري عامة مكان العزاء لرحيل الأستاذ الجامعي والزعيم الإسلامي إبراهيم محمد الحريري بعد أن بلغ الثالثة والسبعين من عمره قضى معظمها في المنفى يتمنى نيل الشهادة في سبيل الله في بلدته بصر الحرير التي ولد فيها عام 1938وإلا في فلسطين لكن المنية عاجلته فاحتضنه ثرى جدة . درس الثانويّة الشرعيّة في معهد الغراء بدمشق , على أيدي أبرز علماء الأمة في حينها وتربى وترعرع في مساجد دمشق بين علمائها وكان مميزاً بإخلاصه وأخلاقه وذكائه .

درس السنة الأولى من الحياة الجامعيّة في جامعة دمشق، ثم انتقل للدراسة في الجامعة الاسلامية في المدينة المنوّرة وعاش فيها أجمل أيام حياته، ودرس في مكة والمدينة على أيدي أبرز علمائها.

ثم درس الماجستير في جامعة عين شمس في مصر، وتلقى العلم على أيدي علمائها فهو بذلك جمع بين كلّ المدارس الاسلاميّة .

عاد الى بلده للتدريس والتربية وكان خطيباً مفوها ومربياً ناجحاً وله علاقات منذ شبابه تمتد الى أطراف العالم الاسلامي كلّه .

كان يصدح بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم .

فقيد الثورة السورية كان قد انتسب الى جماعة الاخوان المسلمين مبكراً وكان عضواً بارزاً فيها

سُجن في أواخر السبعينيات وخرج من السجن بعناية ربانيّة .رفض الإذعان للطاغوت المقبور حافظ الأسد، وهاجر الى الكويت مُبعداً عن وطنه

عاش في الكويت أكثر من 15 عام عمل فيها مدرساً في الجامعة وكان ملاذاً لكل أهالي حوران ومديراً لشؤونهم ومصلحاً بينهم .

أخذ شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان في السودان بدرجة أمتياز مع مرتبة الشرف لينتقل بعدها الى السعوديّة للتدريس في جامعة الملك عبد العزيز .

الّف خلال هذه الفترة عدة مؤلفات في الفقه والأصول والقضاء وله داووين شعر مطبوعة .

عٌرضت عليه المناصب فرفضها .لم يكن يهتم بالمال وجمعه وليس له في سوريا إلا داره القديمة التي بناها قبل أن يُنفى

عٌيّن عالماً معتمداً في مجمع الفقه الاسلامي العالمي للبحوث في جدّة وانتخب نائبا ً لرئيس رابطة علماء سوريا

عند انطلاق الثورة السوريّة المباركة كان من أبرز الداعمين لها بالتوجيه وبجمع المال لها

شارك في أغلب اجتماعات المعارضة السوريّة، وكان وجهاً اصلاحيّاً لا طالب مناصب واستمر رغم مرضه في دعم هذه الثورة المباركة وبذلك يكون العالم العامل المربي الكبير المجاهد الدكتور ابراهيم محمد الحريري قد قضى حياته بين العلم والعمل به والدعوة الى الله والاصلاح بين الناس منفيّاً عن بلده وكان شعاره أبياته التي قال فيها

عقيدتي فوق شوقي لا أدنّسها ...  مهما أدلهمت بي الأحداث والنذر

لأجلها سوف أحيا العمر محتسباً .. ودونها ترخص الاوطان والعمر

إلتقيته في الشمال الأردني مرتين ولكن الجملة الواحدة التي كان ينطقها تستحق حواراً كاملاً , والمرض كان يحول بيني وبين الإسهاب في الحديث معه . وهي الثورة السورية التي كانت شغله الشاغل وتجده واثقاً من نصر الله لها . ويتملكك العجب العجاب وأنت تجلس أمامه ليجهر لك بعشقه للشهادة في هذا العمر ورغم المرض .

صحيح أن الثورة السورية افتقدته , وأحزنها فراقه . لكن تمسكه بمبادئه جعل الجميع يحترمونه ويجلّونه .

رحل الذي ترك فيّ الكثير مما يجب عليّ أنا التلميذ أن أبحث عنه ووالله أحزنني فراقه بعيداً عني عن سوريا التي أحبّ وعن أكناف بيت المقدس الذي استبشر فضيلته بقرب تطهيره من رجس اليهود والصهاينة وتحرير فلسطين .. كل فلسطين , من الصهاينة والمتصهينين .

