الروض السوسني في سيرة بدر الدين الحسني

sghjjfjhg10401.jpg

1- لِدِمَشْقَ طِرْ بِي يَا أخَا الأشْجَانِ       نَقْرَا   السَّلامَ   لِشَيخِنَا   المِعْوَانِ

2- لمُحمدِ الرِّبِّيِّ   بَدرِ الدِّينِ   مَن         يُعزَى لِيُوسُفَ ؛ سَيِّدي البِيبَانِي

3- السيِّدُ   الحَسَنِيْ ؛   سَليلُ   نُبُوَّةٍ       الصالحُ ،   المُتَألِّه ،   الربَّاني

4- ابنُ الجَزُولِي ذي الدَّلائِلِ مَن غَدَا       شَغِفًا بِحُبِّ المُصطفَى العَدْنانِي

5- لِمُحَدثِ الشَّامِ   الجَليلِ المُنتَقَى       المَغْرِبِيِّ الأصلِ ؛   ذي الإتقانِ

6- عَلَّامةُ الشامِ الكبيرُ ، و شَيخُها       شَيخٌ   لِدَارِ   حَدِيثِها ،   لِزَمَانِ

7- و هو المُجاهدُ قائدُ الثُّوَّارِ في       تَحريرِ سُورِيَّا ؛   مِنَ السَّرَطانِ

8- فهو الأبُ الرُّوحِيْ لِثَورة سُورِيَا       ضِدَّ احتلالِ   فِرَنْسَةَ   الشيطاني

9- حامِي النَّصارَى أهْلِ ذِمَّةِ أحْمَدٍ         و مُجيرُهُم   ،   بِشَدائِدِ   الأزمانِ

1

10- ومُذِلُّ"غُورُو"حِينَ جا "مُستَعْمِرًا"

     لِدِمَشقَ ؛   لِلْمَندُوبِ   ذي الشَّنَآنِ

11- وهو المُصَنِّفُ عَشرَةً في أربعٍ     مِن كُتْبِه ، و رسائلٍ ،   كجُمانِ

12- حَيُّوا مَعِي البَطَلَ المُجَاهِدَ عُمْرَهُ     بِفِعاله   ،   و مَقالِه ،   و لِسانِ

*********

13- في رَبعِ"جِلَّقَ" كانَ مَولِدُ شَيخِنا     فِي ظِلِّ والِدِه ؛ الفتَى المُتَفَانِي

14- ولَدَته نَجْلةُ إبْرَهِيمَ الكُزبَري       هِيَ "عائشَةْ"؛ ذاتِ التُّقَى والشَّانِ

15- ونَشَا بِظلِّ الوالِدَينِ على الهُدَى     و على الصَّلاحِ ، وخَشيةِ الدَّيَّانِ

16- حَفِظَ القُرَانَ بِسِنِّ سَبعٍ مَعْهُ ما       كانَ   المُهِمَّ   ،     لِثُلَّةِ   الشُّبَّانِ

17- كَمَبَادِئٍ   لِقِراءة ، و كِتابةٍ       مَعَها   الحِسَابُ ؛   لِقُوَّة الأذْهانِ

18- وبِسِنِّ ثِنتَي عَشرةٍ ماتَ الوَلِي         و مَضَى لِبَاريهِ ؛ الوَلِي الرَّحْمَنِ

19- فَرَعَاهُ صالِحُ خالُهُ   مَعَ أمِّهِ         و تَعَهَّدَاهُ ،   بِرِقَّةٍ ،   و حَنَانِ

20- ولَدَى"أبِي الخَيرِ الخَطِيبِ" قَرَا الحَدِيـ

ـثَ ، وغَيرَهُ في دِقَّةٍ ، و مِرَانِ

21- و بِبَيتِ والِدِه ؛ فَمَكتَبَةٌ بَدَتْ         و حَوَتْ كُنوزَ العِلمِ و الإيمانِ

22- فيها نفائِسُ ؛ مِن عُلومٍ جَمَّةٍ         و مَعارِفٍ - بِقُطُوفِهِنَّ -   دَوَانِ

23- فغَدا يَعِلُّ الشَّيخُ عَذْبَ لِبَانِها         و يَعُبُّ   مِن سَلْسالِها النُّورَانِي

24- حفِظَ البُخارِيَّ الصَّحِيحَ ومُسْلِمًا       و بَقِيَّةَ السِّتِّ   الأُلَى ، كَجُمَانِ

25- عِشرِينَ ألفًا مِن بُيُوتِ الشِّعر قد     حفِظ الفَتَى ؛   بِنَبَاهَة ، و إرَانِ

26- شَمِلَتْ عَدِيدًا مِن مُتُون فُنُونِنا       لِعُلومِ دِينٍ ، مَعْ عُلومِ   لِسانِ

                                   *********

27- وعَقِيبَ ذاكَ تَفرَّغَ الشيخُ الفَتَى       لِلعِلمِ   - مَعْهُ -   عِبَادَةُ   الدَّيَّانِ

2

28- فغدا المُدرِّسَ للحديث مُرَبِّيًا       و مُوَجِّهًا   لِلناسِ ؛     لِلرَّحْمَنِ

29- بِدِمَشقَ في دارِ الحَديثِ وجامِعِ الـ   أُمَوِيِّ ؛ يَقْضِي   وَقتَهُ   بِقِرَانِ

30- و بُعيدَ نَبْذِ التُّرْكِ حُكمَ شَريعةٍ       و عَقيبَ ضَعفٍ   حَلَّ بِالسُّلْطانِ

