مو يان... الأديب الصيني الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام ‏2012‏‏

مو يان... الأديب الصيني

الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام ‏2012‏‏

أسلوب مميز في الواقعية المُهلوسة المستندة للموروث الشعبي

عباس جواد كديمي

[email protected]

دائما ما تجذب جائزة نوبل الأنظار وتركزها كل عام على شخصيات معينة تنال هذه الجائزة بمختلف فروعها. ونفس الشيء حدث هذه المرة، عندما أعلنت الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة، في الحادي عشر من أكتوبر، عن اسم الفائز بها في مجال الأدب، وهو الكاتب الصيني مو يان. كان الإعلان هو الإشارة التي جذبت الأنظار والاهتمام وركزتها على مو يان وأعماله الأدبية خصوصا، والأدب الصيني عموما. الأدب الصيني قديم يعود تاريخه لآلاف السنين؛ وكما هو الحال مع آداب الأمم الأخرى، نشأ هذا الأدب وتطور على مراحل مختلفة، ظهرت فيها أعمال وأسماء تتنوع في درجات تقييمها وأهميتها ودورها المحلي والإقليمي والعالمي. وبسبب عوامل تاريخية وجغرافية وسياسية واقتصادية، كانت الصين لفترة طويلة، معزولة تقريبا عن العالم الخارجي، ولأن اللغة الصينية محصورة هي الأخرى بنطاق هذا البلد، ولكونها ذات رموز صوتية معقدة لا يعرفها إلا أهلها، وليست حروفا هجائية كما هو الحال مع العربية والإنجليزية، ظل الأدب الصيني محصورا هو الآخر، مُغيّبا عن أعين العالم الخارجي. ولحسن الحظ، أن هذا الحال تغير كثيرا، ونما كل شيء في الصين وتطور، ومنه المجالات الأدبية والثقافية. لقد ازدادت أعمال الترجمة وتعززت لكل لغات العالم، وبات الأدب الصيني مقروءا في معظم لغات الدنيا. ورغم عمر الجائزة الطويل، نحو قرن من الزمان، لكن الصينيين ظلوا محرومين منها، للأسباب المذكورة أعلاه، وأسباب غيرها. وبإعلان فوز الأديب الصيني مو يان بجائزة نوبل لهذا العام، لن يعرف العالم المزيد عن أعماله الأدبية فحسب، بل ستتركز الأنظار أيضا على المزيد من الأدب والتراث الصيني، والعكس صحيح، حيث سيزداد شغف الصينيين بالأدب العالمي، وينهلوا منه الكثير، خاصة الجيل الجديد المُحتاج جدا لإنعاش روحه الثقافية وسط عالم مادي يأخذه عميقا في عالم تكنولوجيا المعلومات.

من هو مو يان

ولد في 18 فبراير عام 1955، لعائلة فلاحية بقرية قاومي التابعة لمقاطعة شاندونغ ذات الأرياف الشاسعة شمال شرقي الصين، والتي اتخذها الكاتب الروائي فضاءً لمعظم أعماله. اسمه الأصلي هو قوان مو يي، ثم حمل اسما مستعارا لازمه حتى الآن، وهو مو يان، ويعني باللغة الصينية "لا تتحدث". و"لا تتحدث" هذه هي تحذير من والديه، بضرورة صيانة لسانه في فترة صباه، خلال الثورة الثقافية(1966-1976)، التي كان أي حديث خلالها قد يعتبر انتقادا للمسئولين آنذاك. ومهما كان نوع التأثير الذي فرضته تلك الفترة عليه، فإنها ساهمت في تمهيد الأرضية له ليبني عليها أفكاره ومصادره الروائية. 

وبسبب الأوضاع الاقتصادية للعائلة والقرية، وخلال فترة صعبة من تاريخ الصين السياسي، اضطرّ لترك الدراسة وهو في الابتدائية، وعمل راعيا للمواشي، ثم انخرط في عمل بمصنع للزيوت، ثم التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية عام 1976 وهو في مطلع العشرين من عمره. بدأ شغفه بالقراءة والكتابة في سنوات خدمته العسكرية، وظهرت أولى محاولاته في مطلع الثمانينات عندما نشر في مجلة أدبية، أول قصة قصيرة بعنوان "أمطار هاطلة في ليلة ربيعية". تأثر بالأدب الصيني الكلاسيكي المستند إلى الموروث الشعبي، لا سيما الروايات الكبرى، "أبطال على شاطئ البحيرة" و "رحلة إلى الغرب" و"حلم القصور الحمراء"، وكان لها أثر في تكوين قاعدته الأدبية. وتأثر أيضا بالواقعية الاجتماعية للأديب الصيني الراحل ليو شيون(1880-1936)، وبالروائي الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز والكاتب الأمريكي وليام فولكنر. تميز أسلوبه بالواقعية الشديدة، وبسبب خلفيته العائلية والجغرافية، حيث عاش طفلا وفتى محروما يشعر بفقر وحرمان العائلة والقرية وما حولها، وبسبب تلك الوحدة العبثية القاتلة، أخذ يشعر منذ البداية بأن التواصل مع الآخرين هو الطريقة الأمثل لقضاء الوقت الثقيل الرتيب. ويقال إنه كان يتحدث مع نفسه مُهذّبا إياها، ويقص القصص على المواشي التي يرعاها، ويؤكد حتى يومنا هذا على أن الرواية هي حكاية القصص، والسرد الروائي – القصصي هو جوهر وهيكل أي عمل روائي. تركزت أعماله على رفض وانتقاد مظاهر اجتماعية بغيضة، كالفساد والتجاوزات والطمع والجشع والظلم الاجتماعي، وجمع بين النقد اللاذع والكوميديا الساخرة السوداء، والرواية الأسطورية التاريخية.

