سطور من حياة الإمام المجدد "حسن البنا" 5، 6

سطور من حياة الإمام المجدد "حسن البنا"

بدر محمد بدر

[email protected]

( 5 )

كيف وصل الشيخ الدجوي, وهو من أكبر وأجل العلماء في ذلك الوقت, إلى هذه الحالة من الإحباط واليأس وعدم القدرة على فعل شئ؟! وكيف استسلم لهذا الواقع المؤلم دون أن يبحث عن حل ينقذ هذه الأمة من براثن التغريب والمادية والانحلال والفوضى الفكرية؟.. وهل كان الشيخ الدجوي وحده في هذا الميدان؟.. بالطبع لا.. لكن "حسن البنا", الذي يبحث عن عمل كبير لدى من بيدهم مقاليد الأمور, وهم في طليعة الأمة, رفض جواب الشيخ يوسف الدجوي, وتخيل أن هذا الرد سيكون رد من يلقى من العلماء والدعاة والقادة, فقال في قوة: " إنني أخالفك يا سيدي كل المخالفة في هذا الذي تقول, وأعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون ضعفاً فقط, وقعوداً عن العمل, وهروباً من التبعات.. من أي شئ تخافون؟!.. من الحكومة أو الأزهر ؟!.. يكفيكم معاشكم واقعدوا في بيوتكم واعملوا للإسلام, فالشعب معكم في الحقيقة لو واجهتموه, لأنه شعب مسلم, وقد عرفته في القهاوي وفي المساجد وفي الشوارع, فرأيته يفيض إيماناً, ولكنه قوة مهملة.. هؤلاء الملحدون والإباحيون, وجرائدهم ومجلاتهم لا قيام لها إلا في غفلتكم؟ لو تنبهتم لدخلوا جحورهم.. يا أستاذ: إن لم تريدوا أن تعملوا لله, فاعملوا للدنيا, وللرغيف الذي تأكلون, فإنه إذا ضاع الإسلام في هذه الأمة, ضاع الأزهر وضاع العلماء, فلا تجدون ما تأكلون ولا ما تنفقون, فدافعوا عن كيانكم, إن لم تدافعوا عن كيان الإسلام, واعملوا للدنيا إن لم تريدوا أن تعملوا للآخرة, وإلا فقد ضاعت دنياكم وآخرتكم على السواء..!"

البحث عن حل:

كان الأسى الذي ملأ قلب "حسن البنا" ـ ابن العشرين عاماً ـ على أحوال المسلمين, والمرارة التي أرقته الليالي الطوال في ذلك الشهر الكريم ـ شهر رمضان المبارك ـ هي التي تنطلق من أعماق فؤاده, ويترجمها لسانه, ممزوجة بحماس الشباب وقوة الإيمان, وانقسم الحضور في مجلس الشيخ الدجوي إلى مؤيد للشيخ, مدافع عن آرائه وضعفه وقلة حيلته, وبين مؤيد للشاب التحمس, مدافع عن ضرورة البحث عن حل, وفعل ما يجب فعله لاستنهاض الأمة, وأنهى الشيخ الدجوي المجلس بسبب حرصه على زيارة منزل أحد مريديه, وربما تخلصاً من هذا المأزق الصعب, لكن "حسن البنا" الذي يفور قلبه كالمرجل, وتضيق نفسه بهذا الواقع الأليم, حرص على مرافقة الشيخ في زيارته, وعلى أن يجلس بجواره, ومازال يحدثه حتى أبكاه بدمع غزير, بلل لحيته, وبكى معه بعض من حضر من شدة التأثر.. ثم تساءل الشيخ الجليل: وماذا أصنع؟!.. فقال "حسن البنا" لا أريد إلا أن تحصر لي أسماء من نتوسم فيهم الغيرة على الدين, من ذوي العلم والوجاهة والمنزلة, ليفكروا فيما يجب أن يعملوه: يصدرون ولو مجلة أسبوعية, أمام جرائد الإلحاد والإباحية, ويكتبون ردوداً وكتباً على هذه الكتب, ويؤلفون جمعيات يأوي إليها الشباب, وينشطون حركة الوعظ والإرشاد.. وهكذا من هذه الأعمال, فاستراح الشيخ لهذا الرأي, وأملى عليه أسماء العلماء والدعاة والوجهاء, وكان منهم أصحاب الفضيلة : الشيخ محمد الخضر حسين, والشيخ عبد العزيز جاويش, والشيخ عبد الوهاب النجار, والشيخ عبد العزيز الخولي, والسيد محمد رشيد رضا, ومن الوجهاء أحمد باشا تيمور, ونسيم باشا, وأبو بكر يحيى باشا, ومتولي بك غنيم, وعبد العزيز بك محمد, وعبد الحميد بك سعيد, وغيرهم كثيرون, واتفق الشيخ الدجوي مع الشاب الواعد حسن البنا على أن يمر كل واحد منهما على من يعرف, ثم يكون اللقاء بعد أسبوع.