31- مِن بَعدما استَولَى عَلَيهِ ثُلَّةٌ       مُتَعَلْمِنُونَ ؛   عِصَابَةُ الطُّورَانِي

32- وبُعيدَما شاعَت جَرائِمُ أحمدَ السـّْ     ـسفَّاحِ ، في شامٍ ، و غَيرِ مَكانِ

33- فإذا بِبَدرِ الدينِ   يَنصُرُ ثَوْرَةً       لِحُسَينِ مَعْ عَرَبٍ على الطُّغْيَانِ

                                   *********

34- وعَقِيبَ ما دَخلَ الفِرَنْسِيْ جِلَّقًا         و احْتَلَّ   سُورِيَّا   مَعَ   الشَّنَآنِ

35- فإذَا بـ "غُورُو" قادِمًا بِزِيارةٍ         لِلشيخِ   ،   أو   لِلقائهِ     بِمَكانِ

36- فأبى مُقابلةً   لهُ ، و زِيارَةً         بِعزيمةٍ   ؛     عُمَرِيَّةِ   الإيمانِ

37- و إذا بِشَيخِ الشَّامِ يُعلِنُ ثَوْرَةً         بِدُرُوسِه ،   ضِدَّ العَدُوِّ الشَّانِي

38- فدَعَا   بَنِي   سُوريَّةٍ   لِجِهادِه         و كِفاحِه ،   بِالقَولِ ،   أوْ بِسِنانِ

39- وكذا فَقدْ مَنَعَ التَّعامُلَ مَعْهُمُو         أو دَفْعِ   أيِّ   ضَريبَةٍ   لِلْجَانِي

40- وبِـ"مَيْسَلُونِ"المَجْدِ أرْسَلَ نَجْلَهُ         "تاجًا"، و"شَيخَ عَطًا" إلى المَيْدَانِ

41- و بعامِ أرْبَعةٍ وعِشرينَ انْتَوَى         شَيخُ الهُدَى ، في رِحلةٍ بِإرَانِ

42- مُتَجَوِّلًا في سُورِيَا ، مُتَنَقِّلًا         مَعَ   ثُلَّةِ   العُلَمَاءِ ،   و الخِلَّانِ

43- مُتردِّدًا بَينَ المَدائنِ والقُرَى           يَدْعُو   أهَالِيها   إلَى العِصْيَانِ

44- وإلى جِهَادِ فِرَنْسَةٍ وجُنُودِهَا           و مُسَانِدِيهم ؛ مِن ذَوِي العُدْوَانِ

*********

45- و يُقَابلُ الثُّوَّارَ يَنْصَحُ جَمْعَهُم         يَدعُوهُمو لِلصَّبرِ ، مَعْ   إيمانِ

46- و بجلق ، كانَ المُدِيرَ لِثَورَةٍ           طُلابُهُ   - فِيها -   بَنُو المَيْدانِ

47- فأمَدَّهُمْ بِسِلاحِهم ، و ذَخِيرَةٍ           سِرًّا ؛   فيَنْطَلِقُونَ   كَالبُرْكَانِ

3

48- أصْلَوا جُنُودَ فِرنسَةٍ   بِهَزائمٍ           فِي جَمِّ وَقْعَاتٍ ، و غَيرِ مَكانِ

49- أصْلَوهُمو نارًا ، وذاقُوا عَلْقَمًا           بِنِضَالِهم ، و كِفاحِهم ، و طِعَانِ

50- قد دَوَّخُوا جُندَ الفِرَنْسِينَ العُلُو         جَ بِصِدْقِهم ، و ثَبَاتِهم ، و تَفَانِ

51- مِن هَؤُلَا الأبطالِ خَرَّاطٌ حَسَنْ         ذاكَ الشَهِيدُ ،   بِحَوْمَةِ المَيْدانِ

52- ومُحَمَّدُ الأشْمَرْ كَذَا مِن ضِمْنِهِم         و سِوَاهُمَا   - كُثْرٌ- لَدَى التِّبْيَانِ

*********

53- يا سَيِّدي! طُوبَى لَكُم بِشَمَائلٍ           ضَاعَتْ كَمِثلِ المِسْكِ والرَّيْحَانِ

54- مِنَحٌ عِظامٌ، مَعْ فَضَائلَ جَمَّةٍ           أُعْطِيتَها ،   مِن ربِّكَ   المَنَّانِ

55- كُنْتَ المُحِبَّ لِرَبِّنا ورَسُولِنا           ولآلِ بَيتِ المُصْطفَى العَدْنَانِي

56- هذا، إلَى وَرَعٍ بَدَا وسَمَاحَةٍ           ومَعَ التُّقَى ، في السِّرِّ و الإعلانِ

57- قد كُنتَ صَوَّامًا وقَوَّامًا لِمَوْ           لَاكَ   العَلِيِّ   الواحِدِ     الدَّيَّانِ

58- وبِبَذلِ مالٍ كَمْ سَخَوْتَ لِمُعْوِزٍ           و لِثَورَةٍ ، و لِزَوْرِكَ الضِّيفانِ

59- قد كُنتَ بَينَ الناسِ نافِذَ كِلْمَةٍ           سَمْحًا مَهِيبًا مِثلَ ذِي السُّلْطَانِ

60- لَمْ تَخْشَ في ذاتِ الإلَهِ مَلَامَةً           مِن ناقِدٍ ، أو حاكِمٍ ، أو شَانِي

61- يا حامِيًا أهْلَ الكِتَابِ بِشامِنا           أعْني النَّصَارى مِن أذًى و طِعَانِ

62- أمَّنْتَ   ذِمَّةَ   رَبِّنا ،   و نَبِيِّه           بِرُبُوعِ   سُورِيَّا ،   إلَى   لُبْنَانِ

*********

63- رَبَّاهُ ! فارْحَمْ شَيخَنا، وتَوَلَّهُ           في قبْرِه بِالعَفْوِ ،   و الإحْسَانِ

64- و بِجَنَّةِ الفِرْدَوسِ أسْكِنُهُ غَدًا           مَعَهُ   أحِبَّتُهُ ،     بِكِلِّ   مَكَانِ

*********

4

*غريب القصيدة وشرحها:

"الروض السوسني بشرح قصيدة البدر الحسني"

(1) لدمشق: إلى مدينة دمشق.   *طر بي: سر بي مُسرِعًا كالطير. *أخا الأشجان: يا صاحبها. والأشجان ج شَجَن: الهَمُّ والحُزن، الحاجة الشاغلة.

