قُرُبات... قبل رمضان

نبيل جلهوم *

[email protected]

إنه من كرم الله تعالى على أمة المصطفى حبيبه وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه يفتح دائما وباستمرار وعلى مدار الأيام والشهور والأزمان بفواتح كلها خير ومعها الخير وفى جملتها السعادة والقرب من رب كريم لايرضى لعباده  إلا أن يتفضل عليهم دائما بكرمٍ منه وزيادة .. فالحمد لله الذى جعل لنا نفحات نتعرض لها من الجود والمكرمات من رب العطاء والخيرات  .

فصلوات خمس على مدار اليوم كفارة لما بينهن .. ونوافل ثنتى عشرة نبنى بها فى الجنة قصرا . وصيام نوافل من الأسبوع تقى حرارة جهنم وظمأها .. وحج ليس له جزاء إلا الجنة  .. وصيام رمضان شهرا به تكون الرحمة فى أوله ثم المغفرة فى أوسطه ثم جائزة كبرى لايمنحها إلا الكريم الجواد جائزة العتق من النيران بخلاف مايكون من عتق كل يوم من أيام رمضان .. ولم لا ؟؟؟ وهو الذى خلق فسوى وقدّر فهدى وأعطى ورزق وشرَفنا بأن جعلنا له عِبادا ولجلاله عُبَادا  .

( فالحمد لله الذى به وبنعمته تتم الصالحات والذى تفضَل علينا بكثير النفحات )

(    اللهم بلغَنا رمضان اللهم بلغَنا رمضان اللهم بلغَنا رمضان  )

إستعداد .. يليق بالمقام :

__________________

ولعل شهرا كرمضان بعظمته وخيراته لفرصة كبيرة تتطلب من العاقل أن يستعد له قبل هلاله وتشريفه ,  فنعم الضيف هو .

فهو يستحق من الآن شحذا للهمم فهو الذى خصَصه المولى بقوله فى الحديث القدسى : الصوم لى وأنا أجزى به .

إستعداد .. بحسن التعرَف على الله :

___________________________

ومن مظاهر الإستعداد للشهر الكريم حسن التعرف على الله ومعرفته حق المعرفة وعقد النية وتجديدها باستمرار لله وحده لا شريك له فى كل الأعمال صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها .

(  فالقلب الذى يعرف صاحبهُ اللهَ هو قلبُ يحمل نورا يُشع به عليه )

ويدفعه لكل خير وفائدة .. فصلاح قلب العبد يجعل الصلاح العام ثمرة حتمية لسائر جسده , فتتجمل الأخلاق وتنهض السلوكيات فيكون المرء مميزاً متميزاً .

فتجد مطعمه لايكون إلا حلالا طيبا , ويده لا تمتد إلى الرشوة ولا الإختلاس ولا السرقة ولا النهب , لإيمانه بأنه من نبت لحمه من حرام فإن النار أولى به .

كما أن لرجله خاصيَّة الصالحين فلا يمشى بها لمنكر ولايسعى بها لشر ولايحركها إلا لإرضاء خالقه ومولاه ..

فمعرفته لله معرفة حقة جعلته ربانيا  , لله ينتسب , ولله يعمل , ولمرضاته يسعى ولوجهته وحده يُولىَ .

إستعداد .. بإتباع الرسول ومحبته :

___________________________

وإتباع الرسول ومحبته أيضا هى من وسائل الإستعداد لرمضان الخير .. وذلك بمذاكرة ومراجعة ماكان يفعله  فى رمضان وقبل رمضان .

فنتخلق بخلقه

ونتأدب بأدبه

ونتعلم بعلمه

وننتهج بنهجه

ونعمل لدينه ودعوته

ونبذل الخير للناس كما كان يبذله صلى الله عليه وسلم  بنفسه .

ونحب الأوطان كما كان يُحب صلى الله عليه وسلم ويَحنَ لوطنه .

ونكثر من الصلاة عليه طمعا فى شفاعته .

صلىَ عليه ربى .. محمداً وآله وصحبه .

إستعداد .. بالمحاسبة :

___________

فرمضان الخير يتطلب من الآن جلسات للمحاسبة قبل أن يأتى ويرحل .

فالمسلم إذا  أراد  أن يحيا حياة الصالحين الربانيين , وجب عليه دائما محاسبة نفسه حسابا شديدا , ليجعل من المحاسبة الدواء من كل داء , والشفاء من كل سقم وبلاء , ويطهر بها بدنه  , ويرفع بها قدره وشأنه  , ويسعد بها نفسه وغيره .

فليكن كلنا محاسباً لنفسه نهاية يومه , ولتكن لنا ساعة نحاسب أنفسنا فيها  على ما أحسنت فيه طوال يومها وعلى ما فرطت فيه .

