موسوعة عباقــرة مصـــر ونوابغهــا

clip_image002_3960c.jpg

كتاب (أعلام الصعيد في القرن العشرين) موسوعة ثقافية فريدة من نوعها؛ إذْ يروي أخبار الرجال الذين صنعوا أحداث القرن العشرين بمواقفهم النادرة، وشَكَّلوا العقول بمؤلفاتهم الباهرة، كما يحوي كنوزاً من الحكايات النادرة التي لمْ يسمع بها كثير من الناس.

 َهذا الكتاب الصادر عن مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة – ليس مسحاً شاملاً لأعلام الصعيد، وليس تأريخاً للعباقرة والنوابغ؛ إنما عبارة عن أخبار ومرويات، وأحداث ووقائع؛ تتضمن تحليلاً نفسياً لطبيعة العصر المضطرم بالصراعات المريرة، والحروب التي دارت رحاها في القرن العشرين!

 (هذا الكتاب) يتحدث عن عباقرة مصر، ونوابغ أرض الكنانة؛ إذْ يروي مِن نبأ الصالحين كالشيخ الشرقاوي، والرضواني، والجعفري، والعدوي، وحسنين مخلوف، والباقوري، والمطعني. ويروي طرائف أعلام القُرَّاء كطه الفشني، والمنشاوي، وعبد الباسط عبد الصمد. ويقص أخبار الأئمة والعلماء؛ كحسونة النواوي، والمراغي، ومصطفى عبد الرازق، وعبد الرحمن تاج، ومحمد سيد طنطاوي، وأحمد الطيِّب. ويتغلغل في أعماق الأدباء كالمنفلوطي، والشيخ علي يوسف، وطه حسين، والعقاد، وعبد التواب يوسف، ووديع فلسطين. ويقف على مواضع عبقرية الشعراء الكبار؛ كمحمد عبد المطلب، وحافظ إبراهيم، وخالد الجرنوسي، ومحمود حسن إسماعيل. ويُحلِّل شخصيات الساسة والكُتَّاب والمفكرين، أمثال: مكرم عبيد، وعبد الرحمن عزَّام، وممتاز نصّار، وجلال كشك، وأحمد بهاء الدين، وعبد العزيز القوصي، والطاهر مكي، وهدى شعراوي، ونعمات فؤاد ... وغيرهم.

 لقد أردتُ أنْ يكون الحديث مباشراً عن مواضع التألق، والنبوغ، والإباء، والتحدِّي، وليس سرداً للسير الذاتية، ومراحل العمر، والتسلسل الوظيفي كما يفعل بعض كُتَّاب التراجم!

 لقد أردنا الإشادة بالأزهريين؛ فتحدثنا عن شيخ الأزهر الذي استقال بعد أقل من خمسة أشهر؛ اعتراضاً على تدخل الملك فؤاد في إدارة شئون الأزهر! والشيخ الذي طالب بتغيير البروتوكول؛ كيْ يتقدَّم شيخ الأزهر على رئيس الوزراء! والشيخ الذي صاح في وجه رئيس الوزراء قائلاً: أمثلكَ يهدِّد شيخ الأزهر؟! وشيخ الأزهر الذي سافر إلى روما، وزار قبر المستشرق/ سانتلانا- ووضع عليه إكليلاً من الورود! وشيخ الأزهر الذي تحدَّى علي صبري –وزير الدولة لشئون الرئاسة آنذاك- ورفض أنْ يُنفِّذ القرار الجمهوري الصادر عنه، وشيخ الأزهر الذي عجز المرجفون والخوارج الجدد أنْ يستفزُّوه! والإمام الذي اعترض على اقتراح السلطة بعدم وقوع "الطلاق" مشافهة. والمفتي الذي تصادم مع الرئيس عبد الناصر، وهاجم القوانين الاشتراكية! والمفتي الذي لمْ يتوقف الجدال حول آرائه وفتاويه! والأزهري الذي قاد مظاهرات الطلبة في ثورة 1919م! والأزهري الفقير الذي نشر الاسلام في اليابان، وأنشأ أكبر مسجد بطوكيو!

لقد أردنا الإشادة بالأولياء والعارفين؛ فتحدثنا عن القطب الصوفي الذي كان يزوره الزعيم "سعد زغلول" في أقاصي الصعيد؛ ليستشيره في بعض القضايا. والعارف بالله الذي تنبأ ببزوغ نجم الرئيس عبد الناصر، وأوصاه بأن يتَّقِ الله!

وتحدثنا عن سفراء القرآن الكريم؛ أمثال: القارئ الذي أدخل النَّغَم على التجويد، والقارئ الذي اشترط على الملِك أنْ تُغلَق المقاهي، وتتوقف عن تقديم المشروبات، وقت قراءته للقرآن الكريم! والقارئ الكبير الذي بلغ صوته مشارق الأرض ومغاربها.

وتحدثنا –أيضاً- عن النوابغ والأفذاذ؛ وعلى رأسهم: رائد المعرفة النفسية والتربوية في العالم العربي، و"أستاذ الأجيـال" الذي تخرَّجَ على يديْه الأدباء والعلماء والشعراء وأرباب البيان وقادة الرأي العام. والأديب الذي كتب لأطفال العرب 800 كتاباً وقصَّة، طُبع منها ملايين النسخ! والمُنشِد الذي امتدت شهرته إلى مختلف الدول الأوربية، ونوقشتْ حوله رسائل الماجستير والدكتوراه! والكفيف الذي انتقد الأزهر وهاجم مناهجه الجامدة، وطريقة التدريس العقيمة.

وتحدثنا عن رموز الوطنية؛ وفي مقدِّمتهم: الرجل الذي تحدَّى الملِك، وصرخ في مجلس الأمة قائلاً: "إنَّ الأمة على استعداد لأنْ تسحق أكبر رأس يخون الدستور أوْ يعتدي عليه"! وعميد الوحدة الوطنية الذي كان كان يفوز بمنصب "نقيب المحامين" إلى أنْ أقصوه بالتزييف والتزوير!

وتحدثنا عن أعظم شعراء الوطنية؛ كالشاعر الذي هجا الخديوِ عباس حلمي، والشاعر الذي هاجم الإنجليز وأعوانهم؛ فاعتقلوه أثناء ثورة 1919م. والشَّاعر الذي كان يطارد شيطان الشِّعر ليلاً، فيهيم في الشوارع على غير هدى!

وتحدثنا عن النساء المجاهدات؛ أمثال: المرأة التي صرخت في وجه رئيس الوزراء/ أحمد ماهر- قائلة: أطلِق سراح الشباب الذين اعتقلتهم! والكاتبة التي اقتحمت الصِّعاب وخاضت المعارك الضارية دفاعاً عن مصر وحضارتها.

وتحدثنا عن أصحاب المواقف النادرة؛ أمثال الطالب الذي ترك الدراسة وتطوع للقتال ضد الصرب، وشارك الليبيين والجزائريين ضد الاستعمار الإيطالي والإنجليزي والفرنسي، ثم عاد إلى مصر وأسَّس "الجامعة العربية"! وتحدث عن رئيس نادي القضاة الذي رفض مطلب الحكومة بانضمام القضاة إلى الاتحاد الاشتراكي! ونقيب الصحفيين الذي انتقد سياسة عبد الناصر، وحمَّله مسئولية نكسة حزيران، وحرَّض على المظاهرات ضده! والكاتب الفذ الذي فنَّد أكاذيب العصر الناصري، وكشف أسرار "ثورة يوليو الأمريكية"!

وسوم: العدد 721