الشاعر الفلسطيني "عبد الكريم عبد الرحيم"

الشاعر الفلسطيني "عبد الكريم عبد الرحيم"

في ذمة الله والوطن

داعس أبو كشك

[email protected]

نعت الاوساط الثقافية في دمشق الشاعر الفلسطيني الكبير " عبد الكريم عبد الرحيم " الذي عزّ نعيه على كل معارفه ومحبيه ، حيث كرس فكره وقلمه لخدمة القضية الفلسطينية .

وقد غيّبت الأقدار صباح اليوم الجمعة 8 أبريل 2011 الشاعر الفلسطيني الكبير عبد الكريم عبد الرحيم على مشارف السبعين من العمر ليخرج من حومة التعب ، بين جانحيه حلمّ متوقّد بفلسطين، بصفد، بالجرمق.. كانت قضيته، وقلقه، نزف نبضه من أجلها، وكتب لها روائع القصائد، فكان الوفيّ الصادق المناضل..

ولد أبو مصباح في مدينة صفد عام 1942 ، و شُرِّد مع القافلة الأولى عام 1948 ، فأقام و أسرته في دمشق و مازال فيها .

تكونت لغته في أسرة أزهرية ، فعم أبيه القسامي الشيخ عز الدين الحاج سعيد ، أول من تخرج من الأزهر، دراسات عليا في مدينته ، قرأ الأدب الجاهلي و الإسلامي في سن مبكرة ، وتابع دراسته ، و تخرج في جامعة دمشق ، وعمل مدرساً للغة العربية ، بالإضافة إلى عمله الصحفي . التقى العديد من شعراء سورية و فلسطين و العراق ومصر في رابطة رواد الأدب منذ عام 1959 و حتى عام 1964 ، ومنذ ذلك الحين كتب قصيدة التفعيلة التي وجد نفسه فيها . نشر في معظم الدوريات السورية و اللبنانية ( الآداب – الغربال – المعرفة – الموقف الأدبي – الأسبوع الأدبي – الدوريات العربية و المحلية - وغيرها ) ، ويشارك في مهرجانات الشعر العربي .( مهرجان رابطة الخريجين الجامعيين في حمص – مهرجان أبي العلاء المعري – مهرجان إيبلا – مهرجان أعلام الشعر العربي – مهرجان أبي تمام – مهرجان درعا – مهرجان اتحاد الكتاب و الأدباء العرب 2001 – مهرجان النيلين للشعر العربي الخرطوم - ) و يشارك بأمسيات و نشاطات اتحاد الكتاب العرب في سورية . و هو مسؤول النشاطات و الجمعيات في اتحاد الكتاب و الصحفيين الفلسطينيين فرع سورية .

أصدر مجموعته الشعرية الأولى ( بين موتين و عرس عام 1985 ) عن اتحاد الكتاب و الصحفيين الفلسطينيين ودار الجليل .

ثم : آخر اعترافات الندى عام 1996 عن دار الجمهورية – دمشق - .

صاعداً إلى الطوفان عام 1997 عن وزارة الثقافة السورية .

فضة الروح عام 2001 عن اتحاد الكتاب العرب .

للماء أمنح صوتي عن اتحاد الكتاب العرب 2004 .

كتاب بحثي عن إبداعات أحمد أبي خليل القباني عام 2000 عن وزارة الإعلام السورية .

عضو اتحاد الكتاب العرب – جمعية الشعر – قارئ محكم في الجمعية لسنوات خلت . كما كان قارئاً محكماً في وزارة الثقافة . وفي عدد من المسابقات .

عانى الشاعر الكثير في نضاله من أجل قضية وطنه المحتل ، و استطاع أن يرصد في قصائده هذه المعاناة ، لم يجنح إلى المباشرة ، و أفاد من تجربة طويلة فكتب بخصوصية ميزته .

كُتب عنه الكثير من الدراسات ، منها ما كتبه الناقد المرحوم أحمد المعلم في كتابه " الجذوة " مع أربعة من الشعراء العرب ، منهم خليل حاوي و عبد القادر الحصني . و كذلك ما كتبه الناقد سليمان حسين في كتابه " نكهة الماء . . أنوثة الياقوت " ، والدراسات العديدة في الوطن العرب ، و أقيمت ندوتان حول شعره الأولى عام 2001 في المركز الثقافي العربي في المزة شارك فيها الأديب عدنان كنفاني و د . يوسف حطيني و د . خلدون صبح و الناقد سليمان حسين . و الثانية عام 2004 في المركز الثقافي في العدوي شارك فيها أ. د . حسين جمعة و الشاعر خالد أبو خالد و د . خلدون صبح و الناقد سليمان حسين و الشاعر صالح هواري .

وان ما يعزينا بفقدان هذا الشاعر والاديب هو ما تركه لنا من موروث ثقافي ساهم الى حد كبير في تطوير الحركة الثقافية الفلسطينية ، واننا نطالب وزارة الثقافة الفلسطينية  بالحفاظ على هذا الموروث ونقله للاجيال الفلسطينية.