أعدكم أن ألتقي مع من سيتحدثون لي عن مناقبه وتضحياته , وأدعوا الله أن ينله خير ما تمناه وهو الاستشهاد في سبيله .

في السابع من شهر العام الماضي الأخير التقيته , وأعيد نشر الموضوع لمن فاتته قراءته :

ألشيخ والعلامة الإسلامي إبراهيم محمد الحريري:

ألبعض من ألفارّين من نظام الأسد أسوأ منه ولا تحفظات على حجاب كما أعلم

أتمنى الاستشهاد على ثرى سوريا الحبيبة كما أتمناه على أرض فلسطين

حماس صنيعة فلسطينية غُزّية باركها مجلس شورى إخوان الأردن

نتمنى أن لا تصل الهوة بين الإخوان والنظام في الأردن حد القطيعة

الإخوان المسلمون أوفياء لمن يمد يده إليهم

غادر سوريا في العام 1970 , إلى الكويت حيث عمل فيها مدرساً وأستاذاً في المعاهد العليا . ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية ليكمل مشواره التدريسي . إنه خبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة , وقد أفنى في التدريس أكثر من ثلاثين سنة .

إعتقلته أجهزة النظام السوري القمعية أثناء زيارته لوطنه عام 1979 , وحققت معه لمدة أسبوع بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين . ومنذ حينئذٍ وهو ينتظر لحظة العودة يعتزّ بمدينته بصر الحرير إحدى مدن حوران , وهي مدينة اللجاة الرئيسية . و اللجاة سلسلة صخرية تمتد من حوران إلى ريف دمشق . ومثّلت هذه الهضبة مكاناً آمناً للثوار الذين كبدوا النظام خسائر فادحة على امتدادها , ويُطلَق عليها إسم النجاة أيضاً , فمن وصلها قد نجا , كيف لا ؟ وهي صبّات بركانية تكثر فيها الكهوف . ومدينته كانت سبّاقة في الفزعة لمدينة درعا المحاصرة وقدمت الشهداء منذ بدايات الثورة المباركة .

إنه الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد الحريري النائب السابق لرئيس هيئة الشورى برابطة العلماء السوريين والقائد الإخواني البارز الذي أكد أن اعتقاله والتحقيق معه جاء ضمن خطةٍ أعدها النظام للإنقضاض على كل مسلم , ولتحقيق هدفه بضرب أهل السنة والجماعة , إرتأى فرض المواجهة مع الإسلاميين . وفعلاً , نفّذ مجازره الوحشية والبربرية في ظل صمت عالمي مريب . وشهدت مدينة حماة , التي يشتد فيها عود الإسلاميين وقوّتهم ومنعتهم , على أعنف مجازره ودمويته . فالنظام أراد إيصال رسالته لكل سوريا من حماة , ولذا , تأجّل موعد انطلاق هذه الثورة الشعبية التي نشهدها الآن . ألعلّامة الحريري , قدم للأردن عام 1970 للقاء الشهيد الدكتور عبدالله عزام رحمه الله وطيب ثراه الذي قاد كتائب الشيوخ ولما لم يتمكن من لقائه , عاد من الزرقاء إلى حوران . وكان مع الذين أشاروا إلى ضرورة تأسيس مقاومة إسلامية فلسطينية , ويقول , إن حركة حماس , هي صنيعة فلسطينية غُزّية باركها مجلس شورى الحركة الإسلامية الأردنية . والثورة السورية تقدّر لحماس موقفها مع الشعب السوري وليس مع النظام السوري .فأي أذى يصيبها , إنما يصيب الثورة السورية , والعكس صحيح . ويشير إلى أن المأساة الأكبر وقعت على إخوان سوريا , فاختلفوا في وجهات النظر في فترة من الزمن , لكنهم اجتازوا تلك المرحلة , وخرجوا أكثر تماسكاً ووحدة .

