الشيخ احمد الحصري (6)

بين السياسة والتغيير

الشيخ أحمد الحصري

عبد المعز الحصري

[email protected]

مقدمة: قال الشيخ حسن خطاب (1) :  الشيخ احمد الحصري شيخ كامل .قال الشيخ الدكتور نور الدين عتر"   الفراغ االذي تركه الشيخ يلزمه عشرة من العلماء العاملين ليملؤوه "،

   له همم لا منتهى لكبرها      وهمته الصغرى اجل من الدهر

 يقول الشيخ وصفي المسدي :هذه مدرسة العلامه العارف بالله ابو النصر خلف الشافعي التي خرجت العلماء الفقهاء العارفين بالله امثال بركة حماة سيدي محمد الحامد وبركة اللاذقيه سيدي يحي بستنجي وبركة المعرة سيدي احمد الحصري وبركة حلب سيدي محمد النبهان وسيدي عيسى البيانوني>…..

السياسة عند الشيخ احمد الحصري – رحمه الله-

اتسمت سياسة الشيخ بفهمه الدقيق لسياسة الوقت الراهن ومايناسبه ، بما فيه  صالح البلاد والعباد ، مقتبسا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في معاجته للامور الدقيقة والصعبة والحرجة حرصا من الشيخ على طهر الامة ونقائها ووحدتها وحقن دمائها ، فكان يعالج المواقف الصعبة ويحسم أمرها بسرعة وحكمة فلايدع لعبث العابثين أمرا بل يبتر مخططاتهم من الجذور باقناعه للمسوؤلين في المعرة وغيرها ، وقد التقى الشيخ بأحد الرؤساء وكان هذا غاضبا على الحركة الاسلامية فقال له الشيخ :" أنتم بموقع القيادة والقوة للدولة فينبغي الأخذ بما فيه الرحمة من تخفيف المعاناة ومص الصدمة " .

 كان سيدي الوالد الشيخ- رحمه الله – يدير سياسة المعرة بحنكته وفطنته طبقا لما جاءت به السياسة الشرعية لسياسة الدول والمجتمعات حسبما اقتضاه الدين الحنيف ، وذلك بمشاركته السياسين والعسكريين في اتخاذ القرار لما فيه حقن دماء المسلمين ومصلحة البلد ، فهو مع السياسين سياسي محنك ومع العسكريين يبين لهم رأيه بشجاعة دون أي تنازل- والشيخ لا يخاف في الله لومة لائم – وذلك لما فيه حقن الدماء وحفظ الأعراض وسلامة الوطن والمواطن  وللشيخ باع طويل في اقناع من يحاورهم برأيه ويبين لهم الحكمة فيقتنع منه محاوره وتأتي النتائج كما يريدها الشيخ

تكلم أحد طلاب الشيخ في خطبته له قائلا :" انّ العرب  لم ينتصروا في حرب تشرين " –  قلت: وحرب تشرين في نظر البعض نصر مؤزر- فأنّب الشيخ الطالب وفصله وجاءت  المخابرات الى الشيخ فقالوا ان أحد طلابك يقول كذا وكذا فأجابهم الشيخ "أنا اتابع طلابي أكثر منكم وعملت له الواجب وهو مفصول من المدرسة " والتقى الطالب بعد فترة وجيزة  بالشيخ وقال له :انتم سيدي تتكلموا عن السياسة أحيانا  فأجابه الشيخ "نحن نعرف اذا جرحنا كيف نداوي، وعندما نجرح لا نصل الى العظم "

انّ حرمة دم المسلم عند الله أشد من حرمة الكعبة ولهدم الكعبة عند الله أهون من قتل مسلم "  سمعت هذا الكلام من سيدي الوالد رحمه الله " وصدق القائل: لئن يقام حد من حدود الله خير من أن يمطر القوم أربعين صباحا 

1-  السياسة الشرعية عند الشيخ – رحمه الله  

قلت:المشارعة العادلة هي أساس المجتمعات المتحضرة وسبب انتصارها  ونشر العدل والرحمة فيها وبذلك  يعم الناس الخير والحب والسلام .

 وما أجمل ما قاله ابن تيمية – رحمه الله – :" إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة..... بالعدل تستصلح الرجال ، وتستغزر الأموال" (2).

