الشيخ العلامة الشهيد محمد عبد الحكيم الربيعي

ghfjh1048.png

(1351هـ - 1933م) / ( 1417هـ- 1996م)

بلوشستان في إيران.

 

   هو الشيخ العلامة الشهيد محمد ملا عبد الحكيم الربيعي أحد أبرز دعاة أهل السنة والجماعة في إيران، ومن قادة جماعة الدعوة والإصلاح التي تتمثل فكر ومنهج الإخوان المسلمين.

المولد، والنشأة:

   أبصر الشيخ العلامة "محمد ربيعي" ابن المرحوم "ملا عبد الحكيم" النور في سنة 1351 من الهجرة، الموافق 1933م في قرية "دره اسب" من فروع مديرية "ديواندره" في إيران، ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين.

الدراسة، والتكوين:

   وتعلم محمد الربيعي القرآن من أمه في الخامسة من عمره، ودرس العلوم الابتدائية من النحو والصرف على أبيه وعمه الكريم "ملا محمود الربيعي"، ثم تابع بعد وفاتهما دراسة العلوم الشرعية على أساتذة آخرين في إيران والعراق.

   وفي الثاني عشر من عمره أقبل على الكتابة، فكان يكتب الوقائع والذكريات اليومية في قالب الشعر والنثر.

   وبعد تعلم العلوم الابتدائية كان يتردد إلى الأستاذ العالم الشيخ السيد "علاء الدين الحسيني" من "قشلاق سفيد" من نواحي "ديواندره" لدراسة العلوم العالية، حيث بادر في تلك السنين إلى تعلم رسالة "ايساغوجي" وترجمتها إلى الفارسية.

   ولما كان الأستاذ "علاء الدين الحسيني" شديد الرغبة إلى الأستاذ "الربيعي" اقترح عليه تزويجخ ابنته، فتزوج "صغرى" بناته، وكان أول زواج له في حياته.

   كان -رحمه الله- يملك صوتاً حسناً رائعاً، وقد نال هو والأستاذ عبد الباسط محمد عبد الصمد معاً المرتبة الثانية (بعد الشيخ محمود الفخري) من مجموعة 22 من القراء في المسابقات الدولية المنعقدة في باكستان سنة 1966م ، وصار نائب القارىء العالمي؛ ثم رجع بعد إنهاء المسابقات إلى ايران، وتولى إجراء برنامج ديني في الإذاعة باللغة الكردية، وتعليم القرآن الكريم وتجويده في مسجد عماد الدولة ومدرسة "اردبيلي ها".

   شارك الأستاذ "الربيعي" مع سائر كبار العلماء في كردستان مثل العلامة "احمد مفتي ‌زاده" رحمه الله، والدكتور "مريدي"، والدكتور "بقا سيد الشهدايي"، والشعب الکردي المتحمس في كرمانشاه وسائر مدن كردستان في الثورة ضد السلطة الحاكمة، جادين، باذلين جهودهم في سبيل الوصول إلى حكومة دينية، واستئصال جذور اللا دينية من البلاد.

   إلى جانب مهمته في الإذاعة تولى الشيخ -رحمه الله- منصب إمامة الجمعة والخطبة في جامع الإمام الشافعي في "كرمانشاه"، وأقبل الناس في "كرمانشاه" في عهده إلى هذا الجامع إقبالاً مشهوداً لمحبتهم وإعجابهم بمرتبة الشيخ "الربيعي" حيث وقف الناس لأداء الجمعة في الشوارع، وكانوا يلجؤون إليه لحل مشاكلهم.

مؤلفاته:

   وقد خلف الأستاذ من بعده مجموعة قيمة من المصنفات، فألف أولا: كتابا سماه "آيينه اسلام" باللغة الفارسية حيث وقع موقع قبول من المسلمين.

وألّف كذلك "الباقيات الصالحات" في 8 مجلدات.

و"مالكيت در اسلام" (هذه الكتب كلها مكتوبة بالفارسية).

   وكان الشيخ "الربيعي" شاعراً حيث أنشد أبياتاً باللغة الفارسية والعربية والكردية في موضوعات معرفة الرب والمدح والعرفان والسياسة.

   وقد دونت هذه الأشعار في ديوانين:

- "جهار فصل"

-و"ارديبهشت" ولكنهما لما يطبعا.

وتبلغ أبيات ديوان "جهار فصل" إلى 4000 بيتاً.

استشهاده:

   وقد استشهد العلامة محمد "الربيعي" - رحمه الله- في الثالثة والستين من عمره ليلاً في 21/7/1417 من الهجرة/ الموافق 1996م في حادث غامض جاء في سلسلة اغتیالات بحق العلماء والمفكرين.

   وأعلنت الحكومة في ذلك الوقت سبب الوفاة أنها كانت نوبة قلبية، ولكن اتضحت الحقيقة – بعد كشف اللثام عن الاغتيالات المسلسلة التي كانت من برامجها وخططها قتل كبار الشخصيات الدينية والسياسية لأهل السنة.

   إن وفاة الأستاذ "الربيعي" لم تكن بالموت الطبيعي، بل كانت شخصيته العلمية المخلصة والصادقة من ضحايا هذه الخطط المشؤومة الخبيثة.

   وهكذا قد قضى الأستاذ "الربيعي" - رحمه الله - حياته الطيبة كلها في سبيل الخدمة لمسلمي "كرمانشاه"، ولا تخلو صحيفة حياته من حلقات درس أو وعظ أو تصنيف كتاب أو إنشاد أبيات من الشعر في موضوعات مختلفة.

   وقد ترك لأهل السنة وخاصة لمسلمي "كرمانشاه" الذين نصروه، وعزروه طيلة حياته مجموعة طيبة من التصانيف، وترك من ورائه كثيراً من النشاطات التي قام بها في حياته لأحبته وتلاميذه.

     ومن أهم الأعمال التي قام بها فضيلته في حياته:

1- تأليف مجموعة كبيرة من الكتب حيث مرّ ذكر بعضها.

2- مجموعة من الأشرطة التي سجلت فيها خطب الأستاذ ومواعظه.

3- النشاط لإحياء اللغة والثقافة الكردية.

4- النشاط لإحياء الفكرة الإسلامية الصحيحة، ومكافحة البدع والخرافات والشركيات.

5- إنشاد ديوانين من الشعر باللغات الثلاثة (مرّ ذكرها سابقاً).

6- فكرة إنشاء مكتبة كردية وطنية، وتدريس بعض اللغات العالمية مثل الإنجليزية.

7- دعوة كبار علماء العالم الإسلامي للتدريس في جامع الإمام الشافعي.

8- النشاط في سبيل حرية البيان والرأي.

9- مكافحة الفساد السياسي والاستبداد الفردي.

10- إنشاء مؤسسة خيرية لمساعدة الفقراء والأيتام والأيامى.

طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه.

مصادر الترجمة:

1-موقع أهل السنة في بلوشستان.

2- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1048