فإن وجدناها أحسنت  سجدنا لربنا شاكرين  , حسنا واحسانا زائدا منه طالبين .

وإن وجدناها قصَرت ً أنبنا لربنا بذل وسؤال , راجين منه عفوا وسماحا , وله مستغفرين منيبين وراجعين .

روى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم . وتجهزوا للعرض الأكبر { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ )  الحاقة 18.

 ونقل ابن القيم عن الحسن أنه قال : ( المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله . وإنما خفَ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا .وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)..

وقال وهب فيما ذكره الإمام أحمد - رحمه الله - :

( مكتوب في حكمة آل داود : حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات :

ساعة يناجي فيها ربه , وساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه , وساعة يتخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل , فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب .

وهناك بعض الثمار العظيمة التي يقطفها المحاسب نفسه منها :

التعرف على عيوب النفس مما يساعد في تلافيها.

المساعدة على الخوف والمراقبة لله بصدق.

الوصول الحي إلى الله بذل وإنكار وإنكسار .

الفوز بجنات الله.

إستعداد .. بلزوم الإستقامة :

________________________

فإستقامة النفس تُثمر سموّ الروح .

) فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك  (  هود :112  

وقال صلى الله عليه وسلم : قل آمنت بالله ثم إستقم . رواه مسلم

إستعداد .. بطهارة القلب :

_____________________

فلا ينام أحدنا  وفي قلبه شىء  من بغض أو حقد أو حسد لأحد من إخوانه المسلمين فذلك كفيل بدخول  الجنة .. وكلنا يعلم قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع سعد بن أبي وقاص وسبب تبشير النبي محمد صلى الله عليه وسلم  له بالجنة " ... من أنه كان لا ينام وفي قلبه ضغينة على أحد من المسلمين .

إستعداد ..  بكتابة الوصيَة :

________________

فلتكن وصيتنا  دائماً مدونة ومسجلة بتفاصيل وأخبار دقيقة ولنحرص على تسجيل حقوق العباد فيها من إلتزامات مالية أو غيرها وكذلك تسجيل حقوقنا لدى العباد ولا ننس أن ندون في وصيتنا أن ندفن مع الصالحين وألا يقام حال وفاتنا ما يغضب الله رب العالمين ..

كما يجب أن ندرب زوجاتنا وأبنائنا على مثل ذلك السلوك ، ولتكن الوصية في مكان بالدار معروف لأهلنا  من الزوجة والأولاد ، أو الأم والوالد والأشقاء ، ولنحرص على عدم نسيان شىء في الوصية.

إستعداد .. بتذكر الموت :

______________

فنتذكر بإستمرار لحظات الإحتضار وخروج الروح  إلى بارئها العزيز الغفار .

وأنه قد لايأتى علينا رمضان القادم .

فكثير ممن كنا نحبهم فقدناهم فى رمضان وقبل رمضان .

فلحظات الرحيل عن الدنيا هى لحظات من وقتها يتحدد للمرء المصير إما إلى جنة

لاحرمنا الله والمسلمين منها - أو إلى نار – أعاذنا الله  والمسلمين منها .

إستعداد .. بأخذ العهد :

______________

بأن نتعاهد مع أنفسنا وربنا  بأن نبذل فى رمضان - إذا بلغنا ربنا إياه  – كل جهد فى الذكر وقراءة القرآن والإحسان وتغيير النفس إلى الأحسن مما هى عليه الآن , وتنمية وتطوير العلاقة بيننا  وبين ربنا وبيننا وبين رسولنا وحبيبنا وبيننا وبين زوجاتنا  وأبنائنا وبيننا وبين الدنيا كلها

وأن نجتهد فى الدعاء  بكل قوة ومن قلوبنا  رافعين له أكف الضراعة مستغيثين بقولنا   : اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك    .


إستعداد .. بكثرة الذكر :

_______________

فرمضان الخير يستوجب منا أن نتدرب من الآن على كثرة الذكر وأن نتذّكر دائما أن مَثَل الذى يذكر ربه والذى لايذكر كمثل الحى والميت ,  وأن الذكر يزيل الوحشة بين العبد وربه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد , يتعاطفن حول العرش لهن دوىٌّ كدوى النحل , يذكرن بصاحبهن , أفلا يحب أحدكم أن يكون له مما يذكر به ؟ ,,

وأن الجميل فى الذكر , أن الإكثار منه والدوام عليه ينوب عن التطوعات الكثيرة التى تستغرق الجهد والوقت , وفيها عوض لمن لايستطيع أن يفعل الطاعات بدليل ماجاء فى الحديث الصحيح : ,, إن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه فقالوا : يارسول الله ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلى , ويصومون كما نصوم , ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون  .