*نقرا السلام: نُسَلِّم. *المِعْوان: كثير العَون والمساعدة، وقد عرف الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله بذلك.

(2) الرِّبِّيُّ: العالم الرباني التقي الصابر، ومنه قول الله تعالى: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير). آل عمران 146. *يُعزى: يُنسَب، ينتمي.

يوسف البيباني

هو يوسف المغربي بن عبد الرحمن المغربي، البيباني، بدر الدين الحسني 1279هـ: محدث كبير، وفقيه شافعي، وأديب له نظم حسن، هو والد محدث الشام الكبير محمد بدر الدين الحسني. ولد بمصر، ورحل رحلة واسعة، ثم سكن دمشق، وتوفي بها. كان حسن المُحاضرة، جريئا على الحكام.

*من كتبه: 1- "فتح القدير شرح مولد الدردير".

2- "التحديث عن نازلة دار الحديث" قصيدة في نحو 400 بيت.

وهو العلامة المحدث يوسف بن عبد الرحمن البيباني؛ بدر الدين، من كبار علماء الشام القادمين من المغرب، أصله من مدينة "مَرَّاكش" المغربية، وهو حسني النسب ينتمي إلى ذرية "الشيخ الجزولي" النسيب الحسيب صاحب "دلائل الخيرات" المحب لرسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، المتصل نسبه بسيدنا السبط الحسن بن علي عليهما السلام، وقد انتقل أحد أجداد الشيخ يوسف إلى "بيبان - البحيرة" في "مصر"؛ فوُلد فيها ابنه يوسف وإليها نسبته "البيباني". *ينظر: "الأعلام" للزركلي، 7/158، 8/237.

*ملاحظة وفائدتان مُهمَّتان: 1- الشيخ يوسف -"والد محدث الشام"- أعلم من ولده محمد بدر الدين بالحديث، وشيوخه أكثر؛ فقد أخذ عن أكثر من مئة شيخ في الشام ومصر والمغرب والحرمين؛ كما في فهرس الفهارس.

5

2- لُقب كل من الشيخ يوسف، وولده محمد -"محدث الشام"- بـ "بدر الدين"؛ كما في أعلام الزركلي.

(3) السيد الحسني: من السادة العلويين الأشراف أهل البيت عليهم السلام؛ من ذرية سيدنا الحسن عليه السلام. *سليل نبوة: من ذرية نبينا وحبيبنا محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. *المتأله: الولي الصالح المتعلق بالله تعالى. *الرباني: العالم الذي يوافق قولُه فِعلَه؛ العالم العامل.

ووالدته كذلك شريفة؛ فهي السيدة عائشة بنت الشيخ إبراهيم بن صالح المُنَيِّر الكزبري الحُسيني؛ فالشيخ بدر الدين حسني النسب من جهة الأب، وحُسيني النسب من جهة الأمِّ.

(4) ابن الجزولي: من ذرية الإمام الجزولي. *ذي الدلائل: صاحب كتاب "دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار- ط"، وهو كتاب شهير جدا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهو محمد بن سليمان الجزولي السملالي المغربي ت 870هـ؛ يقال: إنه توفي مسمومًا. هو فقيه وشيخ صوفي شاذلي من "سوس المراكشية" بالمغرب. والجزولة نسبة إلى قبيلة "جزولة" أو "كزولة" من بطون البَرْبَر. *الأعلام 6/151.

*من غدا: من أصبح. *شغفا: كثير الحُب جدا؛ قال تعالى في سورة يوسف: (قد شغفها حبا)؛ أي بلغ حُبُّها له شَغَاف قلبه؟!

*المصطفى: النبي والرسول المختار الذي اصطفاه الله نبيا ورسولا. *العدناني: المنسوب إلى جده الأعلى عدنان جد العرب.

(5) محدث الشام: عُرف الشيخ بدر الدين بـ "مُحدث الشام" بين العلماء في عصره وبعد عصره. *الجليل: العظيم. *المُنتقى: الصافي الخالص. *المغربي الأصل: أصله من مراكش بالمغرب، كما أسلفنا. *ذي الإتقان: في الإحسان في العلم والمعرفة.

(6) علامة الشام الكبير: كان الشيخ بدر الدين رحمه الله موسوعي المعرفة؛ فقد كان أكبر وأجل علماء الشام في عصره. كان عالما بالحديث، وفقيها شافعيا، له اليد الطولى في المنطق وعلم الكلام، والبلاغة، والأصول، والفلسفة، وله علم بالرياضيات والفلك.

وقد تخرج به عدد من علماء الشام الأجلاء؛ بل لا تكاد تجد عالما بالشام -طلب العلم في حياة تدريس الشيخ بدر الدين- إلا وقرأ عليه، أو استفاد منه؛ كما في "تشنيف الأسماع" للشيخ محمود سعيد ممدوح 1/283.