بداية أعماله الأدبية، وأبرزها

في عام 1986، نشر أول عمل ناضج هو رواية بعنوان "الفجل الشفاف"، تُرجمت إلى الفرنسية عام 1993. وفي عام 1987، ظهرت روايته "السرغوم الأحمر" أو الذرة الحمراء الحلوة، التي أكسبته شهرة أكبر بين القراء الصينيين والأجانب. وله العديد من الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات(ثلاث منها ستنشر هذا الشهر)، والكثير من المقالات المختلفة الأنواع والأهداف. ويمكن ذكر بعضها بإيجاز، وهي:

1- السرغوم الأحمر، أو الذرة الحمراء الحلوة. وهي رواية كُتبت عام 1987، وترجمت للإنجليزية عام 1993. وتتحدث عن ثلاثة أجيال من عائلة فلاحية ومعاناتهم من الواقع المرير في أرياف البلاد خلال فترة الغزو الياباني للصين خلال الحرب العالمية الثانية. ويروي الكاتب الأحداث بأسلوب استرجاع أحداث الماضي وربطها بالحاضر، على لسان صبي ينقلها عن جدته التي تحولت لبطلة شعبية حينئذ، بفضل جهودها لمساعدة المقاومة الشعبية لطرد الغزاة اليابانيين، ولكنها تلقى حتفها برصاص الجنود اليابانيين، بعد اكتشاف أمر نقلها مؤنا غذائية لرجال المقاومة. وتشير الرواية إلى حقيقة أن اليابانيين لم يكونوا وحدهم السبب وراء المعاناة الرهيبة لسكان الأرياف في الصين آنذاك، بل أن ملاكي الأراضي القساة والإقطاعيين وعصابات الإجرام، قد أظهروا قسوة وحشية تجاه الفلاحين، الذين كانوا يعانون الأمرّين إلى أن تنمو محاصيلهم، خاصة الذرة الحمراء الحلوة، وتترعرع، فيأتي من ينهبها أمام أعينهم، وهم بلا حول ولا قوة. إنها رواية تحكي معاناة إنسانية في ظل ظروف في غاية القسوة. ويعطي الكاتب مو يان وصفا دقيقا لأحداث لم يعايشها أبدا، ولكنه يرويها بشكل حيوي نابض يتحرك على صفحات روايته، حيث يصف وحشية الغزاة اليابانيين ضد الفلاحين الصينيين، إضافة إلى وقائع حياتية سادتها اتهامات ظالمة جدا بين الصينيين أنفسهم. وما زاد من شهرة هذه الرواية أنها تحولت لفيلم سينمائي، أخرجه المخرج المشهور تشانغ يي مو عام 1978، وحقق نجاحا كبيرا.

2- أغاني الثوم الشعبية. ظهرت عام 1988، وترجمت للإنجليزية عام 1995. تركز الرواية على فترة الثلاثينات من القرن العشرين، خاصة في الأرياف الفقيرة، حيث كان الفلاحون يعيشون حياة رتيبة بلا أدنى تغيير لمئات السنين، ويضطرون تحت رحمة الظروف وجور الإقطاعيين وملاكي الأرض، إلى زراعة محصول واحد هو الثوم، ولا غيره. وبعد المعاناة القاسية في مختلف الظروف، يبلغ ظلم الإقطاعيين مدى وحشيا بأن يتذرعوا بحجج كاذبة ويمتنعوا عن شراء المحصول، فيبقى في حقوله أو بمخازنه المهلهلة، ويتلف، فتتلاشى معه جهود وآمال وتطلعات الفلاحين المُعدمين. وهذه الرواية بالذات، اختارتها السكرتارية الدائمة للأكاديمية السويدية التي تمنح جائزة نوبل للآداب، لتكون المنفذ أو البوابة لأعمال الأديب مو يان. 