ألقائد الإخواني , يصف الإخوان المسلمين بالأوفياء مع من يمدّ يده إليهم . وميزتهم أنهم أصحاب , نظرة شمولية , وأكثر اعتدالاً , ويرون في الآخرين أنهم شركاء في هذا الربيع . ونحن , والقول له , نؤمن بالديموقراطية ( ألشورى ) ووجود الإخوان ومشاركتهم في المؤتمرات كان أهم أسباب نجاحها . ومن الواضح في سلوك الإخوان ومعاملاتهم أنهم ليسو أعداءاً للنظم الحاكمة بمقدار ما يريدون لها الخير والصلاح . وعلى الغرب والعالم بأسره أن يبدّد تخوفه من الحركة الإسلامية . وعن علاقتهم بالتيار السلفي قال إن نقاط الإلتقاء أكثر من نقاط التباين وقناعة كل طرف أنه لا غنى له عن الآخر .

أعرب عن تمنياته للأردن قيادة وحكومة وشعباً كل خير وأضاف بجزم لن تصل الهوة بين النظام والإخوان حدّ القطيعة . لا يخشى على الثورة السورية من المُندسين والفارّين من نظام الأسد الطائفي الخبيث , لأنها , وببساطة , كما قال : ثورة الشعب المظلوم ضد النظام الظالم , وسيبوء بالفشل كل مَنْ تسلّل إليها ممن يرتبط بالمخابرات العالمية والأجندات الخارجية . فهي أقوى بإذن الله عز وجل وأكثر منعة وصلابة . ألثورة , وقودها الشعب , وهو يعرف أن هؤلاء الفارين أسوأ من النظام نفسه . وإذن , لا خِشية عليها . ولما سألته عن شخص رئيس الحكومة المؤقتة أجابني بأنه يثق بالإئتلاف وإنهم سيُوَفّقون بإذن الله في اختياره . فطرحت إسم رياض حجاب فأردف ليس عليه تحفظات كما أعلم .

ألرئيس محمد مرسي , رجل عملاق , وهو نعمة ساقها الله لمصر وشعبها وللثورة السورية كذلك . أخرجه الربيع العربي , ربيع الشعوب , التي عانت من حكم الحكومات الجبرية الظالمة الدكتاتورية المستبِدّة . والثورات الربيعية , هي ثورات المساجد وأيام الجمعة ووصفها الحقيقي أنها ثورات ( ألله أكبر ) . ومسقط رأسه , بصر الحرير , شهدت أول معركة في يوم الجمعة في الخامس والعشرين من آذار من العام الماضي لتبدأ بالمقاومة المسلحة في مواجهة آلات النظام الدموي العسكرية المدججة . ومن هنا , فهو يرى أن الثورات لن تتوقف حتى تحقق أهدافها المنشودة .

ألولايات المتحدة ستتفكك , أكثر من تفكّك الإتحاد السوفييتي . والعاصفة الإقتصادية التي تجتاحها وتجتاح أوروبا ستصب في صالح المُستَضعَفين في الأرض .

لسنا صقوراً وحمائم , ردّ عليّ عندما وصفت الحركة الإسلامية بجناحيها , فحكم الإعدام لا يزال سارياً بحقّي . إننا حركة واحدة مُتحابة لا أكثر ولا أقل . لقد شارك إخوان سوريا في مواجهة المد الصهيوني منذ بدءه , بقيادة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله وطيب ثراه . وكرر إسم فلسطين , متمنياً الشهادة على ثراها كما يحب الإستشهاد على ثرى سوريا الحبيبة , فإن أدركته المنيّة , نظر إليّ , وأشار إلى أهله الجالسين , موصياً إياهم أن يدفنوه في أقرب نقطة من بُصر الحرير إن حالت الظروف دون دفنه فيها .

المصدر : عباس عواد موسى

الشيخ الدكتور إبراهيم الحريري في ذمة الله سبحانه:

الأحد 25 جماد الآخر 1434 - 5 مايو 2013م

هو نائب رئيس هيئة شورى رابطة العلماء السوريين في ذمة الله سبحانه

لقي الأخ الحبيب أبو محمد الحريري وجه ربه صباح هذا اليوم 5/11/1434ه الموافق 11/9/2013م بعد مرض عضال ألمَّ به وعانى منه، وكان مثال الصبر والاحتساب والرغبة الحميمة في لقاء الله سبحانه.

ونحن إذ نسلِّم بقضاء الله وقدره نحسب أن الأخ الحبيب قد ختم الله له بالحسنى، ولا نزكيه على الله. فقد أمضى فترة مرضه الطويلة بالذكر والشكر، والصبر والرضى.

