محمد الحسناوي.. مؤلف "الفاصلة في القرآن الكريم"

clip_image002_1089e.jpg

محمد الحسناوي أديب سوري تولى التدريس بثانويات حلب 18 عاما وأصدر العديد من الدواوين والقصص والروايات. وقد كلّفته معارضته للنظام دخول السجن والخروج من الوطن فعاش في الغربة وفيها توفي. ألف كتاب "الفاصلة في القرآن الكريم".

المولد والنشأة

ولد محمد بن محمود بن محمد الحسناوي عام 1938 في مدينة جسر الشغور التي تطل على نهر العاصي وتتبع محافظة إدلب الواقعة بشمال غرب سوريا.

الدراسة والتكوين

تلقى مراحل التعليم الأولية في مدارس مدينة جسر الشغور، ثم توجّه إلى اللاذقية، وبها أكمل المرحلة الثانويّة. بعدها التحق بجامعة دمشق ونال فيها الإجازة في الأدب العربي عام 1962. وحصل لاحقا على شهادة الماجستير في الأدب العربي بالجامعة اللبنانية.

الوظائف والمسؤوليات

عمل مديرا لتحرير مجلة "حضارة الإسلام" عام 1961، وكتب في العديد من المجلات والصحف الأدبية الإسلامية داخل سوريا وخارجها. وشغل عضوية رابطة الأدب الإسلامي بالإضافة إلى رابطة أدباء الشام.

التجربة الأدبية

في مرحلة مبكرة من شبابه نظم محمد الحسناوي الشعر وعبر في قصائده عن معاناة الإنسان الجسديّة والنفسيّة. وقد كلفته معارضة للنظام السجن، وأجبرته في نهاية المطاف على مغادرة وطنه والعيش في الغربة بقية حياته.

أصدر محمد الحسناوي عام 1968 ديوانا بعنوان في "غيابة الجب"، وقد نشره تحت اسم مستعار وعبر فيه عن معاناته في السجن وبعد الإفراج عنه.

ولاحقا اقتحم مجالي القصة والرواية فكانت روايته "خطوات في الليل" تجربة من الرعب ركز فيها على أحداث سوريا في ثمانينيات القرن العشرين.

لكن المعاناة لم تحجب الجمال عن مخيلة الحسناوي فقد تأثر أدبه بالطبيعة الخلابة ومرابع الطفولة وانعكس ذلك جليا في "ألفاظ التعبير وفي الأخيلة والأجواء والموضوعات".

ويتحدث عن نموذجين في استخدامه للطبيعية في شعره؛ الأول "توظيفها مادة رمزية لتجسيد الأفكار والمعاني، والثاني تجلٍ حقيقي ظهر في الشعر الذي خصصته للأطفال".

تعد قصصه القصيرة والطويلة مرآة فنيّة لسيرته الذاتيّة، ولتاريخ مدينته جسر الشغور وللوطن السوري عامة. وقد أكد تطلعه "إلى التجديد في الشكل والمضمون من خلال الإفادة من تراثنا العظيم ومعطيات الآداب الغربية والشرقية".

وقف الحسناوي في صفوف المعارضة السورية الإسلامية واضطر لمغادرة بلاده واتخذ من جريدة الفيحاء منبرا لآرائه السياسية. وفي عام 1990 كان أحد الموقعين على ميثاق "الجبهة الوطنية لإنقاذ سوريا" في باريس. وقد دعا هذا الميثاق للالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإقامة نظام ديمقراطي دستوري في سوريا.

في دراسته للفاصلة في القرآن الكريم -وهي الكلمة آخر الآية تأتي كقافية الشعر وسجعة النثر- اكتشف آثارا مهمة للقرآن الكريم على شعر الموشحات والشعر الحديث، وأثبت أنها يمكن أن تثري الشعر العربي الحديث، كما أثرت الشعر القديم.

ويعد كتابه "الفاصلة في القرآن الكريم" أوفى وأشمل كتاب في بابه، فقد درس هذه اللون البياني، ليتأمل ما في الفواصل القرآنية من غنى وتنوع، فهي بين فاصلة ساكنة وأخرى متحركة، وبين مسبوقة بردف أو غير مردوفة، ومنها التي على روي واحد وذوات الروي المتنوع، إلى غير ذلك من الاختلافات ذات المدلولات البلاغية العميقة التي تحتاج إلى استقصاء.

وقد استفاض الكاتب في ذكر فوائد الفاصلة في القرآن الكريم ومدى الترابط الوثيق والتوافق المحكم بين الأية وما تختم به من فواصل.

وفي شهادة مؤثرة كتب عنه صديقه الأديب عبد الله الطنطاوي "قد فتح الله عليه في بداية حياته، فعكف على الدراسات القرآنية، وألّف كتابه البديع في بابه "الفاصلة في القرآن" وعندما اشتدّ عليه المرض، في سنواته الأخيرة، رجع إلى ما صرفته عنه الصوارف.. رجع إلى الدراسات القرآنية، وأكبَّ على كتبها، وأنست روحه بها، فكتب كتابه الجميل: دراسات جمالية بيانية في أربع سور".

المؤلفات

أصدر محمد الحسناوي عدة دواوين، منها ربيع الوحدة وعودة الغائب وملحمة النور. وله مجموعات قصصية، منها بين القصر والقلعة وبلد النوابغ ورواية بعنوان "خطوات في الليل".

وكذلك ألف محمد الحسناوي العديد من الكتب الأدبية، منها صفحات في الفكر والأدب، ودراسات في الشعر العربي، وذكرياتي عن السباعي. ونظم لأطفال العرب ديوان شعره "العصافير والأشجار تغرد".

الأوسمة والجوائز

فاز محمد الحسناوي بالجائزة الأولى لمهرجان عكاظ الجامعي عام 1960، وحصل على الجائزة الثانية في أدب الأطفال من رابطة الأدب الإسلامي عام 1999، والجائزة الأولى في القصة الإسلامية من مهرجان الإسراء في الموصل 2001.

الوفاة

توفي محمد الحسناوي في العاصمة الأردنيّة عمان في 3 أبريل/نيسان 2007. 

وسوم: العدد 736