الشهيد سليم الحامض

يحيى بشير حاج يحيى

من شهداء انتفاضة الثمانين

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

هاهي ذي ( جسر الشغور ) تغضب لله و لرسوله ، فيتهاوى الحزب تحت ضربات المؤمنين بعد أن سقط وكر ( الشيبة ) . و تتراكض نساء الحزبيين باكيات مستعطفات لإخراجهم بعد أن استسلموا و تركوا أسلحتهم .

و ها هو ذا الشيخ سليم يذكرك ( بأنس بن النضر ) لما سأله (سعد بن معاذ )، و هو منطلق لا يلوي على شيء في غزوة (أحد ) : إلى أين ؟ فيجيبه : إني أجد ريح الجنة من دون (أحد).

و ينطلق الشيخ سليم و يستوقفه بعضهم إلى أين ؟ - إلى وكر المجرمين فقد سقط ، و تركوا أسلحتهم ، أريد أن أحصل على ( بندقية ) .

لقد سبقك آخرون يا سليم ، و اتجهوا إلى مخفرة البلدة .

و ينطلق الشيخ سليم ، و تمتد الأيدي إلى البنادق تلتقطها و يبقى الشيخ سليم بلا غنيمة تعففا و إيثارا ، يذكرك بشاعر الفروسية :

يخبرك من شهد الوقيعة أنني 

أغشىى الوغى و أعف عند المغنم

و تمتلئ الجحور بالفارين من ( الحزب ) و ( الشبيبة ) و (المخفر) و ( الجيش الشعبي ) ، و تستعطف النساء و يجرن بعضهم !.

و تحوم الطائرات ، و يقبل ( علي حيدر ) بمرتزقته ، و لكن كيف يدخلون المدينة ، و كيف تمتد أيديهم إلى ( حمى الإيمان) . فيتنكرون بثياب ( عمال معمل السكر ) و يركبون سياراتهم ، و تشهد ساحة ( البلدية ) مصرع كثيرين من الغازين و تشتد المعركة ، و تستعر ، و تردد المدينة : (لن تدخلوا إلا على جماجم أبنائي) ؟

و يريد الباطل المعتز بسلاحه أن يستعلي ، فيمرغ أنفه بالتراب  ، و يقع الشاب المؤمن أسيرا ً ، لينقل إلى (مركز البريد ) ، و يصب عليه العذاب ألوانا و هو لا يزيد على قوله : ( اللهم أظهر الحق اللهم أظهر الحق ) و يكون شهيدنا البطل مع الكوكبة الأولى التي سطرت ملاحم المجد في ساحات جسر الشغور .

و تتزين جنة عرضها السماوات و الأرض لتستقبل موكبا ً من ( التجار ) فيه : الشيخ سليم ، و أحمد فاضل و عبد الحليم ، و عبد الرحيم حلي ، و خالد شحود ، و عبد الله حجازي ، و الحاج فاتح شريقي .

 و تأتي كوكبة ( الشباب الجامعي ) يتقدمهم الشهيد أسامة الشيخ ، و محمود شمسي ، و عبد الحكيم حلي .

و يتلوهم موكب ( العمال ) و على رأسهم الشهيد إبراهيم مرعي و ديبو الشاتوري ، و هاني الطقش .

و تمر كوكبة الشباب ( طلاب الثانوية ) يرودهم الشهيد أنور كلعمر ، و عماد عاصي ، و عبد الحكيم كلاوي .

و يستبشرون بإخوانهم الذين لم يلحقوا بهم (( ألاّ خوف عليهم و لا هم يحزنون )  

و يأتي موكب الثأر بعد أشهر يحدوه الشهيد  محمد ديرك . و بشار حلي ، و محمد حجار و مصطفى البزيتي .

و يلتقي الجميع ، و ينطلق صوت القرآن مدويا ً (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))

 - صدق الله عظيم -