هذا، وقد كان الشيخ بدر شيخ الشام بلا منازع، كما كان رئيسها وزعيمها بلا مُنازع، وكان أمرُه الأمر؛ كما وصفه بذلك تلميذه العالم والأديب الكبير أديب الفقهاء وفقيه الأدباء أمير البيان الثاني الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه "رجال من التاريخ". *شيخ لدار حديثها: كان الشيخ بدر كأبيه شيخا لـ "دار الحديث الأشرفية" في "جامع سنان باشا" بدمشق حتى وفاته.

(7) هو المجاهد: في سبيل الله بعلمه وعمله في نشرهما، وبمشاركته في جهاد الفرنسيين الغَشَمَة المحتلين لسورية، هو وطلابه وبعض أسرته؛ فقد كان يمد المجاهدين المقاتلين لفرنسة بالسلاح والذخيرة والمُؤَن، وشارك بعض طلابه في معركة ميسلون بقيادة الشهيد البطل يوسف العظمة رحمه الله في 24 تموز/1920م، واستشهد بعضهم فيها، كما أرسل ابنه تاجا والشيخ عطا الكسم للمشاركة فيها. *قائد الثوار: زعيم الثوار السوريين من العلماء على فرنسة. ومن أول دخول الفرنسيين واحتلالهم سورية دعا الشيخ الناس إلى عدم دفع الضرائب لهم. *تحرير سورية من السرطان: جعلها حرة، وتخليصها من نير الاحتلال الفرنسي الغاشم.

(8) فهو الأب ... : لقد لُقِّب الشيخ بدر الدين بـ "الأب الروحي للثورة السورية" كما في أعلام الزركلي، وفي كتاب "الإسلام وحركات التحرر العربية" لأستاذنا د. شوقي أبو خليل رحمهما الله تعالى.

(9) حامي النصارى: من المعروف أن الشيخ بدر الدين حمى النصارى من انتقام بعض المسلمين بالاعتداء عليهم، وذلك بعد أن شجعت فرنسا غير المسلمين في دمشق على التطوع في جيشها ليعتدوا على الاحياء الإسلامية - ولا سيما في "حي الميدان الدمشقي- ولينكلوا بأسرى الثوار، وعدم معاملتهم أسرى حرب؛ بحجة أنهم عصابات خارجة على القانون؟!

وبعدما أنذرهم الثوار كثير، قام بعض الأهلين ممن طفح كيلهم، ونفد صبرهم فقاموا بمضايقة غير المسلمين في أحيائهم؛ فقام الشيخ بدر الدين بحماية أولئك النصارى المظلومين؟! *"الإسلام وحركات التحرر العربية" د. شوقي

أبو خليل 152، بتصرف. وكان من وصاياه - رحمه الله إلى قادة الجيوش العثمانية: ألَّا يُؤذوا أهل الذمة.

*أهل ذمة أحمد: من المعروف بداهة لكل مسلم أن اليهود والنصارى في بلاد المسلمين لهم ذمة الله وذمة رسوله، لا يجوز الاعتداء عليهم في أنفسهم وأموالهم وعباداتهم وكنائسهم وبِيَعهم، ومن فعل ذلك من المسلمين؛ فهو ظالم آثم عاص لله ورسوله. *مُجيرهم: حاميهم. *بشدائد الأزمان: أوقاتها العصيبة. (10) مذل غورو: مُهينُه. و"غورو": هو:

sghjjfjhg10402.jpg

هنري غورو

(1867- 1946م)

هو هنري جوزيف أوجين غورو، ضابط فريق "جنرال" فرنسي. قاد الحملة الفرنسية على مضيق الدردنيل عام 1915م حيث فقد ذِراعه اليُمنى. ثم عُين مندوبا ساميا في سوريا ولبنان ما بين (1919- 1923م)؛ فكان قائد الاحتلال الفرنسي فيهما. ومما ذكرته كتب التاريخ: أن الشيخ بدر الدين الحسني رفض مقابلة الفريق والمندوب السامي الفرنسي هنري غورو، - أول ما دخل دمشق- ومنع الناس من التعامل مع الفرنسيين، أو دفع الضرائب لهم. *"معجم أعلام المورد" منير البعلبكي 305، "الإسلام وحركات التحرر العربية" لشوقي أبي خليل 148.

ثم قابل المندوبَ الفرنسي لما جاءه؛ فقام المندوب للشيخ احتراما له، فطلب منه المندوب تهدئة الأوضاع في دمشق؛ فأجابه الشيخ بدر رحمه الله بعنف

8

قائلا: "لا تهدأ الثورة إلا بخروجكم، فقد تَمَدَّنَّا، جئتم حسب رأيكم لتمديننا، لقد تمدنَّا!! وما سمح للمندوب السامي أن يُكثر معه الحديث؟! *"الإسلام وحركات التحرر العربية" 148.   *الشنآن: البغضاء والحِقد الشديد.

(11) وهو المصنف ...: ذكر العلماء أن مؤلفات الشيخ فاقت الأربعين، بين كتاب ورسالة، لكن جُلَّها ضاع، وقد عددت أكثرها في ترجمتي الضافية للشيخ بدر الدين. *كجمان: مثل جوهر الجُمَان.

(12) حيوا معي البطل: سلموا معي على الشجاع المِقدام المجاهد. *عمره: طُول عُمره، بأقواله وأفعاله خدمة للإسلام.

(13) ربع: أرض، بَلَد. *جِلَّق: من أسماء دمشق الشام. *ظل والده: كنفه ورعايته. *الفتى: السيد الشجاع الكريم. *المتفاني: في حب الله ورسوله.