قلت : اعتمد الشيخ في سياسته الشرعية على مبدأ عدم المحاباة لأحد ، وانكار الذات والتجرد لله تجردا مطلقا ، فالكل عند الشيخ سواسية وهدف الشيخ ايصال الحق لأصحابه فالقريب والغريب عند الشيخ سواء وعرف الناس – في المعرة وماحولها- هذه المبادىء عند الشيخ فلجؤوا اليه ، فذات مرة حصل حادث بسيط بين سيارتين احداهما لولد الشيخ فحكم الشيخ على ولده بتكاليف التصليح ،

وكان الشيخ لا يغضب لنفسه بل كان غضبه  لله وحده،

وصدق القائل: من أُغضب لله ولم يغضب فإنّ في مروءته نقص. وهل يستطيع مؤمن غيورأن يسمع من جاهل أنه يقول : لا أريد حكم الشرع،ولا يغار لحرمة الله ، والغيرة تكون بتغيير المنكر باللسان أو اليد لمن يستطيع وخاصة من قبل الشيخ الذي استمع للخصومة لمدة ثلاث ساعات يسأل هذا و يسأل هذا و يدقق بالمسألة دقة متناهية حتى يعطيها الحكم الشرعي الدقيق وقد يلجأ الشيخ إلى الصلح بين المتخاصمين والصلح خير، فيخرج الناس من عند الشيخ وقد اطمئنت قلوبهم لحكم الله

 فترى الشيخ في حل الخصومات و الدماء له باع كبير في الصبر والتبصر، وبابه مفتوح ليلا ونهارا ولا يوجد عنده وقت مخصص لراحته ، وكثيرا ماكانت المحكمة الشرعية ترسل مشاكل الخصوم للشيخ ليحلها ، 

2-  سياسة العمل السلمي في الدعوة عند الشيخ  :

انّ علم الشيخ ومعرفته بطبيعة الظروف الراهنه المعاصرة وسياسة الحزب الواحد وغياب الحكم بالكلمة الطيبة تخمرت عند الشيخ فكرة العمل السلمي ، ففي الحديث " إن الرفق لايكون في شيء الا زانه ولاينزع من شيء الا شانه "  ومن هنا أعلنها الشيخ سلمية هادفة  لأنّ في فكر الشيخ وقلبه صروحا للاسلام يريد انزالها على أرض الواقع ، فالعلم والتنظير بلا عمل يعتبر عند العلماء الربانيين كسراب بقيعة  يحسبه الظمآن ماءا  حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ، .. بل كان هباءا منثورا 

  كانت دعوة الشيخ سلمية هادفة وامتازت حياة الشيخ بالكلام القليل جدا  فكان يعمل بصمت تحت عين الشمس  ونظر الى المعرة و ماحولها من القرى وهي في ظلمات البعد عن الدين ( يقول الشيخ : نظرت الى القرى التابعة للمعرة فوجدتها في شح شديد للعلم الشرعي وندرة العلماء فيها فنضج في فكري انشاء مدرسة شرعية تعلم ابناء القرى أمور دينهم )، وأراد  الشيخ أن يكون دين المعرة صافياً من كل شائبة رعونة- فحارب أهل البدع والضلالات حربا سلمية-  ، عاش حياته يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم ،  قلت : كنت وصديق لي في الجامع الكبير بعد خطبة الجمعة واذا برجل غريب يقول "ماشاء الله خطبة الشيخ جيدة " واذا بصديقي يجيبه – ويشير اليّ- قائلا : هذا ابن الشيخ ،وتبين أنّ الرجل من المخابرات وحدّث بقصته هذه بعض أهل المعرة – يومها لم يكن في المعرة فرع للمخابرات-  ووصلت القصة لسيدي الوالد رحمه الله  فقال لي " كنت قل له إنّ الشيخ يقول الحق ولايخاف إلا الله " .

  قلت : وهب الشيخ  روحه و قلبه لله و خدمة دينه ، عالج جميع الأزمات بالحكمة و الموعظة الحسنة ، و كان معتصماً بالله في أموره كلها رحمه الله والمسلمين .سمعت الشيخ يقول : " من اراد ان يعرف دعوتنا فليأت الى خلف عمود من أعمدة المسجد وليعمل نفسه أنه يصلي وليستمع لما  ندرسه  لطلابنا  في المدرسة " قلت : لأن مدرسة الشيخ مقامة حلقاتها داخل المسجد . رفع الشيخ شعار الصلح مع الله تعالى  ، قائلا " ان لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي "

3-  السياسة الخارجية عند الشيخ

 كان الشيخ يرى إنهيار الخلافة الاسلامية وتكالب الاستعمار على نهش الامة وتمزيقها اربا اربا ، فلا بد من اعادة اللحمة الى الامة الاسلامية ،وكان شيخنا يعالج الامور السياسية- وأحداث الاسبوع -  التي تمر بها الامة في خطبة الجمعة وفي دروسه حتى يكون الناس على بينة من أمرهم

1-    الشيعة . دافع الشيخ عن الاسلام في جميع المجالات وبين خطر الشيعة على المسلمين   

