البدعة واثرها على دين العبد

عبدالله عبدالعزيز السبيعي - السعودية

ان التمسك والاعتصام بالكتاب والسنة من لوازم واساسيات الشريعة الاسلامية الغراء, وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع الكتاب الكريم وسنته صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين المهديين رضي الله عنهم اجمعين فهم الذين هداهم الله فكتبت احكامهم وضبطت اقوالهم وان المتقين هم الذين يعتصمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلموالابتعاد عن البدع والخرافت والشركيات القولية والعملية التي تُنافي كمال التوحيد والعياذ بالله , ولقد قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم) وقال سبحانه وتعالى في سورة الاحزب ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) اي ان من يطع الله ورسوله فقداجاره الله من النار وصيره الى النعيم المقيم جعلنا الله ووالدينا وجميع المسلمين ممن فازوا فوزا عظيماان التمسك والاعتصام بالكتاب والسنة اعظم من التمسك بالامور الدنيوية التي يحرص عليها كثير من الناس اكثر من حرصهم على الامور الدينية والعياذ بالله لذلك ففي ديننا الحنيف نجد الترغيب في اتباع الكتاب والسنة والترهيب من الحياد عنهما فالمطلوب هو الاخلاص والاتباع لا الابتداع والانقياد والقبول والطاعة عند اتباع النقل لا العقل. لذا نجد في الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة...  ( ...عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله : { ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم من محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة } [أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه والدارمي والحاكم وابن حبان وصححه الألباني في تخريج كتب السنة] .  عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله : { من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة } [رواه مسلم والبيهقي وعنده وعند النسائي { وكل ضلالة في النار } بإسناد صحيح].  وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد } [متفق عليه]، وفي رواية لمسلم: { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }. قال ابن حجر على كل بدعة ضلالة وهذه الجملة قاعدة شرعية فكل بدعة ضلالة فلا تكون من الشرع لأن الشرع كله هدي, وأما حديث عائشة فهو من جوامع الكلم وهو ميزان للأعمال الظاهرة والمبتدع عمله مردود ولأهل العلم فيه قولان: الأول: أن عمله مردود عليه. والثاني: أن المبتدع رد أمر الله لأنه نصب نفسه مضاهياً لأحكم الحاكمين فشرع في الدين ما لم يأذن به الله , وإليك ما ورد في شأن البدعة من كلام بعض صحابة رسول الله : قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: { اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم } [رواه الطبراني والدارمي بإسناد صحيح , وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: { كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة } [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح, وقد أنكر ابن مسعود على قوم جالسين في المسجد ومع كل واحد منهم حصاً وبينهم رجل يقول: ( كبروا مائة ). فيكبروا مائة. فيقول: ( هللوا مائة ). فيهللو مائة. فيقول: ( سبّحوا مائة ). فيسبحوا مائة. وقال: { والذي نفسي بيده أنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو مفتحوا باب ضلالة } قالوا: ( ما أردنا إلا الخير ). فقال: { وكم من مريد للخير لن يصيبه }. [أخرجه الدارمي وأبو نعيم بإسناد صحيح]. وهذا من فهم سلف الأمة لخطر البدعة وقد قال إمام دار الهجرة مالك رحمه الله: ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقولالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فما لم يكن يومئذ لا يكون اليوم ديناً ). وقال الإمام الشافعي رحمه الله: ( من استحسن فقد شرع ) وقال الإمام أحمد رحمه الله: ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول والاقتداء بهم وترك البدعة وكل بدعةضلالة ). اللهم ارشدنا الى الطريق  المستقيم  با تباع شرعك وسنة نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن كل بدعة وضلاله قولية كانت أو فعلية وعملية ...اللهم آمين ...