3- جمهورية النبيذ. ظهرت عام 1992 وترجمت للإنجليزية عام 2000. إنها رواية نقدية لاذعة، تتحدث عن علاقة الصينيين بالطعام والشراب، ويهاجم فيها الروائي مظاهر الفساد الحكومي والتجاوزات والشره. وينتهج فيها الكاتب أسلوب سرد يعتمد على خيوط روائية يضعها بيد شخصية محقق عدلي يقوم بجولة في الأرياف البعيدة التي يطلق عليها الكاتب تسمية"جمهورية النبيذ"، للتحقيق في مزاعم حول انتشار ظاهرة أكل لحوم البشر. وخيوط أخرى يضعها الكاتب عبر سلسلة رسائل يتم تبادلها بين الكاتب نفسه، وبين كاتب طموح هو أحد المتابعين المخلصين لأعماله.

4- يا سيّد، ستفعل كل شيء من أجل الضحك. إنها مجموعة قصص قصيرة تغطي فترة عقدين من الزمان، وتشمل قصصا كوميدية وأخرى تراجيدية عبر أساليب الخيال والأساطير الخرافية. مجموعة القصص هذه تتحدث أيضا عن الواقع المرير في أرياف الصين حيث كان الناس يضطرون لسد جوعهم بأكل التراب والفحم، ومنهم من يضطر لبيع طفل يُذبح ويُقدّم على موائد الأغنياء. ومن عناوينها: طفل الحديد، والطفل المتروك، وقصة حب، وإنسان ووحش، والعلاج، وحديقة شين، والكلب الأبيض، وغيرها.

5- أثداء كبيرة وأوراك عريضة. كُتبت عام 1996، وصدرت بالإنجليزية عام 2005. وصفها الكاتب نفسه بأنها الأقرب إلى نفسه، والجديرة بالقراءة حقا. توصف هذه الرواية بأنها مناصرة للمرأة، في مجتمع كانت المرأة فيه مغلوبة على أمرها تماما. فيها صورتان للثدي؛ الصورة الأولى تظهر عندما يطلق جنود يابانيون غزاة النار على سيدة كبيرة السن ويتناثر ثديها. والصورة الأخرى تظهر في مخيلة فتى يستذكر ثدي أمه. وتركز عن فتاة يموت والدها برصاصة من جندي ألماني، وتنتحر أمها بعده، وتتركها تحت رعاية عمّتها. تنمو الفتاة وتترعرع، ثم تتزوج من شخص عديم الفائدة، فتلجأ لتكوين علاقات متنوعة، ينجم عنها ثمانية أطفال، منهم طفل مدلل يكبر ولا يظهر أية صفات رجولية، بل يبدو ضعيفا، قد تعمّد الكاتب مو يان لجعله بهذه الصفات لغاية في نفسه، وهي إظهار جوانب قوية في الشخصيات النسائية. هذا الشاب المدلل لا يرى في ثدي المرأة إلا الحليب الذي رضعه، ولا شيء آخر. لقد جعله كاتب الرواية يرضع أولا من ثدي أمه، ثم من ثدي ماعز، وبعدها من قنينة حليب أطفال (رضّاعة)، ويستذكر هذا الفتى حلمة الرضاعة، ولا يكاد يجد فرقا بين كل الحلمات؛ ويراها مجرد حلمة لمص الحليب. قال هوارد غولدبلات، البروفيسور المتخصص بتدريس الأدب ولغات شرقي آسيا في جامعة نورتدام بولاية إنديانا الأمريكية، والمترجم المحنك الذي تولى ترجمة كافة أعمال مو يان من الصينية إلى الإنجليزية، إن مو يان قال له: "بإمكانك أن تترك كافة أعمالي، إلا هذه الرواية. فقد كتبت فيها عن التاريخ والحرب والسياسيين والمعتقدات الدينية والجوع والحب والجنس."

6- رواية الضفدع. وتتحدث عن سياسة تنظيم الأسرة في الصين، وما يرافق تطبيق هذه السياسة من معاناة تتعرض لها المرأة، خاصة إذا أنجبت بنتا في مجتمع شرقي تقليدي يفضل الذكور على الإناث. 

7- الحياة والموت ترهقاني كثيرا. هذه الرواية هي آخر ما تمت ترجمته للإنجليزية من أعمال الأديب، وحظيت بإقبال كبير في الغرب. كتبها الأديب خلال فترة قصيرة لم تزد على ثلاثة أشهر، وتتحدث عن معاناة الناس خلال فترة الثورة الثقافية في الصين، وما رافقها من تطبيقات قاسية جدا، فرضت تأثيراتها على البشر وعلى البلاد عموما. إنها تبدأ عام 1976، نفس العام الذي مات فيه ماو تسي تونغ، الذي أعلن الثورة الثقافية في البلاد. وتتحدث عن وباء محيّر يظهر بين حيوانات قرية قاومي، مسقط رأس الكاتب في مقاطعة شاندونغ.