قلت :لاأنسى  ذلك المتربص بنا وهو يلبس لباسنا ويدّعي أنه يدين بديننا، ويسيّل من دمنا في كل يوم أنهارا ويبتلع من أرضنا كل دقيقة هكتارا، وربما ينصّب هذا نفسه بديلا عن دولة يهود فينقض علينا ونحن نصفق له لجهلنا بحقيقته وتاريخه الاسود،ومسرحيته السخيفة بقذف صاروخ على أمه – اسرائيل- في الرضاع ، والذي يحز في النفس أنّ البعض كاد أن يسجد له قلبه ، وانطوت عليه خدعة النصر المزيف، وقد حذّر سيدي الوالد منه – العدوالجديد وقد استحل دولة منا ويريد المزيد - هو في المخاض-في الثمانينيات من القرن العشرين -  فقال سيدي الوالد غدا يستحلّون العراق ، وفي العراق شيعة و- وهنا كلام من الشيخ فيه اشارة للتعاون السوري الايراني  ولاأريد ذكره والحر تكفيه الاشارة  -  وفي لبنان شيعة  .. ويصبحون كفكي كماشة على الحرمين ، وقال الشيخ : انّ اليهود وفرنسا تعرف الشيعة وعداءهم لأهل السنة وبامكانهم قذف طائرة الخميني بصاروخ واسقاطها ، وممكن للشيعة أن يتصالحوا مع اليهود ولايتصالحوا مع أهل السنة ."" انتهى كلام سيدي الوالد رحمه الله ،   قلت سمعت من بعض أهل السنة من أصل ايراني أنّ لدى الشيعة مثل يقولون فيه " عندي سيف بدي أسنّه لأقطع رقاب السنة " ولاننسى محاربة ايران للعراق ثماني سنين ، وفي أيامنا كشر الذئب عن أنيابه ويريد ابتلاع دول الخليج وغيرها واعادة بناء امبراطوريته ،وربما يتصنع الاستعمار حربا بين احدى  دول الخليج وايران ويصبح الاستعمار- الذي تدعوه الجامعة لذبح ابنائنا ونهب ثرواتنا-  كالقرد الذي يقسم قطعة الجبن بين هريين (قطتين) ، أو كمن يضرب عصفورين بحجر واحدة 

2-    زار المعرة الرئيس جمال عبد الناصر وألقى فيها خطابه الشهير ، وحمله الناس وسيارته على أكتافهم ، وهنا كان لابد للشيخ من كلمة ينصح بها من ينصّب نفسه زعيما للأمة  فقال له الشيخ: (ان الامة تتطلع الى مستقبلها وترى فيك زعيمها فاتق الله واحكم بالاسلام يستقيم أمرها ويكن لك الشرف بذلك فأجابه الرئيس سنعمل على ذلك)

3-    سمعت سيدي الوالد الشيخ يقول : انّ الامة لم تصح من حرب حزيران حتى قامت بعض الأنظمة بسجن العلماء واعدامهم  قلت : وكأنّ الشيخ رحمه الله  يشير الى مافعله رئيس مصر وغيره بعلماء الامة من اعدامات وبالجملة ،ولو انتصر العرب في حربهم مع اسرائيل ايام زمان -1967- لنصّب بعضهم نفسه إلها على الامة التي كانت تصفق للرئيس جمال عبد الناصر  بالملايين في مشارق الارض ومغاربها

4-    سمعت سيدي الوالد رحمه الله يقول لقد تم إطلاق النار فورا على من قام بقتل الرئيس الامريكي" جون كندي" لتختفي شبكة الاجرام وأهداف عملية الاغتيال 

4-  سياسة الشيخ العسكرية " البعد العسكري عند الشيخ "

قلت: قد يعجب الكثير من وضع صلة بين الشيخ في زماننا والعسكرية المحاربة وباختصار شديد جدا أقول : قال الله تعالى " ولكم في رسول الله أسوة حسنة "  وما غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم عنا ببعيد، فافهم أخي الحبيب ذلك. واعلم انّ مهمة الجيوش في العالم من أقصاه إلى أقصاه ومن عمق التاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مهمة واضحة ساطعة كسطوع الشمس في رابعة النهار  ألا وهو الذود عن حمى الوطن والدفاع عن المواطن، وكان سيدي الوالد الشيخ أحمد الحصري  رحمه الله يوجّه الناس قائلا لهم " ان السلاح لا ينبغي أن يكون للعب به في الأعراس بل يجب أن يوجّه إلى عدونا إسرائيل التي تستحل أرضنا" .ويحث الشباب على الالتحاق بالجيش للدفاع عن الوطن ، سمعت سيدي يقول :" لو دعى داعي الجهاد الآن لكنت أول من يحمل السلاح  0وكان شيحنا يدعو أمام الناس – وهو امامهم وشيخ البلد – "اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنات النعيم  " قلت: كنا نرى الشيخ  يسهر الليالي ويتابع اخبار حرب 67 ،

 وللعلم:فإنّ السياسي المحنك والعسكري القائد الفذ هوالذي يستبق الأحداث ويحقق النصرأو يحسم المعركة لصالحه دون حرب ،

