كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟

عبد الله عبدالعزيز السبيعي

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟

عبد الله عبدالعزيز السبيعي

علينا ان نستقبل شهر رمضان المبارك بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب والاقلاع عنها وعدم العودة اليها , فهو شهر التوبة , قال الله تعالى 0( وتوبواالى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تُفلحون ) .

فانه ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله عزوجل وحسن عبادته , وأن ننتهز فرصة قدومهذاالشهر الكريم فنجددالعهد مع الله تعالى على التوبة النصوح الصادقة من جميع الذنوب والمعاصي والآ ثام في جميع الأوقات, وأن نلتزم بطاعة الله تعالىمدى حياتنا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يوم لا ينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم , ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يُبشر أصحابه رضي الله عنهم أجمعين ونحن واياهم بمجيء شهررمضان المبارك فيقول : (جاءكم شهررمضان شهرمبارك كتب الله عليكم صيامه , فيه تُفتح أبواب الجنان وتُغلق فيه أبواب االجحيم ...الحديث ) أخرجه الامام أحمد رحمه الله , ينبغي أن نستقبل هذاالشهرالكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه ايمانا واحتسابا لا تقليداوتبعية للآخرين , وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام والاستماع والنظر المحرم , مثلما تصوم عن الطعام والشراب , ويُستحب لنا أ نُحافظ على آداب الصيام من تعجيل الفطوروتأخير السحورالى آخر جزء من الليل, والزيادة في أعمال الخير لتكون الرحمة والمغفرة والعتق من النارهي الجزاء باذن الله . ان بعض الصائمين يبدو سيء الخُلق بسبب امتناعه عن الأكل والشرب فتراه قاسيا فظا غليظا على أهله وعلى الناس الذين يُعاملهم ويستعمل الألفاظ النابية ويتصرف تصرفات غير سليمة , وهذاخلاف ما يجب أن يكون عليه الصائم من حُسن الخثلق الذي أوصاه به الرسول صلى الله عليه وسلم , وبعض الصائمين يتخذ رمضان فرصة للكسل والخمول , في حين أن المسلمين الأوائل كانوا على عكس ذلك , فكثيرمن المعارك الاسلامية الشهيرة كانت في رمضان المبارك , وبعض الذين يجعلون رمضان فرصة للاكثار من النوم ويحتجون بأحاديث ضعيفة مثل حديث : ( نوم الصائم عبادة ), وعلى فرض صحته فانه لايد ل على مرادهم فان الذي ينبغي للصائم هو أن يغتنم رمضان للاستزادة من العمل الصالح بهمة ونشاط ..فقد كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم ورحمهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين يهتمون بشهررمضان ويفرحون بقدومه , وكانوا يدعون الله تعالى أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يُبطله أو يُنقصه من اللغو واللهو واللعب والغيببة والنميمة والكذب وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن الكريم . ينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة , فيما ينفعه من عبادة ربه عزوجل , ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته , وخصوصا أوقات وليالي شهررمضان الشريفة الفاضلة التي لا تُعوض ولاتُقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعتهم وعلى العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم ... ان رمضان شهرالصبر, فان الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات تجليه في الصوم حيث يحبس المسلم نفسه عن الأكل والشرب والجماع وغيره في نهار رمضان طوال شهر كامل , ولذا كان الصوم نصف الصبر , وجزاء الصبر الجنة كما يقول الله تعالى :( انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر 10 .. ان الصوم سبب للسعادة في الدارين , كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صللى الله عليه وسلم قال : (للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) . أما فرحته عند فطره فهي نموذج للسعادة واللذة التي يجدها المؤمن في الدنيا بسبب طاعته وتقواهلمولاه سبحانه و تعالى وهي السعادة الحقيقية . ينبغي للمسلم أن يُحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة , وقد تكفل الله تعالى لمن قرأ القرآن الكريم وعمل بما فيه أ ن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى ( فمن اتبع هداي فلايضل ولا يشقى ) . في هذاالشهر الكريم تربية المسلم على استشعار السعادة الحقيقية في الدنيا وطلبها في الآخرة , ففي البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : 0 للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) الحديث ..وفي ختامه العيد يفرح الناس باكمل عبادتهم واخراج زكاة الفطر لنشر السرور بين الفقرآء .