(14) نجلة: بنت. *إبراهيم الكزبري: هو الشيخ إبراهيم بن صالح المُنَيِّر الكُزْبَري الحُسيني: هو من وجوه دمشق، ومن العلماء الصالحين، صاهره عدد من أعلام علماء عصره. وزوجها الشيخ يوسف المراكشي البيباني "والد الشيخ محمد بدر الدين"- أنجب منها ولدين ذكرين هما: محمد بدر الدين الحسني، والشيخ محمد بهاء الدين الحسني. *"موسوعة الأسر الدمشقية" د. محمد شريف الصواف 3/274- 275.

وعائشة والدة الشيخ بدر الدين كانت صالحة شريفة ذات تقوى وحسب.

(15) نشا: نشأ وترعرع وتربَّى. *على الهدى والصلاح: على الإسلام والتقوى. *خشية الديان: خوف الله تعالى الذي سيحاسبنا يوم القيامة.

(16) ثلة الشبان: جماعة الشباب.

(17) مبادئ: بدايات العلوم المهمة. *الأذهان: ج ذهن، العقول.

(18) مات الولي: مات والده ووليه المحدث ش يوسف المراكشي البيباني. *مضى: ذهب. *ملاقاة: لقاء. *الولي والرحمن: من أسماء الله الحسنى.

(19) رعاه: رباه وتعهَّده. *صالح: هو الشيخ صالح بن إبراهيم المنير الكزبري الحسيني: خال الشيخ بدر الدين. *"موسوعة الأسر الدمشقية" 3/274. *تعهداه: ربياه وكَفَلاه. *الرقة: الرحمة واللُّطف. *الحنان: العَطْف.

9

(20) لدى: عند.         *الشيخ أبو الخير الخطيب

   (1247- 1308هـ = 1831- 1890م)

هو أبو الخير بن عبد القادر بن صالح بن عبد الرحيم بن محمد، الخطيب، الحسني، الشافعي. خطيب، ومدرس في الجامع الأموي. ولد بدمشق، ونشأ في حجر والده وكان أكثر انتفاعه به، كما أخذ عن بعض علماء دمشق. خطيب، ومدرس في الجامع الأموي.

درَّس في الجامع الأموي بين العشاءين، وتولى الخطابة فيه مناوبة بينه وبين بني المنيني وبني الأسطواني، وهو أول خطیب تولاها من آل الخطيب، وانتقلت إليه من بني المحاسني سنة 1287هـ، وهو الذي سعى إليها إلى أن وجهت عليه، ثم استمرت في عقبه، كما تولى التدريس في "مدرسة القلبقجية" التي سعى في عمارتها.

كان - رحمه الله- محبا للتصوف والحديث الشريف، يأمر بالمعروف والمواعظ الحسنة، اعتقده الكثيرون من الخاص والعام، وله حرمة عند العلماء والحكام، محبوب بين الناس.

*توفي يوم الخميس 3/ ربيع الأول /1308هـ، ودفن بمقبرة الدحداح بجنازة عظيمة. *"تراجم عبر التاريخ"، نقلا عن "تاريخ علماء دمشق في القرن 14 الهجري" للشيخ د. محمد مطيع الحافظ، ود. نزار أباظة.
*الحديث: علم الحديث. *في دقة: في إتقان. *مران: تمرن وتدريب وتعوُّد.

(21) بدت: ظهرت. *حوت: ضَمَّت وشملت. *كنوز العلم والإيمان: كتب العلوم الدينية وغيرها.

(22) نفائس: جمع نفيس ونفيسة؛ الشيء الغالي، ذو القيمة العالية. والمقصود هنا: كتب مهمة ونافعة، وربما بعضها نادِر. *جَمَّة: كثيرة. *معارف: ج معرفة، عِلم. *قطوفهن: ج قِطف، الشيء المقطوف؛ المقطوع من الفاكهة والخضراوات. والمعنى هنا مجازي. *دوان: ج دانية، قريبة.

(23) غدا: أصبح، صارَ. *يَعِلُّ: يشرب مرة ثانية، أو تِبَاعًا. *"المعجم الوسيط" 623. *عذب: حُلو. *لِبَانها: حليبها، وهو مجاز. ومن الأخطاء الشائعة قول بعضهم: هو أخوه بِلَبَن أُمِّه، صوابه: "هو أخوه بِلِبَان أمِّه". *يَعُبُّ: يشرب بكثرة. *السلسال: الماء العذب السهل المرور في الحَلْق.

(24) البخاري: صحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ت 256هـ. *مسلمًا: صحيح الإمام مسلم بن الحَجَّاج القُشيري النيسابوري رحمه الله ت 261هـ. *بقية الست: بقية كتب الحديث: هي سنن الأئمة: النسائي، وأبي داود، والترمذي، وابن ماجه. *الأُلَى: اللاتي. *كجمان: مثل جوهر.

(25) بنباهة: بذكاء وفطنة. *الإرَانُ: النَّشَاط.

(26) شملت: ضَمَّت. *عديدا: كثيرا. *متون: ج مَتْن، هو الظَّهْر للإنسان وغيره. وهو هنا المتن العلمي نثرا أو نظما؛ مثل: "الآجرومية" في النحو لابن آجرُّوم، والألفية لابن مالك في النحو، وهما شعر. وفي النثر، مثل: "متن الغاية والتقريب" لأبي شُجاع في الفقه الشافعي، و"متن نور الإيضاح" للشرنبلالي في الفقه الحنفي، وغيرهما. وفي المنطق: "متن السلم المُنورق" للشيخ الأخضري. *علوم اللسان: علوم اللغة العربية.

