رسالة من المراقب العام للإخوة الأحبة بمناسبة قدوم شهر رمضان

رسالة من المراقب العام

للإخوة الأحبة بمناسبة قدوم شهر رمضان

أيها الإخوة الأحبة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا هو شهر رمضان الثاني الذي يمر على بلدنا وشعبنا في ظل الثورة السورية المباركة، تحمل فيه الأمة آلام أعداد جديدة من الضحايا، لكنها تستجمع فيه قوتها وعزيمتها لتستمر بهذه الثورة، وهي مصممة على ألا توقفها حتى يزول حكم الظالمين، وتعود سورية لأصالتها ووجهها المشرق.

إني أعلم أن كل أخ من الإخوان قد خصص من نفسه وماله حصة ليقدمها لهذه الثورة، ومع رمضان سيعيد كل أخ تنظيم نفسه وما عنده ليقوم بحقوق هذا الشهر من طاعات مفروضة ونافلة، وليتقرب إلى ربه، ومع وجود الثورة ستكون المهام المطلوبة من كل أخ أكثر، فليجعل كل واحد منا هذا التحدي طريقاً لتزكية نفسه، مع أداء حقوق أمته، وعدم التقصير في حقوق أهله وعمله ونفسه.

ومن تجردت نفسه مع قدوم رمضان لإرضاء ربه، وخلصت إرادته لأداء ما عليه من حقوق، سيبارك الله له في عمله ، ومن أكثر الأعمال التي يرجو المؤمن ثوابها من ربه ثقته بحكم الله تعالى ، ورجاؤه لرحمته، وحسن ظنه به.

وأحب في هذا الشهر الكريم أن أذكر ببعض ثماره التي يجنيها كل مؤمن أعطاه حقه ، فمن هذه الثمار:

-         اليقظة بعد الغفلة.

-         صفاء القلب واستشعار القرب من الرحمن عز وجل.

-         التقوى، واجتناب المعاصي وما يقرب إليها.

-         تدريب النفس وترويضها على العطاء وتحمل المشاق والثبات على طاعة الله عزوجل.

ومن نال من هذه الثمار المباركة سيفهم معنى فضل الله تعالى في أنه ﴿يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات﴾ [التوبة: 104]، وأنه ﴿يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات﴾ [الشورى: 25]، ومن كان الله تعالى وليه في نفسه وعمله، فليتذكر أن الله تعالى ولي كل الذين آمنوا، وأنه القادر على إهلاك الظالمين والكافرين، وأنه ناصر الحق وقاهر المبطلين.

إن المؤمن المستند إلى قوة ربه، المطمئن إلى حكمه، الراضي بقضائه، لا يخاف أعداء الله، ولا يحزنه مكرهم ومسارعتهم في الكفر، ذلك لأنه يقول لهم:

 ﴿هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون﴾ [التوبة: 52].

إننا نحتاج المزيد من الصبر والثبات، والأمة كلها تحتاج ذلك، وهذا الشهر الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهر الصبر، علينا أن ننال منه هذا الصبر، وأن ننشره في الأمة لنثبت الذين آمنوا، إلى أن تستحق الأمة نصر الله تعالى.

وعلينا أيها الإخوة ألا ننسى، ولا نستغرب، أن يكون رمضان هو المنعطف الذي يؤدي بالأمة إلى النصر على أعدائها، والانتصار على أمراضها، والنهوض من غفلتها، وإقامة حضارتها، فإذا غير الناس ما بأنفسهم وأصلحوها ، فلننتظر أن يغير الله أحوال الأمة. وإن رمضان فرصة ثمينة لإصلاح النفس، فلنستعن بالله ولنجعله بداية لنصر الأمة وإصلاح أحوالها. والله هو الموفق والهادي والمعين.

العاشر من رمضان

اخوكم المراقب العام