والله أنبتكم من الأرض نباتا

لو تأملنا جميعنا الصالح والطالح في أنفسنا سنجد شكل الجهاز النفسي : مخٌ متصل بنخاع شوكي ينتهي بحذور ويمد أفرع وتربته إما الشيطان أو الله - عز وجل -  فكأنه نباتٌ سامقٌ باسطٌ فروعه في الهواء إما يخرج للحياة الدنيا أكسجينا صالحاً للتنفس وحينها مصيره جنات الفردوس و يكون ميتا لا دور له وحينها النار مثواه فهو لا دور له في الحياه ليحيا في الجنات .

وهنا سيسأل سائلٌ عن سر التمايز بين الصالح والطالح ويكون الجواب : عين تري وأذن تسمع و نفس تشتهي وعقل يزن شهوتها ويضبطها وعصب يحرك ما اختارته النفس -بعد ضبطه بالعقل- بتحريك الأعضاء المختلفة .

في طفولةِ إنسانٍ يحب النجاح وجد أن المكتسبات من البيئة المحيطة لا تمثل إلا إثنين في المائة من طريق سيره في الدنيا ولكن عالمه الداخلي النفسي هو الغالب علي اختياره فلم يذكر التاريخ طفلا اختار بيئته إنما البيئة فُرِضَت عليه ,ولكنه يشكل حياته بنفسه فور بلوغه التكليف وقبل هذا تمشي حياته مع الله .

ولا يعني أن الإنسان خارج عن إرادة الله وإلا لفسدت السماوات والأرض ولكن أقداره خفية عنه مسجلة عند الله ويده تعمل في الخفاء ,والطالب الذي يحفظ المعلومات المطلوبة وفي طريقه للصلاة يحتاج لخلية واحدة في عقله ليراجع المعلومات ويذكر الله بقلبه في الصلاه ثم يدعوه بعقله ان يثبت معلوماته ويوفقه لما يحب وبرضي هذا هو الناجح أيا كانت نتيجة امتحانه لأنه امتحان دنيوي , إنما هو يسعي بصدق لأن الله أحب عبده القوي الذي يعي موضعه من الحياة. 

إن المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف , ولا تنحصر القوة في البدن ولكن أقوي سلاح الإيمان بالله وهو مفتاح النجاح في الحياة ,في فنون القتال كل فن له سرعقلي متعاون مع الطبيعة فيتغلب عليها الجسد :" والله يريد أن يخفف عنكم وخلقَ الإنسان ضعيفا " فلِتُقَاوِمَ هذا الضعف عليك الاستعانة بمن يتحكم في الطبيعة حولك ليحل لك أزماتك النفسية التي قد تضيع حياتك وهذه الأزمات حلها نفسي غير عضويّ فلا يطلب دواء أو شفاء من طبيب أو عقار إنما يطلب من رب الوجود ,كلما شعرت بِهَمٍّ استغفر ربك ولا تستكبر فالذنوب ضلال كلما تراكمت أغرقت , فما عليك إلا أن تعيد رقبتك للخلف فتسترجع مشاهد راجعها بنفسك وانظر بعقلك بآن تحرِّكَّهُ للأمام جهة اليسار واليمين ,فجهة اليمن تنقد واليسار تفحص ثم ارفع عينك لربك وقل رب 

.اغفر وارحم وانت خير الراحمين

.لصراط الله المستقيم صفات اذا اتبعتها ارتحت ,العبادة والاستعانة والتوكل والشكر والتواصي بالحق والصبر

.تلكم الصفات لا تجتمع في عبد إلا وقد وقَّعَ مع الحياة عقد راحة واطمئنان فالعبادة عرفان والاستعانة اطمئنان والتوكل اقتران سعي بيقين والدعوة لله جنان الله في الأرض

والعقل عضو يحتاج لحياة وحياته الفكرة وتتكون مع الله او الشيطان ان آمنت بالله سيطرد الله الشيطان من افكارك ويصفي ذهنك للحياة وان كفرت به تركك للشيطان ترتع معه في كل مفسدة

وسوم: العدد 738