صفاء القلب عند اطمئنان الجسد

البراء كحيل

[email protected]

هناكَ حاجاتٌ للإنسانِ لا يستطيعُ العيشَ منْ غيرها كالماءِ والشرابِ والزواجِ وو ... وعندما يستطيعُ العبدُ أنْ يُحققَ هذهِ الحاجات لنفسهِ بالطرقُ الشرعيةِ التي أحلها اللهُ ورضيها لعبادهِ يكونُ العبدُ حينها في صفاءٍ للقلبِ وقُربٍ منْ مولاهُ لأنّه غيرُ منشغلٍ بتأمينِ تلكَ الحاجاتِ ... وحينمَا يَعْجزُ العَبدُ عنْ تأمينِ هذهِ الحاجاتِ لنفسهِ بالطرقِ الشرعيةِ الحلالِ ويعفُّ نفسهُ عنْ تأمينها بالطرقِ الغيرِ شرعية المحرّمةِ يُصبحُ العبدُ حينهَا في ضيقٍ وتشتتِ فكرٍ ولا يكونُ القلبُ في ذلك الوقتِ صافياً نقياً للهِ إذْ إنّهُ مشغولٌ في جُزءٍ مِنه في التفكيرِ بتلكِ الحاجاتِ التي لا يقدرُ على العيشِ منْ دونهَا مَهْما حاولَ صرفَ قلبهِ عنهَا لأنّهَا فطرةُ اللهِ التي فطرَ عِبادهُ عليهَا " أنّهمْ ضعفاءُ أمامَ هذهِ الحاجاتِ والرغبات" ولكنّ الطمعَ في كرمِ اللهِ أنْ يُعطيَ هذا الصابرَ على عفّةِ نفسهِ وحرمانهَا مِنْ حاجاتهِا بالطرقِ المحرّمةِ أنْ يعطيه فضلَ أولئكَ العابدينَ الخلّصِ الصافيةِ قلوبهم وإنْ لمْ يكنْ قلبهُ صافياً مِثلهمْ وذلكَ جزاءَ صبرهِ وثباتِهِ .. ولو حدثَ وزلّتْ قدمهُ يوماً لعلّ اللهَ أنْ يغفرَ لهُ لعلمِهِ بضعفِ عبدهِ وحاجتهِ لأساسياتِ الحياةِ التيْ لا يمكنُ لهُ العيشُ من غيرهَا .. وأهمُّ مافيْ الأمر أنْ يبقى خوفُ اللهِ والطمعُ فيْ كرمهِ ورحمتهِ موجوداً فيْ قلبِ العبدِ ولو لمْ يكنْ وجودهُ كوجودهِ فيْ قلبِ ذلك الذي استطاعَ أنْ يؤمّنَ لنفسهِ حاجاتِهَا ورغباتِهَا بالحلالِ والطرقِ الشرعيةِ ... والويلُ كلّ الويلِ لأولئكَ الذينَ أعطاهمْ اللهُ كلّ ما يحتاجونَ منْ حاجاتِ النفسِ الدنيويةِ ثمّ انصرفتْ قلوبهمْ عنهُ وغفلتْ عقولهمْ عنْ فضلهِ فهؤلاءِ عقابهمْ عسيرٌ وحسابهمْ شديدٌ لأنّه لا حُجةَ لَهمْ أمامَ ربّهمْ الذي أعطاهمْ كلَّ ما يحتاجونَ ثمّ غفلُوا عنْهُ .....