قلت : كنت وسيدي الوالد – رحمه الله – في البيت وإذا بإطلاق رصاص من بعض الناس على أحد الحزبيين في البلد فقال لي سيدي الوالد بعد علمه بالحادث :لوقتل هذا الحزبي لجاؤوا بواحد غريب عن البلد لانعرفه ولايعرفنا فتسيء الامور وهذا إبن البلد نمون عليه ويسمع كلامنا. وكنت أرى في وجه الوالد وأسمع منه مامعناه " عدم الرضا عن الإغتيالات التي تحدث هنا وهناك وأنّ هؤلاء الناس الذين يقتلون من المسلمين وهؤلاء سهل إصلاحهم وينصلحوا بإصلاح الأكبر منهم  "

قال الشيخ الدكتور موسى ابراهيم الابراهيم (3): " ان الحزبيين والسلطات الحاكمة لايجرؤون على فعل الكثير من الاعمال هيبة للشيخ وحسابا لما قد يثير عليهم من الكلام والمواقف التي تحرجهم أمام الناس ،انتهى قوله .

 قلت: أعلى سلطة عسكرية في المعرة هو مدير المنطقة برتبة عميد- وهناك رتب في المخابرات والامن العسكري أيضا - وكان الشيخ يجتمع معهم لحل مشاكل البلد،وكان الشيخ لايفوّت صغيرة ولاكبيرة تمس الاسلام بصلةإلا ويحاربها،وقد يحتاج الأمر الى مكالمة هاتفية من قبل الشيخ وتنتهي المشكلة - كما حصل لمدرس أساء الى ماء زمزم فتم نقله – وكنا نسمع ذلك ونحن جلوس بين يدي الشيخ رحمه الله  ،   

 كان الشيخ يستبق الاحداث في بلده والقرى المجاورة قبل استفحال أمرها ووقوعها كالدماء والمنازعات هنا وهناك ، قال عنه مدير منطقة المعرة العميد أحمد كيخيا :عرفنا الشيخ أحمد الحصري مصلحا بين الناس يستنهض هممنا ويسبقنا الى حل المنازعات والدماء في المعرة والقرى التابعة لها

قلت : قامت بلدية المعرة –أيام حرب67- بعمل حرب تدريبية وهمية وكان الشيخ في الفرقة التي قامت بالدوران خلف  تلة واستحلالها وهزيمة الفرقة المناؤة لها .

وأذكر أنّ رجلا جاء الى سيدي الوالد رحمه الله ، وقال له انني سأتطوع في الجيش لأقيم حكم الاسلام في سورية فقال له سيدي الوالد الشيخ أحمد الحصري ، كلمة واحدة معناها " سيكون أجلك قريبا " وكان ماقاله الشيخ ، رحمهما الله والمسلمين آمين.قلت استمرارا لسياسة الشيخ العسكرية لابد من ذكر ثورة المعرة أيام الاحداث في سورية في الثمانينيات من القرن العشرين ومواقف الشيخ منها

 5 -  حكمة الشيخ ومعالجته للأحداث وفك الحصار عن المعرة

 قال الامام العلم الحسن البصري - رحمه الله-  :" إذا أقبلت الفتنة لايعرفها إلا العلماء وإذا أدبرت يعرفها كل أحد " انتهى قوله

قلت :" سمعت سيدي الوالد- رحمه الله- يقول : لقد وهبني الله حكمة فلم تؤخذ عليّ نقطة سوداء لامن الدولة ولا من الناس، وما استشارني أحد وأشرت عليه وعمل بخلاف مشورتي الا وجاءني وقال لي ياليتني عملت بنصيحتك ياشيخي ، وكتب لي في أحد رسائله قائلا : (( انّ أباكم قضى عمره الطويل باستقامة واعتدال شرعي لا أستفز ولا أستفز عملا بقوله تعالى" أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" .  قلت: المتابع لرأي الشيخ في أمور شتى يرى بقلبه و بصيرته أن رأي الشيخ كان ملهماً و كان ينظر بنور الله في عواقب الأمور . لأن رأيه كان يصدر عن فكر و عقل و قلب يستخير الله في أموره كلها و يلجأ إلى الله في أزماته ثم ينطلق معتصما ً بالله مدركاً قوله تعالى  : " إن معي ربي سيهدين " . فعلى مستوى بلده كان أي موقف غير موقف الشيخ من الأزمات سيكون سبيله الفشل و الضياع و الهزيمة للإسلام و هتك الأعراض و مع ذلك لم يكن الشيخ ليهمل المشورة بين كبارأهل بلده بما فيهم السياسيين و العسكريين عملا بقوله تعالى " وشاورهم في الأمر "

يقول الشيخ الدكتور موسى ابراهيم الموسى  (4) : في أحداث الثمانينيات الماضية قامت مظاهرة غاضبة في المعرة ودخل الجمهور مقر الجيش وحرقوا مقر الحزب واخذوا الاسلحة المخزنة .. استدعت الدولة على أثرها القوات الخاصة وطوقت البلد وكادت أن تحدث مجزرة كمجزرة حماة وهنا تدخل الشيخ ..مقابل أن لاتقصف البلدة، انتهى قوله .

