خواطر زهير سالم 773

ووضعوا لأنفسهم هدفا ان يكونوا جزء من المعادلة السياسية في بلدهم وفِي منطقتهم 

وكم فرحوا حين ظفروا بنوع من الشراكة مع الكبار من حولهم 

ولم يمض وقت كبير ليتبينوا ان للشراكة مع الكبير والاكبر اسم آخر 

وأصبحوا بحسب برتوكول الشراكة يقومون اذا قام الكبير ويقعدون اذا قعد يضحكون اذا ابتسم ويبكون اذا حوقل 

تذكروا مقولة عبد الملك بن مروان حين سأل من اسعد الناس ثم اجاب ؛

رجل عنده قوت يومه أغلق عليه بابه 

لا يعرفنا ولا نعرفه

****************************************

من واجب الوقت السوري:

التعتيم على اخبار الثورة السورية والشعب السوري 

او التشاغل عنها هو بعض الاستراتيجية الدولية - الإقليمية لتصفية ما تبقى من أوراق بيد الثوار وبيد الشعب .

أعجب لصمت السوريين وأعجب اكثر لصمت ممثليهم .

وأصبح البحث عن منبر واجب الوقت بالنسبة لجميع السوريين 

منبر ننادي عليه : يا سامعين الصوت

***************************************

إحدى حماقات الفرس .. كان محمد المأمون بن هارون الرشيد ابن جارية فارسية ، وقيل أفغانية ، تدعى مراجل. ساعده الفرس في الانقلاب على أخيه الأمين والقصة معروفة .  يروى أنه أحضر إلى مجلسه صندوق جميل مرصع بالجواهر عليه قفل لطيف من ذهب ، فأمر المأمون بفتحه ، ففتح فإذا فيه صندوق آخر أجمل منه وأبهى وعليه قفله الذهبي ومفاتيح القفل بجانبه ، فأمر المأمون بفتح الصندوق الثاني فإذا فيه صندوق ثالث بأوصاف الأبهة والحفاوة نفسها .. فالتفت المأمون إلى جلسائه وقال : من يشتري الصندوق بما فيه ..؟ ودخل الصندوق المزاد ، وتدافع عليه وجهاء الدولة ، عسى أن يكون فيه جوهرة أو عقد يليق بالصناديق حتى رسا المزاد على أحدهم فاشترى الصندوق ، وفتح الصندوق الثالث فإذا فيه : رقعة كتب عليها من أحب أن تطول لحيته فليمشطها من أسفل ,, يقول المأمون : قد علمت أنها إحدى حماقات الفرس .. أكتب هذا تعليقا على ما سبق إليه ساسة طهران أنه متمسكون بالاتفاق النووي بعد أن تخلى عنه ترامب ...قليل من العقل ينفع . كثير من بني قومنا يشهدون لإيران الانتصار في مشروعهم في العراق أو في سورية ، وما انتصروا إلا كما انتصر بشار الأسد بالروس وقوات قسد بالأمريكان . ميليشيات مرتهنة لقائد مأجور في قم أو في الضاحية الجنوبية . لن ينتصر علينا الروس ولا الأمريكان ونحن الذين نحفظ ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )

****************************************

العجب

كيف يتوب : ...

وقالت له النفس: 

أنت لم ترتكب فاحشة ، ولم تقاربها ، ولم تشرب خمرا ، ولا سرقت ولا اختلست ولا ارتشيت ولا دفعت رشوة ولا أكلت الربا ولا أطعمته وظللت عمرَك تصلي وتصوم وتتصدق بما يصل إلى يدك تتقي الله فيما تأكل وفيما تلبس - أو تلبسين - وفيما تنفق وفيما تدخر ..

وقال له القلب : 

أرأيتَ شعورِك المزهو هذا باستقامتك وبعبادتك هو كبيرة اسمها العجب ، أرأيتَ نظرتك بترفع إلى جارك المبتلى هو كبيرة اسمها الكبر،  أرأيت إباءك للحق يوم أقام عليك الحجة مخالفك هو كبير اسمها المراء ، أرأيت ذلك الشعور الدفين الكمين يوم خرج عليك فلان بثوب أجمل من ثوبك أو بسيارة أجمل من سيارتك ، هو كبيرة اسمها الحسد ،  أرأيت مجالس لغوك تحصد فيها وصحبك كبائر من غيبة وبهتان ونميمية وقطيعة ؛ كلها حصائد كبائر تفوح منها روائح كبائر الاثم ..

وتحتاج إلى غسلها بماء التوبة ..

التوبة من حقوق فلان وفلان وفلانة وفلانة تبدأ من عندهم ، هم أصحاب الحقوق ، ويجب أن يستردوا حقوقهم أو أن يتنازلوا عنها..

ثم أن تتوهم أنك في حضرة مولاك وقد فتح سجل ما قدمت ، ووجدت كل ما عملت بجوارحك أو بلسانك أو بقلبك  حاضرا، وقد أعطيت الفرصة لتمحو ما شئت قبل أن يبدأ العرض . تلكم هي التوبة ، أن تتوقف ..أن تتأمل ..أن تمحو قبل العرض والتدقيق..

الشعور بالندم ، البكاء على الخطيئة ، هو الممحاة التي نمحو بها من سجلنا كل ما لا نرضى أن يواجهنا به من ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) 

نقلع عن الذنب ، مع حرقة على ما أسلفنا ، وعزم على ألا نعود ، وعلى أننا لا نعصي الله ورسوله ..

اللهم اغسل حوبتنا واقبل توبتنا وأعنا على ما سألتنا وكلفتنا....

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 773