الحب والسيرة النبوية !

عندما يكتب أي إنسان مذكراته ،ويستعرض فيها أهم الأحداث المؤثرة في سيرة حياته ،أو تأثيره في سَير وحركة مجتمعه،لا يُتوقع منه أن يذكر كل شيء عنها ،وكذلك عندما يتناول كاتب أو عدد من الكتاب شخصية من الشخصيات ،ويتتبعون ما دَقَّ من خصوصياتها ،لا يُتوقع أن يحيطوا بكل صغيرة وكبيرة عنها !؟

لقد جرب كثيرون كتابة مذكراتهم ،فتجاوزت في بعضها ألف صفحة. وجرب كثيرون أن يكتبوا عن غيرهم،ويدرسوا جوانب شخصيتهم فقفز عدد الصفحات إلى بضعة آلاف!! ومع ذلك لا يقال عن هذه المذكرات والتراجم إنها استوعبت كل شيء في حياة هؤلاء العظماء .

أما الناظر إلى ما كُتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يعجب لا لعدد الصفحات التي تجاوزت المليون بكثير، ولا لعدد الكتب المؤلفة التي تجاوزت ألفين وخمسمائة كتاب منذ سنوات طويلة .

كما أحصاها الدكتور صلاح الدين منجد في كتابه النفيس ((معجم ما أُلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ))

ولكن للاهتمام الدقيق والتتبع العجيب لسيرته عليه الصلاة والسلام بدءاً من عصره الذي عاش فيه وولادته ورضاعه وعشيرته وبعثته وليس انتهاء بجمع حديثه وتصنيفه !

إن المكتبة الإسلامية ما تزال تزخر وتفيض بما يكتب عن النبي الكريم وسيرته ما تزال تفسر كثيرا من أمور الحياة ، يتضح منها في كل زمن شيء جديد !

ويتساءل المرء عن مبلغ الحب الذي جعل صحابة النبي الكريم ينقلون كل شيء عن حياته لمن بعدهم فدونوها !

ودائما يفعل الحب مالا يفعله غيره! فلا غروَ أن كان حب المصطفى عليه الصلاة والسلام يُلهم الكتاب مزيدا من التآليف والمُصنفات فباتّباعه أحبوا الله وأحبوا دينه وكتابه المجيد (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )).

وسوم: العدد 1035