(27) عقيب ذاكَ: بعده مُباشَرةً. *الفتى: الشابُّ.

(28) مُربِّيًا: مُرشِدًا ومُوجِّهًا. *للرحمن: للدعوة إليه وإلى دينه الحنيف.

(29) بِقِرَان: أي يجمع بينهما؛ بين التدريس في دار الحديث الأشرفية، والجامع الأموي بدمشق.

(30) بُعيد: بعده بقليل. *نبذ: ترك ورمي. *الترك: بعض الأتراك. *حكم شريعة: تحكيم الإسلام في شؤون حياتهم. *حلَّ: نزل وأصاب. *السلطان: السلطان الحاكم العُثماني. (31) استولى: سيطر. *مُتعلمنون: مرضى مُصابون بسرطان العلمانية الخبيثة التي تفصل بين الإسلام والحُكم. *عصابة: جماعة. *الطورانيون: الأتراك العُنصريون المُتطرِّفُون.

(32) شاعت: انتشرت. *جرائم: جنايات وفظائع.

11

sghjjfjhg10403.jpg  

أحمد جمال باشا السفاح

(1872- 1922م)

هو الفريق "الجنرال" التُّركي أحمد جمال باشا الكبير السفاح: حاكم دمشق العثماني الظالم المُستبد البطَّاش السفاح. وهو من زعماء "حزب تركيا الفتاة" القومي العُنصري، و"جمعية الاتحاد والترقي"، وممن اشترك في الانقلاب على السلطان عبد الحميد عام 1908م، وكان والي بغداد سنة 1911م، ووزير الأشغال العامة سنة 1913م، ثم قائدا للبحرية عام 1914م، ثم تولى خلال الحرب العالمية الأولى منصب "القائد العام للجيش العثماني الرابع في سورية، وصار واليا وحاكما لدمشق وبلاد الشام عام 1915م، وهو صاحب الإعدامات في الشام وبيروت في عامي 1915و1916م بحق بعض زعماء القومية العربية، المؤيدين لثورة الشريف حسين العربية على الحكم العثماني، والتي عدها جمال باشا طعنة فاسية توجه إلى الإسلام والخلافة العثمانية من يد الشريف حسين المخدوع بالوعود البريطانية بإقامة مملكة عربية يتولى حُكمها وزعامتها، ومنذ ذلك الحِين لُقِّب بـ "السَّفَّاح". حكمت المحكمة العسكرية بتركية عليه بالإعدام غيابيا؛ بتهمة اضطهاد الرعايا العرب في الدولة العثمانية. ثم فر من تركية إلى ألمانية عام 1918م، فسويسرة، ثم اغتاله أرمنيان في تفليس "تبليسي" عاصمة جورجية، ودفن فيها، ثم نقل رفاته إلى أرضروم فدفن فيها. *"معجم أعلام المورد" لمنير البعلبكي 158- 159، "موسوعة المعرفة".

(33) ينصر: يُساعد ويدعَم. *ثورة لحسين: ثورة الشريف حسين بن علي العربية على طغيان الحكم التركي الطوراني حينها لبلاد الشام.

12

(34) دخل الفرنسي جلقا: دخل الاحتلال الفرنسي البغيض سورية وعاصمتها دمشق.      (35) قادما: مُقبلًا، آتِيًا.

(36) أبى: رفض. *بعزيمة عُمَرِيَّة: قُوَّة وهِمَّة كقوة سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه.

(37) يعلن ثورة: على الفرنسيين، يجهر بها. *الشاني: المُبغض الحاقِد.

(38) بني سورية: أهلها. *كفاحه: جهاده ومُقاتلته. *بالقول: بالدعوة والتحريض على قتاله ومقاومته. *السنان: نصل الرمح؛ كناية عن السلاح.

(39) منع التعامل معهم: مع الفرنسيين المُعتدين المُحْتَلِّين. *الضريبة: هي المَكْس، وكل ما تفرضه الحكومة على الشعب - من مال- غير الزكاة. *الجاني: المُعتدي. (40) معركة ميسلون: المعركة الشهيرة التي قامت في 24 تموز/1920م بين المجاهدين المسلمين في دمشق سورية، وكانوا نحو 8000 مقاتلا بقيادة الشهيد البطل يوسف العظمة رحمه الله، وبأسلحة بدائية بسيطة، وبين القوات الغازية الفرنسية بقيادة الفريق غورو وكانوا نحو 9000 مقاتل، ومعهم الطائرات والدبابات والمدافع، وراح ضحيتها مئات السوريين. وسببها أن غورو أرسل إنذارا شفهيا إلى الأمير فيصل "ملك سورية" يطلب منه قبول الانتداب الفرنسي على سورية، وحل الجيش السوري، ومطالب أخرى؛ فرفض الشعب السوري تلك المطالب، فأرسل غورو إنذارا خطيا إلى فيصل لقبولها؛ فاضطرت حكومة فيصل أن تقبلها، وأمر فيصل بحل الجيش السوري المُدرَّب؟! فرفض القائد يوسف العظمة أن يحله، ثم أُكرِه على حَلِّه. ومع قبول حكومة فيصل بمطالب فرنسا، وحل الجيش، إلا أن غورو أصرَّ على ضرب دمشق، ولما قيل له في ذلك، تذرَّع بأن رَدَّ فيصل لم يصله إلا مُتأخِّرا؟! أو: أنه لم تصله برقية فيصل بسبب قطع أسلاك الاتصال.