ومن هذه النخبة الطيبة تكونت نواة "جمعيات الشبان المسلمين" بعد ذلك, وعقب الاجتماعات ـ بعد عيد الفطر من ذلك العام (1344 هـ ـ  1926 م) ـ صدرت مجلة "الفتح" الإسلامية تحت رئاسة الشيخ عبد الباقي سرور, ورأس تحريرها السيد محب الدين الخطيب, الذي تولى إدارتها وتحريرها بعد ذلك, فنهض بها خير نهوض, وكانت مشعل الهداية والنور لذلك الجيل من شباب الإسلام المثقف الغيور, وصدر العدد الأول منها يوم الخميس 29 من ذي القعدة عام 1344 هـ ـ الموافق 10 من يونيو 1926 هـ, واستمرت تؤدي رسالتها لمدة 24 عاماً حتى توقفت عام 1368 هـ ـ 1949م, بعد وفاة الكاتب الإسلامي الكبير السيد محب الدين الخطيب, واستشهاد الشاب الثائر والإمام المجدد حسن البنا برصاص الغدر في الثاني عشر من فبراير عام 1949م.

ونتوقف هنا عند أربع نقاط مهمة, الأولى: أن "حسن البنا" حول الحماسة التي تفور داخله, والعاطفة المتوقدة في نفسه ووجدانه, إلى طاقة إيجابية فاعلة, ولم يجلس يبكي على الواقع المر دون أن يفعل شيئاً, والثانية: أنه اتجه بهذه الطاقة الإيجابية الفاعلة, ليضعها أمام الرجل المسئول, المؤثر في أوساط الإسلاميين, والذي له صلات بغالبيتهم, وله مكانته وقدره بينهم, ولم يتجاهل صاحب الشأن في طرق بابه وحثه على العمل والحركة, والثالثة: أنه لم يتوقف عن وصف الواقع المؤلم للأمة, ولكنه قدم اقتراحات عملية, يمكن تنفيذها, وبالتالي لم ينته اللقاء إلا وكان هناك اتفاق واضح على عمل محدد, وهو ما أثمر عن بدء تأسيس "جمعيات الشبان المسلمين" التي مازالت تعمل في الساحة الإسلامية حتى الآن, وكذلك صدور مجلة "الفتح" الإسلامية, والرابعة: أن الشيخ الجليل يوسف الدجوي تلقى حماسة "حسن البنا", وربما قسوته في بعض ألفاظه وكشف الحقيقة كما يراها, بقبول حسن, ولم يعنفه على جرأته في الكلام, أو يكابر في وصف الواقع بدعوى أن الشاب لا يزال صغيراً قليل التجربة, أو .. الخ هذه الردود السلبية, لكن الشيخ الجليل كان شجاعاً في قبول الرأي الآخر, وكان صادقاً في التفاعل معه, وهكذا العلماء الأجلاء.

سطور مضيئة:

كانت شخصية "حسن البنا" في تلك المرحلة, قد تكشفت عن إرادة قوية, وعزيمة فتية, وإيمان لا يتزعزع, بوجوب البحث عن مخرج للأزمة التي تعيش فيها الأمة الإسلامية, وعن حل عملي وواقعي وعاجل لمواجهة هذه الموجه الإلحادية والإباحية, التي تكاد تعصف بمصر, قلب الأمة الإسلامية النابض, وقلب الأمة العربية وأملها في النهضة والتقدم.. كانت ملامح المستقبل الطموح تختمر في ذهن الشاب الثائر, وهذا الحلم الذي ملك عليه حياته, يتبلور في مخيلته.. لقد تحول هذا الأرق العنيف, الذي حرمه النوم, وهذا السهاد الطويل, إلى سطور مضيئة في موضوع "إنشاء" كتبه كواجب دراسي, قبيل تخرجه من دار العلوم (1345 هـ 1927), وبعد شهور قليلة من لقائه الساخن والتاريخي مع العالم الجليل الشيخ يوسف الدجوي ـ رحمه الله ـ واجتماعات تأسيس مجلة "الفتح" ثم "جمعيات الشبان المسلمين".. كان موضوع الإنشاء هو إجابة عن سؤال: "اشرح أعظم آمالك, بعد إتمام دراستك, وبين الوسائل التي تعدها لتحقيقها".. وكأن واضع السؤال, كان يبحث عن "حسن البنا"!!.. وكان الجواب حاضراً في ذهن وعقل ووجدان هذا الشاب النابه, فسطره في ورقة الإجابة.