8- رواية صوت الضربة POW!. تتناول هي الأخرى الأوضاع في أرياف الصين. إنها رواية حديثة للكاتب، وهي عبارة عن سرد روائي مزدوج، يظهر فيها راهب بوذي عجوز وهو يستمع لحديث من راهب مبتدئ لا يزال يعيش في طفولته رغم صباه، حيث يكشف مأساة عائلية تتركز على علاقات فاسدة وشراهة وجوع. سيتم نشر هذه الرواية بالإنجليزية العام القادم، من قبل مطبعة جامعة شيكاغو الأمريكية، حيث أشار الناشرون إلى أن الرواية تتميز بسردية واقعية فريدة، وهي غوص في عالم اجتماع الأوهام والخيالات والانطباعات البصرية التي تبدو وكأنها شاشة تندفع صورها نحو القارئ بزيادة هائلة في الحجم. وهي مماثلة لأسلوب الروائي الألماني غونثر غراس.

وهناك روايات أخرى مثل "موت في غابة الصندل" التي كتبت عام 2004، وسيتم نشر ترجمتها الإنجليزية العام القادم. ورواية "واحد وأربعون قنبلة"، و"تغيير" التي كتبت عام 2010. إضافة للكثير من المقالات المتنوعة.             

الطريق إلى جائزة نوبل

في عام 2011، نال هذا الأديب أعلى جائزة أدبية في الصين هي جائزة ما دون للآداب، عن روايته "الضفدع". رغم ذلك، لم يصل لمستوى الكاتب الأبرز لا في مجال السمعة الأدبية ولا بمبيعات الكتب. في عام 2009، نال مو يان جائزة مرموقة هي جائزة نيومان الأمريكية، للأدب الصيني. هذه الجائزة تمنح كل سنتين"اعترافا بالإنجازات البارزة في المجالات الأدبية، خاصة تلك التي تسجل حالات إنسانية بأسلوب أدبي مميز." وترشحت رواياته، خاصة "أثداء كبيرة وأوراك عريضة" للعديد من الجوائز الأدبية، الأمر الذي أكسبه شهرة واسعة في المحافل الأدبية والأكاديمية، ومعارض الكتب الدولية.

أما السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية في ستوكهولم، السيد بيتر إنجلند، فقد أشار إلى مزايا خاصة بهذا الأديب، أهّلته لنيل الجائزة الأدبية الأبرز في العالم لهذا العام، حيث قال: "إنه أديب يستخدم الواقعية الجريئة ويمزجها مع الموروث الشعبي والتاريخ والمعاصرة." وأشارت الأكاديمية في بيان تقديم الجائزة إلى: "أن هذا الروائي يمزج بين الخيال والواقع، ووجهات النظر التاريخية والاجتماعية، ليخلق عالما يرسم صورة مماثلة للصور التي أبدعها كتاب كبار أمثال وليام فولكنر وغابريل غارسيا ماركيز."

أما هو شخصيا فيقول عن سبب اختياره لنيل هذه الجائزة الكبيرة: "اعتقد أن السبب هو كون أعمالي تقدم صورا من الحياة بأسلوب فريد ذي خصائص صينية، وتروي قصصا من وجهة نظر أناس عاديين، متجاوزة الاختلافات بين الأمم والأعراق."

وتأتي هذه الجائزة الأبرز عالميا، في وقت باتت فيه الصين بأمس الحاجة لتعزيز تواصل مواطنيها مع الموروث الثقافي العريق للأمة، بعد أن فعلت الطفرة الاقتصادية الكبيرة والسريعة جدا، فعلها في إبعاد المواطنين عن الموروث الروحي، والاقتراب أكثر من الماديات الحياتية. ومما لا شك فيه أن الزخم الثقافي الناجم عن هذه الجائزة الكبيرة، سيكون له أثر إيجابي فعال، ولكنه لن يستمر طويلا، وهو ما توقعه الأديب مو يان نفسه. لذلك، هناك حاجة ماسة لبذل المزيد من الجهود في الصين لتعزيز الجانب الثقافي الروحي، في وقت أصبح فيه أدبها تحت تركيز أنظار العالم، وهذا يعني أن الأدب العالمي سيغدو هو الآخر تحت أنظار الصينيين. الأمر الذي يحتم ضرورة الاستعداد للفرص والتحديات في آن واحد، لأن تلاقي الأفكار الحضارية، فرصة رائعة بحد ذاتها، ولكنها تحمل معها احتمالات التناقض والاختلاف.