 قلت : جاءت طائرتان حربيتان تحوم في سماء المعرة على مستوى منخفض لتخيف الناس ثم تلاها حوامات هليوكوبتر وإنزال عسكري طوق البلد في المرتفعات المشرفة على المعرة وأصبح الناس قاب قوسين أو أدنى من القصف المدمر وجاء الأمر بالقصف

 قلت : قاد الشيخ – رحمه الله - المعرة وما حولها إلى شاطىء الإسلام والسلامة من كيد الكائدين وكان الشيخ يمتاز بحيطة وحذر من أعدائه ويفوّت عليهم الفرص في خططهم بفراسته وكان من رأي الشيخ السديد الأخذ بقول الشاعر :

لاتقطعن ذنب الأفعى وترسلها   إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا

وهذامن قيادةالشيخ في سياسته مع أعداءه إن كان هناك إعداد قدر المستطاع من قوة للمبارزة والمنازلة ، أما إن لم تكن هناك قوة للمسلمين فخطة الشيخ التسديد والصبر والمصابرة،وكسب جولات سلمية لصالح الإسلام بالحكمة دون تنازلات عن المبادىء الشرعية ، وبذلك يكون الكر لصالح المسلمين والفر لأعداء الإسلام من حيث لا يشعرون ، والذي فهمته من حال الشيخ وكلامه أنّه لايريد أن تقوم المعرة بثورة أوإضراب لأن الشيخ يعرف حجم بلده وثأثيرها ، وسمعته مرة يقول:  ((إن قامت- ثارت- المعرة ماذا ستصنع وماهو تأثيرها أمام المدن الكبيرة،حتى ولو قامت حلب،فاذا كانت العروس في دمشق والطبل والزمرفي حلب،من أين للعروس أن تسمع بالطبل والزمر وتفرح بعرسها))، 

قلت : كنت والشيخ في البيت و صوت المتظاهرين يخرق أ سماعنا وكنت أرى في وجه الشيخ عدم الرضى   - وأمر الشيخ الاساتذة في مدرسته بأن لايخرج أحد من طلابه خارج الجامع - " وللعلم مدرسة الشيخ حلقاتها تقام في الجامع الكبير " - فقام الشيخ وتوضأ ثم تكلم بالهاتف مع السياسيين وذهب واجتمع معهم -عدة اجتماعات بعضها في بيت الشيخ والبعض الآخر في مقر بلدية المعرة ، قال له أحد السياسيين – أمام مدير المنطقة يوم ثورة المعرة– " إن الناس يسمعون كلامك ياشيخي فأجابه الشيخ

" لو يسمعوا كلامي لشاوروني قبل أن يخرجوا في المظاهرة "،

 ( " قال الشيخ لولده عبد المعز  : يريدون أن يلصقوا الأمر- أي الثورة - بالشيخ " ) .

قلت :ما إنتهت الثورة حتى تم القبض على بعض الناس وكانت تتوالى على الشيخ المكالمات الهاتفية من الناس للتوسط في إخراج أولادهم من السجن وكنت أسمع سيدي وهو يتكلم مع بعض المسؤليين في السجن _ وغيره _ لإخراج بعض الشباب على كفالته ، ولله الحمد والمنة .

قال  أحدهم للشيخ أيام الاحداث " حماه – سورية " تفضل يا شيخي لآخذك الى مورك (بلدة بين المعرة وحماة ) لترى الناس كأنهم في منى فأجابه الشيخ أنا مرضت من سماعي لأخبارالاحداث في سورية ،قلت : ونصحه بعض الاطباء بالخروج الى القرى وبعده عن الاحداث ، حتى يتعافى من مرضه فرفض الخروج –" سمعته يقول شيخنا : كنت أهم بالدخول الى الغرفة فيضرب كتفي في جنب الباب، وكان إذا إشتدت الأزمات والهموم على الشيخ ، وقال الناس للشيخ ماهو الحل ، يجيبهم (( ليس لها من دون الله كاشفة )) .  

قال سيدي الوالد في أحد دروسه في الجامع الكبير : سألني رجل قبل أن أدخل المسجد هل يجب علينا أن نأوي  العائلات الذين جاؤوا الى المعرة فارّين بأرواحهم من القصف  ، فأجاب الشيخ على السؤال في درسه قائلا : انّ هؤلاء اخواننا  وأهلنا وعلينا أن نؤويهم ونفتح لهم بيوتنا  وكل من عنده غرفة زيادة عليه أن يوؤي عائلة وهذا واجب شرعي  ،ثم اجتمع شيخنا بمدير المنطقة وقال له : ان البلد تغلي والناس متوترة والاحداث هنا وهناك وانني أخاف أن تاتي امرأة وتصيح في وسط سوق المعرة وتولول وتشق ثيابها ونحن في غنى عن هذا وعلينا أن نؤويهم ونكفيهم المؤونة وتم الاتفاق على ذلك ،وقال لي سيدي الوالد رحمه الله  كنا نعيل 287عائلة ونوزع عليهم المواد الغذائية وغيرها بسيارات الدولة ،