قال : ,, ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير مَن أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله : تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة  ,,

كما أن الذكر يعطى قوة فى القلب وقوة فى البدن , ومن أجمل الأمور فى الذكر والإكثار منه هو أن شواهد الله فى أرضه تشهد له , فالذى يذكر الله فى قمة الجبل أو فى الطريق أو فى السيارة أو فى البيت أو على الكرسى أو على الأرض قائما كان أو قاعدا أو مضطجعا على جنبه ... كل هذه البقاع والأماكن تشهد له عند الله .

جاء فى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآيه : ,, يومئذ تحدث أخبارها (4) الزلزلة . قال :   ,, أتدرون ماأخبارها قالوا : الله ورسوله أعلم ؟ قال : فان أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها , أن تقول : عملت علّى كذا يوم كذا وكذا  ,, .

وجدير بالذكر أن ننبه هنا أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال باللسان وفقط , وإنما هى تفاعلات وأحاسيس وإيقاظ للنفس لتتحرك من حالها الذى هى عليه الى حال أجمل مايكون من الروحانية والشفافية والربانية والفراسة والايمان .. نسأل الله أن يمنحنا والمسلمين من كرمه وفضله وعطائه .

إستعداد .. بالتدرب على التقوى :

___________________________

بأن نسلك كل السبل والوسائل لتنمية وتقوية التقوى فى نفوسنا وأعمالنا وذواتنا  فهى دعوة الله للأنبياء جميعا .

تزود من التقوى فانك لاتدرى
إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أضحى وأمسى ضاحكا
وقد نسجت أكفانه وهو لايدرى
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم
وقد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من عروس زينوها لزوجها
وقد قُبضت أرواحهما ليلة  العرس

وقد قال فيها أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه عندما سُئل عن التقوى : ما التقوى ياإمام . فقال : هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل .

إستعداد .. بالتوبة :

___________

بأن نسارع الى التوبة وطلب المغفرة من الله ونسأله أن يتوب علينا توبة نصوحا .

 وأن  يلحقنا  بركب أصحاب الهمم المخلصين المعتدلين  ..العاملين لدينه المحبين لأوليائه المتعاونين على البر والتقوى ونشر الخير للناس كافة , الشرفاء المخلصين لدينهم والمحبين لأوطانهم حباَ هو فى حقيقته أحب اليهم من أنفسهم .

وأسوتنا فى ذلك  نبينا وقدوتنا  سيدنا  محمد صلى الله عليه وسلم الذى كان يستغفر ويتوب إلى ربه وخالقه سبعين أو مائة مرة فى يومه .. وهو من هو ؟؟
هو النبى لاكذب  .. هو من غفر الله له من ذنبه ماتقدم وماتأخر
 ) وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) 133 أل عمران ..

(  التائب من الذنب كمن لاذنب له   (

خاتمة :

يَارب يامن لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ ، وَ كَيْفَ  يَخْفَى عَلَيْكَ يَا إِلَهِي مَا أَنْتَ  خَلَقْتَهُ ، وَ كَيْفَ  لَا تُحْصِي مَا أَنْتَ صَنَعْتَهُ ، أَوْ كَيْفَ يَغِيبُ عَنْكَ مَا أَنْتَ تُدَبِّرُهُ ، أَوْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْرُبَ مِنْكَ مَنْ لَا حَيَاةَ لَهُ إِلَّا بِرِزْقِكَ ، أَوْ كَيْفَ  يَنْجُو مِنْكَ مَنْ لَا مَذْهَبَ لَهُ فِي غيْرِ مُلْكِكَ . سُبْحَانَكَ  أخْشَى خَلْقِكَ لَكَ أَعْلَمُهُمْ بِكَ ، وَ أَخْضَعُهُمْ لَكَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِكَ ، وَ أَهْوَنُهُمْ عَلَيْكَ مَنْ أَنْتَ تَرْزُقُهُ وَ هُوَ يَعْبُدُ غَيْرَكَ سُبْحَانَكَ لَا يَنْقُصُ سُلْطَانَكَ مَنْ أَشْرَكَ بِكَ ، وَ كَذَّبَ رُسُلَكَ ، وَ لَيْسَ يَسْتَطِيعُ مَنْ كَرِهَ قَضَاءَكَ أَنْ يَرُدَّ أَمْرَكَ ، وَ لَا يَمْتَنِعُ مِنْكَ مَنْ كَذَّبَ بِقُدْرَتِكَ ، وَ لَا يَفُوتُكَ مَنْ عَبَدَ غَيْرَكَ ، وَ لَا يُعَمَّرُ فِي الدُّنْيَا مَنْ كَرِهَ لِقَاءَكَ .

سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ ، وَ أَقْهَرَ سُلْطَانَكَ ، وَ أَشَدَّ قُوَّتَكَ ، وَ أَنْفَذَ أَمْرَكَ , سُبْحَانَكَ قَضَيْتَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ الْمَوْتَ , مَنْ وَحَّدَكَ وَ مَنْ كَفَرَ بِكَ ، وَ كُلٌّ ذَائِقُ الْمَوْتِ ، وَ كُلٌّ صَائِرٌ إِلَيْكَ ، فَتَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ . آمَنْاُ بِكَ ، وَ صَدَّقْناُ رُسُلَكَ ، وَ قَبِلْناُ كِتَابَكَ ، وَ كَفَرْناُ بِكُلِّ مَعْبُودٍ غَيْرِكَ ، وَ بَرِئْناُ مِمَّنْ عَبَدَ سِوَاكَ ,اللَّهُمَّ إِنِّا  أُصْبِحُنا  وَ أُمْسِينا  مُسْتَقِلًّين  لِعَمَلِنا  ، مُعْتَرِفين  بِذَنْوبنا ، مُقِرّين ً بِخَطَايَاناَ ، نجن َبِإِسْرَافِنا عَلَى أنَفْسِنا  أذلاءٌ ، عَمَلِنا أَهْلَكَنِا ، وَ هَوَاناَ أَرْدَانِا ، وَ شَهَوَاتِنا حَرَمَتْنِا . فَنَسْأَلُكَ يَا مَوْلَاناَ سُؤَالَ مَنْ نَفْسُهُ لَاهِيَةٌ لِطُولِ أَمَلِهِ ، وَ بَدَنُهُ غَافِلٌ لِسُكُونِ عُرُوقِهِ ، وَ قَلْبُهُ مَفْتُونٌ بِكَثْرَةِ النِّعَمِ عَلَيْهِ ، وَ فِكْرُهُ قَلِيلٌ لِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ . سُؤَالَ مَنْ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْأَمَلُ ، وَ فَتَنَهُ الْهَوَى ، وَ اسْتَمْكَنَتْ مِنْهُ الدُّنْيَا ، وَ أَظَلَّهُ الْأَجَلُ ، سُؤَالَ مَنِ اسْتَكْثَرَ ذُنُوبَهُ ، وَ اعْتَرَفَ بِخَطِيئَتِهِ ، سُؤَالَ مَنْ لَا رَبَّ لَهُ غَيْرُكَ ، وَ لَا وَلِيَّ لَهُ دُونَكَ ، وَ لَا مُنْقِذَ لَهُ مِنْكَ ، وَ لَا مَلْجَأَ لَهُ مِنْكَ ، إِلَّا إِلَيْكَ .

إِلَهِنا  نَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْوَاجِبِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ ، وَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي أَمَرْتَ رَسُولَكَ أَنْ يُسَبِّحَكَ بِهِ ، وَ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، الَّذِي لَا يَبْلَى وَ لَا يَتَغَيَّرُ ، وَ لَا يَحُولُ وَ لَا يَفْنَى ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آله وصحبه ٍ ، وأن تبلغنا وأهلينا وذوينا والمسلمين رمضان بصحة وعافية وايمان وإسلام وخير وأمن وأمان  يفيض علينا وعلى الأوطان وكل البلدان يارب ياكريم يارحمن .

وَ أَنْ تُغْنِيَنِا عَنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ بِعِبَادَتِكَ ، وَ أَنْ تُسَلِّيَ نَفْوسنا عَنِ الدُّنْيَا بِمَخَافَتِكَ ، وَ أَنْ تُثْنِيَنِا  بِالْكَثِيرِ مِنْ كَرَامَتِكَ بِرَحْمَتِكَ . فَإِلَيْكَ نفِرُّ ، و مِنْكَ نَخَافُ ، وَ بِكَ  نَسْتَغِيثُ ، وَ إِيَّاكَ نَرْجُو ، وَ لَكَ نَدْعُو ، وَ إِلَيْكَ نَلْجَأُ ، وَ بِكَ نَثِقُ ، وَ إِيَّاكَ نسْتَعِينُ ، وَ بِكَ  نُومِنُ ، وَ عَلَيْكَ  نَتَوَكَّلُ ، وَ عَلَى جُودِكَ وَ كَرَمِكَ نَتَّكِلُ .

(   وكل رمضان والمسلمين  وكل البلدان والأوطان بخير وأمن وأمان  )

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين 

               

* عضو رابطة أدباء الشام – لندن ..