الصلاة الوسطى

عبد الله سراج الدين

عبد الله سراج الدين (1)

..... قال الله تعالى  :  ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) 238 البقرة  والمعنى داوموا على أداء الصلوات في أوقاتها من غير إخلال وتأخير ....

 وقد اختلف العلماء في المراد من الصلاة الوسطى .

فقال بعضهم :  هي المتوسطة نهاراً و هي الظهر ، و يدل عليه ما رواه الإمام أحمد و أبو داوود بسند جيد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالهاجرة و لم تكن صلاة أشد على الصحابة منها فنزلت : ( حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى ) الآية .

و روى الإمام أحمد من وجه آخر عن زيد رضي الله عنه أيضاً ، أن النبي – صلى الله عليه و سلم – كان يصلي الظهر بالهجير ، فلا يكون وراءه إلا الصف و الصفان ، و الناس في قائلتهم و تجارتهم فأنزل الله تعالى : (حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى  ) . الآية .

فقال – صلى الله عليه و سلم – : ( لينتهين رجال أو لأحرقن بيوتهم ) .

و قال بعضهم : الوسطى هي المتوسطة بين صلاتي نهار و صلاتي ليل و هي العصر – و عليه الأكثر .

و استدلوا لذلك بما روى الشيخان عن علي رضي الله عنه أنه – صلى الله عليه و سلم – قال يوم الأحزاب : ( ملأ الله قبورهم و بيوتهم ناراً ، شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ) .

و في رواية : ( كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس ) .

أو المراد المتوسطة بين الصلوات الخمس في الطول و القصر و هي المغرب .

أو المتوسطة بين صلاتين لا يجري عليهما القصر في السفر و هي العشاء.

أو المتوسطة بين جهريتين و سريتين و هي الفجر .

و قال بعضهم  : المراد بالوسطى إحدى الصلوات الخمس و لم يُعيّنها  الله تعالى بل أخفاها في جملة الصلوات ليحافظوا على الصلوات كلها ، كما أخفى سبحانه ليلة القدر في ليالي العشر من رمضان ، و الاسم الأعظم في جملة الأسماء الإلهية ، و ساعة الإجابة في ساعات يوم الجمعة ليلتمسها قاصدها في خلال تلك المدة كلها .

و قيل الوسطى معناها الفضلى ، نظير قوله تعالى : ( و كذلك جعلناكم أمة وسطاً  .... ) 143 البقرة  أي عدولاً فضلاء ، فالمراد بها صلاة الجمعة .

 و ثمة أقوال كثيرة للعلماء

(1) : المرجع : كتاب الصلاة  في الإسلام  : عبد الله سراج الدين                      

قال الشيخ الدكتور نور الدين عتر   -رحمه الله - كان الشيخ يحفظ  نحوثمانين ألف حديث  ، وافتتح الشيخ المدرسة الشعبانية وسار على نهجها مدارس في المعرة ودمشق انتهى قول الشيخ الدكتور رحمه الله

وهذه ترجمة عن شيخنا الجليل العلامة عبد الله سراج الدين    رحمه الله ( * )  : يصل نسب الشيخ الى حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشيخنا من السادة الاشراف الاطهار :"إنما  يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " 33سورة الاحزاب   

اسمه الكامل : عبد الله محمد نجيب سراج الدين الحسيني ،

 وشيخنا الجليل العارف بالله  العلامة المفسر المحدث علامة حلب الشهباء وسراجهاوعالمها الكبير ،  وهو اخ في الله لسيدي وشيخي والدي الكريم الشيخ أحمد الحصري ، أسكنهما الله الفردوس الاعلى برحمته وفضله ومنته آمين ، وسيدي الوالد أسس مدرسته في المعرة تحت اسم معهد الامام النووي الشرعي وجاءت هذه التسمية لمدرسة سيدي الوالد اثر رؤيا رآها في نومه متأخرة عن تأسيسها عقدين من الزمن بعد ان كان اسمها مدرسة النهضة الاسلامية بالمعرة   

وقد ولد الشيخ رحمه الله سنة 1343 ه الموافق 1924 م ، ثم أسس مدرسة للحفاظ بالقراءات والروايات سنة 1975 م ، له مشايخ كثر أجازوه بالحديث والرواية من أهمهم الشيخ محمد راغب الطباخ ووالده الشيخ محمد نجيب سراج الدين الحسيني  - رحمهما الله - ، ..
وقد توفي رحمه الله مساء يوم الاثنين 20 ذي الحجة 1422 ه الموافق 4 / 3/  2002 عند أذان العشاء  رحمه الله و والدينا والمسلمين  وأسكن الجميع  الفردوس الاعلى  

وللشيخ مؤلفات قيمة وعديدة( منها على سبيل الذكر ، التقرب الى الله تعالى ، سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .....)  قال عبد المعز الحصري   سمعت بام أذنيّ    -  من الشيخ عبد الحميد العيسى / أبوعيسى / رحمه الله / وهو من  معارة النعسان  سورية  وكان هذا الشيخ امام مسجد جبريل عليه السلام " في أبو ظبي  - أنّ الشيخ  عبد الله سراج الدين رحمه الله كان يحتفظ بشعرات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يريها للناس في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم فتهب نسمة رقيقة عطرة  يشمها أهل الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ملاحظة : اتقدم بالشكر الجزيل لسيدي الشيخ الجليل : أحمد عز الدين ويس – حفظه الله ورعاه- وله الفضل عليّ في كتابة هذه المقالة ومعرفتي بشيخنا العارف بالله رحمه الله  .

  اللهم اجعلنا ممن يحبهم رسول الله  صلى الله عليه وسلم ويحبونه  آمين وارزقنا  شفاعته يوم الدين ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

                

(* ) نال شرف كتابة هذه الترجمة عن شيخنا  رحمه الله تعالى  : الفقير الى الله : عبد المعز الحصري وكتب المقالة ولده : "أحمد عبد المقصود" عبد المعز أحمد الحصري ، جزاه الله خيرا