أما الشعب السوري فقد رفض هذا الإنذار، فأمر مُمثل فرنسة في لبنان الجيش الفرنسي بالزحف إلى دمشق صباح 21/7/1920م؛ فأعلن فيصل الجهاد، والتقى الجيش الفرنسي بكامل أسلحته بالمقاتلين السوريين بقيادة وزير الدفاع حينها يوسف العظمة في معركة بطولية غير متكافئة في 24/7/1920م. ودامت المعركة 3 ساعات أسفرت عن استشهاد يوسف العظمة و400 ممن معه من المقاومين السوريين، ونحو 1000 جريح، ومن الفرنسيين - حسب إحصائياتهم- 42 قتيلا، 154 جريحا.

كما تم احتلال مدينة دمشق، وإنزال العلم العربي ورفع العلم الفرنسي بَدَلَهُ، وفرض الحُكم العسكري، وإعدام جماعة من الوطنيين السوريين، وفرض جِزية كبيرة على المواطنين. وبمعركة ميسلون انتهت الحكومة العربية الفيصلية المُستقلة في سورية، بعد حُكم دام 4 أشهر وبضعة أيام، وأجبر فيصل على مغادرة سورية مع بعض وزرائه في 27/7/1920م. *ينظر: "الموسوعة العربية العالمية" 24/541، "سورية في قرن" لمنير الغضبان 46- 48، "الموسوعة الحرة ويكيبيديا".

*المجد: الشرف. *نجله: ابنه. *تاجا: هو تاج الدين بن الشيخ بدر الدين. *الشيخ عطا: الشيخ عطا الكسم. *الميدان: ساحة الحرب في ميسلون.

(41) انتوى: انتقل. *شيخ الهدى: شيخ الإسلام. *في رحلة: قام برحلة مع المشايخ وطلابه إلى بعض المدن والمحافظات السورية لإعلان الجهاد والثورة على الفرنسيين البُغاة، مما مهد للثورة السورية عام 1925م.

(42) متجولا: منتقلا من مكان إلى آخَر. *الخِلَّان: الأصحاب.

(43) مترددا: متنقلا. *المدائن: ج مدينة. *القرى: ج قرية، المدينة، والبلدة، والضيعة. ومن الخطأ الشائع: جعل القرية بمعنى الضيعة فقط، واللغة العربية والقرآن الكريم بخلاف ذلك؛ يقول الله تعالى: (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية) وهي مدينة أنطاكية. ويقول سبحانه: (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) وهما مكة والطائف.

*العصيان: التمرد والثورة على المحتلين الفرنسيين.

(44) مُسانديهم: مُساعديهم. *ذوو العدوان: أصحاب الاعتداء الفرنسيون.

(45) يقابل الثوار: يلتقي بالمجاهدين مقاتلي فرنسة. *جمعهم: جماعتهم.

(46) المدير: القائد. *لثورة: لثورة أهل الشام على المحتل الفرنسي الغاشم. *بنو الميدان: أبناء حي الميدان بدمشق.

(47) أمدهم: ساعدهم. *ذخيرة: عدة السلاح وحشوه ولوازمه. *ينطلقون: يخرجون مُسرعين. *كالبركان: مثله مُنفجرين مُشتعلين مُتحرِّقين غيظا على أعداء الإسلام الأعداء المحتلين.

(48) أصلوا: أحرقوا، أذاقوا. *بهزائم: ج هزيمة، هروب وفِرار، خسارة معركة. *جم وقعات: كثير من المعارك، والوقعات: ج وقعة.

(49) ذاقوا: أحَسُّوا وشعروا. *علقما: العلقم: شجر مُرُّ الطَّعْم. *نضالهم وكفاحهم: قتالهم ومُقاومتهم. *الطعان: الحرب.

*ملاحظة: من أراد معرفة بطولات الشعب السوري ضد المحتلين الفرنسيين الغُشم في كل المحافظات السورية فليقرأ كتاب "تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي" للأستاذ أدهم آل جندي رحمه الله فإنه سفر نفيس جامع مانع، شاف واف، ولم يكتب مثله في موضوعه فيما أعلم.

(50) دَوَّخُوا: حَيَّرُوا وتوَّهوا. *العُلوج: ج عِلْج، كل شديدغليظ جاف من الرجال، الحِمار. *"الوسيط" 621، وغالبا ما تستعمل وصفا لمقاتلي الكُفَّار. *ثباتهم: صبرهم على القتال وعدم فرارهم. *تفانٍ: بذل كل جُهد.

(51) من هؤلا: من هؤلاء، قُصرت لضرورة الوزن. *خراط حسن: هو:

sghjjfjhg10404.jpg

حسن الخَرَّاط

هو حسن بن محمد الخراط: شهيد، من أشهر المجاهدين في الثورة السورية عام 1925م. كان أُمِّيًّا فقيرا، عمل في الحِراسة. شارك في الثورة فأظهر في معاركها بدمشق وأطرافها جُرْأة غريبة. وكانت له عُصْبة اتَّخذت قريتي "عقربا" و"بيت سحم" مقَرًّا لها. جُرح مَرَّتين، واستُشهد بعدُ بمعركة مع

الفرنسيين قرب "يَلْدَا". ولمَّا استقَلَّت سورية سمَّت إحدى مدارسها الرسمية باسمه، ووضعت خُلاصة لسيرته يدرسُها الطلاب. *"الأعلام" للزركلي 2/221، بتصرف. *حومة الميدان: ساحة المعركة.

(52) محمد الأشمر: هو

sghjjfjhg10405.jpg

الشيخ محمد الأشمر

(1892- 1960م)

هو الشيخ محمد بن طه بن محمد الأشمر. مكي الأصل.

