(إن خير من استأجرت القوي الأمين ...)

(إن خير من استأجرت القوي الأمين ...)

عبد الله عبدالعزيز السبيعي

ان أي عمل وانجاز لابد أن ينطبق عليه هاتان الصفتان الهامتان . الا وهما القوة والأمانة   حتى  تكون الانجازات والاعمال وفق ما أمر الله تعالى به  وموافق لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم  الذي أمرنا بأن نُتقن العمل كما يجب  , حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يُتقنه  ..)  .. , ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ – ( سورة القصص . قصّ الله جل وعلا علينا خبر موسى مع شعيب عليهما السلام حين جاء مدين ، ووجد ابنتين لشعيب قد منعتا غنمهما من الورود بانتظار ذهاب الرعاء وفراغ المكان ، وما حدث من تطوع موسى بالسقيا لهما ، وما كان من أمر شعيب حين بلغه ما قام به موسى حيث أرسل له يطلبه ليجزيه على ذلك وذكر لنا القرآن الكريم كذلك نصيحة ابنة شعيب لأبيها باستئجاره ، وعللت ذلك بقوة موسى وأمانته ، لأنه قوى أمين وان خير العاملين أو الموظفين 

وحاملين الامانة ايا كان موقعها هو من يتوافر فيه هذان الشرطان . القوة وهى ما يحتاجها الموظف ليتسنى له الفضل في كثير من الأمور والمواقف دون تردد أو تهاون واقصد هنا قوة الشخصية والقدرة على حل الأمور بجدية وحزم على أن لا يترتب عليه ظلم لأحد ’ و الأمانة ولها وجوه كثيرة منها أمانته على عمله واتقانه وامانة الوقت الذي يقضيه بالعمل فلا يستغله خارج نطاق الانتاج أوأمور لا تخص عمله ، والأمانه في الأموال والممتلكات الخاصة ,  فهذه من المعاني السامية في هذه الآية الكريمة والعمل بما توحيه ضمائرنا وتشير اليه صراحة .فالضعيف المتخاذل يجب ان ينتقل الى صفوف الأقوياء الأوفياء قال تعالى ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ) , لهذا يجب على كل عامل وموظف ومسؤول ان يتحلى بهاتين الصفتين المذكورتين الآنفتين حتى يبتعد الناس جميعا عن التقصير والاهمال او خيانة الامانة التي عُرضت على السماوات والارض وحملها الانسان فكان ظلوما جهولا ,!! وحتى لا تحدث تلك العواقب الوخيمة جراء التقصير في الاعما ل المناطة والموكلة الى كل شخص اياكان موقعه صغيرا كان او كبيرا , فيأخذ كل ذي حق حقه  باذن الله تعالى  ويسلم الناس من مشاكل وعواقب واضرار تلحق بهم لا قدر الله  ...