قلت انّ الشيخ كان يوجه الناس في خطبه ودروسه وينصحهم قال في أحد دروسه  :" انّ هذا العمل – يقصد الشيخ أحداث الثمانينات - ليس الآن وقته ، ولكنّكم ستقولون انّ الشيخ يثبط هممنا ويقلل من عزيمتنا وسوف تعلمون نصحي وتقولوا بعد حين: ياليتنا سمعنا كلام الشيخ " وكنت أسمع من الشيخ يقول " الفتنة نائمة " ويمثل ذلك بقوله " اذاكان هناك أسد هائج جائع وهو نائم أنوقظه ليفترسنا "

-       لم يأل الشيخ جهدا لحل الأزمة وفك الحصار العسكري الخانق على البلد وتم الاتفاق مع السياسيين والعسكريين حسبما أراده الشيخ من حقن الدماء وحفظ الأعراض، وألقى الشيخ  بيانه في الجامع الكبير من على منارة الجامع الكبير ليسمع أهل المعرة كلهم –  وكان التجول ممنوع وأهل البلد كأنّ على رؤوسهم الطير يستمعون – قال الشيخ في بيانه  : ياأهل المعرة الشيخ أحمد الحصري يتكلم الآن اليكم – كررها – أنتم تعلمون أن ّ الجيش محاصر للبلد ويريد ان يفتش البيوت وتعرفون انّ الجيش اذا دخل البلد فسوف تسيل الدماء وتنتهك الاعراض وتسرق الممتلكات، واتفقت مع المسؤولين بأن يلقي الشعب السلاح في الشارع أوعند باب المسجد ولن يعترضكم أحد من الجيش وتصبح البلد آمنة ويرفع الحصار عنها وينسحب الجيش من البلد   

قال عبد المعز :سمعت من سيدي الشيخ  قوله : السلاح الذي أخذه الناس من الجيش الشعبي كان بدون علبة المغلاق - أي ما يسمى بيت النار – وبعض الأطفال لم يستطيعوا حمل السلاح فجروه على الارض جرا ")  وبعد أن ألقى الشيخ  بيانه أخذ الناس بالقاء السلاح في الشوارع وعند ابواب المساجد ، يقول الدكتور الشيخ موسى ابراهيم الابراهيم : ( رجعت جميع قطع السلاح الا قطعتين وتعجبت الحكومة  من سماع الناس لكلام الشيخ وتنفيذه فورا ) بتصرف

 كل ذلك حرصا من الشيخ على حقن دماء المسلمين...، لم يسمح الشيخ لخصوم الإسلام بالتطاول عليه أو على بلده فكان يتصدى لهم وينصحهم ولا يخاف في الله لومة لائم،  فهو شيخ المعرة وهذا حقه في الدفاع عنها ولو كلفه ذلك حياته رحمه الله ، فكم وكم تعرض الشيخ لمحاولة اغتيال  وسامح الجميع ليلقننا درسا لا ننساه في التسامح –مع الخصوم-  إن كان الأمر متعلقا بشخصه وذاته، ولم يعط الولاء لغير الله، وكان شديدا صلبا على أعداء الإسلام، ودودا حنونا على أهل بلده  والمسلمين، كما أراد الشيخ لبلده السلامة و الأمانة فدافع عنها وعن الإسلام و جنب بلده الدمار أيام الأحداث في سورية

لم يهدأ قلب الشيخ وهو يرى الجيش قد أحاط بالبلد فقام بنفسه يستنهض همم المسئولين (العسكريين والسياسيين ) للذهاب ومفاوضة قائد الجيش المحيط بالبلد فلم يذهب مع الشيخ أحد – غير واحد من كرام الناس – ودخل الشيخ على القائد المحاصر للبلد وفاوضه وتم بحمد الله رفع المحنة عن البلد ،

 يقول الضابط المحاصر للبلد " واسمه..." في لقاء مع العميد الطيار وحيد الجندي رحمه الله - بعد فك الحصار بمدة - :كنت قائدا للفرقة التي حاصرت المعرة فدخل عليّ  شيخ طويل وذو هيبته كبيرة وأخذ يفاوضني ويملي عليّ شروطه وأنا لا أستطيع أن أقول له إلا كلمة نعم ..حاضر.. حاضر..وقد كان قد جاءني أمر بقصف المعرة منذ ساعتين ولا أعرف من أوقفني عن القصف  ، فقال له العميد الطيار :هذا الشيخ خالي , فاغتاظ الضابط المحاصر لعلمه بقرابة العميد للشيخ رحمهما الله

يقول الشيخ الدكتور موسى ابراهيم الابراهيم(5) : " رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته ماكان أبعد نظره وأسد رأيه وأحكم مواقفه" .

