حُلم الآباء والأمهات

محمود القلعاوي /مصر

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

[email protected]

تمر علينا أحداث كثيرة ومناسبات متعددة ، منها الإسلامية ومنها الوطنية ومنها .... الخ ، منها الصغيرة ومنها الكبيرة ، منها اليومية ومنها الأسبوعية ومنها الشهرية ، منها الدوري ومنها غير الدوري ، والمربى الناجح من يستفيد من هذه الأحداث ويوظفها التوظيف الأمثل فيكون لها أكبر الأثر في نفوس الأبناء ،  وكم هو حدث جلل الإسراء والمعراج حيث فريضة الصلاة .. حيث الصلة بين العبد وبين من خلقه .. حيث حُلم الآباء والأمهات أن يكون فلذة كبدهما ممن يحرص على أداء الصلاة .

أعظم صور التأديب .

وبكل تأكيد أعظم صور تأديب الأبناء تعليمهم الصلاة وغرس محبتها في قلوبهم ليقوموا بحقوقها خير قيام ، وقد نبه حبيبنا صلى الله عليه وسلم الأبوين إلى ضرورة ربط الأبناء بربهم باكر سنهم  - عند السابعة من عمرهم - فذلك ادعى أن يشب الأولاد على محبة خالقهم  فقال صلى الله عليه وسلم :- " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ."

إلى رياض الله ..

وما أجمل أن يصحب الأب أولاده وهو ذاهب للمسجد يحوطهم برعايته .. يعلق قلوبهم برحاب ربهم .. يعلمهم كتاب باريهم وسنة حبيبهم صلى الله عليه وسلم .. يشبون في رياض الله .. يحضرون حلقات العلم .. نتركهم للحصن الحصين.. يتعلمون النظام عبر الصفوف .. يُغرس الإيمان في قلوبهم .. يُطبع الإيمان والأخلاق في قلبهم بمشاهدة من حولهم من رواد المسجد الصالحين .. وهذه مدرسة الحبيب صلى الله عليه وسلم نتعلم منها ، فيروى لنا الإمام أحمد وغيره عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس، وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يثب على ظهره إذا سجد، ففعل ذلك غير مرة .. الحديث ..

مدرسة العظماء ..

·        ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: بتُّ عند خالتي ميمونة، فجاء رسول الله بعدما أمسى فقال: "أصلَّى الغلام؟"، قالوا: "نعم" رواه أبوداود وصححه الألباني.

·        وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: يُعلّم الصبي الصلاة إذا عرف يمينه من شماله.

·        وكان السلف الصالح يلاحظون أبناءهم في الصلاة ويسألونهم عنها .

·        وعن مجاهد قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي قال: لا اعلمه إلا ممن شهد بدراً، قال لابنه: أأدركت الصلاة معنا؟ أأدركت التكبيرة الأولى؟ قال: لا، قال: لَمَا فاتك منها خير من مائة ناقة، كلها سود العين.

أفكار عملية ..

وقد جمعتُ لك قارئى الحبيب بعض الأفكار ممن يحسنون هذه الصنعة لنحقق حُلم أن يكون فلذات الأكباد ممن يحرصون على صلواتهم :-

·        من المهم بمكان أن نعرف أولادنا لماذا نصلى ؟! .

·        تعليمهم أن الصلاة سبب طريق لمحبة الله .

·        ازرع بداخلهم حب الصلاة بما تملك من وسائل .

·        مكافأة المحافظ عليها بهدية .

·        الصلاة أمامهم وذهاب الابن مع أبيه للمسجد.

·        إقتناء ما يذكرهم بالصلاة كوضع برنامج الصلاة على الكمبيوتر ، وجلباب جميل للصغيرات  ، وإسدال صلاة للفتيات .

·        الدعاء لهم بحضرتهم : " رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي " .

·        لا تكرههم على الصلاة بعقاب أو أى أسلوب منفر بل بالحب وبالمحبب لهم .

·        في بدايه مراحل التعليم لا تطلب منهم صلاة السنن حتى تتأكد أنهم تعودوا على الصلاة المفروضه والواجبه .

·        الاستعانة بالقصص والمواعظ المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو قصص الصالحين ليدرك الطفل فضل الصلاة وسر تعلق الكبار بها.

لا تربط الصلاة بهدايا مادية بشكل مستمر، فمع الأيام سيصلي من أجل المادة وفقط .