وقد كان الشيخ وجيها في مدينة درعا، شيخا لها، وله مكانته وكلمته بين أهله وعشيرته، ولذلك كثيرا ما ساومه النظام على العودة إلى بلده معزَّزا مكرما، لكنه كان يأبى إلا أن ينزل إخوانه قبله.

عاصر الشيخ أحداث الثورة السورية من بداياتها، وكان رائدًا فيها، موجهًا لمجاهديها، منشدًا لأبطالها، باذلاً معينًا لأهلها.

درَّس الشيخ الفقه وأصوله في درعا، ثم في الكويت، ثم في السعودية، حيث عمل مدرساً لفترة طويلة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها، ثم اختير خبيرًا في المعلَمَة الفقهية التابعة لمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، وأسهم مع إخوانه في إصدار الموسوعة الفقهية الضخمة والتي صدرت حديثا في مجلدات كبيرة وعديدة.

كان الأخ الشيخ الدكتور أبو محمد شاعرًا مبدعًا، وكان من ذريته شاعر شاب هو المعتصم إبراهيم الحريري، وكلاهما انتصر للإسلام وللدعوة الإسلامية والثورة السورية والشعب السوري المجاهد.

وإن رابطة العلماء السوريين لتعزي أسرة الفقيد وأهل العلم والدعوة في كل مكان بالأخ الفقيد الشيخ إبراهيم.

وإننا لنضرع إلى الله العلي القدير أن يرحمه ويتقبله في الصالحين، ويسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يرزقه شفاعة حبيبه المصطفى ?. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

   أخوكم محمد فاروق البطل

5/11/1434

مجلة الفجر

الشيخ الشاعر إبراهيم الحريري:

ما غابَ عنا قائدٌ مستشهَدا .. إلا وخلّفَ للشــــهَادة جيْلا

الشيخ الداعية الدكتور إبراهيم الحريري

غادر سوريا في العام 1970, إلى الكويت, حيث عمل فيها مدرساً وأستاذاً في المعاهد العليا.

ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية ليكمل مشواره التدريسي .

إنه خبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة, وقد أفنى في التدريس أكثر من ثلاثين سنة .

اعتقلته أجهزة النظام السوري القمعية أثناء زيارته لوطنه عام 1979, وحققت معه لمدة أسبوع بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين . ومنذ ذلك الحين وهو ينتظر لحظة العودة.

يعتزّ بمدينته بصر الحرير إحدى مدن حوران, وهي مدينة اللجاة الرئيسية. واللجاة سلسلة صخرية تمتد من حوران إلى ريف دمشق .

ومثّلت هذه الهضبة مكاناً آمناً للثوار الذين كبدوا النظام خسائر فادحة على امتدادها , ويُطلَق عليها إسم النجاة أيضاً , فمن وصلها قد نجا , كيف لا ؟

وهي صبّات بركانية تكثر فيها الكهوف. ومدينته كانت سبّاقة في الفزعة لمدينة درعا المحاصرة وقدمت الشهداء منذ بدايات الثورة المباركة .

إنه الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد الحريري النائب السابق لرئيس هيئة الشورى برابطة العلماء السوريين والقائد الإخواني البارز الذي أكد أن اعتقاله والتحقيق معه جاء ضمن خطةٍ أعدها النظام للانقضاض على كل مسلم , ولتحقيق هدفه بضرب أهل السنة والجماعة , ارتأى فرض المواجهة مع الإسلاميين .

وفعلاً, نفّذ مجازره الوحشية والبربرية في ظل صمت عالمي مريب. وشهدت مدينة حماة, التي يشتد فيها عود الإسلاميين وقوّتهم ومنعتهم, على أعنف مجازره ودمويته .

فالنظام أراد إيصال رسالته لكل سوريا من حماة, ولذا, تأجّل موعد انطلاق هذه الثورة الشعبية التي نشهدها الآن.

العلّامة الحريري, قدم للأردن عام 1970 للقاء الشهيد الدكتور عبد الله عزام -رحمه الله- وطيب ثراه الذي قاد كتائب الشيوخ ولما لم يتمكن من لقائه, عاد من الزرقاء إلى حوران.

وكان مع الذين أشاروا إلى ضرورة تأسيس مقاومة إسلامية فلسطينية, ويقول, إن حركة حماس, هي صنيعة فلسطينية غُزّية باركها مجلس شورى الحركة الإسلامية الأردنية.