6-أركان التغيير عند الشيخ  

مقدمة :

 ان أعظم قاعدة في التغيير هي التي تبدأ ب " اقرأ"  وشرطها " باسم ربك الذي خلق " عندها يكون التغيير أطهر وأرقى من أي تغيير ينافسه ففيه تحقن الدماء ويعزل الطاغوت ويسود السلم وتصلح الارض بعد فسادها،  وشيخنا_ رحمه الله_ يؤمن بقاعدة التغيير السلمي وغيره بما ورد في نهج وسنة النبي صلى الله عليه وسلم،قلت :  التغيير قد يبدا  من رأس الهرم الى قاعدته ،أو من قاعدته الى رأسه حسبما تقتضيه المصلحة وحقن الدماء وتوفير الطاقات البشرية لتمكين عقيدة التوحيد في المجتمع ،وبناء الدولة القوية لمواجهة أعدائها من خلف الحدود، وكان الشيخ يركز على وحدة الصف وأنّ العدو الأول لأمتنا هو اسرائيل التي تتربص بنا وتستحل أرضنا "" يعلن ذلك ملء فيه وبصراحة ليوحد صفوف الأمة " وكان سيدي ينكر قول بعض الناس : ( إخواننا النصارى وإخواننا الدروز.......حتى صار فينا ما صار )، قلت : وحقيقة الأخوة التي لا تعلو عليها أخوة هي أخوة الإيمان وهذه فوق إخوة النسب  لقوله تعالى " إنما المؤمنون إخوة " .

صدق القائل : حين تؤمن قوى التغيير في المجتمع بحتمية التغيير وتتوفر لديها الارادة والرغبة الحقيقة في احداث التحولات لا تصمد أمامها أية عراقيل يصنعها معاندوها حيث يتأهب العقل لازاحة تلك التحديات عبر عبقرية البحث في الخيارات المختلفة وايجاد البدائل المناسبة التي يمكن أن يلجأ اليها المجتمع للوصول الى غايته العظمى وهدفه الاسمى (6)  

وصدق القائل : كل شيء يتغير الا حقيقة التغيير فانها لاتتغير .

سمعت سيدي الوالد يقول : التغيير يكون بأحد طرق ثلاث

1-  ثورة الشعب : قلت ثورة الشعب تكون ناجحة باعتصامه واتحاده واصراره على التغيير وتشمل مدن الدولة كلها أو المدن الكبرى التي يتمركز فيها النظام،لا أن تثور المدن الصغيرة والقرى والعاصمة في سبات عميق، وقد سمعت من سيدي رحمه الله يحكي عن لقاء بين صحفي أوروبي مع أحد الطواغيت

سمعت من سيدي الوالد رحمه الله يقول : سأل صحفي الطاغوت هل تقوم ثورة في هذه المدينة "قلت : يقصد الصحفي المدينة التي يقيم فيها الطاغوت، ولاحاجة لذكر اسمه ، ولا إسم المدينة "

فأجابه الطاغوت : لن تقوم هذه المدينة

قال الصحفي لنفرض انها قامت

فأجابه الطاغوت لن تقوم

كررالصحفي قائلا : لنفرض جدلا انها قامت

فأجابه الطاغوت قائلا : اذا لن تكون هناك مدينة اسمها – كذا - 

2-  انقسام الجيش : قلت أوانحيازه للشعب ورفض أوامر النظام

3-  تدخل دولة خارجية : قلت دولة ذات قوة بشرعية دولية ، وهذا التدخل يكون عندما يطيش الطاغوت على شعبه ويحول هدف الجيش من حماية الوطن والمواطن الى ذبح شعبه

7-     سياسة الشيخ في اعداد القادة 

  سمعت سيدي الشيخ مرة يقول وهو يرسم الطريق للوصول إلى القائد الرباني قائلاً :   "إذا أصلح العلماء الناس خرج الرئيس صالحا ً ، لأن الرئيس هو من الناس "

 قلت : اعداد القيادات المستقبيلية " هي دأب العلماء الربانيين الذين أنار الله بصرهم وبصيرتهم في تطبيق سنة الانبياء عليهم الصلاة والسلام- في ولادة الصدّيقين والشهداء والصالحين وانتاج المدينة الفاضلة والمجتمع الحضاري والذي ينعم به جميع فئات المجتمع بالسلم والامان والحياة الطيبة التي أمرنا الله أن نعيشها ، يقول الشيخ الدكتور موسى ابراهيم الابراهيم " كان شيخنا رحمه الله كغيره من العلماء الربانيين الذين يحرصون على ان يربّوا من الطلاب من يخلفونهم ويحملون منهجهم ورسالتهم ويقومون بأداء أمانة الدعوة لهذا الدين من بعدهم " (7)

 قلت:من سياسة الشيخ في اعداد القادة جولته في القرى لاختيار الطلبة الاذكياء وتشجيع أهلهم لالحاقهم بمدرسة الشيخ (وفي المدرسة يشجعهم ويوكل لهم بعض المهام كالتدريس والامامة والافتاء للناس بوجوده والثناء عليهم امام الناس...) (8) ، قلت : وارسال بعض طلابه للقرى لخطبة الجمعة ومتابعة ذلك من الشيخ نفسه ومحاسبته لهم على الاخطاء وتصحيحها أمام طلابه للفائدة العلمية وحسن التصرف في الازمات والمحن) ،