                

( 6 )

كتب "حسن البنا" يقول: أعتقد أن خير النفوس, تلك النفس الطيبة, التي ترى سعادتها في إسعاد الناس وإرشادهم, وتستمد سرورها من إدخال السرور عليهم, وذود المكروه عنهم, وتعد التضحية في سبيل الإصلاح العام ربحاً وغنيمة, والجهاد في الحق والهداية ـ على توعر طريقهما, وما فيه من مصاعب ومتاعب ـ راحة ولذة, وتنفذ إلى أعماق القلوب فتشعر بأدوائها, وتتغلغل في مظاهر المجتمع, فتتعرف ما يعكر على الناس صفاء عيشهم, ومسرة حياتهم, وما يزيد في هذا الصفاء, ويضاعف تلك المسرة, لا يحدوها إلى ذلك إلا شعور بالرحمة لبني الإنسان, وعطف عليهم, ورغبة شريفة في خيرهم, فتحاول أن تبرئ هذه القلوب المريضة, وتشرح تلك الصدور الحرجة, وتسر هذه النفوس المنقبضة, لا تحسب ساعة أسعد من تلك التي تنفذ فيها مخلوقاً من هوة الشقاء الأبدي أو المادي, وترشده إلى طريق الاستقامة والسعادة..".

"وأعتقد أن العمل الذي لا يعدو نفعه صاحبه, ولا تتجاوز فائدته عامله, قاصر ضئيل, وخير الأعمال وأجلها, ذلك الذي يتمتع بنتائجه العامل وغيره, من أسرته وبني جنسه, وبقدر شمول هذا النفع يكون جلاله وخطره, وعلى هذه العقيدة سلكت سبيل المعلمين, لأني أراهم نوراً ساطعاً, يستنير به الجمع الكثير, ويجري في هذا الجمع الغفير, وإن كان كنور الشمعة التي تضئ للناس باحتراقها.."

موضوع الإنشاء الذي يصلح كمادة للتدريس والتوجيه في الجامعات مازال موصولاً, يقول حسن البنا.. "وأعتقد أن أجل غاية, يجب أن يرمي الإنسان إليها, وأعظم ربح يربحه, أن يحوز رضا الله عنه, فيدخله حظيرة قدسه, ويخلع عليه جلابيب أنسه, ويزحزحه عن جحيم عذابه, وعذاب غضبه, والذي يقصد إلى هذه الغاية, يعترضه مفرق طريقين, لكل خواصه ومميزاته, يسلك أيهما شاء؛ أولهما: طريق التصوف الصادق, الذي يتلخص في الإخلاص والعمل وصرف القلب عن الاشتغال بالخلق خيرهم وشرهم, وهو أقرب وأسلم. والثاني: طريق التعليم والإرشاد, الذي يجامع الأول في الإخلاص والعمل, ويفارقه في الاختلاط بالناس, ودرس أحوالهم, وغشيان مجامعهم, ووصف العلاج الناجح لعللهم, وهذا أشرف عند الله وأعظم, ندب إليه القرآن العظيم, ونادى بفضله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقد رجح الثاني ـ بعد أن نهجت الأول ـ لتعدد نفعه, وعظم فضله, ولأنه أوجب الطريقين على المتعلم, وأجملهما بمن فقه شيئاً (ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) التوبة 122.

"وأعتقد أن قومي ـ بحكم الأدوار السياسية التي اجتازوها, والمؤثرات الاجتماعية التي مرت بهم, وبتأثير المدنية الغربية, والشبه الأوروبية, والفلسفة المادية, والتقليد الإفرنجي ـ بعدوا عن مقاصد دينهم, ومرامي كتابهم, ونسوا مجد آبائهم, وآثار أسلافهم, والتبس عليهم هذا الدين الصحيح, بما نسب إليه ظلماً وجهلاً, وسترت عنهم حقيقته الناصعة البيضاء, وتعاليمه الحقيقة السمحة, بحجب من الأوهام, يحسر دونها البصر, وتقف أمامها الفكر, فوقع العوام في ظلمة الجهالة, وتاه الشبان والمتعلمون في بيداء حيرة وشك, أورثا العقيدة فساداً, وبدلا الإيمان إلحاداً..!".