والثورة السورية تقدّر لحماس موقفها مع الشعب السوري وليس مع النظام السوري. فأي أذى يصيبها, إنما يصيب الثورة السورية, والعكس صحيح. ويشير إلى أن المأساة الأكبر وقعت على إخوان سوريا, فاختلفوا في وجهات النظر في فترة من الزمن, لكنهم اجتازوا تلك المرحلة, وخرجوا أكثر تماسكاً ووحدة.

القائد الإخواني, يصف الإخوان المسلمين بالأوفياء مع من يمدّ يده إليهم. وميزتهم أنهم أصحاب, نظرة شمولية, وأكثر اعتدالاً, ويرون في الآخرين أنهم شركاء في هذا الربيع.

ونحن والقول له, نؤمن بالديمقراطية ( ألشورى ) ووجود الإخوان ومشاركتهم في المؤتمرات كان أهم أسباب نجاحها .

ومن الواضح في سلوك الإخوان ومعاملاتهم أنهم ليسو أعداء للنظم الحاكمة بمقدار ما يريدون لها الخير والصلاح .

وعلى الغرب والعالم بأسره أن يبدّد تخوفه من الحركة الإسلامية . وعن علاقتهم بالتيار السلفي قال إن نقاط الإلتقاء أكثر من نقاط التباين وقناعة كل طرف أنه لا غنى له عن الآخر .

أعرب عن تمنياته للأردن قيادة وحكومة وشعباً كل خير وأضاف بجزم لن تصل الهوة بين النظام والإخوان حدّ القطيعة .

لا يخشى على الثورة السورية من المُندسين والفارّين من نظام الأسد الطائفي الخبيث, لأنها, وببساطة, كما قال: ثورة الشعب المظلوم ضد النظام الظالم, وسيبوء بالفشل كل مَنْ تسلّل إليها ممن يرتبط بالمخابرات العالمية والأجندات الخارجية.

فهي أقوى بإذن الله عز وجل وأكثر منعة وصلابة . ألثورة , وقودها الشعب, وهو يعرف أن هؤلاء الفارين أسوأ من النظام نفسه.

وإذن , لا خِشية عليها .

ولما سألته عن شخص رئيس الحكومة المؤقتة أجابني بأنه يثق بالائتلاف وإنهم سيُوَفّقون بإذن الله في اختياره . فطرحت اسم رياض حجاب فأردف ليس عليه تحفظات كما أعلم .

الرئيس محمد مرسي, رجل عملاق , وهو نعمة ساقها الله لمصر وشعبها وللثورة السورية كذلك. أخرجه الربيع العربي, ربيع الشعوب , التي عانت من حكم الحكومات الجبرية الظالمة الدكتاتورية المستبِدّة. والثورات الربيعية, هي ثورات المساجد وأيام الجمعة ووصفها الحقيقي أنها ثورات (ألله أكبر) .

ومسقط رأسه, بصر الحرير, شهدت أول معركة في يوم الجمعة في الخامس والعشرين من آذار من العام الماضي لتبدأ بالمقاومة المسلحة في مواجهة آلات النظام الدموي العسكرية المدججة.

ومن هنا, فهو يرى أن الثورات لن تتوقف حتى تحقق أهدافها المنشودة.

الولايات المتحدة ستتفكك, أكثر من تفكّك الإتحاد السوفييتي.

والعاصفة الاقتصادية التي تجتاحها وتجتاح أوروبا ستصب في صالح المُستَضعَفين في الأرض.

لسنا صقوراً وحمائم, ردّ عليّ عندما وصفت الحركة الإسلامية بجناحيها, فحكم الإعدام لا يزال سارياً بحقّي.

إننا حركة واحدة مُتحابة لا أكثر ولا أقل .

لقد شارك إخوان سوريا في مواجهة المد الصهيوني منذ بدئه, بقيادة الدكتور مصطفى السباعي -رحمه الله- وطيب ثراه.

وكرر اسم فلسطين , متمنياً الشهادة على ثراها كما يحب الاستشهاد على ثرى سوريا الحبيبة, فإن أدركته المنيّة, نظر إليّ, وأشار إلى أهله الجالسين, موصياً إياهم أن يدفنوه في أقرب نقطة من بُصر الحرير إن حالت الظروف دون دفنه فيها.

المصادر:

١_ رابطة العلماء السوريين.

٢_ موقع نور سورية.

٣_ مواقع الكترونيه أخرى.

وسوم: العدد 1039