الشكر سلوك الروح

حسام العيسوي إبراهيم

الشكر سلوك الروح

حسام العيسوي إبراهيم

[email protected]

ذهب صاحبي لقضاء مهمة من مهام الحياة، اعتقد كما رأى كثيراً من العاملين بالقطاع الحكومي أن يُقَابَل بما اعتاد أن يقابله في مثل هذه الأماكن، والذي كان شعارها دائماً " عدِ علينا بكره ياسيد "، أو حتى يقابل بتكشيرة في الوجه، ورفع الجبين في استغراب وكأن صاحبنا جاء بأمر حرام أو قل على الأقل: بأنه يخدش الحياء!!

دخل يستغفر الله لعله يجد من همه فرجاً، ومن ضيقه مخرجاً، وأن يرزق بوجه صبوح، وإنسان بمعنى الإنسان، دخل وسلّم ووجد ما لم يكن يتوقعه!!

رد العاملون السلام، واستقبلوه بأعذب الألفاظ، وكأن صاحبنا فارس جاء من الجهاد، أو قائدٌ ينتظره الملايين، أخذ يدقق بعينيه، وينظر إلى المكان لعله ذهب إلى مكان آخر!!

لكنه تأكد أنه في المكان المطلوب، يا دكتور- لم يكن دكتوراً- تفضل، ماذا تريد؟ طيب لو سمحت ثانية واحده، وفعلاً هب أحدهم بأن أتى له بكل ما يريد في لمح البصر، والغريب!!!

أن هذا الرجل الجميل الذي قضى له حاجته، مر عليه وهو يجلس معه أفرادٌ كثيرون، كان يعاملهم بنفس المعاملة، دقق صاحبنا النظر، لم يجد إلا أن ينظر ويبتسم، ويحاول أن يرد بشيء يكافيء ما يرى، مرت المصلحة وانتهت، ولكنه أثناء الجلوس فكّر وقدّر ماذا يفعل مع هذا الرجل!!!

هل يعطيه بعض المال؟ تذكر أن الراشي والمرتشي في النار.

ماذا يفعل؟!!!

كان محموله معه، ووجد تليفون هذا الرجل معلقاً، فكتب بيديه رسالة قصيره، لم يجد فيها غير كلمة واحدة، شكراً.

نعم، فالشكر سلوك الروح .