العلماء ورثة الأنبياء ...

السبيل..والعويد انموذجا

عبد الله عبد العزيز السبيعي

رحم الله شيخنا العلامة الفهامة الفقيه  محمد بن عبدالله السبيل امام الحرم المكي الشريف رحمة واسعة وجمعنا ووالدينا واقاربنا وجميع علمائنا واخواننا المسلمين في جنته ومستقررحمته, وجعل ماقدم الشيخ في ميزان حسناته ..قال الله تعالى في محكم التنزيل ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ..) برحيل الشيخ العلامة الامام  بن سبيل فقدت الأمة علما من أعلامها , وفقيها من ابرز فقهاءها , وداعية وصل علمه إلى الأفاق , وتتلمذ على يديه وتخرج من دروسه علماء وفقهاء وطلاب علم من شتى إنحاء العالم.

والذي عُرف رحمه الله بعلمه الغزير وزهده وورعه, روى أبو داود والترمذى من حديث أبى الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع ,وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.

وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر...) ان الأنبياء خيرُ خلق الله، فورثتُهم خيرُ الخلق بعدهم، ولمَّا كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته ـ لم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم فى تبليغ ما أُرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق الناس بميراثهم . أما الشيخ المبارك سلطان العويد امام وخطيب جامع فيصل بن تركي بالدمام فكان يوم  تشييع جنازته رحمه الله يوما مختلفا حيث رزئت الأمة الإسلامية عامة وطلبة العلم خاصة بأفول شمس طالما أشرقت وسار على ضوئها الناس , فلقد قضى الله قضاءه فوافى الأجلُ الشيخَ الأصولي وبات الناس ليلتهم بدون شيخهم , .. وعزموا على دفن الشيخ والصلاة عليه عصر الأ ثنين الموافق 18/2/1434 هـ فكان المشهد مهيبا والحضور عجيبا صغار وكبار شيب وشباب اختلفوا في المشارب واتفقوا على حب الفقيد رحمه الله وغفر لنا ولوالدينا واقاربنا واخواننا المسلمين , لما استتم الأذان اصطكت جنبات الجامع وقدمت الصلاة وتدفق الناس من كل صوب وحدب ولا تجد إلا متأثرا أو باكيا أو ذاكرا أو داعيا , ولو نطق المشهد لقال بقول الإمام أحمد رحمه الله : بيننا وبين أهل البدع يوم الجنائز ...نفعنا الله بعلم مشايخنا  محمد بن سبيل  والعويد وغيرهما رحمهم الله, وجعل علمهم حجة لهم يوم القيمة , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:- ( اذامات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية أو علم يُنتفع به أوولد صالح يدعوله ...) ...