نزح أحد أجداده من الحجاز إلى قرية "سيجر" في حماة، ثم جاء جده منذ نحو قرنين إلى دمشق واستوطن حي الميدان منها، وكانت الأسرة تلقب بـ "آل رجب"، ثم لقبت بالأشمر أحد أجداده. *ولد محمد في حي الميدان الفوقاني بدمشق، ونشأ في بيئة دينية صالحة.

*كان في حوران فحضر، واشترك في معركة ميسلون، ثم عاد إلى قرية "الغارية الشرقية" من حوران فسكنها. ثم قاتل جيش الفرنسيين مع الحوارنة بعد قتل الفرنسيين الوزيرين علاء الدروبي وعبد الرحمن باشا. *بعد هدوء الأحوال في حوران، نزل الأشمر إلى دمشق وقرأ الفقه على الشيخ عبد القادر الشموط، وسلك الطريقة النقشبندية على الشيخ أمين الزملكاني الكردي، وكان يتردد بين حوران والشام.

16

وحين نشبت المعارك في جبل الدروز لزم الأشمر حوران. وإثر معركة المزرعة بعث وجهاء الدروز برسالة إلى الشيخ بدر الديت الحسني فيها أن بعض الحورانيين تطوعوا في الجيش الفرنسي، وصار الأخ يضرب أخاه! فجعل الشيخ الحسني الأشمر رسولا بين الفريقين، ونجح في مُهمَّته.

*ثم طلب الفرنسيون الأشمر فنزح من حوران إلى الأردن، واستقر بالرمثا، وبدأت معركة الغوطة فاتصل بفواز باشا البركات عميد آل الزعبي بالأردن وبعض زعماء الأردن، فأمنوا له الطريق من الإنجليز بعدم التعرض له في ذهابه وإيابه، وبدأ يهاجم مع بعض الأردنيين المخافر الفرنسية في درعا ليلا، ثم ينسحبون للأردن.

*ثم توجه سرا إلى الشام، وكان معه نحو 20 شابا من دمشق وحوران؛ فدخلوا الغوطة، وأقاموا في بساتين يلدا وبابيلا. ولدى انتهاء الثورة عاد إلى الأردن، واشترك في ثورة الأردن ضد الفرنسيين، وألفوا حملة من عربان الأردن والغوطة تقدر بـ 600 مسلح، وتمركزوا في درعا وتارة في اللجاة. وفي عام 1931م عاد إلى الوطن سورية بعد العفو العامّ.

*في عام 1936م التحق بثورة فلسطين على اليهود الصهاينة وظل يجاهد ثمة حتى انتهاء الثورة فعاد إلى الأردن، ثم عاد إلى دمشق.

*اشتهر بالتقوى والصلاح والثبات على الحق والوطنية. *لقي وجه ربه في 3/3/1960م. *"تاريخ الثورات السورية" لأدهم الجندي 561 بتصرف.

*كثر: ج كثير. *لدى: عند. *التبيان: التوضيح.

(53) طوبى: كلمة مدح بمعنى هنيئا، أو شجرة في الجنة. *شمائل: أخلاق حسنة. *ضاعت: فاحت. *المسك: من أطيب أنواع العطر. *الريحان: نبات طيب الرائحة، معروف.

(54) منح: ج منحة، عطايا إلهية، وإكرام ربَّاني. *عظام: ج عظيم، كبير. *المنان: كثير الفضل والعطاء، من أسماء الله الحسنى.

(56) الورع: شدة التقوى. *بدا: ظهر. *السماحة: الكرَم. *التقى: التقوى.

17

(57) صواما: كثير الصوم. *قواما: كثير قيام الليل. وقد عرف الشيخ بدر الدين بكونه يصوم الدهر، ويقوم كثيرا من الليل. *مولاك: سيدك.

(58) بذل: إعطاء. *سخوت: كنت كريما جدا. *المعوز: صاحب العِوَز، شديد الحاجة والفقر. *لثورة: للثورة السورية على المستعمر الفرنسي. *زورك: زُوَّارك، ج زائر؛ في الحديث الشريف: "وإن لزورك عليك حَقًّا". *الضيفان: ج ضيف، الزائر.

(59) نافِذَ كلمة: مَسْمُوعَها، مُطاعها، يُطيعك الناس؛ لشدَّة ثقتهم بِكَ.

*سمحا: كريما. *مهيبا: يهابك الناس ويُجلُّونك لعلمك وتقواك وشَرَفك. *مثل ذي السلطان: كالحاكِم؛ لكن الحاكم يُطاع رهبة غالبا، أما العلماء فيُطاعون رغبة ومحبة لهم. قال الشاعر:

إن الأكابر يحكمون على الورى       و على الأكابر تحكم العلماءُ

(60) لم تخش: لم تَخَف. *في ذات الإله: لأجل الله تعالى، وفي سبيل دينه. *ملامة: لوما وعتابا وذمَّا. *ناقد: مُنتقِد. *شاني: مُبغض، حاقِد.

(61) الحامي: المُحافظ، المُدافع عن غيره. *أهل الكتاب: اليهود والنصارى. *أذى وطعان: إساءة وحرب.

(62) أمَّنتَ ذِمَّة ربنا ...: جعلت أهل ذمة الله ورسوله "اليهود والنصارى". *بربوع سورية: في نواحيها، ولا سيما دمشق؛ كما بينَّا.

(63) رباه: يا رب. *توله: اكفله، ارعَهُ. *العفو: المغفرة. *الإحسان: الإكرام والإنعام. *جنة الفردوس: أعلى درجات الجِنان. *غدًا: يوم القيامة. *أحبته: ج حبيب، أحبابه وطلابه.

وسوم: العدد 1040