في ذكرى ميلادي

نسرين صالح محمد جرار

نسرين صالح محمد جرار

كانت قطرات الندى لا تزال تغلّف الأريج المنبعث من الجوري، ولم تكن أزهار المشمش قد شفت بعدُ شوقها من ضمات خيوط الشمس، و لما تنتهِ البلابل بعدُ من أنشودة الشروق، وبين كل هؤلاء المحتفلين ببدء أول نهارٍ من نيسان، سبحت أفكاري حين تذكرتُ أن هذا اليوم طوى عاماً من عمري .. و أعلن بداية عامٍ جديد.

تجولت في الطبيعة التي أقامت أعراساً للربيع، وتجولت ذكرياتي وأحلامي ما بين ماضٍ منصرمٍ ومستقبلٍ قادم، فلا زال لدي آمالٌ لم تأتِ بها الأقدار بعد.... لا زلتُ أنتظر الأجمل مع إشراقة كل شمس، أنا بانتظار قدوم صباحاتٍ تصدح فيها الطيور بأغاني الحرية، أنا بانتظار أن يزهر المشمش وقد فرحت أم كلّ أسيرٍ بعناق ولدها وقد انكسر قيد السجان... أنا بانتظار ربيعٍ يمسح كل الدمعات، ولا نرى فيه دمعة أم شهيدٍ جديد ...

تتراءى لي من بعيدٍ نهاية الظلم  ... وشفاء الأحزان... ، ألمح وراء الأفق عناق الأحبة ونهاية الحرمان..

آمالٌ ... وأحلامٌ ... و طموحاتٌ تراودني كل عامٍ في أول نيسان، فهل تأتي نيسانات القادمة ببعض الأفراح ..؟؟!!