8-     سياسة الشيخ مع الأحزاب 

 قال الشيخ الدكتورموسى ابراهيم الابراهيم (9): وأذكرأنه يوم انتخابات الرئيس حافظ الاسد أعتلى الشيخ رحمه الله منبره يوم الجمعة وكانت خطبة عصماء ،والناس ينتظرون ماذا سيقول الشيخ ، قال الشيخ انني سأقول لكم اليوم رأيا واضحا جليا وسأحدثكم عن صفات الحاكم المسلم التي يجب أن تتوفر في كل من يلي أمور المسلمين وأنتم بعد ذلك تختارون ماتريدون وكل يتحمل تبعة موقفه واختياره .. وتكلم كلاما في غاية الوضوح والسداد والحكمة هو ما نقرؤه في كتب الفقه والسياسة الشرعية من صفات الخلفاء والحكام المسلمين،انتهى قوله

   قلت : أعلن الرئيس حافظ الأسد أثناء حكمه دستورا جديدا لسورية وكانت خطبة سيدي الوالد مناقشة بعض فقرات الدستور وإصلاحه ،قال الشيخ محمود الغانم " قال الشيخ في خطبته : ..واذا كان رئيسنا ذا لبابة ولباقة فعليه أن يغير من فقرات هذا الدستور إحتراما للجالية الكبرى في هذا البلد " وجاء بعض الشباب يريدون حراسة الشيخ فقال لهم :" لو كنت اريد ان يحرسني أحد لما خطبت الجمعة اذهبوا الى بيوتكم  وناموا عند زوجاتكم "

قلت: كان الشيخ يعطي رأيه للأحزاب بما فيه مصلحة الأمة ، فلا يمار أحدا ولا ينحاز لحزب ، يقدم لهم النصح من على منبره ، وخرجت مرة الأحزاب في مظاهرتين ترفع كل واحدة منها علما وشعارا  مخالفا للاخرى وكادت أن يحصل بينهما صدام فنزل الشيخ  من بيته حاملا عصا يبعد هؤلاء وهؤلاء وكفى الله المؤمنين القتال ، ثم نصحهم في خطبة الجمعة قائلا : " رأيت كل حزب يحمل علما ولم أر علم وحدة البلاد  فعليكم بالاعتصام بحبل الله المتين ووحدة الصف "

علم الشيخ – في ظرفه الراهن – أنّ الانتساب الى أي حزب يقيد المرء  في دعوته سمعت سيدي الوالد مرة يقول " انّ المنتسب الى حزب يضع نفسه في زاوية ومن كان في زاوية فهو مدرك من قبل أعدائه لا محالة  ولا يستطيع أن يتحرك في دعوته "  ،  قال الشيخ الدكتور موسى ابراهيم الابراهيم قال الشيخ الكتور موسى ابراهيم الموسى : " لم ينح الشيخ نحو الاحزاب السياسة حتى الاسلامية منها"

 (9) - السياسة الخارجية عند الشيخ  رحمه الله

كان الشيخ يبين للناس رأي الاسلام في السياسات الخارجية المتعلقة بالاسلام من سياسة العدو الصهيوني ، وينصح الامة بوحدة الصف والتطوع في الجيش ، وسياسة الاستعمار الغربي وعلاقته ودعمه للشيعة ،وسياسة إيران نحو السنة والدول العربية  ،  ودعوات الغرب الحاقد على الامة ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن وبضوابط وبشروط وتفاصيل دقيقة تضمن للإسلام نشر كل المناقشات التي تكون أثناء المجادلة مع أعداء الامة ليتعرف العالم على حقيقة ديننا الحنيف العدل السمح يضيق ذكر تلك الضوابط هنا

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

قال ابن القيم رحمه الله

الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها، وهي عشرة :

1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد منه .

2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة . 3- دوام ذكره على كل حال : باللسان والقلب والعمل والحال ، فنصيبه من المحبه على قدر نصيبه من الذكر .

4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وان صعب المرتقى . 5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها .

6- مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الظاهرة والباطنة.

7- انكسار القلب بين يدي الله تعالى

8- الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبوديه بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .

9- مجالسة المحبين والصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ، ولا نتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.

10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل

                

(1) :الشيخ حسن خطاب " أزهري ، تلميذ سيدي الوالد وصهره الفاضل ";

(2) :المرجع: السياسة الشرعية ص10 من كتاب أبو بكر الصديق للصلابي ص147

(3)

(6) : المرجع أسلحة حرب اللاعنف : أحمد عادل عبد الحكيم ، د.هشام     مرسي ، وائل عادل

(7) ،(8) (9) : المرجع أعلاه( 3)