".. وأعتقد كذلك أن النفس الإنسانية محبة بطبعها, وأنه لابد من جهة تصرف إليها عاطفة حبها, فلم أر أحداً أولى بعاطفة حبي من صديق, امتزجت روحه بروحي, فأوليته محبتي, وآثرته بصداقتي (وهو الأستاذ أحمد السكري وكيل الإخوان المسلمين فيما بعد), كل ذلك أعتقده, عقيدة تأصلت في نفسي جذوتها, وطالت فروعها, واخضرت أوراقها, وما بقى إلا أن تثمر, فكان أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية أملان, خاص: وهو إسعاد أسرتي وقرابتي, والوفاء لذلك الصديق المحبوب ما استطعت إلى ذلك سبيلاً, وإلى أكبر حد تسمح به حالتي ويقدرني الله عليه. وعام: وهو أن أكون مرشداً معلماً, إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار, ومعظم العام, قضيت ليلي في تعليم الآباء, هدف دينهم ومنابع سعادتهم ومسرات حياتهم, تارة بالخطابة والمحاورة وأخرى بالتأليف والكتابة, وثالثة بالتجول والسياحة".

".. وقد أعددت لتحقيق الأول معرفة بالجميل, وتقديراً للإحسان و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) }الرحمن : 60,{, ولتحقيق الثاني من الوسائل الخلقية: الثبات والتضحية, وهما ألزم للمصلح من ظله, وسر نجاحه كله, وما تخلق بهما مصلح فأخفق إخفاقاً يزري به أو يشينه, ومن الوسائل العملية: درساً طويلاً سأحاول أن تشهد لي به الأوراق الرسمية, وتعرفاً بالذين يعتنقون هذا المبدأ, ويعطفون على أهله, وجسماً تعود الخشونة على ضآلته, وألف المشقة على نحافته, ونفساً بعتها لله صفقة رابحة, وتجارة بمشيئته منجية, راجياً منه قبولها, سائله إتمامها, ولكليهما عرفانا بالواجب, وعوناً من الله سبحانه, أقرؤه في قوله (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) } محمد : 7 {, ذلك عهد بيني وبين ربي, أسجله على نفسي, وأشهد عليه أستاذي, في وحدة لا يؤثر فيها إلا الضمير, وليل لا يطلع عليه إلا اللطيف الخبير, (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً) }  الفتح : 10 {,.

أركان التصور الصحيح:

انتهى موضوع "الإنشاء" الذي كتبه "حسن البنا" رداً على سؤال: اشرح أعظم آمالك بعد إتمام دراستك, وبين الوسائل التي تعدها لتحقيقها. وهو بالغ الدلالة على أن هذا الشاب النابه, كان قد استكمل أركان التصور الصحيح لرسالته في الحياة كداعية, وغايته التي عاش من أجلها, ثم استشهد في سبيلها.. وتجدر الإشارة هنا إلى عدد من النقاط المهمة حول موضوع "الإنشاء" وهي: أولاً: بدا "حسن البنا" وكأنه كان في انتظار طرح مثل هذه القضية المهمة, وربما في لهفة وشوق, كي يفرغ ما في جعبته, بعد أن استبان له الطريق, واكتمل لديه التصور نحو بلوغ هدفه ورسالته وغايته, ثانياً: أن كاتب "الموضوع" كان قد حسم اختياره واستقرت نفسه بين الاستمرار في طريق التصوف, وبين الانخراط في طريق الدعوة إلى الله والاختلاط بالناس, فاقتنع بالطريق الثاني, وربما زاد من إيمانه وقناعته, قيامه بالخطابة في المقاهي والمنتديات, واحتكاكه بالجماهير وعوام الناس, وتأملاته في حركة المجتمع ومراكز التأثير. ثالثاً: أن موضوع الإنشاء يعبر عن فقه عميق ودقيق لرسالة الداعية إلى الله, الذي يجب أن يكرس حياته ووقته وجهده لخدمة الناس وإسعادهم بالإسلام, وهو دليل واضح على مكانة الناس عند "حسن البنا", واعتبارهم الهدف الأسمى الذي يؤدي إلى رضا الله سبحانه ونيل مثوبته.

رابعاً: أن الموضوع حوى ألفاظاً ومعاني لها دلالات مهمة في حياة الأستاذ "البنا" وفي تاريخ الجماعة والفكر الإسلامي, ومنها: (الإخلاص ـ العمل ـ التضحية ـ الثبات ـ الأخوة ـ الوفاء ـ الشمول ـ الإرشاد.. الخ).

وهي ألفاظ ومعان وردت في أركان البيعة وفي ركن الفهم في رسالة التعاليم, أحد أهم وأبرز رسائل الإمام الشهيد رحمة الله.

ولا شك في أن من يقرأ موضوع الإنشاء, الذي كتبه هذا الشاب, المتوهج إيمانياً ودعوياً, سوف يجد فيه ما يمكن إضافته من معان وإشارات ودلالات, فتاريخ الإمام المجدد لم يخرج عن هذا المنهج الذي سطره في موضوع الإنشاء, وغايته التي رسمها وانحاز إليها في حياته, واستشهد في سبيل الدفاع عنها.